-->

الأحد، 17 فبراير 2013

علي الحلبي وطريقة (الدبلوماسية) في الاعتذار


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَنْ سار على نهجه إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فقد قرأتُ اليوم مقالاً لعلي الحلبي بعنوان [رسالتان...إلى (حزب النور)-السلفي!-،و(الشيخ محمد حسّان)..]، ومع كونه من قبيل النقد والرد إلا أنه امتاز بأمرين - كعادة الحلبي في ردوده- :
الأول: أنَّ مقاله اشتمل على تخطئة (حزب النور) الذي سوَّغ الربا!!، وتخطئة (محمد حسان) الذي هوَّن من الخلاف مع الشيعة!!، لكنه لم يتعرَّض لهما بجرح أو طعن!، فهو على قاعدة "نصحح ولا نجرِّح" أو "تجوز التخطئة ويحرم الطعن"، وهما من قواعد عدنان عرعور التي ردها كبار العلماء.
الثاني: أنَّ مقاله اشتمل على منهج الموازنة أو الثناء على المردود عليه أثناء الرد والنقد مما يضعف الرد كما هو معلوم، فقد قال الحلبي في آخر رسالته إلى (حزب النور): ((اشتغلوا بما رفعكم الله به؛ بالعلم، والعقيدة، والسنة، والتوحيد، ودعوكم مما لا تُحسنونه!، ولا يَحْسُنُ بكم ولا معكم))، وقال في نصيحته إلى (محمد حسان): ((اشتغل بالعلم والتعليم والوعظ والإرشاد؛ فقد بلّغتَ في هذا الباب شأواً لم تكد تُلحق به؛ فاللهم بارك)).
أقول:

وكعادة الحلبي في انتقاداته لمحمد حسان أنه يختمها بالتماس المعاذير أو قل بإختراع المعاذير له من عنده!، وكذلك يُعرِّض بالسلفيين الذين يردُّون عليه ويكشفون ألاعيبه وضلاله؛ طعناً وتجريحاً وتنفيراً!!.
ومما أوقفني في هذا المقال إقرار الحلبي بنفسه أنَّ (اعتذاره) لمحمد حسان قائم على (الدبلوماسية) فقال: ((اشتغل أخي الشيخ محمد بنشر العقيدة والسنة والتوحيد، اجتهد في ربط الناس بهذا كله وعلمائه؛ فهو والله خيرٌ لك من الولوج في أبواب السياسة المتلونة اللعوب والحزبية المدمرة الغَضُوب، نعم؛ "قد" أعذرك شيئاً ما اليوم! أيضاً كما عذرتك قبلاً مراراً، فلا تنفع "الدبلوماسية!" دائماً!!!، ولكن: إلى متى يا شيخ محمد؟! إلى متى؟!)).
قلتُ معلِّقاً:
معلوم عند الجميع أنَّ "الدبلوماسية" من مصطلحات السياسة المعاصرة!
فمتى يترك الحلبي هذه السياسة في الاعتذار للمخالفين قبل أن ينصح غيره بترك السياسة؟!
والله تعالى يقول: ((أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ))، وقال سبحانه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)).
واعتذار الحلبي هذا يذكرنا باعتذاره لرسالة عمان في مقاله [مهاتفة من بلاد الحرمين] عندما قال: ((صِيغَتْ "رسالة عمّان" بلُغة "دبلوماسيَّة"؛ لأنَّها في الأصل مُوجَّهة لفئاتٍ معيَّنَة مِن النّاس؛ وليس لعامَّتِهِم؛ حتّى يعرفوا حقيقة دينِ الإسلام ولو بالجملة)).
فالذي يظهر لي أنَّ "الدبلوماسية" أصبحت من الأسباب التي يعذر بها الحلبي كما كان التأثر العاطفي سبباً وراء اعتذاره لـــ (سيد قطب) و (أسامة بن لادن)!!!.
- قال الحلبي في كتابه [حق كلمة الإمام الألباني في سيد قطب ص19-26 وهو بتاريخ 2005 بالإفرنجي!]: ((وأما الموقف الثاني: وهو يكاد يكون سراً - أُسطره مكتوباً على الملأ للمرة الأولى في حياتي! - وإنْ كنتُ قد ذكرته مشافهة لعدد قليل من الإخوة؛ وهو أنني إلى سنوات قليلة ماضية كنتُ متأثراً عاطفياً جداً بـ(سيد قطب) وأُسلوبه، بل أدلُّ على "ظلاله"، وأُرشد إلى "كلامه"، وأتلمَّس له المعاذير في القليل والكثير!!....)).
- وسئل علي الحلبي عن إسامة بن لادن كما في شريط مسجَّل بصوته؛ فقال: ((أسامة بن لادن رجل صاحب مال، وعنده غيرة دينية، وإلا ليس هو طالب علم، فما وجد نفسه إلا في وسائل الإعلام وعلى ألسنة الناس ويحاط بمجموعة من الحزبيين والتكفيريين وما أشبه هؤلاء، وكما قيل: لم يبق شيء يخاف عليه ولا منه، فهو المطلوب رقم واحد لأمريكا، وبالتالي يفعل ما هو باستطاعته أن يفعله. ولكن ظننا به أنه مخلص إن شاء الله؛ ولا نزكيه على الله، وإنْ كانت هذه الأمور التي يفعلها أو تنقل عنه نحن لا نوافق عليها ولا نرتضيها كما هو معروف في منهجنا ومنهج علمائنا)).
أقول:
والغريب أنَّ أحد المعلِّقين على مقال الحلبي الجديد قال له: ((بارك الله فيك، وعذراً ياشيخ في قولك: "نعم؛ (قد)أعذرك شيئاً -ما-اليوم!-أيضاً-كما عذرتك -قبلاً-مراراً-فلا تنفع(الدبلوماسية!)-دائماً-!!! ".
يا شيخ إلى متى يعذر؟ بل فاق العذر، لا يوجد شئ بعد العذر في ما أعلم في مصلح أهل الحديث في الرد، وإخواننا الغلاة هل يعذرون في ردهم على حسان؟ وماذا تقصد بالدبلوماسية ياشيخ؟ هذه من السياسة وألفاظها، الأولى تركها)).
لكنَّ الحلبي لم يلتفت إليه كما إلتفت لغيره ممن يثني عليه ويوفقه على طريقته السياسية؛ عفواً "الدبلوماسية"!!.
وسؤال أخير:
قال أحد مشرفي منتديات الحلبي وحزبه في مقال [جواب للشيخ علي الحلبي آن الأوان لإظهاره!/ الصفحة الثانية/ المشاركة (14)، (15)]: ((وفرق شاسع بين أثر منهج الشيخ ربيع على الدعوة السلفية وما أحدثه فيها، وبين أثر منهج محمد حسان في الدعوة السلفية، وإنْ كان الأول خير من الثاني؛ إلا أنَّ ضرر الأول على السلفية أكثر من الثاني!، ولينظر المنصف ما هو مقدار ضرر محمد حسان على الدعوة السلفية؟!، وما هو مقدار ضرر الشيخ ربيع على الدعوة السلفية؟!))
وقال الحلبي معلِّقاً: ((أحسنت أبا الأشبال: كلام جميل ومجمل، وأظنه كافياً في شرح وجهة نظرنا جميعاً))
فهل لا زالت هذه النظرة قائمة؟!
ولماذا لا يعتذرون للشيخ ربيع حفظه الله والسلفيين الصادقين عن طريق "الدبلوماسية" أيضاً؟!
أما أنها تعمل مع المنحرفين من أهل السياسة والحزبية الظاهرة!، ولا تعمل مع السلفيين الصادقين الذين كشفوا ألاعيب هؤلاء قبل أن يظهر حالهم لغيرهم بجلاء؟!!
فأين الإنصاف؟!
وأين العقول؟!
والله الموفِّق.

وجزاك الله خيراً أيها الأخ المفضال، وحفظك من كل سوء.

 ومما يؤكِّد مرة أخرى على أنَّ الحلبي ماضٍ على قاعدة (نصحح ولا نجرِّح) أو الوجه الثاني لها (تجوز التخطئة ويحرم الطعن) هذه الواقعة الثانية بين (الحلبي وتلميذ آخر!) في مقال [رسالتان...إلى (حزب النور)-السلفي!-،و(الشيخ محمد حسّان)..]:

  قال التلميذ:
الحمد الله أنَّ الأمور اتضحت للشيخنا الحلبي

قال شيخه الحلبي:
ومتى كان هذا خافياً عني -أخي الكريم-؟!
لكني لست هجاماً ! ولا ظناناً! ولا طعاناً!!!
والحمد لله...

قال التلميذ:
 لا أقصد شيخنا فقد يخفي على الإنسان أمور ويظهر له أمور

قال شيخه:
نعم؛ بارك الله فيك: (قد)...
لكن: ليس هنا!وليس في هذا المقال/المقام...
فكلامي واضح وجلي -منذ اللحظة الأولى-في تخطئتهم! وتغليطهم! -ولله الحمد-...
لكني: لم أشنّع!ولم أبدّع!ولم أفظّع!!
وهذا هو أهم فرق بين منهجنا، وبين مسالك والبغاة الغلاة-هداهم الله-.

أقول:
يظهر أنَّ تلاميذ الحلبي (أنصاره وحزبه) لم يعرفوا منهجه إلى الآن!
ويظهر أنَّ الحلبي لا يقبل أن يوصف بأنه لم تتضح له أمور الحزبيين (حزب النور ومحمد حسان) من قبل!، وحتى (القدقدة) - التي يحبها ويكثر من استعمالها في كتاباته! - لم تعجبه إذا أُستعملت معه!.

فيا أنصار الحلبي:
ألم تعرفوا منهج شيخكم بعد؟!

لا (للتشنيع) ولا (للتفظيع) ولا (للتجديع) ولا (للتقطيع) ولا (للتبديع)!
نعم (للتضييع) ونعم (للترقيع) ونعم (للتلميع) ونعم (للتمييع)!

أو:
نصحح ولا نجرح!
نصحح ولا نهدم!
تجوز التخطئة ويحرم الطعن!
التحذير من الأخطاء وعدم التعرض للأشخاص!

هذا هو منهج شيخكم!

فلو فعل حزب النور أو محمد حسان وأمثاله ما فعلوا من انحرافات منهجية!!، فلن تسمعوا منه إلا التخطئة على أعلى تقدير مع الاعتذار والترقيع، والثناء عليهم، والتعريض أو التصريح بالطعن في السلفيين الصادقين الذين كشفوا ضلالهم للناس.

وسلفه في ذلك حسن البنا الذي أجاز الرد على المخطئ من غير تعريض بشخصه بطعن أو تجريح فقال [الأصل السادس من الأصول العشرين]: ((وكل أحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم، وكل ما جاء عن السلف رضوان الله عليهم موافقاً للكتاب والسنة قبلناه، وإلا فكتاب الله وسنة رسوله أولى بالإتباع؛ ولكنا لا نعرض للأشخاص - فيما اختلف فيه - بطعن أو تجريح، ونكلهم إلى نياتهم، وقد أفضوا إلى ما قدَّموا))!!!. 

فما لكم لا تفهمون؟!

ومتى تعقلون؟!

أما المشاغب (أبو الحارث الموصلي) - وربعه المصفقين المزمِّرين المطبِّلين في كل مقال يخص (رائد آل طاهر) - فأقول له:
يا رجل تركتُك - صدقني - شفقة بك لما رأيتُ جهلك وتخبطك فيما تكلمتَ فيه حول (الموازنة بين الحسنات والسيئات)!، فمثلك من المعيب على طالب العالم أن يلتفت إليه فضلاً عن الرد عليه!.
لكن إصرارك على الجهل وإلحاحك على مطالبتي بالجواب جعلني أعود إليك فأقول:

1- زعمك أنَّ مجرد تخطئة شيخك الحلبي لمحمد حسان – وقد اضطرب فيها! - هو دليل براءته من الحزبية والثناء على أهل البدع؛ لا أدري من أين لك هذا الفهم؟!
فهذا حسن البنا أيضاً يجيز التخطئة والرد على المخالف ولو كان في زمان السلف لكن من غير تعريض بشخصه بطعن أو تجريح؛ فهل هذا يعني - في فهمك القاصر! - أنه بريء من الحزبية والثناء على أهل البدع؟!

2- وأما جرح شيخك الحلبي لسلمان وسفر؛ فهذا مما يدينه به السلفيون!، لأنَّ هؤلاء عند أتباعهم وأنصارهم من أهل السنة!!!، فجرحه لهم جرح لأهل السنة في نظر هؤلاء الأنصار!، فهل يكون شيخكم من الغلاة البغاة؟ أو من إخوانهم المجرِّحين؟ كما تصفون السلفيين اليوم!، وهل يدخل شيخكم في نصيحة (رفقاً أهل السنة بأهل السنة)؟!!
أم أنَّ جرح شيخكم قائم على العلم والعدل والبينة، وجرح إخوانكم الغلاة البغاة (السلفيين الصادقين) قائم على الظلم والجهل وأخبار الكذبة؟!
وهل تعلم أنَّ شيخكم بعد أن وصف نفسه بالغلو وتاب منه ورجع عنه، لم أعلم عنه أنه بدَّع أحداً!، وإنما (قد) يخطِّئ من غير تجريح ولا تبديع؛ على منهج  (نصحح ولا نجرح)؟!!
فإنْ كان عندك علم خلاف ما نعلمه فنبأنا به؟!

3- وأما قول المتعالم في خطابه لي: ((أنت تحتاج الى معرفة ماهية منهج الموازنات، ولا أراك تختلف كثيراً عن المبتدعة الذين لايعرفون معنى هذه الكلمات!، فمن منهج الموازنات هو ذكر حسنات المخالف في مقام التحذير، وليس - انتبه ليس - وأكرر: ليس ذكر حسنات المخالف وأنت في مقام الرد والنّصح؛ ففرِّق إن كنت من المفرقين!)).
أقول:
مَنْ الذي فرَّق بين (مقام التحذير) و (مقام الرد) في هذه المسألة؛ أيها السفسطائي الجديد والمتفلسف العنيد؟!
بمعنى آخر:
مَنْ من أهل العلم نفى كون ذكر الحسنات والسيئات لأهل البدع والمخالفين في مقام الرد من منهج الموازنات، وأثبته في مقام التحذير فقط؟! 
أليس (الرد على المخالف) من قبيل التحذير أم ماذا يا فيلسوف؟!
ما هي فلسفتك في هذا الموضوع؟!
وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السؤال التالي [لقاء الباب المفتوح]:
س/ أخذنا معكم في الدرس: أنَّ الإنسان إذا ردَّ على خطأ إنسان آخر لا يلزمه أن يذكر مع أخطائه محاسنه؛ لأنَّ ذلك يضعف جانب الرد؛ بل يغتر بذلك من يسمع هذه المحاسن فيُعجب ويغتر بهذا المخطئ، فهل يقال كذلك أنه ينبغي ألا يُسمع لهذا المخطئ في كل أقواله وكلامه؛ حتى في التي لم يخطئ فيها، بل أصاب، وذلك لكي لا يُعجب به الغير، ويكون ذلك مدعاة لأخذهم أخطاءه؛ وتبنيهم إياها، وهذا في طبيعة الحال في الذي أخطاؤه كبيرة كأخطاء في العقيدة، ومنهج الدعوة إلى الله، وفي الأمور التي تترتب عليها الفتن وإراقة الدماء وانتقاص العلماء مثلاً؟
فكان جوابه:
((ذكرنا ما قاله الأخ في الدرس، قلنا: إنَّ الإنسان إذا كان يريد أن يقوِّم الشخص من حيث هو، فالواجب أن يذكر المحاسن والمساوئ؛ لقول الله تبارك وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى"، ولهذا كان العلماء عندما يتكلمون عن حياة الرجل، يذكرون محاسنه، ومثالبه.
أما إذا كنتَ في معرِض الرد عليه فلا تذكر مَحاسنه؛ لِمَا ذكرنا - فيما سَمعتم في السؤال - أنك إذا ذكرتَ المَحاسن ضعُف جانب الرد عليه، وربما يُعجب الإنسان بما عنده من المحاسن ويترك الأخطاء جانباً، هذا هو الطريق في ذكر محاسن الناس ومساوئهم.
ولكن إذا تحدثتَ عنه في أي مجلس من المجالس فإن رأيتَ في ذكر محاسنه فائدة فلا بأس أن تذكرها، وإن خفتَ من مضرة فلا تذكرها؛ لأنه ليس بواجب علينا أن نعرف أن هذا الشخص معه حق أو باطل.
أما ما يقوله من الحق بقطع النظر عن إضافته إليه فيجب قبوله؛ لماذا؟ لأن الحق يجب أن يُقبَل من أي أحد تكلم به، فالله عز وجل قَبِل قول المشركين لما قالوا حين يفعلون الفاحشة: "وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا" قَبِل قولهم: "وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا"؛ لأنه حق، فقال الله تعالى في جوابهم: "قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ"، وسكت عن قولهم: "وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا".
والنبي عليه الصلاة والسلام لما أخبره أبو هريرة بما أوصاه به الشيطان أن يقرأ آية الكرسي كل ليلة؛ ولا يزال عليه من الله حافظ؛ ولا يقربه شيطان حتى يصبح قال النبي عليه الصلاة والسلام: "صَدَقَكَ وهو كَذُوب".
ولما حدَّث حبر اليهود أنهم وجدوا في التوراة: أن الله يضع السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع ضحك النبي عليه الصلاة والسلام مقرراً هذا القول ومصدقاً له.
فالمهم أن الحق يجب قبوله من أي شخص؛ لكن إذا خفتَ أن تنسب هذا إلى قائله وهو رجلُ بِدْعَةٍ وخِفْتَ أن يَغْتَرَّ الناس به ويُعجَبوا به فلا تفعل؛ لأن درء المفاسد أولى من جلب المصالح)).
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله [الأجوبة المفيدة]: ((أما إذا كان المنتَقَد من أهل الضلال، ومن أهل الانحراف، ومن أهل المبادئ الهدَّامة أو المشبوهة؛ فهذا لا يجوز لنا أن نذكر حسناته - إن كان له حسنات -؛ لأننا إذا ذكرناها فإنَّ هذا يغرر بالناس؛ فيحسنون الظن بهذا الضال، أو هذا المبتدع، أو هذا الخرافي، أو ذاك الحزبي؛ فيقبلون أفكار هذا الضال، أو هذا المبتدع، أو ذاك المتحزب، والله - جل وعلا - رَدَّ على الكفرة، والمجرمين، والمنافقين، ولم يذكر شيئًا من حسناتهم، وكذلك أئمة السلف يردون على الجهمية والمعتزلة وعلى أهل الضلال، ولا يذكرون شيئًا من حسناتهم؛ لأنَّ حسناتهم مرجوحة بالضلال، أو الكفر، أو الإلحاد، أو النفاق؛ فلا يناسب أنك تَرُدَّ على ضال، مبتدع، منحرف، وتذكر حسناته، وتقول: هو رجل طيب، عنده حسنات، وعنده كذا، لكنه غَلِط!!، نقول لك: ثناؤك عليه أشد من ضلاله، لأنَّ الناس يثقون بثنائك عليه؛ فإذا رَوَّجت لهذا الضال المبتدع ومدحته فقد غرَّرت بالناس، وهذا فتح باب لقبول أفكار المضللين)).
ثم:
ألا تعلم أنَّ كلام شيخك الحلبي في محمد حسان كان من قبيل التحذير بنص عبارته الجديدة!؛ حيث قال معلِّقاً على أحد متعصبي محمد حسان ومعظِّميه: ((توضيح جيد، ونحن مع حسن الظن لكن ضمن الضوابط والأصول، والخطأ لا بد من بيانه والتحذير منه، ولا تعارض بين هذا التوضيح من هذا الأخ، وبياني ها هنالمن يتأمل، والحمد لله))؟!
فقد نصَّ شيخك أنه (تحذير)؛ فهل يصدق في شيخك الآن قولك بعد مخاطباً إياي: ((والشيخ الحلبي لم يكن في مقام التحذير والتبديع، فلو كان كذلك (قد) يصح كلامك؛ أما والأمر ليس كذلك؛ فكلامك يركب أمواج الأخطاء ويعلوها))؟!
أما التبديع؛ فليس في قاموس شيخك الجديد؛ لأنه تاب من الغلو كما صرَّح بنفسه!!، ويقصد به (إطلاق حكم التبديع وتجريح الأعيان)!.
وأما قولك: ((فالمنكر في الموازنة: هو إيجابها في حال التحذير، ومن واقعها دونما إيجاب فكيف يقال إنه على منهج الموازنة؟)) فإنه ينقض ما قلتَه أنت أولاً: ((فمن منهج الموازنات هو ذكر حسنات المخالف في مقام التحذير))!!، فجعلتَ مرة (الإيجاب) هو الموجب لهذا المذهب الفاسد، ومرة مجرد الـ(ذكر) دون إيجاب، فكفاكم تلوناً وتقلباً، كفاكم يا قوم!!.

4- وأما استدلالك برد الشيخ العباد حفظه الله؛ فكلام العلماء يحتج له لا يحتج به!، هذه واحدة، وقد ردَّ شيخك ثناء المفتي على تفسير سيد قطب ولم يقبله!، فهل يصح الاحتجاج بثناء المفتي عندك الآن؟!
والذي يبدو لي - والله أعلم – أنَّ الشيخ العباد لم يقصد الثناء على محمد الأشقر في مقام الرد عليه، وإنما مذكِّراً ومنبهاً بأنه من أهل العلم والفضل فمثله يبعد أن تصدر منه مثل هذه السقطة، ولكنها صدرت منه!، ولهذا قال فيه الشيخ العباد: ((وحاصل ما اشتمل عليه المقال، رميه أبا بكرة رضي الله عنه بالكذب!، وزعمه أنَّ صحيح البخاري مشتمل على ما هو موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا القدح الخطير في أبي بكرة وفي صحيح البخاري، كله من أجل تسويغ وتجويز أن تتولى المرأة الولاية العامة، وهي وسيلة سيئة إلى غاية سيئة، فأبو بكرة رضي الله عنه بريء مما رماه به من الكذب، وصحيح البخاري خال مما زعم وجوده فيه من الموضوع المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، والغاية التي قصدها باطلة بالكتاب والسّنّة والإجماع، وقد قال الحافظ ابن حجر في الفتح (4/364) عن رجل من الحنفية قدح في حديث المصراة بأنَّه من رواية أبي هريرة وأنَّه لم يكن كابن مسعود وغيره من فقهاء الصحابة رضي الله عنهم فلا يؤخذ بما رواه مخالفاً للقياس الجلي، قال:"وهو كلام آذى قائله به نفسه، وفي حكايته غنى عن تكلف الرد عليه "، وكلام هذا الحنفي في أبي هريرة أسهل بكثير من كلام الشيخ محمد الأشقر في أبي بكرة، والشيخ محمد الأشقر من أهل العلم والفضل عرفته قبل أربعين سنة حين كان مدرِّساً بالجامعة الإسلامية بالمدينة، وهذا الذي حصل منه في أبي بكرة ومروياته سقطة شنيعة، لا يجوز أن يتابَع عليها، ولا أن يُغترَّ بها، ويجب الحذر منها))، وقد سُئل الشيخ العباد حفظه الله السؤال التالي كما في [شرح سنن أبي داود]: أُشكل عليَّ في حديث جبريل أنه لبيان بدعة القدرية، ولكن يحيى بن يعمر و حميد بن عبد الرحمن ذكرا لابن عمر محاسنهم من العبادة والاجتهاد في العلم!، ولم ينكر ابن عمر ذلك، فهل في ذلك ما يدل على الموازنات؟!
فكان جوابه حفظه الله: ((لا يدل على ذلك!، ولكن هذا يبين أنَّ هؤلاء لم يكونوا منحرفين عن العبادة؛ لأنهم عندهم عبادة وعندهم قراءة قرآن، لكن وجد منهم هذا الأمر المنكر، فالمقصود من ذلك حتى يعرف أنَّ هذا الذي حصل لم يكن من أناس لا علاقة لهم بالدين ولا يشتغلون به، بل هم منتسبون إلى الدين، ولكنهم جاءوا بهذه البدعة، فلا يدل هذا على أنه لا يذكر مبتدع حتى تذكر حسناته قبل ذلك؛ لأن المقصود من هذا ليس ذكر الحسنات، وإنما المقصود من ذلك بيان أنَّ هؤلاء ما جاء هذا الكلام منهم لأنهم بعيدون عن المسلمين، وليسوا على الإسلام، ولا يشتغلون بالقرآن ولا يشتغلون بالعلم، بل هم مجتهدون، ولكن البلاء جاء من الانحراف والبدعة التي حصلت لهم. ومعلوم أنَّ المهم في الأمر هو المسئول عنه، ولكن هذا تمهيد من أجل بيان حالهم، وأن لا يظن أنهم منحرفون في الأصل انحرافاً كلياً، بل عندهم شيء من الدين، ولكنهم أتوا بهذه البدعة الخبيثة. والرسول صلى الله عليه وسلم لما استشارته المرأة وذكرت له اللذين خطباها وهما معاوية وأبو جهم، أجابها ببيان حالهما من حيث التزوج، فقال: "أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه"، وما قال: معاوية كاتب الوحي، ومعاوية رجل ذكي، بل أتى بالشيء الذي يهمها، وهذان اللذان سألا ابن عمر رضي الله عنه أرادا أن يبينا أنَّ هؤلاء ينتسبون للإسلام ويقرؤون القرآن ويتقفرون العلم، ومع ذلك يقولون بهذه المقالة الخبيثة))، ثم إنَّ الشيخ العباد حفظه الله ذكر ما كان يعرفه في محمد الأشقر قبل أربعين سنة كما صرَّح هو بنفسه، فهل هذه المعرفة القديمة تكفي أو تقبل في الثناء على هذا الرجل في وقت الرد؟!!

 5- أما ما سميتَه بموقعة الأثري العراقي!؛ فقد فصَّلتُ فيها القول في موضوع [كشف البهتان والمين في مقال المهاجر/الأثري العراقي المعروف بذي الوجهين]، لكنكم حقاً قوم أهل جدل وقوم خصمون!، تجادلون بما لا علم لكم فيه، بل تجادلون بما لا فائدة من ورائه وليس هو في موضوع النقاش، بل تجادلون بالباطل والبهتان لمجرد التشغيب والتهويل!.
قد ذكرتُ هناك البينة على علاقة الشخصين ببعض، وقد كان الأثري العراقي قد طعن فيَّ قبل سنة باسمه المستعار هذا!، فلما كشفتَه لإخواني وعرفوه به وانفضح أمره وحاسبه أحدهم على ذلك!، حاول من جديد الطعن فيَّ لكن بمعرَّف ثان، وكلاهما موصوف بـ(الأثري العراقي)!، وكلاهما مكنى بـ (أبي عبدالرحمن)!، وكلاهما مسجلان في سنة واحد (2011، وبينهما ستة أشهر)!!!، ولم يكتب (المهاجر الأثري العراقي) مقالاً ولا تعليقاً من قبل لنعرف اختلاف الإسلوبين!، ثم (الأثري العراقي) هو الذي سعى إلى فتح معرف (المهاجر الأثري العراقي) كما في رسالته إلى المشرفين؛ وبيَّن لهم أنَّ (المهاجر) عنده موضوع هام يريد تنزيله!، وكان الموضوع هو (كلام ساخر للملا رائد آل طاهر)، وهو أول مشاركة بهذا المعرَّف!، ثم اعترف الأول بعلاقته بالثاني!، بل وزاد الأمر جلاء أنَّ الأثري العراقي أعترف في رسالته الأخيرة بموافقته لجل ما كتبه (المهاجر) حولي من كذب وبهتان!!!.
فسواء كان الأول هو الثاني أو لم يكن!، أو كلاهما يكتب بمعرف الآخر أو لم يكن!، أو الموضوع الهام هو من إنشاء الأول وتنزيل الثاني أو لم يكن!، فالأمر عندي سواء الآن، بعد أن وافق الأول على جلِّ ما كتبه الثاني من إفك وأباطيل.
فإن كان لوم على أحد فإنما يكون على الطاعن الأول (الأثري العراقي) الذي ابتدأ هذه الفتنة والطعونات قبل أكثر من سنة!، والذي وافق أخيراً على جلِّ ما كتبه الثاني!.
وأيضاً اللوم على مَنْ يكتب باسم مستعار متستراً ليطعن بمن شاء من طلبة العلم والدعاة السلفيين بما شاء من كذب وتلبيس من غير أن يجد المظلوم سبيلاً لينتصر به من الظالم الباغي، ولكن ليعلم أنَّ هذا لا يخفى على مَنْ يعلم السرَّ وأخفى.
وقد قلتُ في ردي على عماد طارق العراقي [تبصير كل ذي عينين]: ((نهانا الله عزَّ وجل عن إتباع الظن، وكذلك نهانا نبينا صلى الله عليه وسلم، ولكنَّ الله عزَّ وجل لم يجعل كل الظن إثم ولا نهانا عن إتباعه كله، وهذا لأنَّ من الظن ما لا حرج فيه ولا بأس، قال القرطبي في تفسيره: "وأكثر العلماء على: أنَّ الظن القبيح بمن ظاهره الخير لا يجوز، وأنه لا حرج في الظن القبيح بمن ظاهره القبح!؛ قاله الماوردي"، وقال الشيخ ابن عثيمين في تفسيره [7/32-33]: "وهنا يقول عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن"، الظن: هو أن يكون لدى الإنسان احتمالان يترجح أحدهما على الآخر، وهنا عبر الله تعالى بقوله: "كثيراً من الظن" ولم يقل: اجتنبوا الظن كله، لأنَّ الظن ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: ظن خير بالإنسان؛ وهذا مطلوب أن تظن بإخوانك خيراً ماداموا أهلاً لذلك، وهو المسلم الذي ظاهره العدالة، فإنَّ هذا يُظن به خيراً، ويُثنى عليه بما ظهر لنا من إسلامه وأعماله.
القسم الثاني: ظن السوء؛ وهذا يحرم بالنسبة لمسلم ظاهره العدالة، فإنه لا يحل أن يظن به ظن السوء، كما صرح بذلك العلماء، فقالوا رحمهم الله: يحرم ظن السوء بمسلم ظاهره العدالة.
أما ظن السوء بمن قامت القرينة على أنه أهل لذلك؛ فهذا لا حرج على الإنسان أن يظن السوء به، ولهذا من الأمثال المضروبة السائرة: "احترسوا من الناس بسوء الظن"، ولكن هذا ليس على إطلاقه كما هو معلوم، وإنما المراد: احترسوا من الناس الذين هم أهل لظن السوء فلا تثقوا بهم.
والإنسان لابد أن يقع في قلبه شيء من الظن بأحد من الناس لقرائن تحتف بذلك؛ إما لظهور علامة في وجهه، بحيث يظهر من وجهه العبوس والكراهية في مقابلتك وما أشبه ذلك، أو من أحواله التي يعرفها الإنسان منه، أو من أقواله التي تصدر منه فيظن به ظن السوء، فهذه إذا قامت القرينة على وجوده فلا حرج على الإنسان أن يظن به ظن السوء.
فإذا قال قائل: أيهما أكثر الظن المنهي عنه أم الظن المباح؟!
قلنا: الظن المباح أكثر؛ لأنه يشمل نوعاً كاملاً من أنواع الظن، وهو ظن الخير، ويشمل كثيراً من ظن السوء الذي قامت القرينة على وجوده؛ لأنه إذا لم يكن هناك قرينة تدل على هذا الظن السيء، فإنه لا يجوز للإنسان أن يتصف بهذا الظن، ولهذا قال: "كثيراً من الظن" ولم يقل: أكثر الظن، ولا كل الظن، بل قال: "كثيراً من الظن"، ثم قال: "إنَّ بعض الظن إثم" وقد توحي هذه الجملة أنَّ أكثر الظن ليس بإثم، وهو منطبق تماماً على ما بيناه وقسمناه، أنَّ الظن نوعان: ظن خير، وظن سوء، ثم ظن السوء لا يجوز إلا إذا قامت القرينة على وجوده، ولهذا قال: "إنَّ بعض الظن إثم" فما هو الظن الذي ليس بإثم؟ نقول: هو ظن الخير، وظن السوء الذي قامت عليه القرينة؛ هذا ليس بإثم، لأنَّ ظن الخير هو الأصل، وظن السوء الذي قامت عليه القرينة هذا أيضاً أيدته القرينة".
قلتُ [أبو معاذ رائد آل طاهر]: ومقولة "احترسوا من الناس بسوء الظن" صحت من قول الإمام الحسن البصري رحمه الله تعالى، ولا تصح مرفوعة، ولا موقوفة عن عمر؛ كما في السلسلة الضعيفة للألباني.
وهذا موافق لما أخرجه البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "إنَّ أناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنَّ الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم: فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءاً لم نأمنه ولم نصدقه وإنْ قال إنَّ سريرته حسنة"، ولما قيل لابن مسعود رضي الله عنه: هذا الوليد بن عقبة تقطر لحيته خمراً؟ فقال: "إنا نهينا عن التجسس، فإنْ يظهر لنا شيء نأخذه به".
من هذا يتبين لنا: أنَّ الأخذ بالقرائن الظاهرة التي تدل على السوء ليس من الظن السيء، وأنَّ المسلم ينبغي أن يكون فطناً ذا بصيرة وفراسة لا ينخدع بأهل السوء بذريعة حسن الظن، أما أهل الخير والصلاح والاستقامة فهؤلاء يحرم أن نسيء بهم الظن، لكن مَنْ ظهرت منه قرائن تدل على سوئه وانحرافه وزيغه إما من أحواله التي يعرفها الناس الثقات عنه، أو من أقواله الصريحة التي تصدر منه فهذا لا حرج في إساءة الظن به؛ بل هو المتعيَّن)) انتهى النقل.
فأين الإنصاف أيها الموصلي (المقيم في بلاد الكفر كما مثبَّت في صفحتك)؟
وما معنى هذا التشغيب من جديد في هذه الواقعة الفاضحة لهذين العراقيين؟!

6- أما دعواك أني مطلع على الغيب أو على قلب الـ(راجي عفو ربه)؛ لأني قلتُ فيه: ((أما ما لم يفهمه الـ (راجي عفو ربه) فلأنه لم يصدق مع ربه في كتاباته، وهمه مجرد التشغيب والدفاع عن شيخه الغارق في التناقضات والتلون))، فهذا دليل آخر على جهلك، فالكبر مثلاً مرض في القلب، لكن له قرائن ظاهرة تدل عليه ((رد الحق وغمط الناس))، فإذا ظهرت من أحد دل على كبره وتعاليه، وكذلك الصدق مع الله في الكتابة، خلق في القلب، لكن التشغيب والجدال بالباطل عن شيخه يدل على ماذا؟!
ثم:
ألم تقل أنت فينا: ((إذ بالعادة تقرأون بعقول معكوسة مع قلوب منكوسة!))؟!! 
هل شققتَ عن قلوبنا فعرفتَ أنها منكوسة؟!!
أم يحل لكم ما لا يحل لغيركم؟!
والله الموفِّق

أقول للـــ (راجي عفو ربه):
أما كلمة د. الرحيلي!؛ فهي تنطبق تماماً على منتدياتكم التي تطعن في دين السلفيين وتصف طلبة العلم الذين يتبعون غرز العلماء ويجالسونهم أعواماً عديدة ببطانة السوء، ولقد اتهمتُ من قبل منتدياتكم مراراً – تصريحاً أو تلميحاً – في ديني، لكوني كنتُ شيعياً فهداني الله عز وجل إلى التوحيد والسنة قبل أكثر من عشرين سنة!!!، وانظر إلى أسئلة أخيكم (المهاجر الأثري العراقي) وامتحانه لي في مسألة (تحريف القرآن) و (ردة الصحابة والطعن في أمهات المؤمنين)، لتعرف على مَنْ تنطبق هذه النصيحة؟!.

أما دعوى الإجابة عن أسئلتنا؛ فتقابلها دعوى إجابتنا عن أسئاتكم، فلماذا ينبغي أن نصدِّق الأولى بينما تكذبون الثانية!، وأغرب منه قولك: ((أين هذا الرد ؟؟ وأين هذه المقالات؟؟؟))، هل تعلم يا رجل أنَّ لي أكثر من (60) ما بين كتاب ورسالة ومقال في الرد عليكم؟ فكيف بباقي كتب ومقالات المشايخ وطلبة العلم؟!!، ولولا أني مشغولاً الآن ببعض الأمور لفصَّلتُ لك ذلك، لكني سوف أفرد بإذن الله مقالاً أجمع فيه كل مقالاتي وردودي عليكم، وسيعلم الناس مَنْ الصادق ومَنْ الكاذب؟!

وإذا كان خلافكم مع شيخكم من حسن منهجه ولين جانبه ولأنه لا يريد من تلميذه أن يكون نسخة كاربونية من شيخه، فلماذا تعيبون علينا ما يجري من بعض الخلاف في بعض المسائل؟ أو تلزموننا أن نأخذ بكل ما قاله بعض المشايخ في بعض؟! وقد أكثرتَ أنت من ذكر الروابط التي تدل على شيء من ذلك!!.

وهل تشنيعاتكم وتشغيباتكم في الرد على بعض مقالاتي تسميها ردوداً؟!، وأما سكوتي عن بعضها (وهي قليلة جداً!) فلأني لم أجد فيها إلا التشغيب والسخرية والجدل في غير محور النقاش؟ ولا ينبغي مجاراتكم في ذلك لأنكم أهل جدل وباطل!.

أما تشغيبكم حول رسالتي (نصب الراية) في مسألة تارك العمل؛ فلا أدري ما دخل هذا الأمر في نقاشاتي معكم بحيث تدندنون حوله مراراً؟! والعجيب أنَّ أشد خصومي نقل - كما نقلتُ أنا وذكرتُ ذلك في شبكة سحاب – مقالي [لا جديد في البيان]، وهو ردٌّ مني على مَنْ فرح ببيان الشيخ الزهراني وفقه الله، وبينتُ فيه أن لا جديد في البيان على ما سقتُه في الرسالة ومقال اللقاء مع الشيخ ربيع حفظه الله، وقد نُشرت رسالتي [نصب الراية] بنسختيها؛ قبل مطالعة الشيخ ربيع حفظه الله عليها ومراجعته لها وتعليقه عليها [قبل التعديل]، وبعد ذلك [بعد التعديل]، في شبكة سحاب وغيرها.
فقولك بعد: ((فلم تنطق وعجزتَ عن الكلام تماماً، ولم تخرج هذه الرسالة ولم تر النور كما وعدت، فهل هذا من الصدق مع الله؟)) هذا من الجهل الفاضح أو الكذب الصريح لا محال.
  
وأما دعوى أننا نحن الذين أشغلناكم وأننا مقلدون للشيخ ربيع حفظه الله؛ فهي دعوى باطلة، وتقابلها دعوى مثلها لكنها أحق منها، فأنتم الذين أشغلونا وفتنوا السلفيين وفرَّقوهم بهذه التأصيلات المحدثة والثناء على الباطل وأهله والجدال عنهم، وأنتم متعصبة لشيخكم الحلبي ومتحزبة، بل تقلِّدونه في كثير من الأمور حتى في أسلوبه في الكتابة المشتمل على الطلاسم واللف والدوران والتلاعب بالألفاظ وتزيينها والاهتمام بذلك كسجع الكهان!.

هل قولك رداً على ما ذكرتُه جواباً عليك في أعلاه: ((الرد: ماذا نقول إذاً في الذي يفحمه البليد؟؟!!)) تعده رداً وجواباً!!!، ثم تزعم بعدها بلا خجل أنك أجبتَ عن أسئلتنا وردودنا!.

أما ما ذكرتَه من مقارنة؛ فهي من قبيل ((لم يرد أن يكون التلميذ نسخة كربونية لشيخه)) الذي قلتَه أنت، أم أنه يحل لكم ما لا يحل لغيركم؟! وأما كتاب الإبانة لمحمد الإمام فقد بينتُ رأيي فيه بصراحة في أثناء ردي على الرمضاني، لكنكم لا تقرؤون؟ ثم تزعمون أنكم أجبتم على كل أسئلتي!!!، وللشيخ ربيع حفظه الله عدة ملاحظات في الكتاب كما صرَّح بذلك صاحبه!.

أما سؤالك: ((هل قول الشيخ ربيع = قول الشيخ علي حسن في مسألة الإيمان؟؟؟))؛ فلا أدري ما محل هذا السؤال في هذا الموضوع؟! هل تسمي هذا رداً وجواباً؟! ثم بعد تطالبنا بالجواب عنه؟!! ثم بعدها تزعم أننا سكتنا عنه؟!!!، ومع هذا فقد ذكرتُ قول الحلبي في مسألة الإيمان بكل صراحة في كتابي [البراهين العتيدة]، وذكرتُ قول الشيخ ربيع حفظه الله بكل صراحة في مقالي [تمام النصح والعناية في لقائي مع الشيخ ربيع حفظه الله] ثم مقالي [لا جديد في البيان]، فارجع لهما تجد الجواب، ألم أقل لكم أنكم لا تقرؤون!، ثم تزعمون أننا لم نجب على أسئلتكم!!!.

وأما قولك عن الشيخ ربيع حفظه الله: ((ثم لا يصرح بعد ذلك بتبديع سفر الحوالي فما السبب ؟؟ ولا أزيد..؟؟؟))؛ فقد نقلتُ لكم خلاف ما تزعمونه في مقالي [بين الحلبي والطيباوي؛ هل تعارض أم توافق؟!] فقلتُ: ((ملاحظة/ أرسلها إلى بعض أولئك الذين لا زالوا يتهمون الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى أنه لم يبدِّع سفراً الحوالي وسلمان العودة: حيث ذكر الشيخ ربيع حفظه الله تعالى في كتابه [أبو الحسن يدافع بالباطل والعدوان عن الإخوان ودعاة حرية ووحدة الأديان ص129-130] أنَّ محموداً الحداد وعبد اللطيف باشميل طلبا منه قديماً أن يبدِّع سفراً وسلمان وغيرهم من القطبية، فكان الشيخ ربيع يقول لهم: لن أسبق العلماء في الحكم عليهم، ثم قال الشيخ ربيع: "حتى اشتدت فتنتهم، وظهرت أحوالهم، وعرف العلماء واقعهم، فوصفهم ابن باز بأنهم دعاة الباطل وأهل الصيد في الماء العكر، ثم أجمع هيئة كبار العلماء على أنه يجب على هؤلاء سفر وسلمان ومن معهما في الفتن أن يتوبوا إلى الله وإلا فيجب أن يمنعوا من الدروس والمحاضرات تحصيناً للناس من ضررهم، فأبوا إلا العناد، حتى تم سجنهم بناء على هذا القرار من هيئة كبار العلماء، وأدانهم العلامة الألباني بأنهم خوارج عصرية، وأنهم يدندنون حول التكفير بالذنوب، فبعد هذه المواقف والإدانات: صرحتُ أنا وغيري من السلفيين بتبديعهم")).
أقول هنا:
وقال شيخكم علي الحلبي في كتابه [منهج السلف الصالح/ الطبعة الثانية ص182-184]: ((عِنْدَ حَرْبِ الخَلِيجِ الأُولَى؛ لَـمَّا خَرَجَ سَلْمَان العَوْدَة، وَسَفَر الحَوَالِي ومَن معهما عَلَى عُلَمَاءِ بِلاَدِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْن، وَخَالَفُوهُم بِمَا أَفْتَوْا بِهِ حِينَذَاك. فكَانَتْ كَلِمَةُ كَثِيرٍ مِنْ مَشَايِخِ السَّلَفِيَّةِ مُجْتَمِعَةً على انْتِقَادِ هَؤُلاء وَالكَلاَمِ عَلَيْهِم، بَلْ تَبْدِيعِهِم، وَلَمْ يَكُنْ هَذا الأَمْرُ -فِي الأَوَّلِ- ظَاهِراً لِشَيْخِنا رِحَمِهُ الله؛ بَلْ كَانَ -غَالِباً- يُدافِعُ عَنْهُم، ويُثْنِي عليهِم، وَيَنْقُضُ قَوْلَ الطَّاعِنِ بِهِم. وَرَأَيْتُ بِأُمِّ عَيْنِي رُدُودَ شَيْخِنا القَوِيَّةَ عَلَى ذَاكَ الشَّابِ المُتَحَمِّس القَادِمِ مِنْ سَفَرٍ بَعِيدٍ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ لَهُ لِيَنْتَزِعَ مِنْ شَيْخِنا حُكْماً بِتَبْدِيعِ هَؤُلاء!، فَرَدَّ عَلَيْهِ شَيْخُنا بِقُوَّة، وَنَاقَشَهُ بِشِدَّة؛ فَمَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ الشَّابِّ إِلَّا أَن انْتَكَسَ ومَرِض، وَذَهَبَ إِلى المُسْتَشْفَى لَيْلَتَها، ثُمَّ كَرَّ مُسافِراً رَاجِعاً صَبِيحَةَ اليَوْمِ التَّالِي مُباشَرَةً!. وَفِي الوَقْت الَّذِي كَانَ فِيهِ مَوْقِفُ شَيْخِنا عَلَى هَذا الحَالِ؛ كُنْتُ أَنَا – مَعَ أَكْثَرِ إِخْوَانِنا السَّلَفِيِّين في الأُرْدُنّ - مُخَالِفينَ لَهُ، وَمُوافِقينَ كَلامَ فَضِيلَةِ الشَّيْخ ربيع بن هادي حَفِظَهُ الله فِي هَذَين وَمَنْ مَعَهُما رَدًّا وَتَحْذِيراً)).
أليس هذا اعتراف من شيخكم أنَّ شيخنا العلامة ربيع بن هادي حفظه الله يُبدِّع هذين في ذلك الوقت؟!
ثم:
 ألم أقل لكم يا قوم أنكم لا تقرؤون حتى ما في كتبكم!، ثم تطالبوننا بالجواب على أسئلتكم المكررة!!!.
طيب؛ ما دام أنك فتحت هذا الموضوع هنا، ما قولك في ما قاله الفيلسوف الطيباوي في مقال بعنوان [فتوى بعنوان: منهج سفر وسلمان] وهي في موقعه الخاص: ((والشيخ سفر الحوالي وكذلك الشيخ سلمان العودة من العلماء!!؛ سواء اتفقنا أو اختلفنا معهم في بعض الأشياء. وكوني اختلف معهم في بعض المسائل التي هي: إما من قسم موارد الاختلاف، أو من الاختلاف الذي له أسباب موضوعية ووجيهة؛ فلا يجوز لي بحال أن أسميهم بغير اسمهم!، أو أنسبهم إلى طائفة غير طائفة أهل السنة!!، فإنَّ الحقيقة المستفادة من هذا الاسم تستغرق غالب أحوالهم ومقالاتهم التي اطلعت عليها، ولولا البغي الحاصل بين أهل السنة مؤخَّراً لما وصل النزاع إلى ما وصل إليه!!.
على كل حال ذاك زمان وهذا زمان، والواجب علينا الإقرار للشيخين بفضلهم، وعذرهم فيما نعتقد أنهم أخطئوا فيه، دون أن يلزم من ذلك متابعتهما؛ لأنهم انطلقوا من أصول سنية ومواقف علمية يحتملها العقل والأصول!!، والاجتهاد فيها واسع!، وليس الإشكال في الاختلاف معهم بعلم وإنصاف، ولكن الإشكال في جعل الخلاف وسيلة للذم والتبديع والتضليل!!، فهذا غير مقبول بحال فيمن صحت سنيته. فعلينا أن نرتقي إلى مستوى أئمة السلف في سلوكهم مع بعضهم، فقد اختلف الصحابة في الفتنة الكبرى فاعتزل بعضهم وقاتل بعضهم ومع ذلك نصحح موقفهم جميعاً، وإن كنا نرجح موقفاً على موقف، وكذلك كان الحال بين أئمة السنة؛ والأمثلة كثيرة)).
أم أنَّ هذا من قبيل ((لم يرد أن يكون التلميذ نسخة كربونية لشيخه)) مرة أخرى؟!
فأنا الآن – ولله الحمد وحده – خرجتُ من مأزقك!، فهل ستخرج من هذا المأزق؟
أم ستفتح مواضيع أخرى تصرف من خلالها أنظار وأبصار القراء عن محور النقاش معك من جديد كعادتكم؟!
والله الموفِّق.


أما شكر (لؤي عبدالعزيز)؛ فيظهر أنه لم يفهم أو لا يريد أن يفهم!، وكلامي واضح جداً، فقد قلتُ بلسان عربي مبين: ((وموضع الإلزام هو: إما أن يقبل الحلبي بنشر كتاب [رفقاً أهل السنة بأهل السنة] من غير تصحيح تلك الانتقادات ولا الأخذ بتلك الملاحظات - وبخاصة ملاحظة الرجوع إلى اللجنة الدائمة – فيكون قد جنى على نفسه وحكم عليها، فلا يلومنَّ أحداً وصف كتبه بأنها تنصر مذهب الإرجاء بعد!. وإما أن يرفض نشر هذه الرسالة [رفقاً أهل السنة بأهل السنة] إلا بعد الأخذ بتلك الملاحظات، وهذا ما لم يقم به!، بل قام بضده!!، فنشر الرسالة وأثنى وحثَّ عليها في أكثر من مقال ومجلس من غير تكرار الإشارة إلى تلك الملاحظات!)).
وقلتُ: ((فهذه انتقادات شديدة (وهي عشرة كاملة!) - وإنْ وصفها الحلبي بأنها متممة ومكملة من باب "الدبلوماسية" المعروفة عنه!! -  كما يلاحظ القارئ المنصف الفطن - لا المتعصب أو الجهول - من قبل علي الحلبي لرسالة الشيخ العباد حفظه الله "رفقاً أهل السنة بأهل السنة"، فما موقفكم منها يا أنصار الحلبي؟!! ولماذا تعيبون على العلماء وطلبة العلم الذين ينتقدون هذه الرسالة أو يردون عليها بأقل من انتقادات شيخكم المتقدمة؟!)).
فهل هذا الكلام يا رجل يحتاج إلى قلم وسبورة لتوضيحه؟!

أم زعمه في عنوان مقاله: ((ولكنك نسيت أنَّ الإنتقادات ليست لمضمون الرسالة))؛ فدعكم يا قوم من تقليد شيخكم حتى في "الدبلوماسية" الذميمة!، فانتقادات شيخكم لرسالة الشيخ العباد حفظه الله في عنوانها ومضمونها وأصلها ولبها ومحورها، لكنَّ تعصبكم له يعمي ويصم!، وراجع الانتقادات بتجرد وستلاحظ ذلك بجلاء.
ويكفيني الآن - خشية الإطالة – ما قاله شيخكم بنفسه: ((استغلالُ بعض أهل الشبهاتِ الكتابَ ومضمونه لتصفية حسابات معينة "مِن = إلى"، أو نَحو مقاصد خاصّة: أسلوبٌ مرفوضٌ))، مع قوله بعد: ((لزوم وجود كلمة تأصيلية في أهميّة "الرد على المخالِف"؛ ولو كان من أهل السنة. نعم؛ بالشرط المعتبر علماً وأدباً؛ ليكون مُغْلِقًا على المقصِّرين طريقَهم الباطلَ المبنيَّ على التهاون في الحقّ، والتّساهل في معاملة الخَلْق))، فلو كان مضمون الكتاب لا إشكال فيه قط، هل يكون مفتاحاً يستغله الحزبيون من أهل التساهل والتهاون والتمييع؟!

أما (صاحبنا القديم) وانتقاده (القديم)؛ فلا أدري ما علاقة ما ذكره في سؤالي وإلزامي المذكورين أعلاه؟!
فسؤالي واضح؛ لماذا تعيبون على مَنْ انتقد رسالة الشيخ العباد حفظه الله في الوقت الذي ينتقدها شيخكم الحلبي بانتقادات في عنوانها وأصلها ومحورها ومضمونها، بل ويفتح باب النقد لها؟!
وإلزامي واضح أيضاً؛ فالشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله جعل في رسالته معرفة الأعيان والحكم عليهم راجع إلى اللجنة الدائمة لتنتهي فتنة التجريح والهجر في نظره!، وجعلها المرجع الوحيد في تلك الأمور!!، بينما شيخكم الحلبي يجعل الإلزام بذلك عسير وتحقيقه صعب، بل له سلبياته، ويجعل المرجع في ذلك هي الحجة المرجِّحة لأحد الأقوال والأحكام والمواقف، ومعلوم أنَّ اللجنة الدائمة أفتت بالتحذير من كتبه ووصفتها بالإرجاء، ودعته إلى التوبة وترك التحريف والباطل، والحلبي ينشر هذه الرسالة ويثني عليها ويدعو إلى تحقيقها والعمل بها، فكيف؟!!

أشرح لكم!!!!!:
محور الرسالة ============<  الرجوع إلى اللجنة الدائمة في الحكم على الأعيان!
اللجنة الدائمة ===========< تحذر من كتابي الحلبي وتصفه بنصرة مذهب الإرجاء!
علي الحلبي=============< ينشر رسالة الشيخ العباد التي يلزم فيها الرجوع إلى اللجنة الدائمة في الحكم على الأعيان!
فكيف============؟!!!!
هل فهمتم الآن؟!
أم الجدل؟!

فأقول لــ (صاحبنا القديم):
ما دخل ما ذكرتَه حول موقف السلفيين من فتوى اللجنة الدائمة في شيخكم؟!
فهل طالبتكم في أعلاه بوجوب الرجوع إلى اللجنة الدائمة في حكمها على شيخكم بالإرجاء؟! (مع إنَّ هذا لازم رسالة الشيخ العباد حفظه الله!).
أم رأيتنا نأخذ بما ذكره الشيخ العباد في رسالته وتوجيهه إلى اللجنة الدائمة في الحكم على الأعيان حصراً؟!
ليس هذا!، ولا ذاك!.
إنما بينا لكم استغرابنا من نشركم لهذه الرسالة مع إنَّ محورها يصيب شيخكم بمقتل!!!.
فما معنى قولك أيها المعقِّب مخاطباً إياي: ((هذا هو موقف مَنْ ينتسب لهم المسود من فتوى اللجنة الدائمة))؟!
أم أنَّ عدوى (عدم الفهم أو البلادة) انتقلت إليك أيضاً؟!
أم هو الجدل والتلبيس والنقاش في غير محله؟!

وأما حشوك للكلام في مسألة التفريق بين (إجلال العالم) وبين (مخالفته في مسألة أو أكثر)، ومثله تفريقك بين (تزكية الرسالة) و (الأخذ بكل ما فيها)؛ فمن تلبيسك القبيح!، لأنَّ انتقادات شيخكم لرسالة الشيخ العباد مخالفة جذرية في عدة محاور مهمة فيها!!!، وأهمها المحور الرئيسي: الرجوع إلى اللجنة الدائمة في الحكم على الأعيان!.
فسؤالك لي: ((هل يعني ثناء عالم ما (كالشيخ ربيع بن هادي مثلاً) على كتاب ما موافقته لكل حرف فيه؟! بل هل يعني ثناؤك – أنت – على أي كتاب أو مقال موافقتك وإلزامك بكل حرف فيه؟!))؟ دليل على تلبيسك القبيح، لأنَّ محور نقاشنا إنما هو في عدة انتقادات لرسالة الشيخ العباد!، وأهمها في صميم الرسالة ومحورها: الرجوع إلى اللجنة الدائمة في الحكم على الأعيان!، ومثال هذا: أن يثني عالمٌ ما على كتاب مبني على أصل باطل أو لازم فاسد، لكن وردت - في الكتاب هذا - بعض الأدلة والآثار والنقول في غير محل النقاش، فهل يقبل ثناء هذا العلم على الكتاب بحجة أنه لم يوافق على كلِّ الكتاب - ومن ضمنه اللازم الفاسد أو الأصل الباطل! -، وإنما أثنى على ما فيه من أدلة وآثار ونقول وبعض الفوائد والتوجيهات والنصائح؟!!
هل يقبل هذا الثناء؟!
فاتق الله، وإياك والتلبيس يا رجل!

والسؤال الملزم لكم بصورة أخرى:
إما أن تكون الرسالة محتاجة لانتقادت شيخكم أو غير محتاجة؟!
فإن كان جوابكم الأول؛ فكيف تنشرونها وتثنون عليها وتدعون إليها؟!
وإن كان الثاني؛ فانتقادات شيخكم من قبيل اللغو المذموم!، بل هو من قبيل التحريش وإثارة الفتنة وفصل الشباب عن العلماء والتنفير منهم!!!.
وأحلاهما مرٌّ!.

 وأخيراً:
أُذكِّر بقول اللجنة الدائمة - التي أَلزم بها الشيخ العباد في رسالته! - في تحذيرها من كتابي الحلبي ومسلكه: ((بناه مؤلِّفه على مذهب المرجئة البدعي الباطل))، ((وهذا إنما هو مذهب المرجئة))، ((تعليقه على كلام مَنْ ذكر من أهل العلم بتحميل كلامهم ما لا يحتمل))، ((فإنَّ اللجنة الدائمة ترى أنَّ هذين الكتابين: لا يجوز طبعهما ولا نشرهما ولا تداولهما لما فيهما من الباطل والتحريف، وننصح كاتبهما أن يتقي الله في نفسه وفي المسلمين؛ وبخاصة شبابهم، وأن يجتهد في تحصيل العلم الشرعي على أيدي العلماء الموثوق بعلمهم وحُسن معتقدهم، وأنَّ العلم أمانة لا يجوز نشره إلا على وفق الكتاب والسنة، وأن يقلع عن مثل هذه الآراء والمسلك المزري في تحريف كلام أهل العلم، ومعلوم أنَّ الرجوع إلى الحق فضيلة وشرف للمسلم)).

فنشر الحلبي وأنصاره لرسالة الشيخ العباد حفظه الله والإشادة بها يصدق فيهم المثال القائل:
على نفسها جنت براقش!


جزاكم الله خيراً على المرور والتعليق
والحمد لله الذي فضح ضلالات القوم وكشف جهالاتهم؛ وإنْ كانوا يحاولون جاهدين بما بقي لهم من أنفاس معدودة: إذا سقط أحدهم وبان عواره وانفضح أمره رفع راية الجهل والتلبيس عنه آخر ليواري سوءة أخيه.... وهكذا دواليك.
ومن آخر هؤلاء: (صاحبنا القديم) الذي صحا مرة واحدة في كتاباته ونطق لسانه بالحق الواضح في تقريراته، ثم عاد في سباته وغفوته من جديد، بعد تدخل أمه (الحلبي) التي هددته بقطع الحليب وغيره من الوعيد والتهديد، فعاد الرضيع أسوأ من ذي قبل!.
وما دام أنَّ القوم لهم شغف كبير في النقاش بعيداً عن الموضوع المتنازع معهم فيه، ويحبون القفز في النقاش، لهذا أبتدأ ردي عليه بهذه المشاغبة من الابن وغضب الأم عليه:
قال أبو الحارث باسم خلف في مشاركة له يردُّ فيها على تصرفات (أبي الحسن المأربي وأبي إسحاق الحويني ومحمد حسان وقناة الرحمة):
((واسمحوا لي بهذا التطفل على كلامكم:
إنْ أجزنا للشيخ المأربي - سدده الله - بأن يتحدث عن (غلاة التجريح) في قلب أناس لا أجانب الصواب إذا قلتُ فيهم - في كثير مما يذيعون - (غلاة التمييع)!، فإننا لا نستسيغ سكوته عن (غلاة التمييع) هؤلاء!؛ خاصة وأنه لا ينبغي تأخير البيان عن وقت الحاجة!.
إنَّ المميعيين للمنهج السلفي كثر، وشيوخهم في ذلك - شعروا أم لم يشعروا - هم المميعون للإسلام.!
لكن عتبنا أن يصدر هذا التمييع للمنهج السلفي ممن يزعم أنه سلفي!، ويصدِّر للناس على أنه السلفي المتوسط المعتدل.
والله الذي لا إله إلا هو:
- إنَّ الذي يجيز لنفسه أن يمتدح الديمقراطية ويتمدحها- منهم - أقل ما يقال فيه: أنه مميع للمنهج السلفي...
- والذي لا يرى بأساً في أن يتولى عليه الكتابي الولاية العامة أقل ما يقال فيه: أنه مميع للمنهج السلفي...
- والذي يجيز الخروج على الحكام المسلمين الظالمين أقل ما يقال فيه: أنه مميع للمنهج السلفي...
- والذي يصدِّر مَنْ خالف منهج كبار أهل العلم بامتياز على أنه (إمام السلفية المعاصر) وأنه (الأب الروحي) للدعوة السلفية أقل ما يقال فيه: أنه مميع للمنهج السلفي...
- والذي يدعو النساء مع الرجال والأطفال للخروج على الحاكم المسلم أقل ما يقال فيه: أنه مميع للمنهج السلفي...
ثم...
- الذي يُصدِّر أمثال الشيخ القرضاوي ويجعلهم من العلماء بالمعنى الممدوح: فهو المميع للمنهج السلفي...
- والذي يمتدح صاحب الظلال أمام الناس: فهو المميع للمنهج السلفي...
- والذي لا يحذِّر - وهو المشهور المتبع في بلده - من فكر الخوارج بشتى أصنافهم وألوانهم وأخص المعاصرين منهم: فهو المميع للمنهج السلفي...
- فضلاً عن أن يمتدح بعض هؤلاء ويُصدِّرهم ويجلس معهم ويسخر ويستهزيء ممن يصف أمثال هذا الخارجي بهذا الوصف من أهل العلم، فمثل هذا أقل ما يقال فيه: أنه مميع للمنهج السلفي.
- والذي يريد أن يعيد النظر في كثير من المباديء السلفية: فهو المميع للمنهج السلفي...
- والذي لا يرى فرقاً جوهرياً بين منهج السلف وبين (الإخوان المسلمين): فهو المميع للمنهج السلفي...
- والذي يمتدح التجربة السياسية (للإخوان المسلمين): فهو المميع للمنهج السلفي...
ثم:
لا أعتب على أهل العلم الذين بدَّعوا أمثال هؤلاء، ولا أحرِّج على مَنْ اتبعهم من طلاب العلم على ذلك...
ثم:
أعتب على مَنْ يصف أمثال هؤلاء العلماء بسبب ذا بـ (غلاة التجريح) تنفيراً للناس منهم وصداً للعامة وطلبة العلم عنهم...
أقول:
إنَّ مصطلح (غلاة التجريح) صار مطاطاً يستعمله كل على هواه!، وبحسب ما يراه!.
- فإذا ضلَّل عالم معتبر طريقة (فلان) بالأدلة الصحيحة صار من غلاة التجريح!
- وإذا حذَّر علماؤنا من الخوارج المعاصرين - بحق - وسموهم، صاروا عند هؤلاء من غلاة التجريح!
- وإذا حذَّر علماؤنا من القرضاوي وكتابات قطب وكتابات الشعراوي، وحذروا من ابن عبد المقصود وشيخه، وحذروا من مثل عمرو خالد ومن على شاكلته، وإذا حذروا من المتصوفة والأشاعرة، وإذا حذروا من (الإخوان المسلمين) ومن (التبليغ) صاروا من غلاة التجريح!.
لا حول ولا قوة إلا بالله...
وإذا نُسِبَ للإمام الشافعي قوله - شعرا -:
إن كان رفضا حب آل محمد...... فليشهد الثقلان أني رافضي
وأتمثل قوله:
- إنْ كان التحذير من الضلال وممن يعليهم ويصدرهم ويقتفي أثرهم ويمدحهم غلوا فليشهد الثقلان أني من الغالين.
ونحن نؤمن أنَّ الله حافظ دينه،. فكما عاشت الجهابذة فحفظت السنة والحديث، فستعيش الجهابذة في حفظ هذا الدين ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من وافقهم والله المستعان)) انتهى كلام باسم خلف.

أقول (رائد آل طاهر):
يا باسم خلف؛ ما هذا الذي قلتَه؟!
هل كنتَ قائماً أم قاعداً؟!
وهل كنتَ مستيقضاً أم نائماً؟!
وأين قلتَه؟!
وماذا أكلتَ وشربت قبله؟!
أنصحك - والله - أن ترجع إلى تلك الحال التي كنتَ فيها وقت إصدار هذا البيان منك، لعلَّ فطرتك تعود وصحوتك ترجع مرة أخرى، لتعرف: أنَّ الذين تدافع عنهم اليوم هم غلاة التمييع الذين وصفتهم في بيانك هذا!، وأنَّ الذين تطعن بهم اليوم وتصفهم بغلاة التجريح هم الذين دافعتَ عنهم وأيدتَ منهجهم في بيانك هذا.
فمَنْ الذي تغيَّر؟
أنا أم أنت؟!
وأيُّنا يصدق فيه هذا الأثر الصحيح: ((فإنَّ الضلالة حق الضلالة: أن تعرف اليوم ما كنتَ تنكر قبل اليوم، وأن تنكر اليوم ما كنتَ تعرف قبل اليوم، وإيَّاك والتلون، فإنَّ دين الله واحد))؟!
وما الذي حصل لك فجأة؟!
ألأنَّ شيخك الحلبي قال لك: ((رأيتُ كلام أخينا أبي الحارث، فكتبتُ له: "تعليقكم بشأن (غلاة التجريح!) و(غلاة التمييع!)" كأنه ردة فعل ما؟! فلعلَّكم تعيدون النظر فيه!)).
فهل أعدتَ النظر بدرجة (180)؟
من اليمين .................. إلى اليسار؟!
فمَنْ يصدق فيه: لا تعترض فتنطرد؟!
أما أنَّ هذا - بالنسبة لكم فقط لا ينطبق على غيركم! - من قبيل ما قاله الــ (راجي عفو ربه): ((لم يرد أن يكون التلميذ نسخة كربونية لشيخه))؟!
أما صحوته القديمة؛ فهي ما نقله باسم خلف في منتدياتهم حول موقف شيخه الحلبي من الشيخ ربيع حفظه الله، في أحد تعليقاته وهي سؤال موجَّه للحلبي: "سؤال: هل ما زال الشيخ ربيع حفظه الله حامل راية الجرح والتعديل في هذا العصر؟!" [فكان جواب الحلبي]: ((هذا هو الظن به، وهذا هو الأمل به، جزاه الله خيرًا ورفع الله قدره وأعلى الله مقامه، لكن الشيخ ربيع على كونه بهذه المنزلة السامية الرفيعة هو كغيره من أهل العلم قد يصيب وقد يخطئ، لكن نحن على يقين أنَّ صوابه أضعاف أضعاف خطئه، وأنَّ خطأه إنْ صدر فإنما يصدر باجتهاد وعلم وبديانة وبتقوى وبحرص على هذه الدعوة والعقيدة، وكثير مما قاله الشيخ ربيع وحذَّر منه مما قد يخالفه فيه غيره نرى أنَّ الزمن يأتي ويجري بما يوافق قول الشيخ ربيع وما يخالف غيره!، فهذا في الحقيقة يجعلنا أكثر منه قربًا، وأكثر تقديرًا، وأكثر له إشادةً. ولكن هو في إطاره البشري الذي لا يخرج عما ذكرت من قول النبي  صلى الله عليه وسلم: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"؛ ولا أقول هذا في الشيخ ربيع فقط!، وإنما أقول هذا في كل إنسان وطئ الحصا من غير رسول الله والأنبياء والرسل؛ من الصحابة إلى غيرهم، إلى هذه الساعة، وإلى قيام الساعة.
وإنما أقول ذلك؛ حتى لا نتهم بأننا نغلو في الشيخ ربيع!، أو نتعصب للشيخ ربيع!، أو ندَّعي العصمة للشيخ ربيع!. ولسنا كذلك بالصورة العكسية؛ أننا نطعن بالشيخ ربيع!، أو نقلل من قدر الشيخ ربيع!، أو نُزَهِّد في علم الشيخ ربيع!.
الشيخ ربيع من أجلاء وأفاضل أهل العلم وأهل السُّنَّة، ودعاة المنهج السلفي في هذا العصر، فليعرف الذين لم يُعطوه قدره، وأن يتقوا الله ربهم في هذا الشيخ، وبالمقابل أولئك الغالون عليهم أن يخفِّفُوا من غلوائهم حتى لا يكونوا بغلوهم هذا سببًا لصدِّ الناس عما عند الشيخ ربيع من الحق، ونسأل الله أن يطيل في عمره، وأن يحسن في عمله، ويجمعنا وإياكم وإياه في هذه الدنيا تواصيا بالحق والصبر، وإلاّ ففي الآخرة في مقعد صدق عند مليك مقتدر وما ذلك على الله بعزيز" والله الهادي إلى سواء السبيل)).

هذا كله تمهيد!............

أما مقالك الذي لم أتصور أن تنزل فيه إلى هذا الدنو من المستوى في الرد، بحيث تنتصر لرجل لا يجيد إلا السب والتحقير والانتقاص والسخرية والكذب في تعليقه - ولا أقول: في رده!، لأنه لا يعرف الرد أصلاً! -  على خصمه، فتذهب تتبع بضعة مقالات (خمس) له يذكر فيها (جزاك الله خيراً) بنصب المفعول؛ إما متابعة لغيره من قبيل الاقتباس!، وإما ضربة حظ كما يقولون!، وتترك عشرات المقالات التي قال فيها (جزاك الله خير) من غير نصب!، ثم تقول: ((فهذه خمس مرات في خمسة أيام! - وهذا ليس على سبيل الحصر فلأخينا غيرها - فهل يكون (رائد) صادقا فيما ادعاه على أخينا؟!))، فتصوِّر لقرائكم أنَّ هذا الجهول لم يذكر قط ولا مرة لفظة (جزاك الله خير) بلا نصب!!!، وأنَّ رائداً لم يصدق في قوله!!!.
أبهذا الكذب والتلبيس تنتصر لأخيك؟!
والله إنَّ مثل أخيك هذا الجهول الذي انتصرت له بالباطل لا يستحق أن يتتبع تعليقاته أحدٌ، لكن لو قَبِلَ بعض قرائكم وتتبعها لعرف مَنْ الصادق؟ ومَنْ الملبِّس الكاذب؟
وما دام أنَّك قفزتَ من محور النقاش معك إلى هذا المستوى!؛ فإني سأردك هنا - وقد ترددتُ في ذلك كثيراً - لأبين كذبك وتلبيسك فقط، ثم لا ألتفتُ إلى تعليقاتك بعد، لأنك وصلتَ في نظري إلى أدنى من مستوى الجهول الذي دافعتَ عنه.
من مشاركات الجهول التي قال فيها (جزاك الله خير) من غير نصب المفعول، والحقيقة لم أتعب فيها مجرد أن وضعتُ ["جزاك الله خير" أبو عبد العزيز الأثري كل السلفيين] في بحث (جوجل) مع (مزيد من النتائج) فخرجت لي النتائج التي يصعب عدها ويشق جمعها!:










.
.
.
.
.
وهناك الكثير الكثير جداً من تعليقات هذا الجهول بهذه اللفظة (جزاك الله خير)!!!.
تعرف يا (باسم خلف) كم صفحة في الجوجل بهذه النتيجة؟!!
عشرات الصفحات!!!، يعني بلغتُ أكثر من (40) صفحة في الجوجل يقول فيها هذا الجهول: (جزاك الله خير) من غير نصب!، ثم أصابني الملل والضجر والنصب، فتركتُ التتبع، والصفحة الواحدة في الجوجل تشتمل على (10) نتائج!!!.
سبورة وقلم من جديد:
40 * 10 = 400 .......... وأكثر!
الله أكبر!
وأنت يا (باسم خلف) أتيتَ بخمس مقالات تزعم فيها أنَّ هذا الجهول لا يصدق فيه نقدي؛ ومنها إنما قالها هذا الجهول موافقة لغيره من قبيل الاقتباس!، ومنها ضربة حظ!، وأحدها بيني وبينك!!!، وهو على هذا الرابط:
ففيه لفظة جزاك الله خيراً بالنصب وبغير النصب!، فكيف عددتَه لك فقط؟! هذا من الظلم يا رجل؟! فهو حق لي ولك!!!!!.
وبعد هذا البيان:
هل العبرة للغالب أم للنادر في الأحكام؟!
نترك الجواب للمشرف المدافع!
أقول:
والله هذا دليل قاطع على أنَّ هذا المشرف (البارز عندهم) يدافع عن عضو جهول في منتدياتهم بالكذب والتلبيس!، فكيف يكون دفاعه عن شيخه الذي يتعصَّب له؟!!!
والحمد لله على توفيقه في كشف أهل الباطل وتلبيساتهم.

أما قول هذا المدافع بالكذب والتلبيس: ((إنَّ اللحن قد لا يسلم منه بعض العلماء، والتكبر على الإخوان والأقران وطلبة العلم ليس من العلم ولا من أدبه في شيء، بل قد يصرف الناس عن هذا المتكبر المغرور!)).
فجوابه:
لا تتصور يا (باسم خلف) ولا تصوِّر لقرائك أنَّ (رائداً آل طاهر) ممن يتتبع الأخطاء الإملائية لخصومه!، كلا والله، وهذا أيضاً من تلبيسك مع الأسف!، فأنا لم أتتبع أحداً قط في ذلك، بل أصحح حتى في نقلي لكلام خصمي ثم بعد التصحيح أرد عليه من غير إشعار أحد بذلك التصحيح، وأما نقدي لهذا الجهول فهو من باب زجره وردعه عن السبب والسخرية والطعن بالباطل في تعليقاته على خصومه التي لا تزيد على ذلك!، ويسبقها بهذه العبارة في ثنائه على كاتب المقال: ((جزاك الله خير))!!، وأنا لم أتتبعه وإنما بقي في ذاكرتي صنيعه هذا كلما قرأتُ مقالاً شارك فيه هذا الجهول بالسب والسخرية، فمثله يجب أن يسكت ويكتف بغيره إنْ وجد!، لا أن يتهجَّم على أهل العلم وطلبته بكل جرأة ووقاحة وهو لا يحسن لفظة كثيراً ما تتردد في التعليقات (جزاك الله خيراً)، فكيف لو كتب هذا الجهول تعليقاً يرد فيه أو استقلَّ بكتابة مقال بنفسه؟ لو فعل ذلك لعرف الناس مدى جهله!.

وأنا أعرف أنَّ بعض العلماء وطلبة العلم لا يسلم من اللحن والخطأ في الإملاء، لكن كلامنا حول لفظة (جزاك الله خيراً) التي تتردد آلاف المرات في التعليقات، ومع هذا لم يحسن كتابتها هذا الجهول!، فكيف يحسن التعليق والرد في مسائل علمية؟!

وإذا كان العالم لا يسلم من اللحن كما قررتَ أنت، فهل يسلم مثلي يكتب العشرات ما بين كتاب ورسالة وبحث ومقال وتعليق ومناقشة؟ لا والله لا يسلم.
لكن زلات مَنْ يكتب قدر ذلك لا تقارن بطامة مَنْ لا يجيد إلا كليمات في تعليق!!!، أليس كذلك؟!.
فمثل هذه الزلة الإملائية التي وجدتها لي وفرحتَ بها في إحدى مناقشاتي - وستجد غيرها لو تفرغتَ لذلك وتتبعتَ مشاركاتي كلها! – لا يُفرح بها في مقابل تلك الطامة التي لا تغيب إلا عن جهول مثل صاحبكم!، بل أنا أجد أحياناً بعد مراجعة مقالي لسبب ما خطأً إملائياً أو يجده لي أحد إخواني منبهاً، فأصححه في وقته إنْ استطعت التعديل في المقال وتنبهتُ له، وأحياناً أتركه مللاً وتضجراً من الرجوع إليه وتعديله بسبب ضعف خط النت عندنا!، أو لعدم القدرة على تعديله أصلاً لأنه مضت أيام على تنزيله، ومن ذلك: ما ذكرتَه من خطأ في تلك المناقشة، ومع هذا فأنا أشكر كلَّ مَنْ نبهني على أخطائي سواء قصد النصيحة أو قصد الفضيحة، فلا أنظر إلى قصده.
وتتبعك هذا - ولله الحمد - سيزيدني حرصاً وتدقيقاً على مجانبة اللحن في الكتابة، وهذه من الفوائد التي يستفيد منها المرء من خصمه، وأنصحك أن تنتفع بهذه أيضاً، لأنَّ خصمك سينبهك على أخطائك الإملائية - إن عاد ورد عليك مجدداً - مستقبلاً، فافرح بها ولا تحزن.

وأما قولك في أول مقالك مخاطباً إياي: ((ربما لأني لا أريد له أن يزداد ضلالاً في رد حق كلامنا! أو ربما لأني لا أريد له أن يُفتَن!)).
ذكرني كلامك هذا بقصة موجعة والله: فقد ورد أنَّ أبا موسى الأشعري رضي الله عنه اعتلى أحد الخوارج في معركة النهروان، فلما رفع أبو موسى سيفه ليضربه وقال: ذق عذاب الله، فردَّ عليه الخارجي بقوله: ستعلم أيَّنا أولى بها صِليَّا؟!.
لا إله إلا الله!
أسأل الله لي ولك ولجميع إخواننا السلفيين الهداية إلى الحق والثبات عليه، واجتناب سبيل الضلالة ومضلات الفتن، والله الموفِّق.

وأما (أبو الزبير) الذي فرح بالتقرير المنشور في الآفاق عن (فلان)!، فكأنه وجد ضالته في الطعن في (رائد آل طاهر) من خلاله!، ولا يدري هذا المسكين أنه بفعله هذا لم يأت بجديد ولا كشف مستوراً!، فمقالي منشور عند الإخوة السلفيين في محل تواجد المذكور فيه، وإنْ كان المذكور في مقالي - من باب الأمانة والإنصاف -  رجع عن أغلاطه كلها أمام طلبة العلم وتاب من سلوكياته وتوقف عن نشر كتابه، وبعدها طالبني بعض الإخوة بعدم السماح لأحد بنشر بياني فيه، فاستجبتُ لذلك، كما يشهد على ذلك جمهرة من طلبة العلم والشباب السلفي في جلسة مسجَّلة وبيان مكتوب محفوظ، ونسأل الله أن يثبت المذكور على هذا الرجوع وأن يجنِّبه بطانة السوء.
كما لا يدري أبو الزبير (هذا المجهول) أنَّ ما نقله في مقاله يدلُّ على أننا لا نحابي في دين الله أحداً ولو كان قريباً موافقاً، فلو تكلَّم أحدُ إخواننا بكلام باطل فإننا نرده عليه بالتي هي أحسن وبالعلم والعدل والأدب والكلمة الطيبة، فإنْ أخذ بذلك فهذا ما نرجوه والله، وإن أصرَّ وجادل بالباطل أنكرنا عليه بشدة وشنَّعنا وحذَّرنا الشباب من كلامه، فإن رجع بعد الصبر والمناصحة وإلا حذَّرنا منه وهجرناه، فهذا ما ندين الله به، نذكره جهاراً نهاراً.
فأين وجه الإنكار أو الاستغراب يا أبا الزبير؟!!

وإذا كنتَ تفرح بمثل هذه التقارير كما تصفها!، فلتفرح بتقرير من العيار الثقيل على هذا الرابط:

والله الموفِّق.



لقد سكت (المشرف) المدافع عن (الجهول) - بالكذب والتلبيس - عن الجواب على ما ذكرتُه في التمهيد مما يدل على تلونه وتقلبه (غلاة التجريح....وغلاة التمييع)!، وكذا سكت عن الجواب على ما ذكرتُه مما يدل على كذبه وتلبيسه في دفاعه عن الجهول الذي ثبت في البحث أنَّ عنده (400) نتيجة وأكثر في قوله (جزاك الله خير)!.
فقفز قفزة بهلوانية طويلة، فذهب يواسي مظلومه (!!) الجهول بما لا يقرُّ نفسه به واعترف بخلافه!. 
فقد قال المشرف المدافع بالكذب والتلبيس (باسم خلف): ((ولا يحزنك أنك لم تقطع شوطا كبيرا في العلوم الشرعية، أو أنك تجهل قسطا من علوم النحو والعربية!)).
فظاهر هذا القول أنَّ (الجهول) إنما يجهل شيئاً أو قسماً أو نصيباً من هذه العلوم!، لكنه يعرفها وتعلمها.
بينما الجهول (أبو عبدالعزيز الأثري) [وبغض النظر عن أخطائه النحوية والإملائية في تعليقه] قال: ((وأعترف فعلاً أنني في النحو غير جيد، وعدة مرات حاولت أتعلمها من أخواننا طلبة العلم؛ ولكن دائماً تحدث ضروف قاهرة تحول بيني وبين تعلمها!!، أسأل الله أن ييسر لي ذلك قريباً)).
فهذا الجهول يعترف أنه إلى الآن لم يتعلَّم هذه العلوم!
أقول:
فأيهما نصدِّق؟!

والقفزة الثاني؛ ذهب إلى مقطع واحد في آخر كلامي ذكرتُ فيه كلمة (الخطأ الإملائي) (3) مرات، فوضعها هذا الملبِّس المشنِّع تحت مجهر التكبير (الغلو والتشنيع والتهويل) فصارت هذه الكلمة كأني ذكرتُها (18) مرة!!!.
فعل ذلك ليظهر للقراء أنني ذكرتُ هذه الكلمة (الإملائي) بهذا العدد الضخم؛ مما يدل على أنها ليست من سبق اللسان أو الخطأ في التعبير، وإنما مقصودة مني بحزم وتأكيد!.
فمَنْ هم الغلاة؟!

ثم ذهب هذا الملبِّس المتعالم المشنِّع يفرِّق بين أمرين؛ (الخطأ الإملائي) و (الخطأ النحوي)، ليبين جهلي بذلك!، فقال: ((بمعنى أن الخطأ النحوي- فيما نحن فيه - يظهر على اللسان، بينما الخطأ الإملائي يظهر في الخط والكتابة!، فهل فَهِمْتَ الفرق الآن يا (رائد)؟!)).
أقول:
لم يذكر لنا هذا المتعالمُ المصدرَ الذي أخذ منه هذا التفريق بهذه الصورة المذكورة!، أي: أنَّ الخطأ النحوي مقصور على ما (يظهر على اللسان) لا ما (يظهر في الخط والكتابة)!.
وعلى فرض صحة هذا التفريق بهذه الصورة!؛ فأقول:
هل ما وجدتَه لي أيها المتفاصح من أخطاء؛ هي من قبيل ما (يظهر على اللسان) أم من قبيل (ما يظهر في الخط والكتابة)؟!
فإنْ قلتَ: الأول.
فهل سمعتَ كلامي بما (نطق) به لساني أم قرأتَه بما (خطَّه) بناني؟!
وإنْ قلتَ: الثاني.
فأين وجه الإنكار والتشنيع في وصفي لها بــ(الأخطاء الإملائية)؛ وقد قيدتها أنتَ بــما (يظهر في الخط والكتابة)؟!
قلتُ:
والمعلوم أنَّ الخطأ (الإملائي) و (النحوي) و (اللغوي) و (الصرفي) قد يكون في الكتابة وقد يكون في النطق.
قلم وسبورة من جديد:
مثال الأول: (فيمَا تحكم؟) والصحيح (فيمَ تحكم؟).
مثال الثاني: (لم يقوم) والصحيح (لم يقم).
مثال الثالث: (مبروك) والصحيح (مبارك).
مثال الرابع: (إمرأة صبورة) والصحيح (صبور).
فهذه الأمثلة (تظهر على اللسان) و (تظهر في الخط والكتابة)، فأين الإنكار؟!

ثم:
أنا قلتُ في كلامي المنتقَد أعلاه: ((وأنا أعرف أنَّ بعض العلماء وطلبة العلم لا يسلم من اللحن والخطأ في الإملاء)).
وقلتُ: ((إذا كان العالم لا يسلم من اللحن كما قررتَ أنت، فهل يسلم مثلي يكتب العشرات ما بين كتاب ورسالة وبحث ومقال وتعليق ومناقشة؟)).
وقلتُ: ((وتتبعك هذا - ولله الحمد - سيزيدني حرصاً وتدقيقاً على مجانبة اللحن في الكتابة، وهذه من الفوائد التي يستفيد منها المرء من خصمه)).
فهذه ثلاث مرات أذكر فيها كلمة (اللحن) وهي مقابل تلك الثلاث التي قلتُها في المقطع المنقول عني في كلمة (الإملاء)؛ لا (18) مرة بعد التضخيم والتكبير من باب الغلو والتشنيع والتهويل.
فلم أعرضتَ عن تلك وأخفيتها وتمسكتَ بهذه وضخمتها؟!
لا ريب أنَّ هذا من باب الإنصاف والأمانة عندكم والذي تعلمتوه من شيخكم وأمكم!!!.

ملاحظة/ لم تذكر أيها المشرف المتفاصح - في تعليقك الأخير - المنصوب بتنوين الألف ولا مرة!!!، وهذا خطأ – أو عدة أخطاء – إملائي ونحوي على ما قررتَه أنت!.
فلا أدري هل تعطَّل عندك مفتاحه في لوحة الكتابة الخاصة بالحاسبة في أثناء هذا التعليق؟! لأنك قلتَ من قبل في تصحيحك: ((قوله: "مع كونه حجة حافظ" خطأ!، وصوابه: "مع كونه حُجةً حافِظًا"))؟!
أم عندك فيها فائدة أخرى أو تفريق آخر تنفعنا به هنا؟!
وهل تريد أن أعدها لك في تعليقك هذا - فضلاً عن غيره – في تعليق القادم؟!
إنْ طلبتَه فسأفعل.
فلا زالت معركة الألف قائمة!

أما المجالس الثلاثين التي أعددتها لي في تصحيح أخطائي الإملائية والنحوية – وأرجو أن تدخل اللغوية والصرفية والمطبعية فيها – فهذا من فضل الله عليَّ، أن سخَّر لي مدققاً في كتاباتي لإصلاحها من الخطأ في الكتابة، وسوف أشكرك على ذلك لأنَّ ((لا يشكر الله مَنْ لا يشكر الناس))، لكن أخشى أن تتكاسل في ذلك لأجل قولك في تعليقك الجديد: ((والوقتُ أثمن من متابعته))!، فأسأل الله تعالى أن يعينك على ذلك، وأن يسهِّله لك، وأن يبارك في وقتك لتحقيقه، وأما نيتك فهذا أمرٌ يعود إليك، إن صححتها فستؤجر، وإلا فضياع للوقت وخسارة في الآخرة.

وأما الأثري العراقي فقد قال في مقاله الجديد: ((وأريد أن أقف وقفة قصيرة مع أحد الذين يعدهم البعض من طلاب العلم!!، وهذا الرجل معروف عند إخواننا الغلاة في شبكة سحاب السلفية! باسم شيخ رائد!! = آل طاهر، وهو عندنا معروف باسمه الصريح من غير كلمة شيخ!!)).
بينما قال في مقاله الأول: ((أنا لا أزعم أني طالب علم متمكن!، ولكن حسبي أني مُحبٌ لطلاب العلم فضلا عن العلماء، وأنا عالة عليهم، وأما أنت يا أخ رائد؛ فلك باعٌ في العلم لا بأس به، ولا أجاريك في دقائق المسائل، وإنما أنت وطلاب العلم تتطاحنون!)).
فهل لي باع في طلب العلم ومن أهله كما وصفتني هنا؟
أم هي دعوى يطلقها البعض؛ ولست منهم، كما وصفتني في الجديد؟
وليس بينهما أمد بعيد! ..... فلا بد يا رجل أن تستقرَّ على رأي وحيد!

وأما قوله في مقاله الأول: ((أخشى إن أطَلْتُ أن يطيش قلمي وأكتب ما قد يوغل الصدور أكثر فأكثر!، وللرجل جميلٌ عليَّ، ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل؛ وهذا من حُسن تربيتي وخُلقي، لذا فسأتنازل عن بعض حقي الذي عنده)).
فهل تنازل حقاً؟!
أم ذهب يكتب عدة مقالات جديدة وتعليقات يكرر فيها ما سبق منه من كذب وأباطيل وطعن واستهزاء؟!
فهل هذا هو معنى (الفضل أو الجميل) الذي لي عليك؟
أم هو حسن الخلق والتربية التي تصف نفسك بها وترددها كثيراً؟!
فبأي جواب ستقول؛ أجيبك من لسانك - في ردك على أحد إخواننا السلفيين الذي لم يرد عليك وتجاهلك، ومع هذا لا زلت تتهجَّم عليه بالباطل – فقلتَ مخاطباً إياه: ((فإن قلتَ: أنني قلتُ أو فعلتُ ما يستوجب هذا؛ فدع غيرك يتكلم فِيَّ لا أنت؛ لما بيني وبينك من فارق السن!، ولما لي عليك من فضل!، وخُلُقُ عرفان الجميل وعدم نكرانه عرفه حتى كفار قريش، ولم تصل له أنت بعد!، وإقرأ إن شئت عن ذلك، والتذكير بالفضائل على الغير غير مستساغة إلا في وقت الجحود، أو عدم تذكرها أو تنكـرها من قبل الجاحد والحاقد!، فقد يسكت المرء مؤقتاً عمّن تعدى عليه، وقد يُلطِّف معه العبارة على الأقل؛ لأنه صاحب فضل عليه يوماً ما!، وأنا لم أقل لك لا تنتقد، لكن لو إنتقدت بأدب)).
أم أنَّ الجميل والفضل وحسن الخلق والتربية تعمل معك ولا تعمل مع غيركم؟!

وأما قوله مخاطباً أخانا المشار إليه: ((وقولك: "يلوكون ألسنتهم كما تلوك الباقرة بلسانها"!، هل تقصد البقرة؟!، أم أن زيادة الألف مقبولة لكونها خبر ثقة؟!، أم أنه خطأ مطبعي؟، ولماذا لم يُصوب شيخك المفضال هذا الخطأ؟!)).
وقلتَ مكرراً في تعليق من تعليقاتك: ((وهذا ثاني تلاميذه المدعو قتيبة العراقي معلقاً على كلام شيخه كذلك يقول: "ذرهم شيخنا يلوكون ألسنتهم كما تلوك الباقرة بلسانها"!!، طبعاً هو يقصد البقرة!)).
فجوابه ما قاله أحد مشرفيكم معقباً عليك: ((وبالمناسبة تصح كلمة "الباقرة" فمن حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: "إن الله عز وجل يبغض البليغ من الرجال، الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها"، الصحيحة/880)).
فهل تريد أن تصحح للنبي صلى الله عليه وسلم كلمة "الباقرة"؟
أم ستعترف بالخطأ وتكسر قلمك وتغلق فمك؟!
أم ستقفز قفزة بهلوانية جديدة؟!



وذلك لأن سعد , جيد في هذا الباب

بعد أن عجز القوم من حمل راية الكذب والتلبيس، وسكتوا عما ذكرناه في كلِّ واحد فيهم من مغالطات وتناقضات وخزايا وبلايا، وانسحبوا من هذا النقاش خائبين، أعطوا الراية أخيراً إلى مقدمهم في ذلك،  وهو المعروف بأبي الخبال والاستهبال، وما أدراك مَنْ أبو الاستهبال؟!
نظرة واحدة إلى تعليق من تعليقاته تعرف أنه تربى في أحضان الفجرة وأماكن الفسقة، فلسانه سيال بالفجور والسب والشتم والطعن، وقلمه مليء بالكذب والتلبيس والسفسطة، لم أر حتى الساعة في منتدياتهم أحداً أسوأ منه خُلقاً وأشدَّ كذباً وأعظمهم جرأة على العلم والعلماء والدعاة السلفيين.
قال هذا المخبول بعد مقدمته المليئة بالسب والطعن والكذب:
((إن نظرتنا إلى تعليقات شيخنا على رسالة "رفقا أهل السُّنة بأهل السنة" هي نظرة شيخنا الحلبي حفظه الله نفسها إلى رسالة "رفقا أهل السنة بأهل السنة" ولا فرق، لا عصمة في هذه، ولا عصمة في تلك!، لا قداسة لهذه ، ولا قداسة لتلك!، هذه قابلة للنقاش والنقد والتصحيح، وتلك قابة للنقاش وللنقد وللتصحيح!، فلا عصمة للعلامة العباد، ولا عصمة لشيخنا الحلبي حفظهما الله، فهذه هذي نظرتنا، وهذا موقفنا)).
أقول:
ما شاء الله على الجواب العلمي! (السياسي = دبلوماسية الحلبي)؟!
هل أتيت أيها المخبول بشيء في جوابك هذا؟
الحلبي غير معصوم!
طيب
الشيخ العباد غير معصوم!
طيب
لا تقديس لرسالة الشيخ العباد!
طيب
لا تقديس لانتقادات الحلبي عليها!
طيب
لا عصمة لهذا!
طيب
لا عصمة لتلك!
طيب.
أين الجواب؟!
الحمد لله الكل بخير!.... والكل على خير!
الآن القارئ لكلام هذا المخبول خرج بنتيجة لعله لم يعرفها من قبل ولم تطرق ذهنه في يوم من الأيام!!:
أنَّ الشيخ العباد والحلبي غير معصومين!
وأنَّ الرسالة والانتقادات غير معصومة!
وأنَّه لا تقديس لا لهذا ورسالته، ولا لذاك وانتقاداته!
الرسالة مهمة ونافعة، والانتقادات مهمة ونافعة!
أين الكلام في الانتقادات وأثرها في الرسالة؟! لا يوجد.
مَنْ المصيب فيها؟ ومَنْ المخطئ؟ لا يوجد.
لماذا؟
لأنَّ الحق يتعدد عندهم!
أو:
ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه!

قال المخبول: ((ومع ذلك يكذب الكعبي -كعادته وعادة أبائه - فقال: "فهذه انتقادات شديدة" !!!!!!!!!!!!!!، "ولماذا تعيبون على العلماء وطلبة العلم الذين ينتقدون هذه الرسالة أو يردون عليها بأقل من انتقادات شيخكم المتقدمة؟!"!!!، والله العظيم رب العرش الكريم ما رأيت أكذبَ منكم!، أين الشدة في انتقادات شيخنا لهذه الرسالة؟ وهي لا تعدو أن تكون ملاحظات إن أخذ بها العلامة العباد فالحمد لله، وإن لم يأخذ بها فجزاه الله خيراً، والكتاب نافع مهم)).
أقول:
كان الواجب عليك أن تثبت كذبي بالبينة كما فعلتُ مع أصحابك من قبل، لا بالهوى والظن السوء؛ أيها المخبول.
أما دليلي على أنَّك كذابٌ ملبِّسٌ كأصحابك من قبل بل أشد؛ فهو:
- أنا قلتُ بالحرف: ((فهذه انتقادات شديدة، وهي عشرة كاملة!)).
فجاء هذا المخبول إلى كلامي وأسقط كلمة (عشرة كاملة)!، وأبقى ((فهذه انتقادات شديدة))، ثم أتى بعبارة لي بعدها مباشرة: ((ولماذا تعيبون على العلماء وطلبة العلم الذين ينتقدون هذه الرسالة أو يردون عليها بأقل من انتقادات شيخكم المتقدمة؟!))، فأوهم القراء السذَّج أمثاله: أنَّ انتقادات العلماء أقل شدة من انتقادات شيخه، بل هذا ما صرَّح به بعدها فقال: ((وتأملوا الفرية الأخرى: التي زعم فيها أن طعونات وتحذيرات الغلاة من رسالة العباد هي أقل من ملاحظات شيخنا!!، مما يدهشني في هذه الجماعة - إضافة إلى الكذب الكثير - قلة الحياء!!، استحوا قليلاً فقط!)).
بينما قولي: ((العلماء وطلبة العلم الذين ينتقدون هذه الرسالة أو يردون عليها بأقل من انتقادات شيخكم)) متعلِّق بكلمة ((وهي عشرة كاملة!))، أي أنَّ انتقادت العلماء لرسالة الشيخ العباد حفظه الله أقل عدداً من انتقادت شيخهم الحلبي لها، فانتقادات شيخهم أكثر، وأنا لم أقل (بأهون من انتقادت شيخكم) حتى ينظر بعد في تشغيبه وتشنيعه!!.
فمن هو المفتري الملبِّس أيها المخبول؟!
وأما الشدة في انتقادت شيخكم؛ فهي ظاهر لكل ذي عينين، وسأوضحها للأعمى لعله يبصرها:
-      منها: أنَّ رسالة الشيخ العباد فيها تقليل وانتقاص من شأن "علم الجرح والتعديل" وإن كان بغير قصد!.
أليست هذه شدة؟!
هل يقبل شيخكم أن يُقال مثل هذا في كتابه [منهج السلف الصالح]؟!
-      ومنها: أنَّ فيها ما يفتح الباب للمتساهلين في معاملة الخلق المتهاونين في نصرة الحق!.
أليس هذه شدة؟!
وإنْ لم تكن شدة، فهل يحق لناقد أن يصف كتاب شيخكم بهذا؟!
-      ومنها: عدم تحديد مفهوم "أهل السنة" جعل الحزبيين يفرحون بهذه الرسالة ويحشرون أنفسهم فيها!.
أليست هذه شدة؟!
وإنْ لم تكن شدة، فهل يحق لناقد أن يصف كتاب شيخكم بمثل هذا ولا يزيد؟!

-      ومنها: الإلزام باللجنة الدائمة في الحكم على الأعيان له سلبياته الشديدة التى لا تخفى!!!.
لكنها خفت على الشيخ العباد حفظه الله، أليس كذلك؟!
هذه شدة أم لا؟!
-      ومنها: الحجة هي سبيل الحق وأهل الحق وليس الرجوع إلى هيئة أو فرد!.
وهل يجهل هذا طالب علم فضلاً عن عالم كبير من علماء الأئمة؟!
شدة أم لا؟!
-      ومنها: أنَّ اللجنة الدائمة لا تعرف واقع الدعاة والدعوات بسبب انقطاع التواصل بينهم وبين الدعاة السلفيين في مختلف البلاد.
قال بعض مشايخنا: "الشيخ العباد لا يقرأ ردود هؤلاء في هؤلاء، ولا هؤلاء في هؤلاء"، وقد نصح حفظه الله بذلك!، فأقمتم الدنيا على السلفيين صراخاً!، واتهمتم قائل هذا بأنه على طريقة مَنْ يطعن بالعلماء بعدم فقه الواقع!.
والحلبي في هذا الانتقاد يصف اللجنة الدائمة بعدم معرفتها بواقع الدعاة والدعوات!!!، ثم الشيخ العباد حفظه الله يوجه الناس إليها في مسألة الحكم على الأعيان والدعوات!.
أليست هذه شدة تحتاج أن نملأ الأرض صراخاً بسببها أم الكيل بمكيالين؟!
-      ومنها: أنَّ الرسالة فيها إيهام بأنَّ الشيخ الألباني رحمه الله عند خلل في مسائل الاعتقاد!.
مَنْ يُعرِّض بمَنْ؟!
أليست هذه شدة؟!
-      ومنها: أنَّ في الرسالة ما يفتح أبواباً من الظنون السيئة وأبواباً من زيادة الاختلاف والفرقة!.
 فأين فائدة هذه الرسالة؟!
هل وضعت لتقليل الاختلاف والفرقة بين أهل السنة أم لزيادته؟!
أليست هذه شدة؟!
فيا أيها المخبول؛ مَنْ هو المضروب برأسه الذي يحتاج إلى علاج أو استئصال الداء في دماغه المخبول قبل فوات الأوان؟!
ومَنْ المفتري؟!
أتحداكم أن تفصِّلوا في أجوبتكم بمثل هذا البيان!، ومن الله وحده التوفيق والسداد فهو الكريم المنان، وإنما مجرد تقريرات فارغة وأجوبة خاوية من الحجة والبيان والعلم والبرهان، وأسئلة بعيدة عن محور النقاش لا تضرب إلا من باب الجدل والحشو والقيل والقال، ثم لا تخلو من السب والشتم والتهويل والتشنيع والتشغيب والكذب والتلبيس والطعن والباطل الذي لا يعجز عنه أحد، والله المستعان.

قال المخبول: ((اقرأ - أيها الكعبي - جيدًا تجد موقفنا من ملاحظات شيخنا على رسالة العلامة العباد " رفقًا أهل السنة "، وهو موقف منضبط لا غلو فيه ـ لا في ملاحظات شيخنا ولا في رسالة العلامة العباد، وإن أخذ بها العلامة العبادة فالرسالة نافعة ومزلزلة لكم أيها الغلاة، وإن لم يأخذ بها فالرسالة نافعة ومزلزلة لكم أيها الغلاة)).
نعم هي مزلل للغلاة لكنها تفتح باباً للمميعة وإلا ما قال شيخكم فيها: ((لزوم وجود كلمة تأصيلية في أهميّة "الرد على المخالِف"؛ ولو كان من أهل السنة. نعم؛ بالشرط المعتبر: علمًا وأدبًا؛ ليكون مُغْلِقًا على المقصِّرين طريقَهم الباطلَ المبنيَّ على التهاون في الحقّ، والتّساهل في معاملة الخَلْق، وليكون في الوقت نفسِه واجهةَ حقٍّ تَسُدُّ على الغُلاة تَفَلُّتهم الكبير في تلقُّط الأخطاء، وتصيُّد العَثَرات)).
وانتبه أيها الأعمى المخبول لكلمة (لزوم) وما تفيده من معنى؟
ثم تزعم أنت وشيخك وحزبه: أنَّ الانتقادت متممة مكملة!!، وهذا يناقض ما قاله شيخكم أيضاً: ((ظهر لي بعد تأمُّل شيءٌ مِن الملاحظات على مُجْمَل الكتابِ وبعضُها تكميليٌّ، بل قد أُخالَفُ في أشياءَ منها))!، أي أنَّ بعضها غير تكميلي، أليس كذلك؟! أم أنَّ هذا التبعيض ليس له محل من الاعراب أو زائد في اللفظ أو لا يعمل هنا؟! نتركه إلى المشرف المتفاصح ليوضحه لنا!.

قال المخبول: ((فهل إذا نصح العلامة العباد باللجنة وبالرجوع إليها لرفع فوضى التجريح التي يقوم بها الشيخ ربيع والجابري ويجردهم من هذا التجريح يعني عندك عصمة اللجنة أو يعني وجوب أخذ أقوالها في كل شيء؟!)).
لا العصمة ولا وجوب أخذ أقوالها في كل شيء!
وإنما مفاد كلامه: ينبغي الرجوع إلى اللجنة الدائمة في مسألة الحكم على الدعاة والدعوات للخلاص من فتنة الهجر والتجريح.
قل لي بربك: هل هذا مفاده أم لا؟!
فلم هذا التشغيب؟
ولم هذا القفز إلى موضوع آخر (العصمة) (وجوب أخذ أقوالها في كل شيء)؟!
هل تظنون أنكم بهذا الصنيع تكتمون الحق وتلبسون الحق بالباطل كطريقة اليهود في التحميم؟!
وماذا عن تجريح شيخكم لسليم الهلالي - لأجل دنيا لا من أجل دين – هل يدخل في الرسالة؟!
وماذا عن تجريحكم – في الليل والنهار وفي الخفاء والجهار - في مشايخ السلفيين؟!
أم تؤمنون ببعض وتكفرون ببعض!
فتوبوا إلى بارئكم وعودوا إلى رشدكم ولا يخدعنكم شيخكم.
والله الموفِّق.

وكتبه: أبو معاذ رائد آل طاهر

إرسال تعليق

أرجو عند كتابة تعليقك تذكر ما يأتي:
1. تذكر قول الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
2. تعليقك سيظهر بعد مراجعته من قبل الإشراف إن شاء الله تعالى.
3. يفضل كتابة التعليق باسم لائق، واستعمال اللغة العربية الفصحى قدر الإمكان.