الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
ومن سار على نهجه إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فقد وصلني من أحد إخواني جزءٌ من مقطع يشتمل على لقاء مع
أسامة بن عطايا في قناة الحدث الفضائية الليبية، وفيه بيَّن أسامة بن عطايا أنَّ
الأشاعرة مكيدة عملها المعتزلة وابن تومرت المدَّعي المهدوية كادوا بها أهل
المغرب، وأنَّ أبا الحسن الأشعري رحمه الله مرَّ بثلاثة أطوار، الاعتزال ثم على
عقيدة ابن كُلَّاب ثم على عقيدة السلف، وبيَّن أنَّ الأشاعرة المتأخرين على عقيدة
أبي الحسن الأشعري في طوره الثاني (عقيدة ابن كُلَّاب) التي تبرأ منها أبو الحسن
نفسه، ثم قال في ختام جوابه عن الأشاعرة: ((أنا أشعري على عقيدة أبي الحسن السلفية
المالكية الشافعية الحنبلية الحنفية)).
ولي معه وقفتان:
الوقفة الأولى:
أليس التصوير محرَّماً
بالأحاديث الصحيحة الصريحة؟!
أليس فيه لعنة ومضاهاة خلق الله وسبب من أسباب انتشار
الشرك والفساد والضلال؟!
لماذا يخالف أسامة بن عطايا هذه الأدلة وهو ينادي اليوم
كما يزعم إلى اتباع الدليل دون الالتفات إلى كلام العارفين بأسباب الجرح في
المجروحين أمثاله؟!
أليست أدلة التصوير صحيحة وصريحة؟!
فأين دعوى الاتباع إذاً؟!
وقد نصح شيخنا العلامة الشيخ ربيع حفظه الله عموم
المسلمين بالبعد عن التصوير في مقال جامع ماتع عنوانه مقتبسٌ من حديث نبوي [أشد الناس
عذاباً يوم القيامة المصورون] وهو في شبكة سحاب، وذكر فيه جمعاً من الأحاديث
الصحيحة في تحريم التصوير وكذلك فتوى الإمام ابن باز رحمه الله وفتوى اللجنة
الدائمة برئاسة ابن باز وكلام الإمام الألباني رحمه الله في آداب الزفاف، والمقال
على هذا الرابط:
وأسامة بن عطايا نفسه كتب جواباً مفصلاً في تحريم
التصوير منشوراً في الشبكة قال فيه:
((فقد سألني بعض الإخوة عن حكم الصور والرسومات التي يضعها
بعض كتاب الانترنت في توقيعاتهم، فأجبته بجواب مفصل أسأل الله التوفيق والسداد والهدى
والرشاد...
فقد كنتُ كتبتُ سابقاً فتوى حول تحريم التصوير، وبينتُ أنه
من وسائل الشرك وخاصة في هذا الزمان الذي انتشر فيه الجهل بأمور الشرع، وكثُرَت الشبه
والأهواء، فسأعيدها هنا مع زيادة بيان وتوضيح. ومما يؤكد حرمة التصوير ويزيد في وضوح
فساده إذا كان وسيلة من وسائل الفساد والإفساد... وذكر أدلة تحريم التصوير ثم قال:
ويتضح منها أنَّ علة تحريم التصوير هو: مضاهاة خلق الله
.
وليست علة التحريم كونها منحوتة أو مرسومة أو مصنوعة باليد
كما يظنه البعض.
وتصوير الكاميرا والفيديو من أعظم الوسائل التي يتوصل بها
إلى مضاهاة خلق الله، فلو جهد المصور أن يرسم بيده صورة مشابهة لخلق الله لما استطاع
أن يصورها كما تصورها الكاميرا أو الفيديو.
لذلك فالتصوير بشتى أنواعه حرام لا يجوز، وأعظم التصوير
حرمة: ما كان بالكاميرا أو الفيديو لأنه أبلغ في مضاهاة خلق الله...
الشرع حرم التصوير حسماً لمادة الشرك، ومن كان يظن أنَّ التصوير
بالكاميرا أو الفيديو لا يتوصل به إلى الشرك فقد وهم، ولقد استغل أهل الشرك والأوثان
في هذا العصر ما استجد من آلات التصوير لنشر الشرك وأسبابه على نطاق واسع، فقد حصلت
بسبب التصوير الفوتوغرافي والفيديو فتن عظيمة وكم وقع بسببها من شرك بالله...
فالتصوير الفوتوغرافي حرام بشتى صوره ووسائله، وهذا هو قول الشيخ ابن باز والشيخ الألباني من كبار الأئمة
المعاصرين)).
إذاً أسامة بن عطايا يعرف هذا كلَّه!
أم سيقول كما قال الأولون قبله: من أجل مصلحة الدعوة أو
الحاجة الشرعية؟!
أم سيقول: الغاية تبرر الوسيلة؟!
فليتق الله عزَّ وجلَّ - أسامة بن عطايا - وليتذكَّر قول
النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل العالم الذي يعلِّم الناسَ الخيرَ وينسى نفسه
كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه" حسنه الألباني.
وأخرج عبدالرزاق في مصنفه عن معمر عن قتادة - قال معمر: وكتبَ
به إلي أيوبُ السختياني - أنَّ أبا مسعود الأنصاري دخل على حذيفة رضي الله عنهما، فقال:
أوصنا يا أبا عبدالله؟ فقال حذيفة: أما جاءك اليقين؟ قال: بلى وربي، قال: ((فإنَّ الضلالة
حق الضلالة: أن تعرف اليوم ما كنتَ تنكر قبل اليوم، وأن تنكر اليوم ما كنتَ تعرف قبل
اليوم، وإياك والتلون، فإنَّ دين الله واحد)).
الوقفة الثانية:
الانتساب إلى الأشعري بدعة كما قال شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله، فكيف يقول أسامة بن عطايا في قناة فضائية - يتابعها آلاف الناس
العوام ومنهم الكثير من المتأثرين بعقيدة الأشاعرة عن جهل وتقليد - : أنا أشعري؟!
أليس في صنيعه هذا تغريرٌ وفتحٌ لباب من الشر والفتنة
والتلبيس والمداهنة؟!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في المجموع
[6/358-359]: ((وَمَنْ رَزَقَهُ اللَّهُ مَعْرِفَةَ مَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَبَصَرًا
نَافِذًا وَعَرَفَ حَقِيقَةَ مَأْخَذِ هَؤُلَاءِ: عَلِمَ قَطْعًا أَنَّهُمْ يُلْحِدُونَ
فِي أَسْمَائِهِ وَآيَاتِهِ، وَأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِالرُّسُلِ وَبِالْكِتَابِ وَبِمَا
أُرْسِلَ بِهِ رُسُلُهُ.
وَلِهَذَا كَانُوا يَقُولُونَ: إنَّ الْبِدَعَ مُشْتَقَّةٌ
مِنْ الْكُفْرِ وَآيِلَةٌ إلَيْهِ، وَيَقُولُونَ: إنَّ الْمُعْتَزِلَةَ مَخَانِيثُ
الْفَلَاسِفَةِ، وَالْأَشْعَرِيَّةُ مَخَانِيثُ الْمُعْتَزِلَةِ.
وَكَانَ يَحْيَى بْنُ عَمَّارٍ يَقُولُ: الْمُعْتَزِلَةُ
الْجَهْمِيَّة الذُّكُورُ، وَالْأَشْعَرِيَّةُ الْجَهْمِيَّة الْإِنَاثُ.
وَمُرَادُهُمْ الْأَشْعَرِيَّةُ الَّذِينَ يَنْفُونَ الصِّفَاتِ
الْخَبَرِيَّةَ.
وَأَمَّا مَنْ قَالَ مِنْهُمْ بِكِتَابِ "الْإِبَانَةِ"
الَّذِي صَنَّفَهُ الْأَشْعَرِيُّ فِي آخِرِ عُمْرِهِ وَلَمْ يُظْهِرْ مَقَالَةً تُنَاقِضُ
ذَلِكَ فَهَذَا يُعَدُّ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ؛ لَكِنَّ مُجَرَّدَ الِانْتِسَابِ
إلَى الْأَشْعَرِيِّ بِدْعَةٌ، لَا سِيَّمَا وَأَنَّهُ بِذَلِكَ يُوهِمُ حُسْنًا
بِكُلِّ مَنْ انْتَسَبَ هَذِهِ النِّسْبَةَ وَيَنْفَتِحُ بِذَلِكَ أَبْوَابُ شَرٍّ)).
ونحن لا ننكر أنَّ أبا الحسن الأشعري رحمه الله رجع في
آخر أمره إلى القول بما قاله الإمام أحمد رحمه الله وصرَّح بذلك في مقدمة كتابه
"الإبانة في أصول الديانة" وغيره، لكنه رحمه الله لم يسلم في بعض
تقريراته من الأخطاء التي وافق فيها أهل التجهم بالإضافة إلى معرفة مجملة لا
مفصَّلة لأصول أهل الحديث في مقابل معرفته المفصلة بأهل الكلام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان حال أبي
الحسن الأشعري رحمه الله [12/204-205]: ((كَانَتْ خِبْرَتُهُ بِالْكَلَامِ خِبْرَةٌ
مُفَصَّلَةٌ وَخِبْرَتُهُ بِالسُّنَّةِ خِبْرَةٌ مُجْمَلَةٌ؛ فَلِذَلِكَ وَافَقَ الْمُعْتَزِلَةَ
فِي بَعْضِ أُصُولِهِمْ الَّتِي الْتَزَمُوا لِأَجْلِهَا خِلَافَ السُّنَّةِ، وَاعْتَقَدَ
أَنَّهُ يُمْكِنُهُ الْجَمْعُ بَيْنَ تِلْكَ الْأُصُولِ وَبَيْنَ الِانْتِصَارِ
لِلسُّنَّةِ كَمَا فَعَلَ فِي مَسْأَلَةِ الرُّؤْيَةِ وَالْكَلَامِ وَالصِّفَاتِ
الْخَبَرِيَّةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَالْمُخَالِفُونَ لَهُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ
وَمِنْ الْمُعْتَزِلَةِ وَالْفَلَاسِفَةِ يَقُولُونَ: إنَّهُ مُتَنَاقِضٌ، وَإِنَّ
مَا وَافَقَ فِيهِ الْمُعْتَزِلَةَ يُنَاقِضُ مَا وَافَقَ فِيهِ أَهْلَ السُّنَّةِ...
إلى أن قال:
فَلَمَّا كَانَ فِي كَلَامِهِ شَوْبٌ مِنْ هَذَا وَشَوْبٌ
مِنْ هَذَا، صَارَ يَقُولُ مَنْ يَقُولُ: إنَّ فِيهِ نَوْعًا مِنْ التَّجَهُّمِ،
وَأَمَّا مَنْ قَالَ: إنَّ قَوْلَهُ قَوْلُ جَهْمٍ فَقَدْ قَالَ الْبَاطِلَ، وَمَنْ
قَالَ: إنَّهُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ قَوْلِ جَهْمٍ فَقَدْ قَالَ الْبَاطِلَ، وَاَللَّهُ يُحِبُّ الْكَلَامَ بِعِلْمِ وَعَدْلٍ وَإِعْطَاءَ
كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ وَتَنْزِيلَ النَّاسِ مَنَازِلَهُمْ)).
وقال رحمه الله كما في [الفتاوى الكبرى 6/662]: ((وَإِلَّا
فَالْأَشْعَرِيُّ لَمْ يَكُنْ لَهُ خِبْرَةٌ بِمَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَأَصْحَابِ
الْحَدِيثِ, وَإِنَّمَا يُعَرِّي أَقْوَالَهُمْ مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ لَا يَعْرِفُ
تَفَاصِيلَ أَقْوَالِهِمْ وَأَقْوَالِ أَئِمَّتِهِمْ, وَقَدْ تَصَرَّفَ فِيمَا نَقَلَهُ
عَنْهُمْ بِاجْتِهَادِهِ فِي مَوَاضِعَ يَعْرِفُهَا الْبَصِيرُ.
وَأَمَّا خِبْرَتُهُ بِمَقَالَاتِ أَهْلِ الْكَلَامِ فَكَانَتْ
خِبْرَةً تَامَّةً عَلَى سَبِيلِ التَّفْصِيلِ, وَلِهَذَا لَمَّا صَنَّفَ كِتَابَهُ
فِي "مَقَالَاتِ الْإِسْلَامِيِّينَ" ذَكَرَ مَقَالَاتِ أَهْلِ الْكَلَامِ
وَاخْتِلَافَهُمْ عَلَى التَّفْصِيلِ، وَأَمَّا أَهْلُ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ فَلَمْ
يَذْكُرْ عَنْهُمْ إلَّا جُمْلَةَ مَقَالَاتٍ, مَعَ أَنَّ لَهُمْ فِي تَفَاصِيلِ تِلْكَ
مِنْ الْأَقْوَالِ أَكْثَرُ مِمَّا لِأَهْلِ الْكَلَامِ.
وَذَكَرَ الْخِلَافَ بَيْنَ أَهْلِ الْكَلَامِ فِي الدَّقِيقِ
فَلَمْ يَذْكُرْ النِّزَاعَ بَيْنَ أَهْلِ الْحَدِيثِ فِي الدَّقِيقِ, وَبَيْنَهُمْ
مُنَازَعَاتٌ فِي أُمُورٍ دَقِيقَةٍ لَطِيفَةٍ كَمَسْأَلَةِ اللَّفْظِ وَنُقْصَانِ
الْإِيمَانِ وَتَفْضِيلِ عُثْمَانَ وَبَعْضِ أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ وَنَفْيِ لَفْظِ
الْجَبْرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ دَقِيقِ الْقَوْلِ وَلَطِيفِهِ)).
وقال رحمه الله كما في المجموع [12/206]: ((وَأَمَّا ابْنُ
كُلَّابٍ والقلانسي وَالْأَشْعَرِيُّ فَلَيْسُوا مِنْ هَذَا الْبَابِ؛ بَلْ هَؤُلَاءِ
مَعْرُوفُونَ بالصفاتية مَشْهُورُونَ بِمَذْهَبِ الْإِثْبَاتِ، لَكِنْ فِي أَقْوَالِهِمْ
شَيْءٌ مِنْ أُصُولِ الْجَهْمِيَّة، وَمَا يَقُولُ النَّاسُ: إنَّهُ يُلْزِمُهُمْ بِسَبَبِهِ
التَّنَاقُضُ، وَإِنَّهُمْ جَمَعُوا بَيْنَ الضِّدَّيْنِ، وَإِنَّهُمْ قَالُوا مَا
لَا يُعْقَلُ، وَيَجْعَلُونَهُمْ مُذَبْذَبِينَ لَا إلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إلَى هَؤُلَاءِ،
فَهَذَا وَجْهُ مَنْ يَجْعَلُ فِي قَوْلِهِمْ شَيْئًا مِنْ أَقْوَالِ الْجَهْمِيَّة)).
وقال في [منهاج السنة 2/135]: ((وهذا الكلام وإن كان أصله
من المعتزلة فقد دخل في كلام المثبتين للصفات حتى في كلام المنتسبين إلى السنة الخاصة
المنتسبين إلى الحديث والسنة، وهو موجود في كلام كثير من أصحاب مالك والشافعي وأبي
حنيفة وأحمد وغيرهم، وهذا من الكلام الذي بقى على الأشعري من بقايا كلام المعتزلة،
فإنه خالف المعتزلة لما رجع عن مذهبهم في أصولهم التي اشتهروا فيها بمخالفة أهل السنة
كإثبات الصفات والرؤية وأنَّ القرآن غير مخلوق وإثبات القدر وغير ذلك من مقالات أهل
السنة والحديث، وذكر في كتاب "المقالات" أنه يقول بما ذكره عن أهل السنة
والحديث، وذكر في "الإبانة" أنه يأتم بقول الإمام أحمد، قال: فإنه الإمام
الكامل والرئيس الفاضل الذي أبان الله به الحق وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين
وزيغ الزائغين وشك الشاكين)).
وأبو الحسن الأشعري رحمه الله في طوره الثالث (الإبانة
في أصول الديانة – مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين – رسالة إلى أهل الثغر) وقع
في أخطاء في مسألة الكلام والأفعال الاختيارية ونفي اللفظ المجمل والقول بما يفهم
منه التفويض والتسليم لبعض الأصول العقلية الفاسدة والتفريع عليها وفي بعض ما
ينقله عن السلف الصالح أو ما يفهمه عنهم وغير ذلك مما ليس هذا موضع تفصيله، ولهذا
كان اغترار الناس بهذه الكتب أكثر من انتفاعهم بها؛ بل هي من هذا الجانب أخطر من
كتب غيرهم، لأنَّ هذه الكتب على ما فيها من تقرير مجمل اعتقاد السلف في الكثير من
المسائل، إلا أنَّ ما فيها من أخطاء سببت التقريب مع الأشاعرة الكلابية في الأزمنة
المتقدِّمة حتى انخدع الكثير من الفقهاء والحفَّاظ بمذهب الأشاعرة بسبب هذا
التقريب، وبعض هؤلاء ينقل عن الأشعري مذهبين: التأويل والتفويض، وبعضهم يعدُّ
كتابه "الإبانة" أقرب للتفويض.
ولهذا قال الإمام أبو نصر السجزي رحمه الله في رسالته
[الرد على من أنكر الحرف والصوت/ الفصل السابع ص38] في بيان مذهب الأشعري رحمه
الله: ((وكذلك كثيرٌ من مذهبه يقول في الظاهر بقول أهل السنة مجملاً، ثم عند التفسير
والتفصيل يرجع إلى قول المعتزلة، فالجاهل يقبله بما يظهره، والعالم يهجره لما منه يخبره،
والضرر بهم أكثر منه بالمعتزلة، لإظهار أولئك ومحاربتهم أهل السنة، وإخفاء هؤلاء ومخالطتهم
أهل الحق)).
فإذا عرف السلفي البصير هذا؛ فهل يقول عن نفسه أنه أشعري
على عقيدة أبي الحسن الأشعري في طوره الثالث بهذا الإجمال؟!
وهل يُعدُّ الخروج في الفضائيات من الرخص التي تسوِّغ
للسلفي أن يداهن أو يجامل الجمهور من المشاهدين على حساب دينه؟!
نسأل الله عزَّ وجلَّ السلامة من مضلات الفتن وأن يطهِّر
قلوبنا من حب الزعامة والتصدر.
كتبه
أبو معاذ رائد آل طاهر
29 جمادى الآخرة 1438 هـ
إرسال تعليق
أرجو عند كتابة تعليقك تذكر ما يأتي:
1. تذكر قول الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
2. تعليقك سيظهر بعد مراجعته من قبل الإشراف إن شاء الله تعالى.
3. يفضل كتابة التعليق باسم لائق، واستعمال اللغة العربية الفصحى قدر الإمكان.