إنَّ الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
أما بعد :-
فإنَّ الخوارج فرقة من
الاثنتين والسبعين فرقة الهالكة المتوعدة بالنار، نشأة كفردٍ في عهد النبي صلى
الله عليه وسلم؛ فعن أبي سعيد الخدري قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو يقسم قسماً؛ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال: يا رسول
الله إعدل!!، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويلك ومن يعدل إن لم أعدل
قد خبتُ وخسرتُ إن لم أعدل) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله ائذن
لي فيه أضرب عنقه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعه
فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يقرءون
القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية؛ ينظر إلى
نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضيه فلا
يوجد فيه شيء وهو القدح ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء سبق الفرث والدم، آيتهم
رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تتدردر، يخرجون على حين فرقة
من الناس) قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأشهد أنَّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك
الرجل فالتمس فوجد فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي نعت. والحديث في الصحيحين وغيرهما واللفظ لمسلم. فبكلمة (اعدلْ يا محمد) وما
تتضمنه من طعن واتهام خرج هذا الرجل على النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ولم
يخرج بالسيف؛ ومع هذا فهو إمام الخوارج!!. ونشأة الخوارج كتجمع في عهد عثمان رضي
الله عنه حين اجتمع نفر منهم على إشاعة الفتن في عهده حتى انتهت بالخروج عليه
بالسلاح وقتله شهيداً مظلوماً، ثم نشأة كفرقةٍ لها أصولها واستدلالاتها ومحاربيها
ومكانها في عهد علي رضي الله تعالى عنه حيث خرجوا من عسكره بعد أن رفضوا تحكيم
الحَكَمَينِ، وحكموا بكفر الصحابة الذين رضوا بالتحكيم، ثم انعزلوا وقاموا بقتل
عبدالله بن خباب وزجته، ثم قاتلوا الصحابة في معركة النهروان!!، فكان الخروج
ابتداءً خروج بالكلمة وانتهاءً خروج بالسلاح!!.
ولا يتصور مسلم أنَّ
الخوارج فرقة اندثرت وانتهت بل هي فرقة قائمة إلى أن يخرج الدجال، كلما خرج قوم
منهم في عصر من العصور أو فترة من الفترات تصدى لهم ولاة الأمور (الأمراء
والعلماء) بالحجة والبيان ـ كما فعل ابن عباس مع الخوارج الأوائل ـ أو بالسيف
والسنان ـ كما فعل أمير المؤمنين علي في معركة النهروان ـ حتى تنقطع دعوتهم
الضالة، وهذا مصداق لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ينشأ
نشء يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم؛ كلما خرج قرن قُطِع) - قال ابن
عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كلما
خرج قرن قطع) أكثر من عشرين مرة - (حتى
يخرج في عراضهم الدجال!!) رواه ابن ماجه وأحمد وصححه الألباني.
وكما هو معلوم من
الدين بالضرورة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين، ومعلوم أنَّ
العلماء ورثة الأنبياء؛ قال صلى الله عليه وسلم: (وأنَّ العلماء
ورثة الأنبياء، إنَّ الأنبياء لم يورِّثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورَّثوا
العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر) رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وصححه
الألباني، فإذا كان رأس الخوارج قد خرج على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خاتم
الأنبياء بتلك الكلمة المشتملة على الطعن والاتهام، فقد خرج على العلماء ورثة
الأنبياء اليوم من هو سائر على نهج الخوارج يتهمونهم بشتى التهم ويطعنون بهم ظلماً
وزوراً؛ فمرة علماء سلاطين، وأخرى علماء سوء، وثالثة عملاء، ورابعة يجادلون عن
الطواغيت، وخامسة فتاواهم تخدم اليهود، وسادسة مداهنون، وسابعة مضغوطٌ عليه
مُسَكَّتون، وثامنة لا يعرفون الواقع، وتاسعة ينصرون مبدأ جهم والإرجاء المحض،
وأخرى مضلون مخربون لعقائد الشباب، وفتاواهم مضلة ملتبسة بالباطل، إلى غير ذلك من
أنواع التهم والطعن بصفوة عباد الله وخواص أولياءه بل وصل الأمر ببعضهم بوصفهم بالنفاق
والزندقة بل إن البعض نبزهم بالكفر والردة، نعوذ بالله من الضلال
والخسران بعد الهدى والبيان!!!.
فما أشبه ذاك الخارجي
بهؤلاء النوابت أذناب الخوارج، وما أشبه "اعدل يا محمد" بهذه
الاتهامات!!، ولعل طالب الدليل صاحب المنهج العلمي لا الحماسي العاطفي
يُطالب بالتفصيل والنقل الموثَّق الدال على ذلك، فأقول له: إليك أخي اسماء بعض
هؤلاء الدعاة ورثة الخوارج، وأقوالهم المشتملة على الطعن بعلماء السلف المعاصرين
بل والمتقدمين، من كتبهم أو خطاباتهم أو مقالاتهم أو أشرطتهم من غير افتراء عليهم
ولا بتر ولا تحريف لكلامهم، بل ولا حتى تعليق لأنَّ الكلام لا يحتاج إلى أدنى
تعليق، إلا في بعض المواضع للتوضيح لا غير.
وقبل أن ابتدأ بالتفصيل
أٌذكِّرُك بقوله تعالى: ((قد بدت البغضاء من
أفواههم، وما تخفي صدورهم أكبر)) وبقول النبي صلى الله عليه
وسلم: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويحفظ
لعالمنا حقه)؛ وأُحذرك أخي من الوقيعة في علماء السلف تقليداً
لهؤلاء النوابت!!، مذكرك بقول ابن ناصر الدمشقي رحمه الله: (لحوم
العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أعراض منتقصيهم معلومة، ومن وقع فيهم بالثلب: ابتلاه
الله قبل موته بموت القلب!!) نعوذ بالله من موت القلب.
طعن
ورثة الخوارج في العلماء السلفيين
أسامة بن لادن
قال في برنامج "أولى حروب
القرن" بتاريخ 03/11/ 2001 بعد وقوع أحداث 11 أيلول وإنكار العلماء لها:
((فإذا قامت الضحية لتنتقم
لأولئك الأطفال الأبرياء في فلسطين،
والعراق، وجنوب السودان، والصومال، وفي كشمير، وفي الفلبين، قام علماء السلاطين وقام
المنافقون يدافعون عن الكفر الظاهر ـ حسبي الله عليهم أجمعين ـ فالعوام قد فقهوا المسألة!!، وهؤلاء مازالوا
يجاملون هؤلاء الذين تواطؤوا مع الكفار على تخدير
الأمة عن القيام بواجب الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا)) أهـ.
قلتُ: علماؤنا لم يدافعوا عن
الكفر كما يزعم هذا الرجل؛ وإنَّما استنكروا قتل الأبرياء، فلماذا التلبيس؟! ثم
أنَّ ابن لادن يستنكر قتل الكفار لأبرياء المسلمين وهو يقوم بما استنكره على
غيره!!.
وهاهم الكفار قد انتقموا
لأبريائهم كما فعل ابن لادن فاحتلوا أفغانستان والعراق؛ فماذا سيفعل ابن لادن؟ هل
سينتقم من جديد ليسوِّغ للكفار الانتقام من جديد؟!!
وقال في خطابه الذي وجهه لسماحة
الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى بتاريخ 27/07/1415هـ الموافق 29/12/1994م
الصادر من هيئة "النصيحة والإصلاح"!!: (ونحن سنذكركم ـ فضيلة الشيخ ـ
ببعض هذه الفتاوى والمواقف التي قد لا تلقون لها بالاً، مع أنها قد تهوي
بها الأمة سبعين خريفًا في الضلال!!)أهـ.
قلتُ: لقد ثبت في الواقع الذي
يعيشه المسلمون آثار الفتاوى الصادرة من ابن لادن وزمرته التي أهوت بالأمة بالشر
والذل والفساد زمناً لا يعلم نهايته إلا الله تعالى، وها هي فتاوى ابن باز رحمه
الله تعالى قد ثبت صدقها وصحتها لكل ذي عينين، وها هي حركة حماس وغيرها من
الجماعات المسلحة تتبنى فتاوى ابن باز في الهدنة مع اليهود في الوقت المعاصر.
وقال في نفس الخطاب حول فتوى
"الصلح مع اليهود":
((إن فتواكم
هذه كانت تلبيسًا على الناس لما فيها من إجمال مخل وتعميم مضل!!، فهي لا تصلح
فتوى في حكم سلام منصف، فضلاً عن هذا السلام المزيف مع اليهود الذي هو خيانة عظمى
للإسلام والمسلمين!!، لا يقرها مسلم عادي فضلاً عن عالم مثلكم يفترض فيه من الغيرة
على الملة والأمة!!))
وقال في نفس الخطاب: (إن
الفتاوى السابقة لو صدرت عن غيركم لقيل بتعمد صاحبها ما تتضمنه
من
الباطل!!، ويترتب عليها من أثار وأخطار، ولكنها لما صدرت منكم تعين أن يكون سبب
الخلل فيها
غير ذلك من الأسباب التي لا ترجع إلى نقص علمكم الشرعي، ولكن لعدم
إدراك
حقيقة الواقع!!، وما يترتب على مثل هذه الفتاوى من آثار، مما يجعل الفتوى
حينئذ غير
مستوفاة الشروط، ومن ثم لا يصح إطلاقها)أهـ.
وقال أيضاً في نفس الخطاب:(فضيلة
الشيخ: إن إشفاقنا البالغ على حال الأمة والعلماء من أمثالكم هو الذي دفعنا
لتذكيركم،
فإننا نربأ بكم وبأمثالكم عن أن يستغلكم النظام الحاكم هذا الاستغلال
الفظيع!!،
ويرمي بكم في وجه كل داعية ومصلح، ويسكت بفتاواكم ومواقفكم كل كلمة حق
ودعوة
صدق!!)أهـ.
وقال في نفس الخطاب: (فضيلة الشيخ: لقد
تقدمت بكم السن !!، وقد كانت(!!) لكم أياد بيضاء في خدمة الإسلام سابقًا(!!)، فاتقوا الله
وابتعدوا عن هؤلاء الطواغيت والظلمة الذين أعلنوا الحرب على الله ورسوله)أهـ.
وقال في الحديث الذي أجرته معه
قناة الجزيرة و أذيع في 20/09/2001:
(وصدرت ـ للأسف ـ فتاوى، دولة
ودول الخليج ساهمت في الضغط على هؤلاء العلماء لإصدار مثل هذه الفتاوى التي زعموا لهم
أنها مؤقتة!!)أهـ.
ومن خطبته في عيد الأضحى المبارك 1423هـ قال:
(وأما علماء
السوء ووزراء البلاط وأصحاب الأقلام المأجورة وأشباههم فكما قيل: لكل زمن دولة
ورجال. فهؤلاء رجال الدولة الذين يحرفون الحق ويشهدون بالزور حتى في البلد
الحرام!! في البيت الحرام في الشهر الحرام ولا حول ولا قوة إلا بالله. ويزعمون
أن الحكام الخائنين ولاة أمر لنا ولا حول ولا قوة إلا بالله. يقولون ذلك من أجل
تثبيت أركان الدولة، فهؤلاء قد ضلوا سواء السبيل فيجب هجرهم والتحذير منهم!!.
وإنما تركز الدولة على علمائها وتظهرهم في برامج دينية للفتوى من أجل دقائق معدودة
يحتاجهم فيها النظام كل مدة لإضفاء الشرعية عليه وعلى تصرفاته كما حصل يوم أن
أباح الملك بلاد الحرمين للأمريكيين فأمر علمائه فأصدروا تلك الفتوى الطامة التي
خالفت الدين واستخفت بعقول المسلمين والمؤيد لفعله الخائن في تلك المصيبة العظيمة،
والأمة اليوم إنما تعاني ما تعانيه من مصائب وخوف وتهديد من جراء ذلك القرار
المدمر وتلك الفتوى المداهنة!!، ومن قرئ سيرة الأئمة الصادقين في أيام المحن
كسيرة الإمام ابن حنبل وغيره رحمهم الله علم الفرق بين العلماء العاملين والعلماء
المداهنين!! كما في سير أعلام النبلاء وغيرها وقال الشاعر: نرقع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى ولاما نرقع.)
محفوظ بن الوالد (أبو حفص
الموريتاني)وهو أحد أعضاء تنظيم القاعدة
البارزين:
في برنامج لقاء خاص مع محفوظ
ابن الوالد
(أبي حفص الموريتاني) في قناة الجزيرة بتاريخ30/11/2001 قال:
(ثم إني أقول
للذين
ذرفوا دموع
التماسيح!!، وخطبوا من على المنابر في الكعبة المشرفة وعلماء الأزهر
في
أكثر من
بلد إسلامي يذرفون دموع التماسيح على الأبرياء في أميركا، أين دموعكم...؟) أهـ. ويقصد منهم
علماء الحجاز الذي يحرمون عمليات التفجير في بلاد المسلمين وبلاد الكفار!!!.
أبو قتادة الفلسطيني
قال في مقال بعنوان [حول مرجئة
العصر]: ((الألباني في باب الإيمان معروف قوله، وقد تبيّن لذي عينين أنّه مع التقائه مع
السلف في اللفظ بقوله: "إنّ الإيمان قول وعمل"، لكن في التفسير لهذه الكلمة هو مع
أهل الإرجاء، بل وللأمانة العلمية هو على مذهب غلاة المرجئة، فإنّ الألباني
يشترط الاستحلال في التكفير في المكفرات الصريحة.
وقد طبق هذا المبدأ على مسألة:
ساب الرسول صلى الله عليه وسلّم، حين رفض تكفير الساب حتى يتبين شرط الاستحلال).
وقال في مقال بعنوان: [أدعياء
السلفية والعمالة للطاغوت]: ((ثانياً: لقد استطاعت الحكومة الطّاغوتيّة
السّعوديّة أن تجنّد الكثير من المشايخ السّلفيين في العالم عملاء لها!!، يكتبون
لها التّقارير الأمنيّة عن نشاط الحركات الإسلاميّة، وهذه كذلك نتيجة سننيّة، فإنّ
السّلفيّ الذي يعتقد بإمامة عبد العزيز بن باز ومحمّد بن صالح العثيمين واللحيدان
والفوزان وربيع المدخلي كائناً من كان هذا السّلفيّ ومن أيّ بلدٍ كان، فإنّه سيعتقد في
النّهاية بإمامة آل سعود، لأنّ مشايخه هؤلاء يدينون بالولاء والطّاعة لآل سعود، فإمام
شيخي إمامي………..
ثالثاً: إنّ هناك فارقاً بين
طالب العلم
المخالف وبين العميل المرتزق، وقد أصبح هؤلاء السّلفيّون عملاء مرتزقة!!.
على أساس هذه النّظرة علينا أن
نناقشهم ونناظرهم لا على أساس الاختلاف في وجهات النّظر، واختلاف المنهج،
وعلينا أن نستحضر هذا الفارق في النّقاش والمناظرة وهو مهمٌّ جدّاً، فهذا النّوع من
السّلفيين علينا أن نضعهم في صفّ العملاء المرتزقين لهم ما لهم وعليهم ما
عليهم من غير جمجمة ولا تقية!!)) أهـ.
واعلم
أنَّ هذا الضال له مقال نشره في 13/5/1423هـ بعنوان (حكم الخطباء
والمشايخ
الذين دخلوا في نصرة وتأييد المبدلين لشريعة الرحمن!!) قال في مقدمته (لهذا
فإننا نسوق في هذه الورقات فتوى أطلقها الأئمة الذين عاصروا الدولة العُبيدية عندما
كانت في المغرب، في حق حكامها ومن دخل معهم من المشايخ والخطباء، الذين خطبوا لهم
على المنابر، ودعوا لهم بالتوفيق، وأوهموا الناس أنهم أئمة هدى وعدل، وأنهم في دين
الإسلام، ولم يكشفوا للناس حقيقتهم وأنهم في دين الشيطان...) ثم ذكر تكفير العلماء
لهؤلاء؛ ثم قاس أهل زماننا من حكام وعلماء ومشايخ وخطباء وموظفين على ذلك!!!.
أبو محمد المقدسي
قال في كتابه [ملة إبراهيم!!
ص 85]:
(بل ربما
استغل كثير من الطواغيت هذا المزلق الخطير.. وسخروا كثيراً من هؤلاء العلماء
الجهلاء.. في الصد عن كثير من الدعاة والتنفير من جماعاتهم الإسلامية ممن هم
خصوم لأولئك العلماء في الدعوة إلى الله أو في المذهب أو المنهج.. أو غير ذلك...
بل ربما استخلصوا منهم الفتاوى لقمعهم والقضاء عليهم وعلى دعواتهم بحجة أنهم من
الخوارج أو البغاة المارقين المفسدين في الأرض.. )ألا إنهم هم المفسدون(وهم
يعلمون ويشعرون.. ولقد شاهدنا هذه المزلة كثيراً في أهل زماننا وإلى الله
المشتكى.. وما درى أولئك العلماء المساكين أو إخوانهم الدعاة مهما بلغوا من
الانحراف.. فإنه انحراف عن جهل أو تأويل.. بل حتى لو كان عن علم وإصرار، فلن يبلغ
مبلغ انحراف الطواغيت ومحادتهم لله ولدينه.. ومن ذلك أيضاً إغراء المؤمنين والدعاة
بالمناصب والمراكز والوظائف والألقاب.. ومنحهم الامتيازات والأموال والمساكن،
والإغداق عليهم بالخيرات وغير ذلك. حتى يقيدوهم ويثقـلوهم ويقفلوا أفواههم بها..
ويحققوا معهم قول قائلهم: (الثدي الذي يرضعك لا تعضه) وهكذا إلى أن يفتتن بهم
هؤلاء الدعاة أو أولئك العلماء ويفتنون بحكوماتهم، حتى يصل بهم الحال إلى أن
يرقعوا باطل أولئك الطغاة بفتاويهم المختلفة.. وبترديدهم لأفضالهم وتسبيحهم بحمدهم
ليل نهار...).
ثم قال في
ص86 - 87:
(ومنه
أيضاً إظهار بعض هؤلاء الطواغيت حرصهم على جوانب وفروع من الدين والدعوة إليها
ليستقطبوا بذلك كثيراً من الدعاة والعلماء الذين يخافون من إخلاصهم، وحب الناس
لهم، فيؤسسون لهم معاهد ودوراً وإذاعات ويشغلونهم بوزارات الأوقاف ومشاريعها
وموسوعاتها وغير ذلك مما لا يمس طغيان هؤلاء الطواغيت وفسادهم.. ومن قبيل ذلك
أيضاً روابط ومؤسسات الضرار التي يؤسسها هؤلاء الطواغيت.. كرابطة العالم الإسلامي
التي انخدع بها كثير من علمائنا([1])
المساكين، رغم خطها المكشوف الأسود المداهن لكثير من الحكومات الفاسدة
عموماً، وللحكومة السعودية وطواغيتها خصوصاً.. حتى لقلما تخلو نشرة أو كتاب من
مطبوعاتهم إلا ويطفح بالتملق والنفاق لتلك الدولة.. ناهيك عن
علاقاتها وعلاقات مسؤوليها المشبوهة مع طواغيت الدول المختلفة الأخرى... وخلافها
وانتقادها لبعض تلك الدول إنما يكون تبعاً لأهواء دولتها الأم.. فإذا كانت الأمور
بين الطواغيت على ما يرام فهي كذلك عندها.. وإذا هاجم طاغوت كالقذافي مثلاً دولتها
أو طواغيتها وسياستهم فإن الفتاوى والاستنكارات تتابع وتنهال.. ثم إذا رجعت
الأمور إلى حالها الأول بين الطواغيت، هدأت وخرست تلك الفتاوى وما عدنا نسمع
لها حساً.. مع أن الطاغوت هو هو.. ما تغير وما تبدل بل ربما أصبحت حاله أشد
وأنكى مما مضى... ولو رأوه بأعينهم يطوف بالبيت بنجسه وطغيانه.. لما حركوا
ساكناً.. فإلى الله المشتكى.. وعلى كل حال فهذه المؤسسة وأمثالها لن تعدو كونها
مؤسسة حكومية ولقد اعتدنا ألا نثق بما يأتي من الحكومات.. ونعمت العادة.
ومنه
أيضاً ما يمنحونه لكثير من الدعاة من أذون وتراخيص للدعوة والخطابة وما ينشئونه من
(هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) التي تعمل على استيعاب واحتواء الدعاة
المتحمسين وصدهم عن منكرات الحكومة وسياساتها وباطلها وفساد طواغيتها الكبير..
بشغلهم ببعض منكرات العامة.. خلاصة تلك المنكرات التي قد تهدد أمن الدولة واستقرار
حكم الطواغيت.. ولن يتعدوها إلى مستويات أعلى وأعظم ما داموا قد ربطوا أنفسهم بتلك
الهيئات أو ذلك الإذن الذي يتحكم فيهم وفي دعواتهم.. ويشدهم شداً..)
وقال في
كتابه [ تبصير العقلاء بتلبيسات أهل التجهم والإرجاء!!، المقدمة ص4-6 ]:
(ورحِمَ
الله أخي أبا عاصم([2]) فقد حدثني عن بعض
إخوة التوحيد في الجزيرة، أنَّ أباه كان من مباحث الحكومة (جواسيسها!!) فكان يحضر
له من أمثال هذه الكتب [ التحذير من فتنة التكفير ] كميات هائلة، إضافة إلى
أشرطة تسجيل لموضوعات مشابهة، جُلُّ مادتها تدافع عن طواغيت الكفر،
وتصوّرهم على أنهم ولاة أمور تجب طاعتهم والخضوع لهم وعدم الخروج عليهم أو نقض
بيعتهم، وتمجد عملاءهم من علماء السوء وأذناب الطواغيت، وتغمز وتلمز وتشنّ
الغارة على كلّ موحِّد بيّن باطلهم وحذّر النّاس منهم، كلّ ذلك كانت تُساهم المباحث السعودية وتُسابق في طباعته بأفخر الطبعات وتوزيعه ونشره بالمجّان.
وكان الأخ
رحمه الله يروي لي هذا بحرقة، ويتألم لهذا الضلال الذي قد يغتّر به الشباب
الأغرار.
فكنتُ
أقول له: لا تحزن فإنَّ الله لن يخذل التوحيد وأهله، ولا تذهب نفسك حسرات، فإنَّ
هذه الكتابات التي يطبعها الطواغيت وأنصارهم من الأموال التي تسلطوا عليها؛ ممحوقة
البركة، قد أطفأ الله نورها وكرّه الشباب بها، بينما نرى كتب الموحِّدين التي
تتصدى للطواغيت وتفضح زيوف الشرك والتنديد، تروج بين الشباب رغم طبعاتها المتواضعة
التي ينفق الموحِّدون عليها من دمائهم!!!، فُتصوّر وتُستنسخ بالألوف وألوف الألوف،
بفضل الله تعالى وحده.
وكنت
أُذكرّه بقوله تعالى: ] فأمّا الزبدُ فيذهب جُفاءً وأمّا ما ينفعُ
النّاس فيمكث في الأرض[.
يا أبا
عاصم … إننا نكتب لندفع عن التوحيد وهم يكتبون ليلبسوا التوحيد بالشرك
والتنديد!!..
يا أبا
عاصم … إننا نكتب لنردّ النّاس إلى أوثق عُرى الإيمان وهم يكتبون ليردّوا
النّاس عنها!!، ويُرقّعوا لأولياء الشيطان والسلطان… ومادام الأمر كذلك فلن
يفلحوا إذاً أبداً.
فقد قال
تعالى: ] إن شانئك هو الأبتر [ وما من شانئ لهذا التوحيد معادٍ لهذه الدعوة
كائدٍ لأهلها إلا وله نصيب من هذه الآية.
والحق ركن
لا يقوم لهدّه أحدٌ ولو جُمعت له
الثقلان
يا أبا
عاصم … حسبنا أنَّ ما نكتبه يرضي الله ويقرّ أعين الموحدين وأولياء الدين، وأنَّ
كتاباتهم ترضي أعداء الملّة وتلبس الحق بالضلال وتُرقّع للباطل وتُسوّغ الشرك
وتُهوّن الكفر وتقرّ أعين المشركين وأعداء الدين!!!….
فلا عجب
أنْ تستجلب كتاباتنا بعد هذا سخط الطواغيت وأذاهم وسجونهم... في الوقت الذي تستجلب
كتاباتهم رضى الطواغيت وإكرامهم ودعمهم هم وأوليائهم بسخاء وكرم بالغين، وكلّ من
له عينان يرى، ولا عجب ولا غرابة أنْ يطبعوها بأفخر الطبعات مادامت هذه الكتب قد
سخّرها كاتبوها للدفع عنهم وتسويغ باطلهم وتهوين جرائمهم، وإقامة الشُبه الباطلة
لعدّهم من المسلمين بل أئمّة للمسلمين وولاة أمورهم الشرعيين كما زعم منْ أعمى
الله بصيرته فأعطاهم صفقة يده وثمرة فؤاده، وصار هو ومن لفّ لفيفه لهم جنداً
محضرين وأنصاراً مخلصين!!!، فكيف لا ينشرون أمثال هذه الكتب، وهي تُقدّم لهم
حراسة وحماية لعروشهم أعظم مما تُقدمه لهم جيوشهم ومخابراتهم… فإذا كان الجيش يضرب
بسيف السلطان فإنَّ هؤلاء العلماء العملاء ـ ولو في أعين العوام والطغام ـ
يضربون بسيف الله. وهذا مكمن التلبيس والإضلال..
فالنّاس
إنْ كانوا ينقادون للسلطان مخافة سيفه، فانقيادهم لسيف هؤلاء أعظم. لأنّهم يرونهم
يوقعون عن الله ويتكلمون باسم دين الله ويصولون ويجولون بأدلة الشرع. فسُحقاً
سُحقاً، لمن أخلد إلى الأرض واتبع هواه، وسخّر دينه مطية لكل طاغوت!!!).
أيمن الظواهري
نشر
بتاريخ 7/11/1423 هجري مقالاً بعنوان " ابن باز بين الحقيقة والوهم!!"
لأيمن الظواهري في موقع المقدسي على الإنترنت، والذي كتبه في مجلة المجاهدون
/العدد الحادي عشر /السنة الأولى / الأربعاء 3- شعبان – 1415 هجري قال فيه:-
(استمعت مع الملايين من أبناء الأمة
الإسلامية إلى نشرات الأنباء وهي تنشر عبر الأثير فتاوي عبد العزيز بن باز، وهو
يدعو المسلمين إلى الصلاة في المسجد الأقصى، ويبيح التجارة والتعامل مع إسرائيل.
ثم سمعت رد رئيس وزراء إسرائيل إسحاق رابين على ابن باز مرحباً ومحيياً فضيلة
المفتي!!. ولم استغرب أن تصدر مثل هذه الأقوال من مثل ذلك الرجل كما استغربها كثير
من الناس، فإن لي في ذلك الرجل رأيا لا زلت متمسكاً به ـ رغم استعظام الكثيرين
له!! ـ ففي منطقي القاصر وعقلي الضعيف!!!؛ أنه لا يمكن ان يجمع رجل بين
الإمامة في الدين والتصدي للفتوى والتعليم وبين تقلد أرفع مناصب ديني في دولة آل
سعود ـ دولة العمالة لأمريكا ـ فكيف يدفع آل سعود لذلك الرجل تلك الرواتب،
ويقلدونه تلك المناصب، وهم اشد الناس تبعية لأمريكا، إلا أن يكون وجود ذلك الرجل
في تلك المناصب يمثل مصلحة أساسية لآل سعود، الذين يحكمون بلاد المسلمين بحد
السيف، لا يدارون في ذلك ولا يداهنون!!
ولو دار في خلدهم مرة أن هذا الشيخ
يمكن أن يعارضهم أو يهدد ملكهم لاتخذوا ضده ما يكفي لإسكاته من العزل إلى القتل،
وتاريخ آل سعود في ذلك مع معارضيهم اشهر من ان يذكر.
وليست هذه
هي هدفي من تلك الكلمة، وإنما الهدف الذي أردته؛ أن ابن باز وطائفة حوله قد
اتخذهم الكثيرون قدوة في الدين ومرجعاً للفتوى، وكانوا ولا يزالون يرجعون إليهم
وإلى كتاباتهم واقوالهم في أهم أمور الدين ـ وهي أمور الإعتقاد والتوحيد ـ وفي
أخطر مسائل المسلمين ـ وهي مسائل الحكام المرتدين الذين يسيطرون على بلاد المسلمين
ـ وكان هؤلاء المتبعون ـ رغم ما يتشدقون به من تحررهم من التقليد المذهبي ـ اشد
الناس تقليداً بتلك الطائفة!!، وامتدت هذه الدعوى وسرت في أوساط الآلاف من الشباب
المسلم، حتى أصبحت أمراً مسلماً. حتى لقد رأينا عالماً فاضلاً كالدكتور سفر
الحوالي(!!!) يُصرح: بأن الديمقراطية قد تكون ضرورة لإنقاذ البلاد من
الفوضى مستشهداً بما حدث في الجزائر، مستنداً في هذا إلى كلام ابن باز!!، [في شريط
مسجل له، رقم 4661، تسجيلات الهداية الغسلامية بالدمام، محاضرة بتاريخ 23/6/1412]،
رغم رسوخ قدم الحوالي في تدريس علوم التوحيد، ورغم مؤلفه القيم عن العلمانية!!،
فإذا كان هذا هو حال سفر الحوالي مع علمه الواسع وتضحياته في سبيل الدعوة، فما
بالك بغيره؟ لقد عاش آلآف الشباب أسرى لهذه الأسماء الرنانة ـ ابن باز،
العثيمين وأبي بكر الجزائري ـ يتبعونهم أو على الأقل لا يجرؤون على مخالفتهم حتى
وإن عظم خطأهم وفحش انحرافهم!!!!.
وكنت أستغرب؛ كيف يقلد الناس
دينهم رجلاً لم يضح في سبيل الله ولم يبتل فيه!!، بل لا يقبض راتبه إلا
للدفاع عن مصالح الطواغيت!!، فكيف يسأله الناس في رقاب الطواغيت ودمائهم
وإزالة ملكهم؟! لقد آن للشباب المسلم أن يتحرر من تلك الأسماء الرنانة
الجوفاء التي تمادت في نفاق الطواغيت حتى هان قدرها وأصبحت مثاراً للسخرية
على ألسنة الأولياء والأعداء!!.
وآن لهذا الشباب أن يلتف حول
العلماء العالمين الصادقين الذين يعانون ويبتلون في سبيل دينهم، والذين وصفهم
المولى سبحانه في قوله: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صدقوا [خطأ والصحيح:
صبروا !!] وكانوا بآياتنا يوقنون}.
وآن لهذا الشباب أن يخرج من
الغيبوبة التي يعيش فيها ويدرك أن معركة الإسلام والكفر، والحق والباطل، معركة
محتومة لا فرار منها، وأنه إن لم يستعد لها ويعد لها عدتها فسيكون أول ضحاياها.
لقد كان يسعنا أن نسكت على هؤلاء إن كانوا قد رضوا لأنفسهم بالسكوت والكلام فيما
لا يُغضب السلاطين من أمور الدين التعبدية الشخصية، وإن كان هذا أيضاً مستحيلاً مع
استشرار وفساد هؤلاء الطواغيت، ولكن أن يتحول هؤلاء العلماء إلى مُخَرِّبين
ومُدَمرين لعقائد الشباب، ومبررين لكفر الطاغوت، ومعادين للأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، ومبيحين لاستقرار قوات الغزو الصليبي الأمريكي في أرض جزيرة العرب،
ومباركين للتطبيع وسياسة الهيمنة اليهودية على ديار الإسلام! هذا ما لا يسع من في
قلبه ذرة من حياة ـ ناهيك عن أن يكون في قلبه ذرة من إيمان ـ أن يسكت عنه!!!. وأنا
أعلم أن كلامي هذا سيستكثره كثير من الطيبين الذين لا زالوا يعيشون في الوهم!!،
أو الذين يتفقون معي ولكنهم لا يجدون في أنفسهم الشجاعة للتصريح بذلك خوفاً من
اتهام الغير لهم باحتقار العلماء!!!، أو لأنهم لا يستطيعون أن يخالفوا ما
ظلوا يرددونه لسنوات طويلة.ولكن الحق ابلج، والباطل لجلج؛ إن ابن باز
وطائفته هم علماء السلطان الذين يبيعوننا لأعدائنا في مقابل راتب أو منصب!!، وإن
غضب من غضب،ورضي من رضي،إن صف الإيمان يجب قبل مواجهة صف الكفر أن يتخلص من
المزيفين والمنافقين!!!!).
عبد الله عزام
بعد انسحاب روسيا
وإعلان الحكومة المؤقتة للأفغان برئاسة ((مجددي!!)) صدر العدد رقم35 من مجلة
"الجهاد" شهر مارس 1989م؛ كتب فيه عبد الله عزام وتحت عنوان (جاء الحق
وزهق الباطل) يقول:((تأكدتُ أنَّ هذا القرآن: لا يفتح أسراره لفقيه قاعد!!، وهذا
الدين لا يسبر أغواره ولا يدرك معانيه حفظة المتون والحواشي(!!) ممن لا
يتحركون به ولا يعيشون لنصرته!!، وأيقنتُ أكثر من أي وقت مضى سر اتفاق الفقهاء
البارزين على عدم انعقاد البيعة لفاسق!!، واشتراط العلم والتقوى لمن
يلي أمراً من أمور المسلمين أو يتصرف في شؤونـهم!!)).
عبد الكريم الشاذلي وعبد القادر عبد
العزيز:
قال في كتابه [الشيخ الألباني بين القول بالإرجاء
والانتصار لمن بدل شرع الله من المرتدين!!! ص336]: نقل هذا المنحرف عن شيخه عبد
القادر عبد العزيز؛ رأس الخوارج المعاصرين!! – صاحب كتاب العمدة في إعداد
العدة – من كتابه الجامع في طلب العلم الشريف ج2 ص844 – 846 - 871:
أنَّ شيخ الإسلام في حُكم من حَكم بغير ما أنزل الله من غير جحود تناقض!!،
وأنَّ ابن القيم فسر قوله تعالى" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الكافرون " بتفسير غير صحيح !! وأنه ناقض نفسه، وأنَّ تفسير ابن الجوزي للآية
غير صحيح!!،وأنَّ ابن عثيمين أخطأ، وأنَّ كلام ابن باز فيها غير
صحيح!!.
وذكر الشاذلي مَطلباً في الفصل الأول بعنوان "اضطراب
بعض علماء السلف في مسمى الإيمان!!"، وقال في ص345:(وما رَكَّبه
المعاصرون على كلام ابن عباس [ كفر دون كفر ] ليس قاصراً عليهم، وإنما قال به
كذلك بعض المفسرين من علماء السلف!!!!) وقال في ص 80:
(وقد نبه الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز(!!)
في كتابه الجامع في طلب العلم الشريف؛ على خطأ من قال من المعاصرين بأنَّ الذين
قالوا: إنَّ الإيمان إقرار باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح هم معظم
أهل السنة: " فهو [أي هذا القول] قول شاذ!!، والشذوذ: هو مخالفة الثقة للثقات
وهو بالإضافة الى شذوذه قول خطأ!!" وممن أنفرد بهذا القول من السلف: أبو
ثور!! – نسبه اللالكائي في كتابه شرح اعتقاد أهل السنة 2/760 –، وقد تابع ابن
بطة!! في هذا شيخه الآجري!!– في الشريعة ص 105/119 – وهذا التعريف
خطأ؛ لأنه يُسقط بعض فروض القلب الإيمانية) وقال في ص 83:(خاصة وأنَّ بعض المرجئة
قال في تفسير التصديق بمثل ما قال ابن القيم وحافظ الحكمي!!).
وقال في ص 50:(وتأمل أيضاً فيما قال الشيخ ابن
عثيمين في جوابه لمن سأله في شريط "أسئلة حول لجنة الحقوق الشرعية":
لماذا لا تردون على الحكام وتبينوا ذلك للناس؟! فقال: بأنَّ بيان ما تفعله مع
الولاة فيه مفسدتان؛ المفسدة الأولى: أنَّ الإنسان يخشى على نفسه من الرياء فسيبطل
عمله....
[قال الشاذلي معلقاً:] فكيف ندع الإفتاء في النوازل أو
القضايا السياسية لمن خاف على نفسه الرياء!!، بل كيف ندع الإفتاء في النوازل – أي
القضايا السياسية – لهؤلاء العلماء الثلاثة [ابن باز، الألباني، ابن
عثيمين] وهم لازالوا مختلفين في كثير من الأحكام؟!!) ثم قال في نهاية الكلام ص54:
(وهل خاف على نفسه من الرياء سيد قطب رحمه الله وهو يقول "إنَّ إصبع
السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية(!!) في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفاً
واحداً يقر به حكم طاغية" !!!) أقول للتوضيح: لعل هذا لا يعلم أنَّ
سيده لا يُفرِّق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية(!!)؛ فكيف يشهد إصبعه السبابة
لله بالوحدانية؟!، لكن أستدرك على نفسي فأقول: نعم يسب إصبعه هذا كليم الله موسى
عليه السلام، ويسب عثمان ومعاوية وعمرو بن العاص وغيرهم من الصحابة، فأصبعه للسب
وليس للشهادة، وهذا من باب الأمانة العلمية!!.
وقال ـ عليه من الله ما يستحق ـ في مقدمته ص27-28
نقلاً عن شيخه الخارجي الآنف الذكر في الجامع ج2 ص500 - 501: (ونحن نرى في زماننا
هذا المرتدين في شتى البلدان!!: قد اصطنع كل منهم طائفة من
المشايخ وهو يخلع عليهم الألقاب الفضفاضة كأصحاب الفضيلة والسماحة تلبيساً على
العامة لترويج باطلهم، وهم يخلعون عليه خلعة الإيمان والشرعية الإسلامية تضليلاً
للعامة!!. فهؤلاء المشايخ وأمثالهم: لاشك في كفرهم وردتهم!!!؛ لقوله
تعالى: "ومن يتولهم منكم فإنه منهم "، ولرضاهم بالكفر، ولعدم
تكفيرهم للحكام الكافرين الذين دل الدليل على كفرهم!!) أما آخر ما تكلم به هذا
الضال في نهاية كتابه ص389 نقلاً عن شيخه في كتابه [العمدة في إعداد العدة ص288]
أنه قال:((ومن كان من العلماء يصد المسلمين عن الجهاد بهذه الشبهات ممالأة ونصرة
للحاكم الكافر: فهذا العالم لا شكَّ في كفره، وهو مرتد خارج عن ملة الإسلام،
وحكمه حكم سيده، قال تعالى:"ومن يتولهم منكم فإنه منهم")).
أبو بصير عبدالمنعم مصطفى حليمة
قال في
كتابه [الانتصار لأهل التوحيد والرد على من جادل عن الطواغيت!! ص80] مخاطباً الشيخ
الألباني رحمه الله تعالى:((فلا تلومنَّ قائلاً يقول عنك: أنَّك جهمي جلد في الإيمان ومسائل التكفير!!،
ولعل الصواب أن يقال: أنَّك سبقت جهماً
سبقاً بعيداً في مسائل الإيمان والوعد والوعيد بحكم ما أوتيت من علم ودراية بالسنة
والحديث النبوي الشريف– تسخره
للانتصار لقول جهم في الإيمان!!- لم يؤته جهم ولا غيره من أتباعه من قبلك!!)).
وفي ص12 يقول لأهل العلم الذين لا يُكفرون الحكام
المعاصرين، بينما يُحذرون من أذناب الخوارج:(وما أخطأ من قال فيهم: خوارج
على الدعاة والمخالفين لهم من أهل القبلة، مرجئة على الطواغيت الذين
اجتمعت فيهم جميع خصال الكفر والنفاق!!) وقال في ص13
مبرراً الكلام في أهل العلم هؤلاء: ((مما جعل الصمت عليهم جريمة لا تطاق،
وأنَّ الحقَّ لا بد من أن يصدرَ له بيان فيهم يُعري باطلهم وإرجاءهُم!!، ويكشف
جُبنَهْم وتخاذلهم وتواطئهم مع الطواغيت ولو سخط الساخطون!!)).
سفر الحوالي
قال في شريط بعنوان
" ففروا إلى الله" في أزمة الخليج عند غزو الكويت:
(لماذا نضع اللوم دائماً على جهة معينة؟ وخاصة الذي يشيع في معترك
معين، وظروف معينة، تحتم عليه المجاملات وأوضاع صعبة!!، نحن الذين في
بحبوحة أن نقول الحق في بيوتنا في مساجدنا. علماؤنا يا إخوان كفاهم، كفاهم لا
نبرر لهم كل شيء!!، لا نقول إنهم معصومون، نحن نقول نعم عندهم تقصير في معرفة
الواقع!!، عندهم أشياء نحن نستكملهم فيها
ليس من فضلنا عليهم، لكن نحن عشنا أحداث هم ما عاشوها بحكم الزمن الذي عاشوا أو
بحكم أوضاع أخرى!!، ومع ذلك أقول المسؤولية الأساس: علينا نحن طلبة العلم بالدرجة
الأولى!!، وبعض هؤلاء العلماء قد بدأ يسلم الأمر لأنه انتهوا في السن!!.)
وسفر الحوالي لم يقف عند هذا الحد من الكلام في أهل العلم فانظره وهو
يقول في(ص130) من كتابه وعد كيسنجر [الوعد الحق والوعد المفترى] في نفس الأزمة:
(كل الأطراف تتكلم عن الأزمة حتى الفنانين والفنانات!!!، والساكتون أو
المُسَكَّتون هم: أهل العلم والدعوة!!، إلا من أيد الواقع كما هو دون الإشارة
إلى أخطاء الماضي وواجبات المستقبل)، وقد قال قبلها(ص113):((...
ونتيجة لهذا الغليان الذي لم يهدأ؛ احتاجت الحكومة
لصوت إسلامي مضاد فكان إعلان التأييد في
مجلس القضاء الأعلى ثم في هيئتكم الموقرة وتم طلب ذلك من المحاكم الشرعية!!)).
وقال في كتابه [ظاهرة
الإرجاء ج2 ص 143 حاشية(2)] متهماً من لم يكفر تارك الصلاة
كسلاً بالإرجاء: ((ولم يقل أن تاركها غير كافر إلا من تأثر بالإرجاء!!– شعر
أو لم يشعر – كما سترى))، بل واتهم بذلك من لم يكفر تارك أحد الأركان الأربعة(!!)
فقال [ج2
ص145]: ((وبهذا يتبين لطالب الحق: أن ترك الأركان الأربعة وسائر عمل الجوارح كفر
ظاهراً وباطناً؛ لأنه ترك لجنس العمل الذي هو ركن الحقيقة المركبة للإيمان،
التي لا وجود لها إلا به، هذا مما لا يجوز الخلاف فيه!!!، ومن خالف فيه: فقد
دخلت عليه شبهة المرجئة شعر أو لم يشعر!!)). بل زاد الاتهام اتهاماً فقال
[ج2ص146]: ((من خالف في تكفير تارك أحد المباني الأربعة!! – ولاسيما الصلاة
– لا ينبغي الاعتداد بخلافه بعد ثبوت الإجماع من الصحابة رضى الله عنهم في
تكفير تارك الصلاة والزكاة، وما أشرنا إليه بالنسبة للصيام والحج!!؛ فمع كثرة
المخالفين من المتأخرين لم يستطع أحد منهم الإتيان بنقل ثابت صريح عن صحابي أو
تابعي يخالف ذلك؛ وذلك أنَّ أول من قال به هم المرجئة!!، ثم تبعهم
من تبعهم، ومتى عرف المرء ذلك تبين له أنَّ هذا القول خارج عن أقوال أهل
الاجتهاد إلى أهل البدع!!، وإن لم يكن كل من قال به من أهل البدع)). وبهذه
النصوص اتهم سفر الحوالي علماء السلف المتقدمين والمتأخرين كلهم لا يخرج إلا نفر
قليل قليل منهم: بالإرجاء أو التأثر به أو متابعة المرجئة، ومخالفة الإجماع والقول
بأقوال أهل البدع!!.
عبدالرحمن عبدالخالق
قال عبد الرحمن عبد
الخالق في كتاب(خطوط رئيسية لبعث الأمة
الإسلامية ص73 ـ 78) الذي ألفه عام1393هـ تقريباً وأعاد طبعه عام 1406هـ: وهو
يذكر العلامة محمد الأمين الشنقيطي
رحمه الله تعالى بعد أن ذكره بالعلم الغزير في التفسير!!: (... ولكن
هذا الرجل لم يكن على شيء من مستوى عصره، فما كان يدرك جواب شبهة يوردها عدو من أعداء اللـه ولا
كان على استعداد أصلاً لسماع هذه الشبهة، وكان يهجم على حقائق العلم المادي فيرمي
الذين يحلون الوصول إلى القمر بالكفر والزندقة... لقد كان هذا الرجل
الذي لم تقع عيني على أعلم منه بكتاب اللـه: مكتبة متنقلة ولكنها طبعة قديمة
تحتاج إلى تنقيح وتصحيح!!، هذا مثال وكان يدرس غيره عشرات في علوم الشريعة
على هذا المستوى جهلاً بالحياة وعلماً بالدين.) وقد صرَّح ببلد هؤلاء العشرات فقال
في [ شريط المدرسة السلفية]: ((ومن
أكبر قضايا التقليد في السلفية هو التقليد العقائدي، التقليد العقائدي
بمعنى: إنه نحنا نفهم المشكلات العقائدية التي وقع فيها الناس قديماً ونيجي لا
نفهم غيرها، ونطبقها في الوقت الحاضر(!!) يعني مثلا أعطيكم بعض الأمثلة: لما
تروح [تذهب إلى] السعودية الآن لا تجد قبر ولا تجد ناس [هكذا]، نادر ما تجد
إنسان مثلاً يدعو غير اللَّـه عز وجل، ومع ذلك تجد أنه هناك طائفة العلماء لا
يُحسنون من أمور العقيدة إلا ما تكلم به الشيخ محمد بن عبدالوهاب – إلى أن قال
- ولكن هم في عماية تامة وفي جهل تام عن هذه المشكلات الجديدة ـ يعني وجود
أصناف الملاحدة ـ إذن هذه السلفية لا تساوي شيء!!)). وقال في (خطوط رئيسية لبعث الأمة الإسلامية ص76):((واليوم للأسف
نملك شيوخاً يفهمون قشور الإسلام على مستوى عصور قديمة تغير بعدها نظام
حياة الناس وطرائق معاملاتهم!!....، إننا نريد علماء على مستوى العصر علماً
وثقافةً وأدباً وخلقاً وشجاعةً وإقداماً وفهماً لأساليب الكيد والدس على الإسلام، ولا
نريد هذا الطابور من العلماء المحنطين الذين يعيشون بأجسادهم في عصرنا، ولكنهم يعيشون
بعقولهم وفتاواهم في غير عصورنا!!)).
وقال في كتابه (مشروعية العمل الجماعي) ضمن رده
على من لا يجيز تعدد الجماعات والتنظيمات ولا مواجهة الحكام!!:
((ولكن ما نصنع إذا
ابتليت الأمة بمجموعة من العميان قد نَصَّبوا أنفسهم في مجال القيادة،
وأوهموا الناس أن الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لم يجابه باطلاً!!، ولا
أقدم على خطر!!، ولا أسس أمة، ولا جماعة!!، وأنه حَرَّمَ كل تنظيم وترتيب!!)).
وذكر في
كتابه [البرهانُ على أنَّ تاركَ العملِ - اختياراً - فاقِدٌ لأصل الإيمانِ، وأنَّ
الكفرَ كما يكونُ بالقلبِ، يكونُ بالعملِ واللسانِ ص37] أنَّ للمرجئة موقفين من
المعاصي؛ الثاني:((ومنهم من قال: لا، بل المعصية والكبائر تضر صاحبها -
أصل الإيمان وهو عندهم: من شهد بلسانه وأقر بقلبه- في أنه قد يدخل بها
النار، ويُعذب بها إذا لم يغفرها الله له، ولكن حتماً لا يُخلد في النار خلود الكفار،
بل يخرج منها بشفاعة الأنبياء والمرسلين وشفاعة أرحم الراحمين))، مع أنَّ هذا
القول هو ما يقول به الذين لا يُكفرون تارك الصلاة كسلاً من أئمة السلف قديماً
وحديثاً؛ فهل هؤلاء كلهم مرجئة!!، بل هو موقف أهل السنة كآفة من أهل المعاصي
غير المكفِّرة!!!.
سلمان بن فهد العودة
قال في تحليله للأحداث في أزمة الخليج الأولى [المجلة الإماراتية،
العدد(223)، الصفحة(11)]:((الأحداث التي حدثت في الخليج لم تزد على أنها: كشفت
النقاب عن علل وأدواء خفية كان المسلمون يعانون منها وأكدت على أنهم ليسوا على
مستوى مواجهة مثل هذه الأحداث الكبيرة، وكشفت كذلك عن عدم وجود مرجعية
علمية صحيحة وموثوقة للمسلمين(!!) بحيث أنها تحصر نطاق الخلاف، وتستطيع أن
تقدم لها حلاً جاهزاً وتحليلاً ناضجاً...)).
عبدالوهاب الطريري
قال في لقاء أجراه معه التلفزيون
السعودي وبث على الهواء مباشرة في يوم الخميس 12/4/1424هـ:
((قد كنت سابقاً أدعو الشبـاب
للالتفاف حول العلماء؛ واليـوم أتوب إلى الله توبة نصوحاً من دعوتي الشباب إلى ذلك!!،
بل
أقول للعلماء: أن
يلتفوا حول
الشباب!!!)).
محمد بن سرور زين العابدين
قال في مجلة "السنة" العدد (23) ص29-30 وهو يذكر أصناف
أعوان الكفار وعبيدهم: ((وصنف آخر يأخذون ولا يخجلون ويربطون مواقفهم بمواقف
سادتهم...، فإذا استعان السادة بالأمريكان انبرى العبيد إلى حشد الأدلة التي
تجيز هذا العمل...،
وإذا اختلف السادة مع إيران الرافضة تذكر العبيد خبث
الرافضة...))، وزاد حقده في العدد(26) فقال: ((لقد كان الرق في القديم بسيطاً؛
لأنَّ للرقيق سيداً مباشراً، أما اليوم فالرق معقد، ولا ينقطع عجبي من الذين
يتحدثون عن التوحيد وهم عبيد عبيد عبيد عبيد العبيد وسيدهم الأخير نصراني))
والنصراني: جورج بوش، والعبيد: ملك السعودية، عبيد عبيد عبيد العبيد: حاشية الملك
والوزراء وكبار موظفيهم، وعبيد هؤلاء كلهم: علماء التوحيد في البلد الحرام!!!!!.
ويقول في مجلة السنة عدد/ 100 وهي
مقابلة مع
جريدة الرأي الكويتية أجراها سالم الحمادي، نشرت المقابلة في عدد يوم
الخميس 16
رجب 1421: ((الثانية: ارتفعت كل الأصوات في العالم
الإسلامي منددة بجرائم قادة إسرائيل إلا صوتاً واحداً أحرجني صمته.. إنه صوت
علماء المملكة العربية السعودية!!، ولا أدري ما حجتهم في ذلك؟، وكيف يسكتون
وهم يرون ويسمعون أخبار انتهاك "شارون" للقدس؟ بل كيف يسكتون والناس ينتظرون
سماع ما يقولون؟!)).
ويقول في مجلته السنة العدد/ 61
تحت عنوان: "نحو كيان جديد" الحلقة (25): ((... تغيّر الموقف العربي
تغيراً مذهلاً، ولم يعد حتى بيت الله الحرام ملاذاً آمناً للركع السجود، فقد انتشرت نقاط
التفتيش حوله تبحث عن كل من لا يحمل إقامة رسمية لتطرده أو لتسلمه إلى البلد الذي
قدم منها.
هؤلاء المضطهدون من خيرة أبناء
أمتنا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت،
وفقدوا القدرة على الصبر، ولم يعد أمامهم إلا اختيار حمل السلاح ضد هؤلاء
الوحوش الضارية، ولسان حالهم يقول: وإذا لم يكن من الموت بد فمن العجز أن تموت
جباناً)).
محمد أبو رحيِّم
قال في كتابه [حقيقة
الإيمان عند الشيخ الألباني ص45]: ((عُهِدَ عن شرّاح الحديث المتأخرين عدم
تحريرهم – غالباً - لمسائل الاعتقاد على منهج السلف الصالح))، وقال في [حقيقة
الخلاف بين السلفية الشرعية وأدعيائها في مسائل الإيمان ص30]: ((إنَّ المعهود في
الحافظ رحمه الله وغيره من شراح الحديث المتأخرين عدم تحريرهم - غالباً – لمسائل
الاعتقاد على منهج السلف الصالح، وكلامهم في هذه المسائل يفتقر إلى الدقة)) وضرب على ذلك مثالاً بالشيخ الألباني رحمه الله
تعالى فقال ص30: ((وللاستدلال على صحة الدعوى؛ أضرب مثلين اثنين لأحد
المحدِّثين المعاصرين والمشهود لهم بالعلم والفضل. المثال الأول: شرحه لحديث
حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وكيف أفضى به الأمر إلى موافقة أهل الإرجاء،
وسيأتي تمامه في المسألة الثانية إن شاء الله تعالى. المثال الثاني: انتصاره
لعقيدة الإرجاء في بعض مسائل الإيمان التي ورد ذكرها في العقيدة الطحاوية
وشرحها، ووصفه لكل مَنْ زعم أنَّ هذه النصوص تمثل عقيدة الإرجاء: بمشابهة
الخوارج)). وقال فيه ص32: ((عقيدة الشيخ في تعلق العمل بالإيمان تخالف عقيدة
السلف))، ولمزه وطلابه فقال ص37: ((بل هناك قولان لعالمين فاضلين من أهل السنة
والجماعة ويمثلان السلفية الشرعية لا السلفية الرسمية؛ أحدهما: للدكتور سفر
الحوالي، وثانيهما: للشيخ عبد الله القرني، وقد تحدثا في الموضوع نفسه بالتفصيل،
أكتفي بنقل ما كتبه الدكتور سفر الحوالي...)) وقد قال في آخر كلامه المنقول عن
الحوالي موافقاً له: ((انعقد إجماع الصحابة - عليهم رضوان الله - على تكفير تارك
الصلاة، ولم يخالف في ذلك أحد حتى ظهرت المرجئة وتأثر بها بعض أتباع الفقهاء
الآخرين دون علم بمصدر الشبهة، وأساسها هو: الإرجاء!!)).
وأقول: وقد قال بعدم
تكفير تارك الصلاة من غير جحود الكثير من الفقهاء وأئمة الحديث أمثال: الزهري،
وسعيد بن المسيب، وعمر بن عبد العزيز، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، ومحمد بن
إدريس الشافعي، ورواية عن الإمام أحمد بن حنبل نصرها ابن بطة وابن قدامة المقدسي،
وأبي ثور، وأبي عبيد القاسم بن سلام، وابن بطة العكبري، وابن رجب الحنبلي، والإمام
محمد بن عبد والوهاب، وحافظ الحكمي، وغيرهم من المتقدمين والمتأخرين.
فهل هؤلاء مرجئة أو
تأثروا بالإرجاء؟!!
فإن قلتم: نعم.
قلنا: مَن هو إمامكم
في هذا الجرح – عدا الخوارج أو أذنابهم - ؟!!
أم أنتم من رجال الجرح
والتعديل؟!!
أم هم رجال وأنتم رجال
كما قال الأجداد؟!!.
الخاتمة رزقنا الله حسنها:
هؤلاء الدعاة هم أبرز من ورث سمات ومنهج الخوارج في هذا العصر، وسار على
نهجهم – مغترين بهم - الكثير من الشباب المتحمس الذي لا يعرف سوى الطعن بالعلماء
السلفيين الأكابر ((ابن باز، والألباني، وابن عثيمين)) رحمهم الله تعالى، واطلاق
أحكام التكفير، والدعوة إلى الخروج على الحكام، وتعلم صنع المتفجرات للقيام
بعمليات التفجير؛ على قاعدة ((كفِّر ثم فجِّر))، وإذا أردت برهاناً على هذا: فانظر
في أحوال القوم؟ هل تجد فيهم ومنهم طالب علم يدرس في علوم الشرع؟!! بل حتى من
عُلِمَ عنه أنه يملك بعض العلم فقد تعلمه قبل أن يكون على نهج الخوارج أما اليوم
فهو من المحذرين من الاشتغال بالعلم لأنه – كما يزعم – يثبط عن الجهاد والخروج
والمواجهة والعمل الحركي!!!!.
وقد يقول أحدهم: لِمَ هذا التعصب لهؤلاء العلماء؟ هل هم معصومون من الضلال
والتأثر بلذات الدنيا والخوف من سطوة الحكام الطغاة؟!!.
نقول: إنَّ من منهج السلف الدعوة إلى ربط الناس بالعلماء، وإلا أصبحت
الساحة لكل من هبَّ ودبَّ من دعاة الضلال، وأصبح الشباب فريسة سهلة لمهيجي
الغوغاء، ولهذا كان العلماء يفسرون حديث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: ((افترقت
بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة - أو قال - اثنتين وسبعين فرقة، وتزيد هذه الأمة
فرقة واحدة؛ كلها في النار إلا السواد الأعظم!!))، وحديث: ((إذا اختلف
الناس فعليكم بالسواد الأعظم)).
قال إسحاق بن راهويه رحمه الله تعالى: ((لو سألت الجهال عن السواد الأعظم؟
لقالوا: جماعة الناس!!، لا يعلمون أنَّ الجماعة: عالم متمسك بأثر النبي صلى الله
تعالى عليه وسلم وطريقه، فمن كان معه وتبعه فهو الجماعة!!)) أخرجه أبو نعيم في
حلية الأولياء (9/239).
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في إغاثة اللهفان[1/70] نقلاً عن أبي
شامة: ((وكان محمد بن أسلم الطوسي الإمام المتفق على إمامته مع رتبته أتبع الناس
للسنة في زمانه حتى قال: ما بلغني سنة عن رسول الله إلا عملت بها ولقد حرصت على أن
أطوف بالبيت راكباً فما مكنت من ذلك، فَسُئل بعض أهل العلم في زمانه عن السواد
الأعظم الذين جاء فيهم الحديث "إذا اختلف الناس فعليكم بالسواد الأعظم"
؟ فقال: محمد بن أسلم الطوسي هو السواد الأعظم، وصدق والله؛ فإنَّ العصر
إذا كان فيه عارف بالسنة داع إليها فهو: الحجة، وهو الإجماع، وهو السواد الأعظم،
وهو سبيل المؤمنين؛ التي من فارقها واتبع سواها ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم
وساءت مصيراً!!)).
وقال رحمه الله تعالى في [إعلام الموقعين 3/397]: ((وقال نعيم بن حماد:
"إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد، وإن كنت وحدك
فإنك أنت الجماعة حينئذ" ذكرهما البيهقى وغيره، وقال بعض أئمة الحديث وقد ذكر
له السواد الأعظم؟ فقال: أتدرى ما السواد الأعظم، هو محمد بن أسلم الطوسي
وأصحابه!!)).
فهل كلامهم يعني عصمة العلماء أو الدعوة إلى تقليدهم بغير علم، وقد قال الإمام أحمد رحمه الله: ((ومن
زعم أنه لا يرى التقليد، ولايقلد دينه أحداً: فهو قول فاسق عند الله وعند
رسوله صلى الله عليه وسلم، إنَّما يريد بذلك إبطال الأثر وتعطيل العلم والسنة،
والتفرد بالرأي والكلام والبدعة والخلاف!!!)) [الرد على الزنادقه والجهميه ص80].
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
وكتبه: أبو
معاذ رائد آل طاهر
([2]) علق بقوله: هو الأخ عبد العزيز بن فهد بن ناصر المعثم
رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته وجعله هو وإخوانه الذين قُتلوا معه في زمرة
الشهداء الأبرار. قُتل بعد حادث تفجير العُليّا في الرياض مظلوماً بفتوى علماء
السوء!! الذين أجازوا قتل المسلم الموحّد بالكافر والمشرك. وذلك في مخالفة
صريحة منهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يُقتل مسلم بكافر) رواه البخاري عن
علي بن أبي طالب،والذي استدلّ به جمهور العلماء على أنَّ المسلم لا يجوز أنْ يُقتل
بكافر ولو كان ذلك الكافر مُستأمناً أو ذمياً، فكيف إذا كان حربياً؟ أمّا بيان من
هو الحربي؟ وحكم عهود الطواغيت وأمانهم لأوليائهم من أعداء الدين فليس هذا محلّه
وقد حررته في [الرمحية].
إرسال تعليق
أرجو عند كتابة تعليقك تذكر ما يأتي:
1. تذكر قول الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
2. تعليقك سيظهر بعد مراجعته من قبل الإشراف إن شاء الله تعالى.
3. يفضل كتابة التعليق باسم لائق، واستعمال اللغة العربية الفصحى قدر الإمكان.