الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
ومَنْ سار على نهجه إلى يوم الدين؛ أما بعد:
قبل شهر تقريباً؛ أظهر - ولا زال - موقع يُدعى (ويكليكس) - وهو موقع
خاص بكتاب سياسيين غربيين - وثائق عدة تتكلم عن جرائم الاحتلال وأعوانهم في العراق،
فتحدثت القنوات والفضائيات والإذاعات والمواقع وغيرها من وسائل الإعلام عن (وثائق ويكليكس).
فلما سمع كثير من الناس ذلك سارعوا إلى مطالعة تلك الوثائق ومعرفتها بالتفصيل!، لكنهم
تفاجئوا أنَّ هذه الوثائق تتحدث عن أشياء صارت معلومة عند الجميع، لأنَّ الجميع يعلم
ويرى ما يجري في الساحة العراقية من جرائم ومؤامرات، إذن وثائق ويكليكس لم تأتِ للناس
والمراقبين للسياسية بشيء جديد!!.
وقبل أيام؛ أخرج لنا مشرفو منتديات كل السلفيين وثائق – كانوا
من قبل يتوعَّدون السلفيين بها ويهددون بإخراجها! – يزعمون أنها تدين ما يصفونهم بـ(غلاة التجريح)،
وعلى رأسهم كما يصرحون (الشيخ ربيع حفظه
الله تعالى)، فلما تصفَّحنا هذه الوثائق؛ فإذا هي تتحدث
عن أشياء معلومة عند الجميع.
والوثائق هي:
التضييق على علي الحلبي وأتباعه في منتديات البيضاء ومنعهم
من الكتابة فيها...
بيان سبب افتتاح منتديات كل السلفيين...
بدء ردود الشيخ أحمد بازمول وفقه الله تعالى...
بدء ردود كتاب منتديات كل السلفيين...
زيارة جماعة من أتباع الحلبي إلى الشيخ ربيع حفظه الله تعالى...
مبادرة إيقاف الردود...
مبادرة الصلح الأولى...
مبادرة التحكيم...
مبادرة حذف الردود...
مبادرة الصلح الثانية...
الرسالة المفتوحة من الحلبي إلى الشيخ ربيع...
مبادرة إيقاف الردود من طرف منتديات كل السلفيين...
النداء الأخير من مشرفي منتديات كل السلفيين إلى الشيخ ربيع...
أقول لمنتديات كل السلفيين:
هل هذه هي وثائقكم؟!!
هل هذا ما كنتم تتوعَّدون به؟!
هل هذه هي الأدلة والبراهين التي تدين الشيخ ربيعاً حفظه
الله تعالى وتدين السلفيين الذين معه؟!
هل هذا هو العلم الذي اشترطه شيخكم في رسالته للشيخ ربيع
فقال: ((بيني وبينك العلم))؟!
هل هذا منتهى علمكم؟!
هل هذا – حقاً - ما عندكم؟!
سبحان الله...
يا قوم؛ هذه الوثائق (!) التي ذكرتموها هي معلومة عند جميع
القراء، وقد اطلع عليه الجميع!!.
فما أشبه صنيعكم هذا بصنيع موقع ويكليكس؛ فكلاكما قد شغلتم
الناس بأشياء هي معلومة عندهم!، وهذا من ضياع الوقت، ويظهر أنكما أردتما مجرد مادة
إعلامية أو إعلانية، وقد حصلتما على ما قصدتما.
ويظهر أنَّ مشرفي منتديات كل السلفية قد تأثروا بهذا الحدث
أقصد به (وثائق ويكليكس)!!، فأرادوا أن يقلدوهم في ذلك.
يا قوم نحن نتكلَّم معكم بأدلة صريحة وبراهين قاطعة تدينكم
وتدين شيخكم، وتدل على انحرافكم عن الجادة، وأنتم تتكلمون حول المبادرات الماضية!!.
يا قوم؛ هذه المبادرات كانت في وقت كان بعض طلبة العلم السلفيين
يرجى منكم الرجوع إلى منهج السلف الصالح!، والكف عن المخالفة له، وفي وقت كان البعض
يرى من كثرة الردود والطعون واقعاً مؤلماً يفرح به العدو المتربص، ويحزن بسببه الصادقون،
فحاول أن يخفف من أثر هذا الواقع - الذي كان كتاب شيخكم السبب الرئيسي فيه - فبادر
للوساطة من أجل الصلح والمصالحة.
لكن الصلح الشرعي لا يتحقق إلا بشرط العدل قال تعالى: ((فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ))، والعدل كما قال العلامة
ابن القيم رحمه الله تعالى في [إغاثة اللهفان 1/182]: ((فدين الله بين الغالي فيه والجافي
عنه، وخير الناس النمط الأوسط الذين ارتفعوا عن تقصير المفرِّطين ولم يلحقوا بغلو المعتدين؛
وقد جعل الله سبحانه هذه الأمة وسطًا وهي الخيار العدل لتوسطها بين الطرفين المذمومين،
والعدل هو الوسط بين طرفي الجور والتفريط، والآفات إنما تتطرق إلى الأطراف، والأوساط
محمية بأطرافها، فخيار الأمور أوساطها)).
فأقول:
هل
توقفتم أنتم ولو للحظة من وصف مخالفيكم بالغلو؟!
وهل
توقف مخالفوكم من وصفكم بالتمييع؟
فأين
العدل؟
هل الصلح في مفهومكم: أن يجتمع تقصير المفرطين مع غلو المعتدين؛
على حدِّ زعمكم ووصفكم لمخالفيكم؟!
كيف هذا؟
أيُّ صلح هذا الذي لازلتم تطلبونه أو تتباكون على عدم تفعيله؟!
وقد ظهر لكل ذي عينين الفوارق بين المنهجين!.
كان البعض يظن أنَّ الخلاف معكم سببه بعض الألفاظ التي صدرت
من شيخكم تحتاج إلى ضبط!، ولكن الذي ظهر أنَّ الأمر منهج جديد يريد شيخكم أن يقنع السلفيين
في تبنيه!!، وقد تفطن السلفيون – ولله الحمد وحده – لذلك، فهيهات أن يقبلوا معكم صلحاً
على حساب دينهم!.
فليقطع الأمل كل مداهن أو جاهل لا يعرف حقيقة المنهجين.
وأما طريقتكم في الردود؛ وذلك بمقارنة أفعالكم ومواقفكم بأفعال ومواقف بعض أهل العلم
المعروفين، فهذه لا تجدي نفعاً، ولا تنجيكم من الإدانة، وليست هذه هي الطريقة العلمية
في الرد، فالواجب عليكم أن تردوا بالأدلة الواضحة والبراهين القاطعة، أما أن تقولوا:
فلان من أهل العلم قال مثل قول شيخنا!، أو فعل مثل فعل شيخنا!، فلماذا جرحتم شيخنا
وأعرضتم عن فلان من أهل العلم؟!
أنصحكم بصدق: أن تتركوا هذه الطريقة الجوفاء؛ لأننا لو استعملناها
لما استطعنا أن نتكلَّم في مبتدع أصلاً لا في القديم ولا في هذا العصر، لأننا نعلم
أنَّ بعض الأئمة وقع في انحراف، ومع هذا لم يُبدَّع؛ لأنه اجتهد في مسائل خفية وتحرى
الحق فيها من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يصبه، وما علمنا أنَّ أحداً أقام عليه
الحجة ودفع عنه الشبهة وظل مصراً على الانحراف، لم نعلم ذلك!، ونعلم أنَّ له مكانة
في الأمة رفيعة، وله جهود في نشر السنة ومحاربة البدع، فكيف يقارن انحراف بعض الدعاة
أو المشايخ المعاصرين -الذين ليس لهم تلك المكانة العالية ولا تلك الموانع - بما وقع
من أولئك الأئمة من انحراف؟
بل نحن نعلم أنَّ المنحرفين المعاصرين قد أقيمت عليهم الحجج
وأزيلت عنهم الشبه، ومع هذا لا زالوا على انحرافهم وضلالهم، فكيف يقارن هؤلاء بأولئك؟!.
وأيضاً مما يلاحظ في ردودكم أنها تعتمد على تتبع رخص العلماء، ونصب الخلاف في وجه الأدلة
والبراهين، والاكتفاء بنتف من كلام العالم دون استقراء منهجه العام، بل من أنكر الأساليب
التي تستعملونها في رد حجج مخالفيكم هو الاحتجاج بفتوى عالم قديمة أو موقف قديم، يعلم
الجميع أنه تراجع عنه، وأنَّ له مواقف عدة أخرى خلاف ما تذكرونه عنه.
وأما أسلوبكم في تنزيل
المقالات؛ حيث صرتم تظهرون بمظهر التباكي على المتساقطين
هنا وهناك!، ممن كان ينصر السنة ويحارب البدع، فانقلب على عقبه وصار يغضب من أجل المبتدعة
ويثني عليهم وينفِّر من أهل العلم السلفيين ويتكلَّم فيهم، فصرنا نسمع منكم بين الحين
والآخر مواضيع إعلانية: وجاء دور فلان!، وجاء دور فلان!، أي في التجريح والتسقيط، فهذا
أسلوب يدل على التعصب للخلق وعدم المبالاة للحق!.
والواجب عليكم أن تطلعوا على الملاحظات أو المخالفات التي
ذكرها أهل العلم في فلان أو فلان ممن تتباكون عليهم، وتنظروا فيها نظر المريد للحق
المنتصر له ولو كان في خلاف ما يهواه أو مَنْ يحبه، فالحق أعلى وأغلى في نفس السلفي
الصادق من الرجال.
فإن كانت ملاحظات صحيحة فيجب عليكم أن تقفوا مع أهل الحق
لا أن تبرروا الأخطاء وتضيعوا الحق من أجل فلان!، وإنْ كانت – في نظركم – مردودة فلكم
أن تبينوا ذلك للناس؛ لكن بعلم وأدب، وهذا ما لم نره منكم إلى الآن مع الأسف الشديد!.
وليعلم الجميع أنَّ كثرة المتساقطين في طريق الدعوة لا
يعود سببه على العلماء الذين حرصوا كل الحرص في بيان مسالك الزيغ والتحذير منها ألبتة،
وإنما يعود على النفوس العنيدة التي لم تعرف معنى التسليم لنصائح العلماء الصادقين،
وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((مثلي ومثل ما بعثني الله؛ كمثل رجل أتى قوماً فقال:
رأيت الجيش بعيني وإني أنا النذير العريان فالنجاء النجاء؛ فأطاعه طائفة فأدلجوا على
مهلهم فنجوا، وكذبته طائفة فصبحهم الجيش فاجتاحهم))، وقال في حديث آخر: ((إنما مثلي
ومثل الناس؛ كمثل رجل استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي
تقع في النار يقعن فيها، فجعل ينزعهن، ويغلبنه فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن النار
وأنتم تقحمون فيها)).
وهنا أمر لا بد أن يتنبَّه له الجميع:
ينبغي على السلفي أن يفرق بين طلبة العلم والمشايخ من جهة،
وبين العلماء الراسخين في الدين الذين لهم قدم صدق في الأمة من جهة أخرى، فلا ينبغي
إضفاء الألقاب الضخمة بحسب الأهواء!، فالعالم عالم، وطالب العلم أو الشيخ لا يصل إلى
مرتبة العالم بمجرد التلمذة على أيدي العلماء أو بتلقيب الأصاغر ووصف طلبة العلم مثله
أو دونه له بأنه (عالم) أو (علامة)، بل ولا يكفي وصف أحد أهل العلم له بأنه (عالم) ويقصد به
المصطلح العام!، لا يقصد به أنه صار مجتهداً في النوازل والأزمات مؤهلاً في أغلب العلوم
الشرعية متمكناً فيها، كلا، فلا يغتر أحد بهذا.
فإنَّ بعض الشباب اليوم صار أحدهم لا يميز بين العالم الراسخ
وبين طالب العلم أو الشيخ الذي لم يصل إلى الرسوخ في الدين والاجتهاد في الفتوى بعد!.
فمثلاً ابن باز والألباني
وابن عثيمين ومقبل الوادعي وصالح الفوزان وعبد العزيز آل الشيخ ومحمد آمان جامي وأحمد
النجمي وعبد المحسن العباد وربيع المدخلي وعبيد الجابري وزيد المدخلي وأمثالهم؛ هؤلاء
علماء.
أما تلاميذ هؤلاء أو مَنْ جالسهم وأخذ عنهم العلم أو شيئاً من مسائل الشريعة؛
فهم طلبة علم أو مشايخ لا يصلون إلى مرتبة أولئك في ليلة وضحاها ألبتة.
لهذا فنحن نستبعد انحراف مثل أولئك العلماء، وإن كنا لا نستحيله
لأنهم غير معصومين، أما طلابهم والمشايخ الذين دونهم فلا نستبعد أن ينحرف أحدهم وينقلب
على عقبيه؛ لأنهم ليسوا من أهل العلم الراسخين في الدين، فليعلم هذا.
يا قوم؛ واعلموا أننا لم نر منكم شيئاً جديداً لا في وثاقكم
ولا في رسائلكم ولا في مواضيعكم، إلا شيئاً واحداً، ألا وهو إعلان الطعن الصريح وإظهار الكلام القبيح في حق الشيخ ربيع حفظه الله تعالى!، ولسنا مستغربين لذلك،
لأننا على يقين من أنكم تطعنون بالشيخ وتتكلمون عليه بسوء في مجالسكم تصريحاً لا تلميحاً،
وأما على رؤوس الخلائق فتستعملون التعريض الذي صار لا يخفى على أحد!، فكنتم تخفون في
أنفسكم ما لا تبدون لغيركم!، لكن يظهر أنَّ شيخكم قد أذِن لكم الآن بإعلان الطعن وإظهار
الكلام القبيح!!.
فهل هذه هي الوثائق؟!
وأما نشر الرسائل
الخاصة للسلفيين وما قد يجري بينهم من كلام ونزاع في
بعض المواقف، وفرحكم بمثل هذا، فمع كونه عمل مشين لا يفعله إلا مرضى النفوس!، مع هذا
فإنه يدل على إفلاسكم من المادة العلمية وخلوكم من الحجج النقية لدفع ردود السلفيين
العلمية الرصينة.
وأما قولكم في مقدمة الوثائق (!): ((فإنَّ الفتن عديدةٌ مجالاتها،
كثيرةٌ شُعبها، متنوعةٌ أبوابها، مختلفةٌ دروبها، لا يسلَم من الوقوع فيها إلا من
عصمه الله - وقليلٌ ما هم -، ومِن
تلكم الفتن
الكثيرة المتنوعة ما بات يُعرف مؤخراً بـ(فتنة الإسقاطِ والتجريح)، هذه الفتنة التي تولّى
كِبْرَها أناسٌ عجيبةٌ أمورهم، غريبةٌ أحكامهم، متناقضةٌ طروحاتهم، عديدةٌ
مكاييلهم، متنوعةٌ موازينهم، يحكمون بحسب مقاييسهم؛ ويمتحنون باجتهادات
مُعَظَّميهم، ويُقْصون تبعاً لأوامر كبرائهم، فعمَّت البلوى وشاعت الفوضى بين من
كانوا بالأمس القريب إخواناً، وعلى أعدائهم أعواناً؛ فقد صارت فتنتُهم بينهم،
وغدا بأسُهم على بعضهم، وشاع الفساد بين الأحباب؛ واضطربَ في المواقف أولو
الألباب، فصاروا –جميعا- لمخالفيهم فرجة، ولأعدائهم أضحوكة!، وما
زال الأمر
على هذا الحال منذ نحو العقد والنصف من الزمان)).
أقول ليتنبه القارئ إلى أمرين في هذا الكلام:
الأول: ذم التجريح، وهذا
حال المتحزبة من أهل البدع، يخشون إقامة باب التجريح، ولا يعترفون إلا بباب التعديل
حصراً، فتجد عندهم باب التعديل مفتوح على مصراعيه!!، وأما باب التجريح فمغلق بالأغلال
والسلاسل الغلاظ!!، لأنهم يخشون إن فتحوه أن يطيلهم التجريح فينكشف حالهم للناس، ويعرف
الغافل أنهم ممن لبس ثوب السلفية زوراً.
قال الشيخ مقبل رحمه الله تعالى في كتابه [فضائح ونصائح] وهو يبين ضرورة إقامة
باب التجريح: ((القوم يعرفون أنهم مجروحون؛ فهم يوافقون على الديمقراطية وحلق اللحية ولبس
البنطلون والمجالس النيابية والتصويت والانتخابات، ووِد مع الشيوعيين والفسقة، وقد أجمع مَنْ يعتد به على الجرح والتعديل.
وإذا لم يقم أهل السنة العصريون
بالجرح والتعديل فسيكون كلامك أيها السني ـ الذي تقول: قال الله, قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
وسلم ـ وكلام محمد الغزالي الذي يحارب
السنة وكلام الشعراوي الذي يتلون وكلام علي طنطاوي واحدًا!!، بل كل منهم هو المقبول عند الحزبيين وعند العامة، لأنهم هم العلماء الذين يتكلمون في الإذاعة والتلفزيون!!، ويكتبون في الجرائد والمجلات، ومَنْ أنت بجانبهم
في نظر العامة ونظر الحزبيين؟! فلا بد أن يقيم أهل السنة علم الجرح والتعديل)).
وقال في موضع آخر: ((مسألة الجرح قصمت ظهورهم!!,
وكل واحد حتى وإنْ لم نجرحه فهو
متوقع أن نجرحه اليوم أو غدًا أو بعد غد!)). إلى أن قال رحمه الله تعالى: ((فأقول:
إنَّ
الذي يجلس عند هؤلاء
المحاربين للسنة يعتبر مكثرًا لسوادهم ومعينًا لهم!، والمعتزلة
قبلك
يتألمون
من مسألة الجرح!!، والمبتدعة كذلك!!، حتى قال بكر بن حماد: ...
ولابن معين في الرجـال مقالـة سيسـأل عنها والمليك شهيد
فإن يك حقًا فهي في الحكم غيبة وإن يك زورًا فالحساب شديد)) انتهى كلامه.
قلتُ: صدقت يا شيخ يرحمك الله تعالى، المبتدعة حقاً يتألمون من مسألة الجرح!!
وإذا كان القوم ينظرون إلى أحكام الشيخ ربيع حفظه الله تعالى - وهو حامل راية
الجرح والتعديل في هذا العصر بشهادة الإمام الألباني رحمه الله تعالى – أنها أحكام
جائرة غير معتبرة، فما بالكم بأحكام غيره ممن هو دونه في ذلك؟!!
إذن فليفطن السلفي لهذا، وليعلم أنَّ مرادهم وغايتهم غلق باب التجريح، لا
ضبطه وتضييقه كما يزعمون!!.
الأمر الثاني: أنَّ مشرفي منتديات كل السلفيين قد حددوا أول هذه الفتنة
قبل (15) سنة ماضية، أي في عام 1416ﻫ/1995، أي في عصر حياة الأئمة الثلاث (الألباني وابن باز وابن
عثيمين رحمهم الله تعالى)، وقد أكَّدوا ذلك أيضاً في ندائهم الأخير للشيخ ربيع حيث
قالوا: ((ولا يخفاكم –
سددكم الله - ما ينجم – وقد نجم - عن مثل هذه السلوكيات الخاطئة من مفاسد متنوعة تتمثل
بشيوع الغيبة, والبهتان, والنميمة, والاختلاف، والتشرذم, والتقاطع, والتباغض,
والتدابر, ومن ثم التهاجر, والفرقة؛ بما لا يصب – بواقعه ومآله - في مصلحة
الدعوة السلفية؛ التي عانت منذ ما يربو على (العقد والنصف) من كيد الشيطان هذا!!)).
فليتصور الآن السلفي الصادق هذا الأمر جيداً، الخلاف بين
علي الحلبي ومَنْ يوافقه، وبين الشيخ ربيع ومَنْ يوافقه منذ أكثر من خمسة عشر عاماً!!.
فإذن القوم ينكرون مواقف وأحكام الشيخ ربيع في حياة الأئمة
الثلاث!!؛ الذين كانوا ينصحون بردوده ويؤيدونه عليها.
ونحن نكتفي بواحد من هؤلاء الأئمة وهو الإمام الألباني رحمه
الله تعالى:
فقد وجَّه أبو الحسن المأربي - أحد رؤوس أهل الفتن
اليوم (!) - سؤلاً للشيخ الألباني رحمه الله تعالى مفاده: أنه على الرغم من موقف فضيلة
الشيخين ربيع بن هادي المدخلي ومقبل بن هادي الوادعي في مجاهدة البدع والأقوال المنحرفة،
يشكك بعض الشباب في الشيخين أنهما على الخط السلفي؟!.
فأجاب الشيخ رحمه الله تعالى: ((نحن بلا شك نحمد الله عز وجل أن سخَّر لهذه الدعوة الصالحة القائمة
على الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح، دعاة عديدين في مختلف البلاد الإسلامية يقومون
بالفرض الكفائي الذي قلَّ مَنْ يقوم به في العالم الإسلامي اليوم، فالحط على هذين الشيخين:
الشيخ ربيع والشيخ مقبل؛ الداعيين إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح ومحاربة
الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح؛ هو كما لا يخفى على الجميع إنما يصدر من أحد رجلين:
إما من جاهل أو صاحب هوى.
الجاهل يمكن هدايته؛ لأنه يظن أنه
على شيء من العلم، فإذا تبين العلم الصحيح اهتدى..، أما صاحب الهوى فليس لنا إليه سبيل،
إلا أن يهديه الله تبارك وتعالى، فهؤلاء الذين ينتقدون الشيخين كما ذكرنا: إما جاهل
فيُعلّم، وإما صاحب هوى فيُستعاذ بالله من شره، ونطلب من الله عز وجل إما أن يهديه
وإما أن يقصم ظهره!!)).
ثم قال الشيخ رحمه الله تعالى: ((فأريد أن أقول: إنَّ الذي رأيته في كتابات الشيخ الدكتور ربيع
أنها مفيدة ولا أذكر أني رأيتُ له خطأ وخروجاً عن المنهج الذي نحن نلتقي معه، ويلتقي
معنا فيه!!)).
وقال أيضاً في شريط (الموازنات بدعة العصر للألباني)
بعد كلامٍ له في هذه البدعة العصرية:
((وباختصار أقول: إنَّ
حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو: أخونا الدكتور ربيع، والذين
يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبداً!!، والعلم معه!!، وإنْ كنت أقول دائماً وقلتُ
هذا الكلام له هاتفياً أكثر من مرة: أنه لو يتلطَّف في أسلوبه يكون أنفع للجمهور من
الناس سواء كانوا معه أو عليه، أما من حيث العلم فليس هناك مجال لنقد الرجل إطلاقاً!!،
إلا ما أشرت إليه آنفاً من شيء من الشدة في الأسلوب، أما أنه لا يوازن: فهذا كلام هزيل
جداً لا يقوله إلا أحد رجلين: إما رجل جاهل فينبغي أن يتعلم!!، وإلا رجل مغرض!!، وهذا
لا سبيل لنا عليه إلا أن ندعو الله له أن يهديه سواء الصراط)).
أقول: انظروا إلى هذا الثناء
والتأييد والمناصرة، ثم يأتي هؤلاء اليوم يقولون خلافنا مع الشيخ ربيع منذ عام
1416ﻫ!.
الشيخ الألباني رحمه الله تعالى يقول: ((ولا أذكر أني رأيتُ له خطأ وخروجاً عن المنهج الذي نحن نلتقي
معه، ويلتقي معنا فيه))، ثم يأتي هؤلاء ويصرحون أنهم مفارقون لما عليه الشيخ
ربيع من منهج منذ عام 1416ﻫ!.
الشيخ الألباني رحمه الله تعالى يثني على ردود الشيخ
ربيع حفظه الله تعالى ويقول العلم معه ويذم المنتقدين له ويصفهم بالهوى أو بالجهل،
ثم يأتي هؤلاء اليوم ينتقدون منهج الشيخ ربيع منذ عام 1416ﻫ!.
بل أكثر من
ذلك؛ يأت الأستاذ (!) عماد طارق أبو العباس فيقول في أحد مقالاته في حق الشيخ ربيع:
((ولا أراه إمام وقته، بل ولا أراه
إمامًا للجرح والتعديل؛ وإنْ كان هو بشهادة الشيخ الألباني حامل راية الجرح
والتعديل))!.
أيها السلفي المغتر بما عليه الحلبي
وأتباعه!: أيهما أصدق شهادة عندك؛ الألباني أم عماد طارق؟!!
والله؛ يكفي السلفي الصادق هذه ليعرف
حقيقة القوم وحقيقة منهجهم المنشود اليوم.
والبعض ممن لا يلتقط إلا نتف من كلام
أهل العلم يقول: ألم يصف الشيخ الألباني رحمه الله تعالى الشيخ ربيعاً
بأنَّ عنده شيء من الشدة في الأسلوب؟!!
نقول: وهل هذه الشدة
تخرجه عن القول بالحق والحكم بالعدل؟!
لنترك الألباني نفسه يجيب: ((وإنْ كنت أقول
دائماً وقلتُ هذا الكلام له هاتفياً أكثر من مرة: أنه لو يتلطَّف في أسلوبه يكون أنفع
للجمهور من الناس سواء كانوا معه أو عليه، أما من حيث العلم فليس هناك مجال لنقد الرجل
إطلاقاً!!، إلا ما أشرت إليه آنفاً من شيء من الشدة في الأسلوب)).
فقوله: ((أما من حيث العلم
فليس هناك مجال لنقد الرجل إطلاقاً)) في وسط نصيحته للشيخ بالتلطف والرفق
في الأسلوب، ماذا يعني لكم؟!
كل ذي لب يفهم أنَّ الشيخ الألباني
يقر أنَّ ما عند الشيخ ربيع من شيء من الشدة لا تخرجه عن العدل في الأحكام، وإنما النصيحة
بالتلطف من أجل مراعاة جمهور الناس، لأنَّ بعض النفوس ترفض الحق إذا كان في صاحبه شيء
من الشدة في الأسلوب.
ومَنْ يتتبع موقف
الشيخ ربيع حفظه الله تعالى مع المخالفين؛ يجده يصبر
على أحدهم فترة طويلة، يتخلل هذه الفترة بيان ورسائل ونصائح خاصة للمخالف، ولا يسمح
لأحد من الشباب أن يخوض في الفتنة في أول الأمر ولا أن يتكلموا في المخالِف، فإنْ لم
ينفع معه ذلك الصبر وتلك النصائح ردَّ عليه بعلم وحجة دامغة يتخلل هذا الرد شيء من
الشدة تناسب المقام، والشدة في محلها تنفع كما ينفع اللين في محله.
قال الشيخ ابن باز رحمه
الله تعالى في مجموع الفتاوى في رده على أحد الكتَّاب: ((أما ما ذكره الكاتب عن مضار الغلو والتشديد!!؛ فصحيح، ولا
شك أنَّ الشريعة الإسلامية الكاملة جاءت بالتحذير من الغلو في الدين, وأمرت بالدعوة
إلى سبيل الحق بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن, ولكنها مع ذلك لم تهمل
جانب الغلظة والشدة في محلها حيث لا ينفع اللين والجدال بالتي هي أحسن, كما قال سبحانه:
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ"،
وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ
مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"،
وقال تعالى: "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ" الآية. فشرع الله سبحانه لعباده المؤمنين
الغلظة على الكفار والمنافقين حين لم تؤثر فيهم الدعوة بالحكمة واللين. والآيات - وإنْ
كانت في معاملة الكفار والمنافقين - دالات على أنَّ الشريعة إنما جاءت باللين في محله
حين يرجى نفعه. أما إذا لم ينفع واستمر صاحب الظلم أو الكفر أو الفسق في عمله ولم يبال
بالواعظ والناصح, فإنَّ الواجب الأخذ على يديه ومعاملته بالشدة، وإجراء ما يستحقه من
إقامة حد أو تعزير أو تهديد أو توبيخ حتى يقف عند حده ويننزجر عن باطله. ولا ينبغي
للكاتب وغيره أن ينسى ما ورد في هذا من النصوص والوقائع من حين بعث النبي صلى الله
عليه وسلم إلى عصرنا هذا. وما أحسن ما قاله الشاعر في هذا المعنى:
دعا المصطفى دهراً بمكة لم يجب ...وقد لان
منه جانب وخطاب
فلما دعا والسيف صلت بكفه ...له أسلموا واستسلموا
وأنابوا
والخلاصة: أنَّ الشريعة
الكاملة جاءت باللين في محله, والشدة في محلها, فلا يجوز للمسلم أن يتجاهل ذلك!!, ولا
يجوز أيضًا أن يوضع اللين في محل الشدة, ولا الشدة في محل اللين, ولا ينبغي أيضًا أن
ينسب إلى الشريعة أنها جاءت باللين فقط!!, ولا أنها جاءت بالشدة فقط!!, بل هي شريعة
حكيمة كاملة صالحة لكل زمان ومكان ولإصلاح جميع الأمة؛ ولذلك جاءت بالأمرين معًا، واتسمت
بالعدل والحكمة والسماحة، فهي شريعة سمحة في أحكامها وعدم تكليفها ما لا يطاق, ولأنها
تبدأ في دعوتها باللين والحكمة والرفق, فإذا لم يؤثر ذلك وتجاوز الإنسان حده وطغى وبغى
أخذته بالقوة والشدة وعاملته بما يردعه ويعرفه سوء عمله. ومن تأمل سيرة النبي صلى الله
عليه وسلم وسيرة خلفائه الراشدين وصحابته المرضيين وأئمة الهدى بعدهم عرف صحة ما ذكرناه)) انتهى.
قلتُ: وهذا
شيخكم الحلبي يصف كتابه [رؤية واقعية في المناهج الدعوية ص28] فيقول: ((أكتبُ هذا الكتاب بكلمات فيها نوع حدة أو شدة، لكنها حدة
الودود، وشدة الحبيب))!!.
أما شدة الشيخ
ربيع حفظه الله تعالى فمرفوضة عندكم، وهي شدة مذمومة!، فانصفوا يا قوم؟!
أقول: والعجيب أنَّ الحلبي قد أبعد زمن الخلاف
أكثر مما قاله مشرفو منتديات كل السلفيين!!!.
فقد حدد الحلبي أول الخلاف بينه وبين
مشايخ المدينة في عام 1412ﻫ/1991، حيث أشار إلى هذا الخلاف في مقدمة كتابه [رؤية واقعية
في المناهج الدعوية ص9-10] وهو يبين أسباب تأليف الكتاب الذي أصله محاضرة كانت في المدينة
النبوية: ((أما المكان وهو المدينة النبوية الطيبة فإني لاحظتُ كما لاحظ غيري أنَّ
عدداً من علمائها الأفاضل وبعضاً من طلاب العلم فيها؛ هم حاملوا راية مخالفةِ هذه المناهج
الدعوية المحدثة التي تلبس لبوساً يرقق القلوب إليها، ويجلب الشباب نحوها)).
فعلَّق الحلبي في الهامش عند لفظة (مخالفة) فقال:
((وإنْ كان في كلام (البعض) منهم غلوٌّ لا نرضاه،
نقول هذا إنصافًا وأمانة)).
قلتُ: فهذا تصريح منه بوصف علماء ومشايخ المدينة
بالغلو!!.
ولعلَّ سائلاً يقول: مَنْ المخالِف
في ذلك الوقت؟!!
أقول: تصفحتُ
كتاب الحلبي فوجدتُ أنه يقصد بهم (أصحاب فقه الواقع الحركي) و (الدعوات الحزبية السياسية)
التي تلبس لبوس السلفية زوراً كالقطبية والسرورية، وقد وصفهم الحلبي بأنهم سلفية في
العقيدة ولكنهم يخالفون في المنهج.
فقد قال في
المسألة الأولى من مسائل الكتاب!!: ((ليس من شك أنَّ عددًا من دعاة بعض المناهج الدعوية الحادثة هم مشتركون
معنا في أصول العقيدة... ووضح نقاط هذا الاشتراك ثم قال: ومع ذلك فإنَّ صورة الافتراق تتبدى ظاهرة في المنهج والسبيل الذي
يسير عليه أولئك الدعاة إلى الله لتحقيق شأن العقيدة وهدفها. وهذا هو مكمن الخلاف بين
الدعوة السلفية وغيرها من الدعوات التي تتبنى العقيدة وتخالف في المنهج ...
إلى أن قال: وإنما هذا الكتاب أقمته ردًا على مَنْ وافقنا
في أصل العقيدة وخالفنا في المنهج)).
وأما أعيان هؤلاء المخالفين؛
فقد أشار إليهم الحلبي في هوامش كتابه أنف الذكر ناقلاً فقرات من كلامهم في بعض كتبهم!؛
وهذا منهج للحلبي في معرفة مخالفيه صار معروفاً للجميع!!، فذكر منهم: محمد سرور زين العابدين، وسفر الحوالي، وعبدالرحمن عبدالخالق،
وسلمان العودة.
فالحلبي يستنكر ردود مشايخ
المدينة - التي صاحبها شيء من الشدة - على أمثال هؤلاء!!، والله المستعان.
والعجيب أنَّ الحلبي في
آخر صفحة من كتابه المشار إليه قال في أولئك الحركيين: ((ومن
نافلة القول أن أُأكد هنا: أنَّ جميع مَنْ تكلَّمنا عليهم أو أشرنا إليهم هم أحبابنا
وإخواننا، فلهم حقٌ علينا، ولنا حقٌ عليهم، فلا تضيق صدور ولا تطيش ظنون)).
ولعلَّ أحداً يستدرك أو
ينتقد فيقول: كلام الحلبي هذا كان قبل أن يظهر له ضلال هؤلاء الحركيين!!.
أقول: نعم، ونحن لا ننكر
ذلك، لكن الغريب أنَّ الحلبي اليوم يفتخر بأنه كان يذم الشدة والغلو في ذلك الوقت،
وبيان ذلك: أنه لما قال في مقدمة كتابه [منهج السلف الصالح]:
((14- التوسط الشرعي من الأناة التي يحبها الله؛ بخلاف
التشدد غير الشرعي))، علَّق على كلامه هذا في الحاشية
بقوله: ((وقد تنبَّهتُ قديمًا بفضل الله تعالى إلى
خلل هذا التشدد المذموم!، وأشرتُ إليه في بعض حواشيَّ على أحد مؤلفاتي، وهو كتاب [رؤية
واقعية في المناهج الدعوية: ص10 – طبع سنة 1412ﻫ!] فقلتُ: مشيرًا إلى واقع بعض إخواننا
السلفيين – في بعض ردودهم! – "وإنْ كان في كلام (البعض) منهم غلوٌّ لا نرضاه،
نقول هذا إنصافًا وأمانة!")).
قلتُ: فالحلبي
بعد أن عرف ضلال القوم يعود اليوم من جديد ويذم شدة أهل العلم عليهم في ذلك الوقت،
ألا يعني هذا أنَّ هناك نوعاً من التراجع في المواقف، وبخاصة والحلبي في موضع آخر في
حاشية كتابه [منهج السلف الصالح] يقول: ((وأقول منصفًا نفسي ومعترفًا بتجاوزي: لئن تقدم مني قبلًا يد سبق
في (شيء!) من هذا (الغلو!) وأربابه؛ فإني أرجو ربي أن يكون لي قدم صدق في رد الحق إلى نصابه وتحرير
هديه وصوابه)).
أقول لكل سلفي صادق: مع وجود هذا الشدة
- التي يذمها الحلبي ويصفها بالغلو! - في الرد والتحذير من أولئك الحركيين، اغتر كثير
من الشباب بأفكار هؤلاء، وعانت الأمة من أفعالهم وطروحاتهم الويلات والأزمات، فكيف
لو أخذنا بمنهج التمييع الذي يدعو إليه الحلبي اليوم؟!!
وكيف لو سكتنا عن انحرافات أولئك، أو
تلطفنا في الردود عليهم والمواقف منهم؟!
عجبنا للحلبي كيف يتفاخر بأنه حذَّر
من غلو أهل العلم الذين ردوا على أولئك الحركيين، وهو يرى ويعلم الآثار والعواقب التي
خلفها أولئك في الأمة وشبابها؟!
وأقول: فإذا كان
الخلاف بين الحلبي وبين علماء ومشايخ المدينة والحجاز من ذلك الوقت؛ فهذا يستلزم منه
أمرين:
الأول: أنَّ الحلبي
يرفض تزكيات وتأييد الأئمة الثلاث للشيخ ربيع حفظه الله تعالى وردوده على المنحرفين.
الثاني: أنَّ الحلبي
طول هذه الفترة – وهو يجالس الشيخ ربيع ويتصل به – يداهنه، ويعيش معه في وجه غير وجهه
الحقيقي، ويخفي في نفسه ما لا يبديه للشيخ ربيع.
نعوذ بالله تعالى من الحور بعد الكور،
ونسأله سبحانه السداد والثبات على الحق حتى الممات.
أبو معاذ رائد آل طاهر
إرسال تعليق
أرجو عند كتابة تعليقك تذكر ما يأتي:
1. تذكر قول الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
2. تعليقك سيظهر بعد مراجعته من قبل الإشراف إن شاء الله تعالى.
3. يفضل كتابة التعليق باسم لائق، واستعمال اللغة العربية الفصحى قدر الإمكان.