الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم
بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فقد أخبرني
أحد إخواني الأفاضل بأنَّ أحد مشرفي "منتديات كل السلفيين"، قد قال في
الشيخ ربيع حفظه الله تعالى بأنه أضر على دعوتنا من محمد حسان!؛ فما استغربت لذلك،
لأنَّ هؤلاء المشرفين في عداد المجاهيل عند السلفيين، فلا عبرة لكلامهم ولا وزن
لبياناتهم ولا قيمة لتصريحاتهم الخاوية.
لكنَّ الأخ
عقَّب بقوله: لكنَّ الحلبي أقرَّ ذلك، وعدَّه وجهة نظر الجميع!!!
فقلتُ: سبحان
الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم أرسل لي
أحد إخواني الأفاضل الصفحة الخاصة بكلام هذا المشرف وتعليق الحلبي عليه؛ وهي في
مقال [جواب للشيخ علي الحلبي آن الأوان لإظهاره!/ الصفحة الثانية/ المشاركة (14)، (15)].
فرأيتُ في
نفسي كلمة لا بد أن أبوح بها هنا، وفحواها في هذه التعليقات:
قال أبو
الأشبال الجنيدي وهو أحد المشرفين القائمين على منتديات "كل المفلسين":
(( أما الرد على
أصحاب المظاهرات فقد كتبنا وجمعنا كلام العلماء فيه، وقد ثبتت لأكثر من شهر!، وقد نختلف
في تقدير المصلحة
والمفسدة في تعيين المردود عليه؛ فهذه بابها واسع لا تصل بحال إلى التراشق أو اتهام النيات!)).
قلتُ:
أين ردودكم يا
هذا؟!
هل تسمي
الاعتذار لمحمد حسان وأمثاله ردوداً على أصحاب المظاهرات؟!
هل تسمي
التشنيع والتجريح في السلفيين الذين ردوا عليه وبينوا حاله ردوداً على أصحاب
المظاهرات؟!
هل تسمي فتح
المجال لكل مَنْ هبَّ ودبَّ ممن لا يعرف أصول المنهج السلفي فضلاً عن الرسوخ فيه
ليتكلم في مثل هذه النازلة الجسيمة – التي اتفقت
فيها كلمة العلماء السلفيين على التحريم كما نقل ذلك شيخكم الحلبي في منتداكم
أثناء اعتذاره لمحمد حسان!! – أخذاً ورداً
ونقاشاً وجدالاً؛ فهذا يزعم أنها مشروعة، وذاك يقطع بالتحريم، وآخر يزعم أنها
مشروعة بشروط، وقد اختلفوا على الشروط!، وآخر بحسب المصالح والمفاسد، وقد اختلفوا
في تقديرها!، وآخر أنها من المسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف من غير إنكار؛
هل تسمي ذلك ردوداً على أصحاب المظاهرات؟!
قاتل الله
الجهل وأهله.
وقال الجنيدي:
(( أنا شخصياً لا
أسمع لمحمد حسان، ولا أنصح بالسماع له، ولم أمدحه يوماً،
وموقفي هذا منه ليس وليد موقفه من الثورات بل قديم، ولكن لا يعني هذا أيضا أنني أبدعه!، ففرق بين أنني لا أنصح السلفيين بالسماع له وبين تبديعه وتضليله! )).
وموقفي هذا منه ليس وليد موقفه من الثورات بل قديم، ولكن لا يعني هذا أيضا أنني أبدعه!، ففرق بين أنني لا أنصح السلفيين بالسماع له وبين تبديعه وتضليله! )).
قلتُ:
يا هذا؛ ماذا
تسمي تزكية مشايخكم له؟!
وماذا تسمي
حربكم على مَنْ يحذِّر منه ويبين ضلالاته وأحواله؟!
هذا الخصام
الذي بينكم وبين السلفيين مناصرة لمحمد حسان ومحاماة عنه ماذا تسميه؟!
هل صنائعكم
هذه كلها من أجل رجل لا تنصحون بالسماع له؟!!
قاتل الله
الجهل وأهله
وقال الجنيدي:
(( لا أظن أننا
بالغنا في الرد على الشيخ ربيع هداه الله؛ بل إنني اعتقد جازماً، أننا مقصرون جداً في
دفع بلائه عن الدعوة )).
أقول:
قاتلك الله
وكلَّ مَنْ أيدك وناصرك في قولك هذا.
يا هذا؛ إذا
كانت منتدياتكم - التي لم تفتح عينيها إلا على الطعن بالشيخ ربيع حفظه الله تعالى
وغيره من العلماء والمشايخ السلفيين، وإسقاط المنهج السلفي وعلمائه؛ الذين تصفونهم
بالغلاة والمجرحين والمتشددين – مقصرة جداً
في الطعن بالشيخ ربيع!!!، فقل لي ماذا عندكم بعد؟!
وهل لا زال
الشيخ ربيع في نظركم سلفياً؟!
لماذا لا
تبدون ما تخفون في صدوركم ومجالسكم الخاصة؟!
هل السبب
الكذب والنفاق والتلبيس والمكر؟
أم الغلو في
التمييع؟
شيخٌ تصفونه
بهذه الأوصاف؛ ولا زال في نظركم سلفي؟!
ما معنى
السلفية عندكم؟!
ومتى يخرج
الرجل من السلفية في نظركم؟!!
أم أنَّ مَنْ
دخل في السلفية لا يخرج منها أبداً ولو فعل ما فعل؟!
أم لا تضر مع
السلفية بدعة، كما لا يضر مع الإيمان معصية؟!
أقول:
والله؛ لقد
علمتُ الآن أثر الإرجاء في دين المميعة هؤلاء.
قَالَ شيخُ الإسلامِ رحمه الله تعالى
في [المجموع: 12/466-468]: (( وَبِإِزَاءِ هَؤُلَاءِ
الْمُكَفِّرِينَ بِالْبَاطِلِ!؛ أَقْوَامٌ لَا يَعْرِفُونَ اعْتِقَادَ أَهْلِ
السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ كَمَا يَجِبُ!، أَوْ يَعْرِفُونَ بَعْضَهُ
وَيَجْهَلُونَ بَعْضَهُ!، وَمَا عَرَفُوهُ مِنْهُ قَدْ لَا يُبَيِّنُونَهُ
لِلنَّاسِ بَلْ يَكْتُمُونَهُ!!، وَلَا يَنْهَوْنَ عَنْ الْبِدَعِ الْمُخَالِفَةِ
لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ!، وَلَا يَذُمُّونَ أَهْلَ الْبِدَعِ
وَيُعَاقِبُونَهُمْ!؛ بَلْ لَعَلَّهُمْ يَذُمُّونَ الْكَلَامَ فِي السُّنَّةِ
وَأُصُولِ الدِّينِ ذَمّاً مُطْلَقاً!، لَا يُفَرِّقُونَ فِيهِ بَيْنَ مَا دَلَّ
عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالْإِجْمَاعُ وَمَا يَقُولُهُ أَهْلُ
الْبِدْعَةِ وَالْفُرْقَةِ، أَوْ يُقِرُّونَ الْجَمِيعَ عَلَى مَذَاهِبِهِمْ
الْمُخْتَلِفَةِ كَمَا يُقَرُّ الْعُلَمَاءُ فِي مَوَاضِعِ الِاجْتِهَادِ الَّتِي
يَسُوغُ فِيهَا النِّزَاعُ!!!؛ وَهَذِهِ الطَّرِيقَةُ قَدْ تَغْلِبُ عَلَى كَثِيرٍ
مِنْ الْمُرْجِئَةِ وَبَعْضِ الـْمُتَفَقِّهَةِ وَالـْمُتَصَوِّفَةِ
والمتفلسفة، كَمَا تَغْلِبُ الْأُولَى عَلَى كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ
وَالْكَلَامِ، وَكِلَا هَاتَيْنِ الطَّرِيقَتَيْنِ مُنْحَرِفَةٌ خَارِجَةٌ عَنْ
الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ )).
قلتُ:
وقد نقل علي
الحلبي في كتابه [الدرر المتلألئة بنقض فرية موافقة الشيخ الألباني المرجئة
ص71-75] كلمة الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في وصف سفر الحوالي وأمثاله بأنهم
"خوارج عصرية"، ثم نقل تعليق الشيخ ربيع حفظه الله تعالى على تلك
الكلمة، ومما قال الشيخ ربيع في تعليقه: (( وما قاله الشيخ الألباني رحمه الله حق؛ فلقد خالفوا
السلف في أصول كثيرة وخطيرة، منها: حربهم لأهل السنة، وتنفير الناس منهم، ومن
كتبهم وأشرطتهم، وبغضهم لهم، ومعاداتهم وحقدهم الشديد عليهم.
ومنها: موالاتهم لأهل
البدع الكثيرة الكبيرة، وإقرارهم لمناهجهم الفاسدة وكتبهم المليئة بالضلال، و
نشرهم لها، و ذبهم عنها، و دفع الشباب إلى العبِّ و النهل منها، مما كان له أسوأ
الآثار على الأمة و شبابها من تكفير و تدمير و حروب مستمرة و سفك دماء و انتهاك أعراض.
ومنها: أنهم قد دفعتهم
أهواؤهم إلى رمي أنفسهم وأتباعهم في هوة الإرجاء الغالي الذي أدى إلى التهوين
من خطورة البدع الكبرى!؛ بما فيها البدع الكفرية!!، مما أوهن الحس السلفي
والغَيرة على دين الله وحملته من صحابة كرام ومن تبعهم بإحسان، بل التهوين من شأن
الطعن في بعض الأنبياء.
ومنها: أنَّ أهواءهم قد
دفعتهم إلى وضع المناهج الفاسدة للذب عن البدع وأهلها مثل منهج الموازنات بين
الحسنات و السيئات، وما يدعمه من القواعد الفاسدة التي تؤدي إلى معارضة ما قرره
كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم و إلى هدم السنة وعلومها؛ لا سيما علم
الجرح والتعديل؛ الذي امتلأت به المكتبات، بالإضافة إلى مساوئ أخرى وضلالات.
نسأل الله أن ينقذ الشباب
من شرور هذه الفئة وويلاتها وعواقبها الوخيمة في الدنيا والآخرة. وفي النهاية:
ينبغي أن يوصف هؤلاء بأنهم: "غلاة مرجئة العصر"، قبل وصفهم بأنهم:
"خوارج العصر" )).
قلتُ:
وعند كلمة الشيخ ربيع (( لا سيما علم الجرح و التعديل ))؛ علَّق علي الحلبي هناك بقوله: (( والتهوين من شأن هذا العلم الكبير من بدع الإرجاء الخطير!!، وقد قيل قديماً في أهله: "لولا حملةُ المحابِر
لخطبت الزنادقةُ على المنابر"!! )).
قلتُ:
نعم؛ التهوين من شأن علم الجرح والتعديل من بدع الإرجاء الخطير!
لكن؛ كيف بمن يطعن في حامل راية هذا العلم بحق في هذا العصر؟!
أليس هو من أهل الإرجاء الخطير؟!!
قال الشيخ الألباني رحمه
الله تعالى في شريط [الموازنات بدعة العصر]: (( وباختصار أقول: إنَّ حامل راية الجرح
والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو: أخونا الدكتور ربيع )).
وقد نقل الكاتب باسم
خلف – وهو أحد أعضاء
منتديات كل المفلسين – في إحدى تعليقاته سؤالاً موجهاً للحلبي: سؤال: هل ما زال الشيخ
ربيع حفظه الله حامل راية الجرح والتعديل في هذا العصر؟!.
فكان جواب الحلبي: (( هذا هو الظن
به، وهذا هو الأمل به، جزاه الله خيراً ورفع الله قدره وأعلى الله مقامه، لكنَّ
الشيخ ربيع على كونه بهذه المنزلة السامية الرفيعة هو كغيره من أهل العلم قد يصيب
وقد يخطئ، لكن نحن على يقين أنَّ صوابه أضعاف أضعاف خطئه، وأنَّ خطأه إنْ صدر فإنما
يصدر باجتهاد وعلم وبديانة وبتقوى وبحرص على هذه
الدعوة والعقيدة، وكثير مما قاله الشيخ ربيع وحذَّر منه مما قد يخالفه فيه غيره
نرى أنَّ الزمن يأتي ويجري بما يوافق قول الشيخ ربيع وما يخالف غيره!، فهذا في
الحقيقة يجعلنا أكثر منه قرباً، وأكثر تقديراً، وأكثر له إشادةً.
ولكن هو في إطاره البشري
الذي لا يخرج عما ذكرت من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل ابن
آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"؛ ولا أقول هذا في الشيخ ربيع فقط!، وإنما
أقول هذا في كل إنسان وطئ الحصا من غير رسول الله والأنبياء والرسل؛ من الصحابة
إلى غيرهم، إلى هذه الساعة، وإلى قيام الساعة.
وإنما أقول ذلك؛ حتى لا
نتهم بأننا نغلو في الشيخ ربيع!، أو نتعصب للشيخ ربيع!، أو ندَّعي العصمة للشيخ
ربيع!. ولسنا كذلك بالصورة العكسية؛ أننا نطعن بالشيخ ربيع!، أو نقلل من قدر
الشيخ ربيع!، أو نُزَهِّد في علم الشيخ ربيع!.
الشيخ ربيع من أجلاء
وأفاضل أهل العلم وأهل السُّنَّة، ودعاة المنهج السلفي في هذا العصر، فليعرف
الذين لم يُعطوه قدره، وأن يتقوا الله ربهم في هذا الشيخ، وبالمقابل أولئك
الغالون عليهم أن يخفِّفُوا من غلوائهم حتى لا يكونوا بغلوهم هذا سبباً لصدِّ
الناس عما عند الشيخ ربيع من الحق، ونسأل الله أن يطيل في عمره، وأن يحسن في عمله،
ويجمعنا وإياكم وإياه في هذه الدنيا تواصيا بالحق والصبر، وإلاّ ففي الآخرة في
مقعد صدق عند مليك مقتدر وما ذلك على الله بعزيز" والله الهادي إلى سواء
السبيل
)).
وقال في شريط
مسجَّل: (( الشيخ ربيع كما قال شيخنا فيه: "هو إمام في
الجرح والتعديل في هذا العصر" )) انظر مقال بعنوان [وقفة للاعتبار ... القول الجلي
للكلام الذي يُدين الحلبي] في شبكة سحاب.
لكنَّ عماد طارق العراقي المعروف بأبي
العباس – وهو أحد مشرفي منتدياتهم – له رأي آخر في هذه المسألة، فقد قال في أحد مقالاته وهو ينقد الشيخ ربيعاً
حفظه الله تعالى: (( ولا أراه إمام وقته، بل ولا أراه إماماً للجرح
والتعديل؛ وإنْ كان هو بشهادة
الشيخ
الألباني حامل راية الجرح والتعديل
))!!!.
أقول:
قاتل الله الجهل وأهله المتعالمين
وقال الجنيدي:
(( وفرق شاسع بين
أثر منهج الشيخ ربيع على الدعوة السلفية وما أحدثه فيها، وبين أثر منهج محمد حسان في الدعوة
السلفية، وإنْ كان الأول خير من الثاني؛ إلا أنَّ ضرر الأول على السلفية أكثر من
الثاني!، ولينظر
المنصف ما هو مقدار ضرر محمد حسان على الدعوة السلفية، وما هو مقدار ضرر الشيخ ربيع
على الدعوة السلفية! )).
قلتُ:
أكرر الدعاء
مرة أخرى؛ وليؤمِّن معي مَنْ شاء من إخواني:
قاتلك الله
وكلَّ مَنْ أيدك وناصرك في قولك هذا.
هل أثر منهج
الشيخ ربيع على الدعوة السلفية أضر من منهج محمد حسان؟!
ما أشد ظلمك
يا هذا؟
وما أعظم
أذاك؟!
عالمٌ سلفي
راسخ، جاوز عمره الثمانين عاماً؛ وهو يجاهد في نصرة الدعوة السلفية وأهلها ومحاربة
البدع وأهلها على اختلاف أصنافهم ومشاربهم، أُذي في الله من القريب والبعيد،
وتحمَّل الظلم والعدوان والطعن والانتقاص من أسفه الناس، ولا زال شامخاً كما كان،
وحاملاً للراية - التي ائتمنها عليه العلماء الأكابر –
بحق، لم تغيره الفتن، ولم تهزه المحن، بل جهوده في نصرة الحق ورد الباطل في كل
البلاد لا يمكن أن نتصور أن يقوم بها فرد واحد؛ لولا أننا نعيش في زمانه، ونرى
جهوده وأحواله، ولله الحمد والفضل والمنة علينا وعليه.
يا هذا؛ إذا كنتَ لا تعرف الشيخ ربيعاً ولا تعرف
جهوده، فسل شيخك الحلبي إنْ بقي للصدق على لسانه شيء، وقد سُئل قبلُ كما في الجلسة
المسجَّلة آنفة الذكر: ما هو رأي الشيخ في الشيخ ربيع المدخلي والشيخ مقبل
الوادعي؟
فكان جواب الحلبي:
(( مثلي لا يُسئل عنهما، هما يُسئلان عني )).
فهل هذا العالم الجهبذ له ضرر على الدعوة السلفية؟!
كيف وأنت تزعم أنَّ ضرره أعظم من ضرر محمد
حسان؟!!!!
كيف ستلقى الله يا هذا –
إنْ لم تتب – بشهادة الزور هذه؟!
والله؛ عزمتُ على نصيحتك هنا، لكني تذكرتُ أنَّ
الذي يقع في العلماء بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب!. فالله المستعان.
وقد قيل:
لقد
أسمعتَ لو ناديتَ حياً .....ولكن لا حياة (ولا حياء!)
لمَنْ تنادي
يا هذا؛ لو
كانتَ لك عينان تبصران وأذنان تسمعان لعرفتَ ما أحدثه محمد حسان في مصر وغيرها من
البلاد من قبل ومن بعد من: تهييج، واختلاط، وسفه، وفساد، وتخريب، وفرقة واختلاف، وفتنة،
وخوف، واضطراب، وسفك للدماء، وسلب للأموال، واحتلال للبلاد، وتدمير للديار، ونهب
للثروات، وتسلط للهمج الرعاع؛ بسبب خطبه الحماسية النارية وبياناته العاطفية
الثورية.
صدقني؛ لو
أبصرتَ وسمعتَ لما تكلَّمتَ بهذا الكلام قط!.
قال تعالى: (( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ
بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا، فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ؛ وَلَكِن
تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )).
لكنَّ فيكم
شبهاً ممن قال تعالى فيهم: (( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا
لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ
بِهَا، وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا، وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ
يَسْمَعُونَ بِهَا، أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ؛ بَلْ هُمْ أَضَلُّ، أُوْلَئِكَ هُمُ
الْغَافِلُونَ )).
وصدق الله إذ يقول: (( أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي
ضَلالٍ مُّبِينٍ )).
ثم ما معنى أن يكون الشيخ ربيع حفظه الله تعالى خيراً من محمد حسان؛ لكن
ضرره أعظم منه؟!
فما مفهوم
الخيرية في نظركم؟
والله تعالى
يقول: (( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ
أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ )).
وعن عبدالله
بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مَا مِنْ نَبِىٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِى أُمَّةٍ قَبْلِى
إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ؛ يَأْخُذُونَ
بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ
خُلُوفٌ؛ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ،
فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ
فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ
وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ )) أخرجه الإمام
مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه تحت باب [باب/ بَيَانِ كَوْنِ النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ مِنَ الإِيمَانِ، وَأَنَّ
الإِيمَانَ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَأَنَّ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ
الْمُنْكَرِ وَاجِبَانِ].
قلتُ:
ومعلوم أنَّ
الرد على المخالف وبيان حال المنحرفين من أعظم صور الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر.
فكيف يا هذا
يكون القائم بهذا الواجب الشرعي أشد ضرراً من الذي يفعل المنكرات ويأمر بها (المظاهرات)؟!
نعم؛ يكون ذلك
لكن في زمن انقلبت فيه الموازيين واختلطت فيه المفاهيم، وهذا زمانكم، والله
المستعان على غربة هذا الزمان.
قال الجنيدي:
(( الردود على محمد حسان ومن
شايعه كثيرة جداً؛ مع أنَّ تأثير منهجه لا يجاوز العوام الذين لا يدخلون منتدياتنا لولوعهم
بالفضائيات، بخلاف الشيخ ربيع الذي لم يرد عليه إلا بعض المشايخ.
لذلك نحن نسد
هذه الثغرة
التي لا نرى من يسدها إلا القلة القليلة!.
مع أنه فرق
السلفية أشد تفريق، ومزقها أشد تمزيق.
ولعلك أخي
الفاضل؛ تفرق بين
اغترار السلفيين بمحمد حسان، واغترارهم بالشيخ ربيع، فلا يمثل شيئاً
بالنسبة إليه.
لذلك كان ينبغي
على السلفيين
ومن عندهم نشاط في المنتدى وقدرة على الكتابة: أن يتوجهوا بالنقد للشيخ
ربيع أكثر وأكثر؛ حتى نقضي
على فتنته التي فرقت الدعوة لما يزيد عن عقد ونصف )).
قلتُ:
يظهر لي أنَّ
آثار داء الكَلَب أصبحت ظاهرة على حال هؤلاء المميعة، فالخبال واضح في مواقفهم،
والهذيان بيِّن في كلماتهم.
يا هذا؛ كم من
الناس ينظر إلى القنوات الفضائية؟
وكم منهم ينظر
إلى المواقع والشبكات والمنتديات السلفية؟!
لا شك أنَّ
الجواب عند أدنى الناس عقلاً:
أنَّ نظر
الناس إلى الفضائيات أكثر بكثير جداً من الدخول في الشبكات العنكبوتية، بل لا وجه
للمقارنة ولا لتحديد نسبة بينهما!.
ومعلوم عند
الجميع أنَّ محمد حسان يخرج في فضائيات عدة، بينما لم يظهر الشيخ ربيع حفظه الله
تعالى في فضائية قط.
ولو أخذنا
مثالاً عندنا في العراق:
الكثير من
عوام العراقيين يعتقدون أنَّ محمد حسان عالم سلفي، لهذا كثيراً ما يستدلون بأقواله
وأفعاله ومواقفه المخالفة على السلفيين الموجودين في مناطقهم، بينما لا يعرف هؤلاء
العوام الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى ولم يسمعوا له درساً.
لماذا؟!
لأنَّ التلفاز
وصحون القنوات الفضائية قد غزت البيوت إلا مَنْ رحم الله، وقليل ما هم.
فالذي يخرج
على الفضائيات ويستعمل العواطف والحماسات والقصص الخيالية المؤثرة، والتي يستطيع
أن يصل بها إلى دغدغة مشاعر الناس واستعطاف قلوبهم ونزول دموعهم؛ مع دعاء طويل
مليء بالبكاء والنياحة والصراخ على الظالمين الذين سلبوا الأموال وخربوا البلاد؛
ويقصد بهم حكام المسلمين، ومطالبتهم بأداء حقوق الناس وحاجاتهم المعاشية.
لا شك أن يكون
مثل هذا الرجل هو المنقذ للناس من ظلم الحكام والمخلص لهم من ضيق الدنيا وضنك
العيش!
وكثير من
الناس مع الأسف نظرتهم مادية!، لا ينظرون إلى تحقيق الشريعة الغراء، بل إلى
مطالبهم المشروعة كما ينادون، ويقصدون الحرية والديمقراطية والمساواة في الحقوق
وحرية الفكر والرأي وتوزيع الثروات على الجميع والوطنية في التعامل وغير ذلك من
المبادئ.
ومحمد حسان
استغل هذه النقطة عند الناس، كما استغلها من قبل دعاة الأحزاب الدينية، ثم بعد
الانتخابات والدعايات والترشيح، تبدأ المعاذير عن عدم القدرة على تحقيق كل
المطالب، ثم على نصف المطالب، ثم على جزء من المطالب، ثم على الاعتذار عن عدم
القدرة على شيء.
مساكين والله
هؤلاء الناس؛ كلما صاح فيهم كذَّاب صدقوه وتبعوه.
وسيصرخ فيهم
الأعور الدجال في آخر الزمان فيصدقونه ويتبعونه.
قلتُ:
وأما الردود
على محمد حسان؛ فالحمد لله الذي قيض لهذا الدين رجالاً من السلفيين الصادقين
الغيورين في جميع البلاد؛ يردون الباطل ويكشفون أهله للناس، وينفون تحريف الغالين
وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، لا يخافون من سطوة ظالم ولا يخشون في الله لومة
لائم.
وأما أنتم يا
أنصار الحلبي؛ فردودكم وتعليقاتكم يضرب بعضها بعضاً، وينقض بعضها بعضاً، لا زلتم
مضطربين في محمد حسان بين قدح ومدح، وحتى الذين يردون عليه في بعض كليمات، نجدهم
يعلوهم الخجل والحرج والحياء والخوف، فيرد بكلمة ويعتذر بأخرى ويشنع على السلفيين
بثالثة، وهكذا دواليك، هذا مع إجلال لمحمد حسان وحفظ لمكانته ومراعاة لمنزلته
ومقامه الرفيع!!، وأما الشيخ رييع، فالكلام فيه مفتوح من غير قيد ولا شرط!!.
ومن مكر هؤلاء
وتلبيساتهم أنهم يسمون انتقاصهم وسخريتهم واستهتارهم وسوء أدبهم وطعوناتهم في
الشيخ ربيع حفظه الله تعالى نقداً وردوداً؛ لكن لا غرابة ونحن في مثل هذا الزمان،
الذي قال في مثله صلى الله عليه وسلم: (( لا تذهب الليالي والأيام حتى تشرب فيها طائفة من أمتي الخمر يسمونها بغير
اسمها )).
فما الفرق؟!
قاتل الله
الجهل وأهله.
والغريب في
هذا النكرة؛ أنه يخشى على السلفيين من الشيخ ربيع ولا يخشى على العوام من محمد
حسان!!؛ والله تعالى يقول: (( قُلْ يَا أَيُّهَا
النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً )).
ويزعم هذا
الجهول أنَّ الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى قد فرَّق السلفية ومزَّقها، فماذا نصنع
مع مَنْ أعمى الله بصره وبصيرته؟!
أفلا يبصر
الفرقة بين السلفيين التي أحدثها عدنان عرعور؟
والفرقة التي
أحدثها بعده المغراوي؟
والفرقة التي
أحدثها بعده المأربي؟
والفرقة التي
أحدثها بعده الحلبي؟!
أقول:
لولا أنَّ
الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى كفانا البيان، لذكرناها لكم مفصلة.
ثم انظر –
إنْ بقي عندك بصر! – إلى أهل مصر كيف تمزَّقوا وضعفوا بعد
المظاهرات الشعبية؛ هل أفتاهم بذلك الشيخ ربيع، حتى يكون السبب في التفريق
والتمزيق؟!
أم محمد
حسان؟!
أم إنَّك أبكم
مع كونك أصماً وأعمى؟!
قاتل الله
الجهل وأهله.
قلتُ:
أما تحديد مدة
خلافكم – وقد ذكرتم ذلك أكثر من مرة! –
مع الشيخ ربيع بما يزيد على العقد والنصف؛ أي قبل موت العلماء الثلاثة الأكابر
رحمهم الله تعالى بخمس أو أربع سنوات، فهذا يعني أنَّ نظرتكم هذه كانت في وقت
تأييد المشايخ الأكابر للشيخ ربيع في ردوده، وثنائهم عليه، بل رجوعهم إلى قوله في
الحكم على المجروحين بعد ظهور حالهم لهم.
من ذلك؛ ما
قاله الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في خطابه المشهور [خارجية عصرية] الذي نقله
شيخكم الحلبي نفسه: ((
ويبدو أنَّ إخواننا المشايخ في المدينة النبوية كانوا أعرف بهؤلاء
منا
)).
فماذا يعني
هذا لك أيها السلفي الصادق؟!
مَنْ الذي خرج
على نهج الأئمة الثلاثة؟!
ومَنْ الذي
تغير؟
ومَنْ الذي
كان يظهر للأئمة خلاف ما يبطن؟!
وأين زعم
الزاعم أنَّ الشيخ ربيعاً كان في زمن الأئمة الثلاثة عندما زكوه يرد على أهل البدع،
وبعد موتهم صار يرد على أهل السنة؛ فلا عبرة بأحكامه بعد موتهم؟!
فالقوم يصرحون
مراراً أنَّ الخلاف مع الشيخ ربيع أوله كان في زمن الأئمة الثلاثة!؛ والشيخ ربيع
في ذلك الوقت كان يرد على القطبية والسرورية والتكفيرية؛ كأمثال سيد قطب ومحمد قطب
وسفر الحوالي وسلمان العودة وأمثالهم، ولم يكن ثمة خلاف مع شيخكم الحلبي، بل كان
الحلبي مع الشيخ ربيع كما صرح في كتابه المسمى زوراً [منهج السلف الصالح/ الطبعة الثانية ص182-184]: (( عِنْدَ حَرْبِ الخَلِيجِ
الأُولَى؛ لَـمَّا خَرَجَ سَلْمَان العَوْدَة، وَسَفَر الحَوَالِي ومَن معهما
عَلَى عُلَمَاءِ بِلاَدِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْن، وَخَالَفُوهُم بِمَا
أَفْتَوْا بِهِ حِينَذَاك. فكَانَتْ كَلِمَةُ
كَثِيرٍ مِنْ مَشَايِخِ السَّلَفِيَّةِ مُجْتَمِعَةً على انْتِقَادِ هَؤُلاء،
وَالكَلاَمِ عَلَيْهِم، بَلْ تَبْدِيعِهِم، وَلَمْ يَكُنْ هَذا الأَمْرُ
-فِي الأَوَّلِ- ظَاهِراً لِشَيْخِنا رِحَمِهُ الله؛ بَلْ كَانَ -غَالِباً-
يُدافِعُ عَنْهُم، ويُثْنِي عليهِم،
وَيَنْقُضُ قَوْلَ الطَّاعِنِ بِهِم. وَرَأَيْتُ بِأُمِّ عَيْنِي رُدُودَ شَيْخِنا
القَوِيَّةَ عَلَى ذَاكَ الشَّابِ المُتَحَمِّس القَادِمِ مِنْ سَفَرٍ بَعِيدٍ فِي
أَوَّلِ لَيْلَةٍ لَهُ لِيَنْتَزِعَ مِنْ شَيْخِنا حُكْماً بِتَبْدِيعِ هَؤُلاء!،
فَرَدَّ عَلَيْهِ شَيْخُنا بِقُوَّة، وَنَاقَشَهُ بِشِدَّة؛ فَمَا كَانَ مِنْ
ذَلِكَ الشَّابِّ إِلَّا أَن انْتَكَسَ ومَرِض، وَذَهَبَ إِلى المُسْتَشْفَى لَيْلَتَها،
ثُمَّ كَرَّ مُسافِراً رَاجِعاً صَبِيحَةَ اليَوْمِ التَّالِي مُباشَرَةً!. وَفِي
الوَقْت الَّذِي كَانَ فِيهِ مَوْقِفُ شَيْخِنا عَلَى هَذا الحَالِ؛ كُنْتُ أَنَا – مَعَ أَكْثَرِ إِخْوَانِنا السَّلَفِيِّين في الأُرْدُنّ - مُخَالِفينَ
لَهُ، وَمُوافِقينَ كَلامَ فَضِيلَةِ الشَّيْخ ربيع بن هادي حَفِظَهُ الله فِي
هَذَين وَمَنْ مَعَهُما رَدّاً وَتَحْذِيراً )).
قلتُ:
فهذا
شيخكم الحلبي يذكر لكم أنَّ مخالفة الشيخ الألباني رحمه الله تعالى للمشايخ
السلفيين الذين كانوا يُبدِّعون سفراً وسلمان وأمثالهما ويحذِّرون منهما ويردون
عليهما، إنما كان سببها عدم ظهور أمرهما له.
والسؤال/
ماذا قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى لما اطلع على انحرافاتهم؟!
نترك
الجواب لشيخكم الحلبي؛ حيث قال معلِّقاً في هامش كتابه في نفس الموضع هناك: (( ثُمَّ ظَهَرَ
بَعْدُ لِشَيْخِنا رَحِمَهُ الله حَالُهُم، وَانْكَشَفَ غِطاؤُهُم؛ فَتَكَلَّمَ
فِيهِم، وَوَصَفَهُم بِـ (الخَارِجِيَّة
العَصْرِيَّة)!، وَانْظُر
كِتَابِي «الدُّرَر المُتَلأْلِئَة بِنَقْضِ شُبْهَةِ مُوافَقَةِ الإِمَامِ
الأَلْبَانِي لِلمُرْجِئَة» )).
نعم؛
كان المخالف الوحيد والمعاند الماكر الذي كان يحاول بكل سبيل ويسعى إلى إيغار صدر
الشيخ الألباني على الشيخ ربيع؛ هو عدنان عرعور، هذا الرجل الذي كان يفعل ذلك
استماتة في الدفاع عن سيد قطب وسلمان العودة وأمثالهم، والأشرطة الصوتية في معرفة
ما كان يحصل موجودة في سلسلة الهدى والنور.
حتى
ظهر حال عدنان عرعور للشيخ الألباني وإخوانه المشايخ، بل وشيخكم الحلبي:
فقد جاء في مقال [موقف
إمامنا الألباني من رد الشيخ المدخلي على الشيخ عدنان فيما نقله شيخنا الحلبي] لعماد طارق
العراقي أبي العباس: ((
وقفتُ
على مقطع صوتي لشيخنا الحلبي نقل فيه حفظه الله موقف الشيخ الألباني رحمه الله تعالى من مؤاخذات الشيخ ربيع المدخلي على الشيخ عدنان
عرعور حفظهما الله جاء فيه:
"عندما ذكرتُ لشيخنا الألباني حفظه الله شيئاً من حجج الشيخ ربيع في الرد على عدنان ونقضه ونقده،
قال: هذه أمور حق يجب على
عدنان
أن يجيب عنها بوضوح، ولا يكتفي بمجرد القول أو مجرد أن يقول: إجمال وتفصيل!، وعموم وخصوص!، إلى آخر هذه
الكلمات التي قد لا تصلح ولا تنفع في مثل هذا" )).
قلتُ:
فانتقادات الشيخ ربيع لقواعد عدنان عرعور وتأصيلاته الباطلة حق
يجب على عدنان عرعور أن يجيب عنها بوضوح، لا مراوغة ولا تلاعب، ولا مجرد القول
بإنَّ فيها إجمالاً يحتاج إلى تفصيل، أو عموماً يحتاج إلى تخصيص، فإنَّ هذه
الأساليب لا تنفع ولا تصلح، بل يجب أن يقرر الحق ويرجع عن الباطل.
وفي تسجيل صوتي في مقال بعنوان [المكالمة التي أُجريت بين الشيخ
عدنان حفظه الله والشيخ العثيمين] في "منتديات كل السلفيين" ، سُئل
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن عدنان
عرعور: ((
السائل:
يا شيخ ما قولك في الشّيخ عدنان عرعور؟ الشيخ ابن عثيمين: تكلَّم فيه الناس،
وأنا يعني لا أعلمُ عنه...؛ لكن تكلَّم فيه بعضُ النّاس. السائل: نعم؛ تكلَّم فيه
الشيخ الفوزان، والشيخ الغُديّان، ....، ومحسن العبّاد وغيرُهم، هل يا شيخ تنصح به
أم لا؟ الشيخ ابن عثيمين: هؤلاء العُلماء الثلاثة عندنا ثقات، السائل مقاطعاً:
وحتى الشيخ ربيع تكلم فيه، فواصل الشيخ ابن عثيمين كلامه:
أقول هؤلاء الثلاثة عندنا ثقات، السائل: هل لا نسمعُ له يا شيخ؟، الشيخ ابن عثيمين يسأل: نعم؟، فيعيد
السائل سؤاله: هل لا نسمعُ له؟، نصحونا بعدم السماع لأشرطته....، فقال الشيخ ابن
عثيمين: لو نَصَحنِي هؤلاء...، لأخذتُ بنصيحتِهم )).
وفي تسجيل صوتي [في المقال السابق]؛ سُئل الشيخ عبد المحسن
العباد حفظه الله تعالى: هُناكَ بعضُ القَواعد يا شيخ قَدْ
تَلتبِس عَليْنَا فَنَوَدُّ طرحَها عَلى فضيلَتِكُم لِتُبدُوا تعليقَكُم عليهَا،
وهل هيَ مُوافقة لما عليهِ أهلُ السنةِ من أصُول ثَابتَة وضَوابِط مُستَقرة مثل
القَاعدَة التَالية: "نُصَحِّح ولا
نُجَرِّحْ"، والقاعدَة الأخرَى: "إذَا حَكَمتَ حُوكِمتَ وَ إذَا دَعوتَ
أُجِرتَ"؟
فقال الشيخ العبّاد: هَذهِ القَواعد التي ذَكرتَها أو التي
أَشرتَ إليهَا من صَاحبُها؟
فقال السائل: يا شيخ صَاحبُهَا يُدعَى عدنان عَرعُور.
فقال الشيخ العباد حفظه الله تعالى: (( أَنا نَصيحَتي
لكُم أنَّكُم لا تَشتَغلُونَ بِكلامِه ولا
بِقواعدِه!، ولا تَلتفتُونَ إلى ما عندَهُ!، لأنَّ عندَه تخليط!!، وأنا سبقَ وأن اِطَّلعتُ على شيءٍ من كلامِه، وَرَأيتُ فيهِ كلاماً مَا
يَصلح ولا يَنبَغي، ولهذا ينبَغي
اجتناب
يعني كلامه، وعدم الاهتمام والاشتغال بهِ، والإنسَان يَشتغل بِكَلام العُلمَاء المحقِقين مثل أشرطَة الشيخ ابنُ باز،
والشيخ العُثيمين، وأشرطَة الشيخ الفَوزَان، وأشرطَة الشَيخ عَبد العزيز آل الشيخ، وغيرهم منَ المشَايخ المعتمدين والمأمون
جانبهم. وأما الأخ عدنان عرعور
فأنا سبق وأن اطلعتُ على شيء من كلامه ورأيتُ أنَّ عنده تخليط ما يصلح أن يلتفت إليه، ولا أن يشتغل بكلامه، هذا
كلامي باختصار بدون حاجة إلى أن تذكرون قواعده وغير قواعده
)).
فقال له السائل: نصيحة أخيرة؛ هل تُحضر دروسه؟
فكان جواب الشيخ حفظه الله تعالى: (( والله ما ينبغي
أن تحضروا دروسه )).
بل سُئل شيخكم الحلبي عن
عدنان عرعور في شريط مسجل عنوانه [رحلتي إلى بلاد الحرمين]
بتاريخ 28
رمضان 1422 هجري الموافق 13/12/2001: ماذا ظهر لكم بارك الله فيكم في القول في
عدنان عرعور؟
فكان جواب الحلبي: (( ليس عندنا من جديد بعد ما
ذكره وتكلَّم به كثيراً فضيلة أستاذنا الشيخ ربيع، والأمر كما قيل:
إذا قالت حذام فصدقوها فإنَّ القول ما قالت حذام
فإذا كان عند الآخرين شيء من الرد والبيان فليبينوا ذلك، والقضية
تنتهي بالرجوع إلى الحق والانصياع إليه، أما مجرد التهويش ومجرد الكلام هكذا
بصورة أو بأخرى للرد على كلام شيخنا أبي محمد حفظه الله، فهذا لا يصلح، فنحن مع
الحق وأهل الحق بكل ما وافق الحق
)).
قلتُ:
ثم بعد ذلك
جاءت فتنة المأربي، الذي حاول مع الشيخ الألباني رحمه الله تعالى قبل وفاته أن
يستحصل كلاماً منه في إدخال الإخوان المسلمين في إطار أهل السنة، ومَنْ أراد
التفصيل فليرجع إلى كتاب [الإخوان المسلمون والتبليغ بين علماء السلفيين الأكابر
ودعاة التمييع المعاصر] لكاتب هذه السطور عفا الله عنه، وكان هذا أول الأمر بينه
وبين السلفيين اليمنيين.
ثم أظهر بعض
الأصول المخالفة في كتابه [السراج الوهاج]، وكان مبدأ الفتنة مع الشيخ ربيع، وهذا
بتصريحه هو، حيث قال في مقدمة كتابه الذي دافع فيه عن أهل الباطل والبدع؛ وبالأخص
قادة الإخوان المسلمين، وسماه زوراً [الدفاع عن أهل الإتباع (( رد علمي على الشيخ ربيع المدخلي )) في مجلدين
ضخمين!]: ((
لقد
أنكرْتُ طريقةَ الشيخ ربيع منذ عدة سنوات في كتابي "السراج الوهاج" الذي
كتبته في 1418هـ!!، وقد طُبِعَ الكتاب ثلاث طبعات قبل ظهور اختلافي مع الشيخ
ربيع!، ولقد صرح الشيخ ربيع نفسه في رده عليّ في كتابه: "انتقاد عقدي ومنهجي
على السراج الوهاج" وغيره، فقال: "إنني عندما راجعتُ الكتاب - يعني السراج الوهاج - علمتُ أنه يقصدني
بذلك" يعني: تحذيري من عدة صور من الغلو الواقع فيه، وقال أيضاً: "وقد
كنتُ مستيقناً بلاءه منذ 1416هـ". اهـ. وذلك لما يجد مني من كثرة المناقشة
والإنكار عليه فيما خالف فيه المنهج السلفي! )).
قلتُ:
فالمأربي يزعم أنَّ الشيخ
ربيعاً خالف منهج السلف منذ عام 1416، ولهذا كان كثير الإنكار عليه!.
فمَنْ أثار الفتنة؟!
ومتى ثارت؟
هل بعد موت الأئمة؟
أم في زمان الأئمة الذين
أثنوا على الشيخ ربيع وأيدوه في ردوده؟!
أين عقولكم؟!
ولا تنسوا
أنَّ المأربي هو الذي سأل الشيخ الألباني رحمه الله تعالى عما يلاقيه الشيخان مقبل
وربيع من أذى من خصومهم، فجاءت فتوى الشيخ الألباني على خلاف ما يريد ويهوى، أثنى
عليهما الشيخ الألباني وبالأخص الشيخ ربيع.
فأي مكر ودهاء
كان يفعل هؤلاء؟!
وأما موقف الحلبي من فتنة المأربي؛ فتلون في
المواقف وتقلب في الآراء، تارة مع الشيخ ربيع كما في [بيان مكة الموقع بين الشيخ
ربيع ومشايخ الشام والشيخ محمد بازمول]، وتارة مع المأربي كما في [البيان التوضيحي
للشيخين سليم الهلالي وعلي الحلبي حول بيان مكة]، وقد نقلهما جميعاً عماد طارق في
مقال واحد في منتديات كل السلفيين.
فهذا هو خلاصة الأمر.
وأما تعليق علي الحلبي على كلام
الجنيدي قائلاً:
(( أحسنت أبا
الأشبال: كلام جميل ومجمل، وأظنه كافياً في شرح وجهة
نظرنا جميعاً )).
قلتُ:
هل أنتم حزب؛
كي يمثلكم الناطق الرسمي باسمكم هذا الجنيدي النكرة؟!
وكيف يسوغ
للحلبي أن يتكلم باسم الجميع؟!
إنْ كان كذلك؛
فليحمل أوزارهم جميعاً بشهادة الزور هذه، والله تعالى يقول: (( سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ )).
كتبه
أبو معاذ رائد آل طاهر
جزاكم الله خيرا و أحسن إليكم
ردحذفمحمد حسان كالحرباء يتلون حيث يريد القوم حتى و إن كانوا روافض فكما قال الخلاف بين السنة والشيعة فكرى !
محمد حسان من أضل شيوخ الحزبيين و أخطرهم فكثير من الشباب مغتر بمنظره وو الله ليس ورائه إلا كل شر وضلال وفتنة
هذا الحرباء و موقع كل التلفيين -عاملهم الله بعدله- ليس لهم دين واحد بل هم كل يوم بدين ومن شاء راجعهم -لمن كان له قلب - وجد ما لا يعقله عاقل ولضحك من شدة الحسرة على ضلال هؤلاء.
حفظ الله الشيخ العلامة المدخلى ورعاه.
و إذا رأيت الرجل يحب الشيخ الجامى والشيخ المدخلى والشيخ الرسلانى فاعلم أنه صاحب سنة و إذا رأيت الرجل يبغضهم فاعلم أنه مبتدع حزبى ضال.
وفقكم الله وثبتكم على الحق