الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَنْ سار على نهجه إلى يوم الدين؛
أما بعد:
فليس من
الغريب أن يتكلَّم بسوء في الشيخ ربيع حفظه الله تعالى مَنْ يصرِّح جهاراً بالطعن
في منهج الشيخ ويصفه بما لا يليق من أوصاف السوء ولا يبالي في الكذب عليه وتضليله
بل وتبديعه بل وتكفيره!، ويُحذِّر الناس منه، كالتكفيريين والقطبيين والحداديين
والإخوان المسلمين والحزبيين والصوفية وغيرهم.
لكنَّ
الغريب من أبي العباس عماد طارق العراقي الذي يقول فيه: ((وأما خلاصة ما أقوله في الشيخ ربيع
زيادة على ما في الرابط المتقدم: أنَّ الشيخ ربيعاً شيخ من شيوخ الدعوة السلفية, وعالم
من علمائها، وله أخطاء كما لغيره أخطاء, وأخطاؤه لا توجب إخراجه عن دائرة الدعوة
السلفية)).
وحصر خلافه معه فقال: ((وأنا –العبد الفقير- أخالف
الشيخ ربيعاً في بعض أصوله في النقد, وفي كثير من أحكامه على المنتسبين للدعوة السلفية)).
ومَنْ المعلوم أنَّ هذا
المشار إليه يعتقد أنَّ الحكم على الأعيان من موارد الاجتهاد مطلقاً حيث قال: ((وما هذا التفرق والتفريق المتقصَّد في إطلاق مثل هكذا
أوصاف على طوائف من السلفيين إلا بسبب عدم ضبط هذا الأصل: وهو أنَّ "الأحكام على الرجال مبنية على الاجتهاد"))، وقال: ((فقد أطبقت كلمة علماء الأمة في فنِّ النقد على أنَّ مبنى الحكم على
الرجال داخل في باب الاجتهاد))، ويعتقد أن ((لا إلزام
بمسائل الاجتهاد)) و((لا إنكار في مسائل الاجتهاد)) و((لا طعن على
من خالف الراجح في مسائل الاجتهاد)) وهذا
كله على وجه الإطلاق!!!.
ويقول: ((لا يوجد مَنْ يخالف بحمد الله
أنَّ الشيخ ربيعاً مؤهل للنقد وللكلام في الجماعات, وأنَّ ذلك يقبل منه ما لم يظهر ما
يخالفه, فهذا محور اتفاق بين السلفيين كافة, وكيف لا يتفقون عليه وقد شهد لهذا
التأهل جمهرة من كبار علماء أهل السنة والجماعة)).
قلتُ:
إذن لم يبق من خلاف المشار إليه مع الشيخ ربيع حفظه الله
تعالى إلا في بعض أصول النقد!!.
وهو يصرِّح
تارة أنَّ الخلاف في التطبيق العملي لا في الجانب النظري!؛ حيث قال: ((فأين الخلاف بعد هذا إنْ كنا
جميعاً متفقون على ما تقدم؟ قلتُ: الخلاف في التطبيق العملي, لا بمجرد التأصيل النظري))،
وقال: ((كما قلتُ:
الخلاف هو في التطبيق العملي [وذكر أمثلة مما يعتقده هو من مسائل عملية ثم قال:] وإلا ففي الجانب النظري –بحمد
الله- لا خلاف)).
كما يصرِّح
شيخه علي الحلبي الذي يدافع عنه في رجائه له ولغيره؛ أنَّ الخلاف في بعض المسائل وليس الخلاف
في الأصول فيقول: ((إخواني الأفاضل: صِلَتِي بفضيلةِ الشيخ ربيع بن هادي حفظهُ اللـهُ
صلةٌ مَضَى عليها ما يزيدُ على الرُّبْعِ قَرْن، وهي صِلَةٌ عاليةٌ كبيرةٌ؛ لها
صُورُها، ووجوهُها، وعُمقُها، وكِبَرُ قَدْرِها، فإنِ اختلفْنا في مسألةٍ أو
مسائلَ وهي ليست مِن الأصولِ والحمدُ لله؛ فإنَّ هذا لنْ يكونَ سبباً في صَدْعِ
أُخُوَّتِنا، وكسرِ مَوَدَّتِنا، فمَن فَرِحَ بشيءٍ مِن
ذلك؛ فلْيَكْسِرْ قَلَمَهُ، ومَن ينتظِر شيئاً مِن ذلك -مِن جهتِي على
الأقلّ!-؛
فليُراجِعْ نفسَه، فالمرجوُّ -رجاءً حارًّا شديداً-: الحِفاظُ على منزلتِه،
ومكانتِه، وسَبْقِهِ، وسُنَّتِهِ، ومحبَّتِهِ؛ مع الحرصِ الشديدِ على ذلك)).
ويستشهد شيخه الذي يدافع عنه
في كتابه المشهور [منهج السلف الصالح] بكلام الشيخ ربيع في عامة أصول ومسائل
الكتاب!، ولا تكاد تخلو مسألة من مسائل كتابه إلا بنقل أو أكثر عن الشيخ ربيع حفظه
الله تعالى!!.
فضلاً أنَّ أصل كتاب شيخه
نصيحة من الشيخ ربيع حفظه الله تعالى إلى فالح الحربي!!!؛ كما
قال المشار إليه: (("منهج السلف الصالح" والتي هي
في أصلها -لمن جهلها- رسالة مناصحة الشيخ ربيع المدخلي لفالح الحربي)).
وقد أثنى على النصيحة هذه
شيخه كما قال المشار إليه: ((أما أنا فقد سمعتُ -بأذني هاتين
في مجلس خاص جمعني بشيخنا الحلبي قبل أشهر مع أحد مشايخنا- ثناء عطراً منه على
رسالة "مناصحة الشيخ ربيع لفالح الحربي", وأخبرنا بعزمه
على وضع
تعليقات عليها ونشرها؛ لما تضمنتها من أصول علمية قد تساهم في القضاء على
فتنة
التبديع)).
ثم يأتي
هذا الأستاذ المشار إليه ( عماد طارق!) فيهمز – قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: ((الهمز واللمز؛ فإنَّ كلاهما فيه
عيب الناس والطعن عليهم كما في الغيبة، لكن الهمز هو الطعن بشدة وعنف، بخلاف اللمز
فإنه قد يخلو من الشدة والعنف))- بالشيخ ربيع حفظه الله تعالى عدة
مرات في مقالاته وحلقاته!.
بل سخَّر
قلمه في هذه الفتنة -في الغالب- في تسقيط الشيخ وتشويه منهجه وبيان تناقضاته كما
يزعم!، ووصفه أكثر من مرة بأوصاف لا تقل إساءة عن أوصاف أولئك المبتدعة!!.
وإلى
مَنْ يشكك في هذا الطعن؛ نذكر جملة من تجاوزات المشار إليه:
1- جعل عماد
طارق الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى متردداً أمره بين المكابر وبين الجاهل بمقالات
المسلمين!؛ فقال: ((نقل المعترض عن الشيخ محمد أمان الجامي والشيخ ربيع
إنكارهما أن يكون الرجل سلفي العقيدة مع اختلاف في منهجه، مشنعاً على شيخنا إجابته
بإمكانية وجود مثل هذا الصنف. قلتُ: ووجود هذا الصنف من الناس أمر واقع محسوس, لا
ينكره إلا مكابر أو جاهل بمقالات المسلمين, وقد أقر بإمكانية هذا الوجود الشيخان
الجليلان الألباني وابن عثيمين, فلا عبرة بعد ذلك بإنكار المكابر)).
2- وصفه
بأنه مفارق لمنهج الاعتدال وأنَّ في منهجه خللاً وانحرافاً وأنه من أبعد الناس عن
معرفة سبيل الدعوة السلفية؛ وذلك لما قال الأخ أحمد بازمول: ((ومن هنا: كان قول ذلك العالم
السلفي المحقق المدقق للحلبي: "أنت لست من تلاميذ الألباني، وسلفيتنا غير
سلفيتك" معناه: لست على منهجه وسيرته وطريقته السلفية, ولست سائراً
على منهج السلف الصالح"))، فقال هذا المشار إليه معلِّقاً:
((بعيداً
عن هذر الدكتور فيما كان متعلقاً بحال شيخنا –فنحن أعرف به منه ومن ذاك العالم
السلفي المحقق المدقق- وتاريخ شيخنا وحاضره وكتبه وكلماته تشهد بسلفيته, بل هو
–بحمد الله- في غنية عن تزكية غيره له؛ إذ هو –كان ولا يزال- مَنْ يزكي الغير ولا
يحتاج لغيره كي يزكيه, فضلاً عن ترفعه عن التأثر بمن يطعن عليه في سلفيته؛ فالخلل
في الطاعن –كائناً من كان- لا في شيخنا!, وما ضر الطاعن فيه إلا نفسه!, وما زاد
شيخنا بطعن البازمول فيه -ومَنْ كان على شاكلته- إلا علواً ورفعة, وتأكيداً على
انتهاج شيخنا لمنهج الاعتدال الذي فارقه الطاعن فيه!، ممن يسوؤنا رضاه عنه!, فرضاه
عنه دليل على وجود خلل في منهجه!، ونعوذ بالله من الانحراف والمنحرفين والمحرفين!.
وبعيداً عن قول ذلك "العالم السلفي المحقق المدقق" لشيخنا الحلبي "سلفيتنا
غير سلفيتك" فهذه لها وقفات ووقفات مدعمات بالأدلة القاطعات على أنَّ السلفية
واحدة؛ وهي ما كان عليها الأئمة الكبار الثلاثة الألباني وابن باز والعثيمين –رحمه
الله-, وعليها يسير شيخنا الحلبي –حفظه الله- ومَنْ معه من مشايخنا الأكارم في
بلاد الشام –سلمها الله-, لا مَنْ يتوهم نفسه سائراً عليها!، وهو من أبعد الناس عن
معرفة سبيلها ومفاوزها!، بل والسير في مفصل شعبها!؛ فهذا لوحده حديث ذو شجون لم
يأتي أوانه بعد!!!))
3- نفيه
أن يكون الشيخ ربيع إماماً لهذا العصر، ولا إماماً في الجرح والتعديل؛ فقال: ((ولا أراه إمام وقته، بل ولا
أراه إماماً للجرح والتعديل؛ وإنْ كان هو -بشهادة الشيخ الألباني- حامل راية
الجرح والتعديل)).
مع أنَّ
المشار إليه ممن لا يلتفت إلى شهادته فضلاً عن تجريحه!.
وجعل
تزكية الشيخ الألباني هذه محصورة في عصر الأئمة الثلاث رحمهم الله تعالى فقال: ((ليس منا من ينكر أنَّ الشيخ
الألباني قال عن الشيخ ربيع أنه حامل راية الجرح والتعديل؛ لكن ليس معنى هذا أنَّ
الشيخ ربيع أصبح إماماً للجرح والتعديل المعاصر)).
مع أنَّ الشيخ محمد
بن عبد الوهاب البنا حفظه الله
تعالى يقول: ((إمام الجرح والتعديل الصادق الأمين أخونا ربيع هادي، والله إمام
الجرح والتعديل في القرن الرابع عشر، "الله يبعث على كل رأس مائة عام مَنْ
يجدد لهذه الأمة أمر دينها"، فالمجدد
للجرح والتعديل بعدل وصدق وأمان –والله- ربيع هادي، ونتحدى أنه
تكلَّم عن أي واحد بدون الدليل من كلامه ومن
أشرطته ومن كتبه)).
وأوَّل هذا المشار إليه هذه
التزكية ووضعها في غير محلِّها فقال: ((فهذه الكلمة صدرت من إمامنا الألباني
–سؤال موجَّه من الشيخ أبي الحسن المأربي- لما أن كانت ردود الشيخ ربيع متوجهة
ومنصبة ضد القطبيين والإخوان المسلمين ومن شابههم؛ ولا يمكن سحبها على حال الشيخ
ربيع في رده على إخوانه السلفيين والذي وقع منه بعد وفاة أركان الدعوة السلفية
الثلاثة)).
ثم لم
يكتفِ حتى أوَّل كل تزكيات العلماء للشيخ ربيع حفظه الله تعالى ولم يقتصر على تأويل
تزكية الشيخ الألباني فقال: ((فمن الخطأ البين أن تسحب تزكيات العلماء للشيخ ربيع في ردوده
على أهل البدع والأهواء على ردوده على أهل السنة والأثر, ولهذا فقد خالف الشيخ
ربيع في مواقفه وأحكامه على أهل السنة السلفيين جمهرة من العلماء الأكابر؛ وقد
تقدم في متفرق مقالاتنا إثارة شيء من ذلك)).
بل وصار يسخر
من هذه الكلمة فقال في ثنائه على شيخه: ((رفع الله قدرك شيخنا, وجعلك
دوماً على نهج السلف الصالح سائراً, وله مبيناً, وعنه منافحاً, فما أوردته بحق: كلمات
رائقات راقيات واقيات؛ فأين حملة راية الجرح والتقريح منها علماً بها وفهماً لمراد
شيخ الإسلام بها, بله عملاً بمقتضاها؟!!)).
واستبعد جداً أن يكون الشيخ
ربيع حفظه الله تعالى خليفة للشيخ الألباني رحمه الله تعالى في الحديث؛ بل ونفى أن
تكون التحقيقات الحديثة من المجالات التي يبدع فيها الشيخ ربيع، فقال: ((ولو كان للألباني من يستحق أن
يستخلفه في علم الحديث فليس الشيخ ربيع بأول المرشحين لهذا لمنصب, فكل من يقرأ
للرجلين يعلم مقدار البون الواسع والفرق الشاسع بين تحقيقات الألباني الحديثية
وطروحات الشيخ ربيع في نفس المجال؛ فالشيخ ربيع له مجالاته التي يبدع فيها؛ وليس
منها التحقيقات الحديثية التي برع فيها إمامنا الألباني)).
4- صرَّح أنَّ الشيخ ربيعاً قد تغير حاله بعد وفاة الأئمة الثلاث
رحمهم الله تعالى!!؛ فقال: ((إنَّ هؤلاء المشايخ الذين أشار إلى ثباتهم البازمول قد
شهد
بتغير حالهم الشيخ عبد المحسن العباد؛ فقال في مقدمة رسالة "رفقاً أهل السنة بأهل
السنة" -ونقل
كلامه ثم قال:- والشيخ
العبَّاد هو واحد ممن كان وسبق وأثنى على مَنْ يقصدهم البازمول من المشايخ, ثم عاد
وأوضح عدم رضاه على سلوكياتهم بعد وفاة المشايخ الثلاث, فهذا يدل دلالة واضحة على
أنَّ حال هؤلاء المشايخ قد تغير بعد وفاة المشايخ الثلاثة, فبعد أن كانوا يردون
على أهل
البدع في حال حياتهم, أصبحوا يردون على أهل السنة بعد مماتهم, والواقع
شاهد بصحة
كلام الشيخ العباد))
وعجباً منه كيف يصحح كلام
الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله تعالى بدليل الواقع!؛ وهو دليل المفلسين، فأين
الحجج والبينات؟!!
يا أستاذ؛
ألم يكن سفر الحوالي وسلمان العودة في نظر الشيخ الألباني رحمه الله تعالى من أهل
السنة؟! وكان لا يرى تبديعهم ولا تضليلهم!، بل كان يدافع عنهم لأنهم من أهل السنة
في ظنه!!، ويُنازع مشايخك فيهم فترة من الزمن، فحينها كانت ردود الشيخ ربيع حفظه
الله تعالى وكلام مشايخك –في نظر الألباني- ردوداً على أهل السنة!.
أليس
كذلك؟!!!
ثم لما
تبيَّن له صحة ما كان يقوله مشايخ المدينة ومشايخك فيهما، صرَّح بتضليلهما وحذَّر
منهما، وأثنى على الشيخ ربيع بما هو مشتهر عنه في تزكياته له.
فمَنْ
الذي تغيَّر يا أستاذ؟!
آلذي لا زال
يرد على المخالفين ويكشف الحزبيين المتسترين بالسنة –ولو قيل فيه يرد على أهل
السنة كما قيل فيه ذلك مَنْ قبل!؛ فلا يضره- أم الذين توقفوا عن الردود والأحكام على
المخالفين بعد موت الأئمة؟!
ثم لو كان
الشيخ ربيع قد تغير بعد موت الأئمة الثلاثة؛ فلماذا تأخذون بردوده على فالح الحربي؟
ولماذا
تثنون على نصيحته له؛ وفالح الحربي لا زال من أهل السنة في نظر البعض؟!
ألأنَّ
فالحاً الحربي تكلَّم في مشايخكم واتهمهم بالإرجاء واتهمهم بالتمييع؟!
ولا تتصور
يا أستاذ أنَّ قولي هذا تهمة على مشايخكم!؛ بل قد أشار إلى ذلك شيخك الذي تدافع عنه بقوله في
أحد مجالسة المسجَّلة: ((فإذا
قال أبو إسحاق الحويني في محمد عبد المقصود وفوزي السعيد وربعهم من التكفيريين الجهلة
الذين
يطعنون بنا وبمشايخنا ويتهموننا بالإرجاء؛
قال: بأنهم علماء!. فهذا يدل على جهله، ويدل على ابتداعه، ويدل على أنه على
وشك الخروج من السلفية؛ التي لم يعرف إلا بها، والتي
لم ندعو له وننتصر له إلا بسببها، فإذا خرج منها وناوئ أشياخها وأهلها وأبناها،
فالحق والله أغلى منه، وأغلى من ألف مثله، والله ناصر دينه)).
إذن لو
تكلَّم الحويني ما تكلَّم من تأصيلات فاسدة!!؛ فما دام أنه لم يثن على الذين يطعنون بهم وبمشايخهم
ويتهمونهم
بالإرجاء، فالأمر في سعة!!!.
قلتُ: وكأنَّ
المخالفات التي تخرج صاحبها من السلفية انحصرت في اتهامهم ومشايخهم بالإرجاء!!.
وهذا ما
هو ملاحظ عليهم مع الأسف الشديد!، أنهم تركوا -بعد موت الأئمة الثلاثة- الردود على
المخالفين وبيان المجروحين وإبطال التأصيلات الفاسدة؛ إلا الرد على مَنْ يتهمهم
بالإرجاء!، وإلا إذا تعرضوا هم إلى النقد!، وهذا بالطبع في الغالب حتى لا نتقوَّل
عليهم؛ وحتى كتاب [منهج السلف الصالح] هذا
الأخير لم يأتِ إلا بعد أن توجَّه الطعن إليهم، وحتى ردودهم في موقعهم [كل
السلفيين] لم توجد إلا دفاعاً عن النفس كما صرَّحوا بذلك.
حتى صاروا
يدافعون ويجادلون عن كل المجروحين –الذين لم يتكلَّموا فيهم بخاصة!- بمجرد موافقة
أحد أهل العلم لهم، والعجيب أنَّ المشار إليه يتفاخر بهذا فيقول: ((إنَّ علماء السنة الأعلام كأمثال
أركان الدعوة السلفية الثلاث: ابن باز والعثيمين والألباني رحمهم الله, ومن دونهم في الرتبة
والطبقة كأمثال: العباد والفوزان حفظهم الله، قطعاً لا يشابهون فالح الحربي
ولا من يوافقه في أصوله الباطلة وموجبات التبديع الكاسدة التي يتبناها, وعلى نهج
هؤلاء الأعلام يسير علماؤنا حفظهم الله؛ ومنهم شيخنا الحلبي, فهو حفظه الله:
وافق الشيخ الألباني
في رفضه
لتبديع عدنان عرعور!.
ووافق الشيخ ابن باز في مدحه
للمغراوي!.
ووافق الشيخ
العباد
في رفضه تبديع أبي الحسن المأربي!.
ووافق الشيخ الفوزان في موقفه
من فتنة أبي الحسن والشيخ ربيع!.
ووافق كل من تقدم في موقفهم من
مشروعية التعامل بالمعروف مع جمعية إحياء التراث –وزاد عليها احترازه من التعامل معهم-!.
لذلك ثارت عليه ثائرة
الحداديين
على اختلاف أشكالهم وصورهم ومسمياتهم, وعدوا هذه الموافقة منه تمييعاً
ونصرة
لأهل البدع والأهواء))
قلتُ: هل من منهج علماء الجرح
والتعديل أنهم يرجِّحون قول المعدِّل مطلقاً في حق الرواة المختلف فيهم؟!
أم أنه لا يجرح الرجل حتى
يجمع أهل العلم على جرحه؟!
وما أجمل
ما قاله الشيخ ربيع حفظه الله تعالى لما سئل عن دفاع ابن جبرين وبكر أبو زيد عن
أهل البدع، فقال في حق مَنْ يستدل بدفاعهم: ((هذا من أخطائهم الواضحة
المكشوفة، ولا يتعلق بهذه الأخطاء وهذه الأباطيل إلا أصحاب الهوى!، فمن كان صادقـاً
في دينه ومن أهل السنَّة حقًا فعليه أن يدرس هذه القضايا، ولا يجوز له أن يُرجّح
كلام شخص على كلام شخص إلا بعد أن يفهم حق الفهم كلام الطرفين, ويُميِّز بين المحق
والمبطل، وبعد ذلك يتكلم بما يدين الله تبارك وتعالى به أنه الحق، أما أن يتكلم
بهواه فنعوذ بالله، فهذا من أساليب أهل الضلال وأهل الأهواء -عياذاً بالله-، لا شك
أنَّ الرجلين أخطئا وأخطئا وبالغا في الخطأ ونصرة الباطل، ونسأل الله لهما التوبة،
والقاعدة عند أهل السنَّة أنه: يؤخذ من قول كل أحد ويُترَك، فما وافق من قوله الحق
أخِذ بـه، وما خالفه رُدَّ؛ ولا سيما إذا رافقه الهوى والعياذ بالله،
فعلِّموهم هذه القواعد)).
وأقول لك:
ولماذا لم يوافقوا الشيخ ابن جبرين في رفضه تبديع سلمان العودة وسفر الحوالي وعبد
الرحمن عبد الخالق وأسامة بن لادن وحسن البنا وسيد قطب؟!، ولماذا لم يوافقوا الشيخ
بكر أبو زيد في رفضه الكلام على سيد قطب؟!....إلى غيرهم من المجروحين؛ إذا كان
الأمر مجرد موافقة أحد العلماء والمشايخ!!.
بل ولماذا
لم يوافقوا بعض المشايخ في نصيحتهم في الكف عن الكلام في فتنة فالح الحربي؟!
فمَنْ
الذي تغيَّر يا هذا؟!
كن منصفاً
وأجب.
5- يُصرِّح أنَّ كتاب شيخه جاء ليعري
تأصيلات الشيخ ربيع ومَنْ وافقه الفاسدة، ويكشف زيف ادعاءاتهم الباطلة بنصرة
المنهج السلفي وأهله؛ فيقول: ((وبعيداً عن كون كتاب شيخنا (منهج السلف الصالح) يقرر منهج
السلف فعلاً أو لا؟ فتقدير هذا متروك لأهل العلم وطلبته؛ الذين بحمد الله
أقر جلّ من اطلع منهم على مضمون الكتاب به, وشدوا على أيدي شيخنا، وأشاروا عليه
بنشره, سوى مجموعة –حصرت السلفية في نفسها دون غيرها- أغضبها مضمون الكتاب الذي يعري
تأصيلاتها الفاسدة، ويكشف زيف ادعاءاتها الباطلة بنصرة المنهج السلفي وأهله, وهم
عند التحقيق ينصرون فاسد مقالاتهم, ويحمون وجودهم -الذي ما عرف إلا بالجرح
والتجريح- من الزوال، وإماراته لائحة لكل ذي عينين بحمد الله)).
ولا يُقال: أين اسم الشيخ
ربيع في هذا النقل؟!
فأقول: الأستاذ المشار إليه
(!) وغيره –بل وجميع السلفيين المطلعين على أحداث هذه الفتنة- يعلمون قطعاً أنَّ
هذا الكتاب جاء للرد على الشيخ ربيع حفظه الله تعالى ومَنْ وافقه، وقد صرَّح كاتبه
في أحد مجالسه: أنَّ هذا الكتاب هو رد الشيخ ربيع على الشيخ ربيع!!، فلم يبق شيء
خاف، ولا مجال هنا لـ((ما بال أقوام))!!.
فإذا عرفنا هذا؛ فهل وجود
الشيخ ربيع لم يُعرف إلا بالجرح والتجريح؟!
أليس هذا من الغلو في التجريح
يا أستاذ؟!!
أين ذهبت النصيحة والنقول عن
الشيخ ربيع؛ التي أكثر منها شيخك في كتابه المشهور؟!
لكن ((الظلم ظلمات يوم
القيامة))!
6- اللمز بأنَّ الشيخ ربيعاً
حفظه تعالى لا يرجع إلى الحق ولو تبين له ذلك؛ فلما قال الأخ أحمد بازمول: ((هذا
معروف عن كل المشايخ السلفيين؛ ومنهم الشيخ ربيع، أنهم يفرحون بمن ينبههم على
خطئهم
ويتراجعون عن مخالفة الحق))
فقال المشار إليه: ((وهذا هو ظننا بالشيخ ربيع حفظه
الله؛ وحبذا لو يوقفنا الدكتور البازمول على بعض ما رضي به الشيخ
ربيع من التنبيهات التي وجِّهت له بخصوص بعض أخطائه, حتى يكون مدعماً مزاعمه
القولية بالأمثلة العملية))
فجعلها
مزاعم قولية تحتاج إلى أمثلة عملية تدعمها!
وقال
معلِّقاً على كلمة الشيخ ربيع [سلفيتنا أقوى من سلفيته]: ((أنا أرى أنَّ الشيخ ربيع حفظه
الله أخطأ في إطلاقه هذا في معرض مقارنته حاله كونه تلميذاً بحال الشيخ
الألباني أيام كان مدرساً فيها؛ وكان من المفترض بالشيخ ربيع أن يتراجع عنه
-ببساطة-، ويوضح خطأه فيه، فيرتفع قدره بصورة أكبر عند الموافق والمخالف, لا أن
يصر عليه ويوجد له التأويلات والتخريجات التي يأباها سياق كلامه, والتأويل الذي
يعود على أصل النص بالإبطال باطل!!)).
7- تصوير
الشيخ ربيع حفظه الله تعالى وتلامذته وأصحابه ومَنْ وافقه كأنهم عسكر!، يقودهم
الشيخ ربيع تارة، وتارة يُسلِّم القيادة للأخ أحمد بازمول، وأما الباقون فيسمعون
ويُنفِّذون من غير نقاش، وإلا كان مصيرهم الطرد، فقال المشار إليه: ((هم
لا ينقمون من شيخنا علي الحلبي إلا أنه يأبى أن يسير على طريق رسموه بشبهاتهم
حسبوه منهجاً, ويوافقهم في جائر طعوناتهم التي عدوها نقداً, ويكون فرداً في زمرة
عساكرهم الذين يعدونهم لهم خلصاً, أبى أن يأتمر بأمر قائدهم الأعلى كما هم
مؤتمرون, وأن يقول بما به يهذرون, فلله درك شيخنا, فالزم طريق الحق الذي كان عليه
شيخك وإمامنا رحمه الله, فو الله إنَّ الحق أبلج؛ بانت إمارات ظهوره, والباطل لجلج؛
لا يستقر ساقه ولا يستقيم عوده, وإنَّ غداً لناظره لقريب))
وقال: ((إنَّ
الأمر بتغيير المواقف, وحذف مواضيع الشيخ, بل وعدم السماح بنشر مقالاته, قد ثبت
عندنا صدوره من قائدهم الأعلى من عواليه!, وهو موثَّق بالصوت؛ لكن لكل حادث حديث))
وواضح أنه
يقصد بقائدهم الأعلى الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى؛ لأنه ساكن في عوالي مكة كما هو
معروف.
وعنون
المشار إليه مقالاً باسم: ((هل أنَّ فرقة التبديع والإقصاء
ملكيون –كما يقال- أكثر من الملك نفسه؟)) وذكر فيه نقلاً عن الشيخ
ربيع، وزعم أنه يعارض ما يقوله أتباعه، فسمى الأتباع بـ"فرقة التبديع
والإقصاء"، وملك هذه الفرقة الشيخ ربيع كما هو واضح!؛ ولا يخفى إلا على جاهل
بالمقالات أو مكابر!.
بل هو قال
في نفس المقال: ((فيكفينا أن نقول لهؤلاء المتعصبين الذين قد يشوهون –بتحزبهم الذميم
لهم- صورة مشايخهم الذين يتعصبون لهم؛ ما قاله الشيخ ربيع حفظه الله
...)) ثم قال: بعد النقل عن الشيخ ربيع مباشرة: ((لن ننتظر منكم الرد؛ فجوابكم
عندنا معروف بلسان حالكم، فأنتم –كما يقال- ملكيون أكثر من الملك نفسه)).
وعنون
مقالاً آخر باسم: ((هنيئاً لكم –قيادة فرقة التبديع والإقصاء-
بفهم الدكتور أحمد بازمول – في حلقته الثانية!!-)).
قال في
أول كلمات هذا المقال: ((وقفتُ الليلة على مقالة ثانية للدكتور الذي نصَّب نفسه -أو كلَّفه غيره تترساً به- بالتشغيب والاعتراض
على شيخنا علي الحلبي، حاول فيها أن يشغِّب –كما هي عادته- على كتاب شيخنا
"منهج السلف الصالح", زاعماً مناقشته لشيخنا "مناقشة
علمية رصينة")).
فجعل
الشيخ ربيعاً متترساً بالدكتور أحمد بازمول!.
وقال في
أحد حلقاته وهو يذكر سمات الحزبيين: ((ومن أمثلة ذلك: تقسيم الأدوار
على الأتباع والمريدين لمحاربة "منهج السلف الصالح"، وإصدار الأوامر؛
فهذا يكتب فقط ولا يحاضر, وذاك يحاضر فقط ولا يكتب, وهذا يكتب في هذا
المجال, وذاك يكتب في مجال آخر, وفلان ومؤيدوه لا تنشروا لهم شيئاً في المنتدى
الفلاني, وفلان إنْ لم يعتبر لكلامنا فهذا له بحث آخر, وكل دخيل مخالف يتم إقصاؤه
وطرده, ومَنْ يرفض الانصياع للأوامر فليبشر بسكاكين التجريح, وليستعد لهجمات أوكار
الدبابير))؟
8-
التلميح بعدم رسوخ الشيخ ربيع حفظه الله تعالى وأنه لا يعلم أحكام الشرع في
الأعيان؛ حيث قال: ((ولا تدفعك الأهواء لإطلاق أحكام الرسوخ على من لم يكن
وصفه على ما تقدم؛ ولهذا كان أعلم الناس بالمنهج السلفي في عصرنا الحالي هو أعلمهم
بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلفنا الصالح, وهم نحسبهم
والله حسيبهم الأئمة الثلاثة أركان
الدعوة السلفية المعاصرة الألباني وابن باز وابن
عثيمين رحمهم الله، ثم من يليهم في الرتبة والمكانة كأمثال الشيخ العباد والشيخ الفوزان ومن كان في
طبقتهما وهكذا تباعاً. وعلى قدر رسوخ
القدم في العلم والعمل بمقتضاه يكون الرسوخ في المنهج والعكس كذلك، ومن هنا يتضح بطلان
زعم البعض أنَّ فلاناً من أعرف الناس بالمنهج السلفي بسبب سعة معرفته بالاتجاهات البدعية
الباطلة -جماعات وإفراداً- ذلك أنَّ كون زيد أو عبيد هو أعلم الناس بأحوال الجماعات والأفراد لا يستلزم منه
أن يكون أعلم الناس بأحكام هذه الجماعات وتلكم الأفراد, بل أعلم الناس بأحكامهم هو
أعلم الناس بشرع الله)).
ومعلوم
عند الكثير منا أنَّ كلمة ((أعلم الناس بأحوال الجماعات
والأفراد)) قيلت في الشيخ ربيع حفظه الله تعالى!.
9- أنَّ
الشيخ ربيعاً ومَنْ وافقه مفارقون لمنهج الأئمة الثلاث وكبار علماء الملة؛ حيث
قال: ((أصل
الخلاف مع الشيخ علي الحلبي هو مخالفته لما يتبنونه ويظنونه منهجاً للسلف، ونتبناه
نحن أنه منهج الخلف في التجريح والتقريح والتبديع والإقصاء, ونراهم فيه مفارقون
لمنهج كبار علماء الملة, وقد تقدمت طروحاتهم وطروحاتنا, والحكم متروك
للقارئ اللبيب
كي يعرف أي المنهجين هو منهج العلماء الربانيين؟)).
وصرَّح
باسم الشيخ ربيع فقال: ((ولعلنا نفرد مقالاً خاصاً لبيان مخالفة الشيخ ربيع في أحكامه
على بعض رجالات أهل السنة وجماعاتهم لأحكام العلماء الأكابر)).
وقال: ((بل قد بان بحمد الله موافقة
شيخنا الحلبي لاختيارات أئمة الدعوة السلفية الثلاثة الكبار الكبار الكبار، وهذه
الاختيارات منهم رحمهم الله قد أقضّت مضاجع فرقة التبديع والإقصاء، فلم يجد
البازمول سوى أن يصرح بتخطئة الشيخ ابن باز رحمه الله, وكان من قبله كبير من القوم
قد صرح بتخطئة الشيخين الإمامين الجليلين الألباني وابن عثيمين في مسالة
الموازنات
فقال قائلهم: "حتى كلام الألباني والعثيمين هذا غلط للي يقولك في حال التقييم
كما يقول الشيخ العثيمين الله يحفظه, والله لقد نصروا المنهج السلفي
وهدموا
منهج الموازنات لكن بَقُّولهم ثغرة ينفذون منها، وهم دخلوا منها فعلاً.. وما
عندهم
أدلة أبداً على أنك تفرق بين حال التقويم وبين حال التحذير ما عندهم دليل...، إذن
هذا الكلام ما هو صحيح، وإن صدر من شيخين عظيمين من أئمة السنة", وعلى نهجه
سار البازمول فلمح إلى تخطئة الشيخين كذلك في تفريقهما بين منهجي الترجمة والنقد؛ ضاربين
صفحاً عرض الحائط بآلاف التراجم في كتب الرجال والسير والتواريخ التي صنفها أئمة
الجرح والتعديل –حقاً وصدقاً- والتي أوردت ما لأعلام الأمّة المترجم لهم من حسنات
ومثالب, فجاء المتسلقون على هذا الفن من المتأخرين ليبطلوا بدعاواهم الفارغة صنيع
المتقدمين, زاعمين أنهم لجناب السنة يحمون, ولأهل البدع يحاربون, إلى غير ذلك من
الدعاوى الفارغة عن جوهر الحقيقة, ولله تعالى في خلقه شؤون)).
ومعلوم
أنَّ الكلام المنقول هو كلام الشيخ ربيع، فوصفه بكبير فرقة التبديع والإقصاء!،
وأنَّ اختياراته خلاف اختيارات أئمة الدعوة السلفية الثلاثة الكبار في مسألة الموازنة!!،
ولو كان مجرد تخطئة لهان الأمر، لكن أن يصفهم بعدُ بالمتسلقين على هذا الفن إلى
آخر أوصافه فهذا ما لا يقبله المنصف.
10- وآخرها
وليس أخيرها: وصفه للشيخ ربيع بأنه يسقط بالجملة أكابر أهل العلم ويصدر بالجملة
السفهاء الأغمار، فقد
قال وهو يُعرِّض بالشيخ ربيع: ((بل لا أدل على ابتذال هؤلاء –الغلاة- للعلم وأهله؛ ما نراه
ونعايشه من تسقيط –بالجملة-
للأكابر
الأعلام الفضلاء، وتصدير –بالجملة كذلك- للسفهاء الأغمار؛ بل للكذبة والجهلة
والمحرفين؛ فذاك المشهور –عند قومه- بالكذب والتشغيب وإثارة الفتن صار –عند
الغلاة-بين ليلة وضحاها شيخاً عالماً فاضلاً فقيهاً يؤثر الآخرة على الدنيا، وهذا المشهور
بجهله وكذبه على منهج السلف وأهل العلم السلفيين صار عالماً خبيراً بالمنهج السلفي.
وأما العلماء السلفيون والمشايخ
الأفاضل
السنيون الأثريون؛ فالقوم يتواصون بينهم -بوحي من
طواغيتهم- بالتحذير
من حضور دروسهم ومحاضراتهم وندواتهم؛ بل والمنع من قراءة ونشر كتبهم وصوتياتهم
ومرئياتهم)).
وهذه
التزكيات المذكورة في نقله هي صادرة من الشيخ ربيع حفظه الله تعالى!!!، ثم انظروا
إلى وصف (بوحي من
طواغيتهم)!.
وبعد:
هذه بعض
طعونات المشار إليه –إما تلميحاً لا يخفى على الكثير منا!، وإما تصريحاً بكل جرأة!!-
ولو أردنا أن نتتبع مقالاته وحلقاته كلها لإخراج مثل هذه الطعونات لوجدنا الشيء
الكثير من ذلك، ولكن هذا الذي بقى في ذاكرتي وأنا أقرأ له في سلسلة حلقاته التي
علَّقتُ عليها وجملة من مقالاته، وكنتُ لا أبالي في ذلك في أول الأمر، لكن لما
رأيتُ إصراره على أنه لم يطعن بالشيخ ربيع!؛ هذا الإصرار الذي اغترَّ به بعض مَنْ
غرق في تقليده!، لذا رأيتُ جمعها هنا في مقال، لعله يكون مسعفاً لأولئك الغرقى قبل
فوات الأوان.
فكيف والمشار
إليه يعلنها صراحة فيقول: ((وأنَّ مَنْ يخالف الشيخ ربيع لو أراد أن يطعن فيه فهو غير محتاج لأن يلمِّح،
فحسبه لأن ينظر في موقع الأثري, أو ما كتبه الشيخ أبو الحسن المأربي، ليخرج بحصيلة
وافرة مما يمكن أن يستخدم كمبررات واضحة وصريحة للطعن في الشيخ ربيع)).
قلتُ: وإذا
عُرف مصدر الطعن [السبب] بطل العجب؟!!
بل
ويصرِّح أنَّ في جعبته عن الشيخ ربيع حفظه الله تعالى المزيد مما يدينه!، ويتوعَّد
بإخراجها لإسكات المنتقدين له وإشغالهم، وأنه إذا حان وقتها فلا خط
أحمر ساعتئذ!، ويسأل الله تعالى لنا
السلامة مما عنده عن الشيخ ربيع حفظه الله تعالى مما لم يسمع به لا شيخه المأربي
ولا خطر يوماً على بال موقع الأثري!!، كما يسأل الله تعالى ألا
يحين وقت خروج ما في جعبته مما يدين الشيخ ربيع ويحتاج إليه خصومه من مقاطع صوتية
ونشرات مكتوبة ودلائل وحجج ووثائق، وأنه لو أراد الطعن حقيقة لأتى بما يعجز أحد
السلفيين ممن يوقِّرون الشيخ ربيع عن رده!، إلى آخر ما لديه من التهديدات!!. [انظر كلامه هذا بحروفه في
نقضه الزاهر!].
وهذا يعني
أنَّه يضمر في نفسه الطعن بالشيخ ربيع، ولكنَّ ساعة الصفر لم تحن بعد، كما صرَّح بقوله: ((وما درى هؤلاء؛ أننا حتى الساعة
ما وجدنا أنَّ المصلحة راجحة في تسمية المخطئين منهم بأعيانهم، مع كثرة مخالفاتهم الموثَّقة
بين أيدينا ما بين مكتوب ومسموع ومخطوط, ولو رأيناها قائمة، وأنَّ المصلحة
الشرعية تقتضي تسمية المخطئ باسمه وتعيين جهة انحرافه ونقده, لما توانينا –بعد استفتاء أهل
العلم- ساعة من ليل أو نهار عن هذا التصريح, ولما منعنا منه مانع البتة, لكنها
المصلحة الشرعية التي يقدرها أهل العلم, لا التي يترك تقديرها إلى المتصلين من
العامة عبر الهواتف الجوالة, أو المجاهيل المشاركين في المجالس السيارة العابرة,
أو الشيوخ الرقميين في المنتديات الهابطة, التي تطلق فيها ومن خلالها أحكام
التبديع والتضليل!!!)).
إذن فالطعن في نفسه ثابت
وموثَّق، لكن المسألة مسألة وقت فحسب.
فهو ينتظر الأمر من مشايخه
ليفجِّر كل ما في جعبته!!؛ وحينها يصير التلميح –الذي يدَّعيه- تصريحاً، والنقد
والرد –في ظنه- طعناً وتضليلاً، ويظهر أنه غفل أنَّ التفجير قد وقع ومضى بكتاب
شيخه [منهج السلف الصالح] الذي سماه أحد مشايخه بـ(القنبلة)!، وأنَّ ما يتخيَّله
من الطعون تلميحاً أو يصوِّرها لغيره ردوداً، إنما هي طعن ظاهر في نظر كل
القرَّاء، لا يخفى إلا على جاهل أو مكابر!.
ثم بعد
هذا يصف مَنْ ينسب له الطعن في الشيخ ربيع حفظه الله تعالى بأنها دعوى موهومة
باطلة!!.
فلا أدري
هل يخاطب هذا المشار إليه أناساً لهم عقول؟!
أم يظن
أنه يخاطب بهائم لا تعقل؟!!!
فإذا كان
في جعبته ما يزيد على طعونات الأفاكين في موقع الأثري؛ فلا أدري كيف يكون الطعن إذن؟!!
ثم لم يكتفِ المشار إليه بهذا، حتى شنَّ
حرباً ضروساً على مَنْ يوقِّر الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى، ووصف توقيرهم هذا
تباكياً ودموعاً كاذبة كـ(دموع التماسيح!) فيقول: ((ومما
يؤكد زيوف تباكي غلاة التجريح على أعراض العلماء أننا لم نسمع لهم –حتى الساعة- لصوت نكير؛
أو لقلم صرير؛ في الدفاع عن واحد من المطعون بهم من أهل العلم الأكابر؛ كالشيخ ابن
جبرين, أو الشيخ بكر أبو زيد –رحمهما الله- أو غيرهما من المذكورين في قائمتنا
المشهورة؛ اللهم إلا الشيخ ربيع أو من يوافقه على اختياراته؛ ذلك أنَّ غلاة
التجريح -بلسان حالهم- قد حصروا أهل العلم الذين ينبغي أن يستمات في الدفاع عنهم
–ولو أخطأوا- بالشيخ ربيع –حفظه الله- ومن وافقه)).
فأقول له: أما قائمتك سيئة الصيِّت التي
جمعتَ فيها بين الغث والسمين!، فيكفي في عدم اعتبارها ما قام به شيخك وأصحابك من
حذفها!!!.
هذا –بالطبع- رغم إصرارك على بقائها بقولك
أخيراً: ((لم يسلم من
طعوناتهم –الواضحات الصريحات- أكابر العلماء وأفاضل المشايخ المذكورون
في قائمتنا
المشهورة -المحذوفة قرباناً لـ(؟؟؟)!!!- والتي لا زلت أتتبع أسماء
المجروحين من
أفاضل أهل السنة وأضيفها إلى القائمة التي بلغت قريباً من الخمسين اسماً من أعلامهم
وأفاضلهم في مختلف أصقاع العالم الإسلامي)).
وهنا أقول: إنْ كانت قائمتك قد حُذِفَت من
قبل المشرفين على منتداكم قرباناً لـ(؟؟؟) فما
معنى وصفك لهم بعد بقولك: ((ما كان لمثل كتاب –هذا المنتدى- أن يكسروا أقلامهم, أو أن
يغيروا
مواقفهم, أو أن يبدلوا كلامهم؛ فضلاً عن أن يكفوا لسانهم عن الدفاع عن أهل
العلم
السلفيين؛ تخوفاً من جرح الطاعنين في أهل العلم؛ إنهم إذاً لفي الشرك الخفي
واقعون!!!))؟!.
لكن رحم الله تعالى شيخ الإسلام
الذي قال: ((فإنَّ التناقض أول مقامات
الفساد)) [دقائق
التفسير 2/479]، وما أكثر التناقضات في مقالات المشار إليه!.
ثم لو أردنا أن نعدَّ مَنْ تكلَّم فيهم مشايخك
ممن ينتسب للعلم والسنة والسلفية –سواء بحق أو بباطل على طريقتك!- لزاد العدد عن
الخمسين اسماً؛ كعبد الرحمن عبد الخالق وسفر الحوالي وسلمان العودة وعائض القرني
ومحمد إبراهيم شقرة ومراد شكري وسليم الهلالي وفالح الحربي .....وغيرهم الكثير!!.
والمسألة ليست مسألة عد المجروحين أو
المتكلَّم فيهم!، وإنما المسألة حجج وبينات قامت في حق بعضهم تدل على انحراف منهجي
وزيغ عن سبيل السلف الصالح!، وأما البعض الآخر فمجرد نقدهم في شيء لا يلزم منه
الطعن بهم فضلاً عن تجريحهم وتبديعهم!؛ ولكنَّ صاحب القائمة المحذوفة يقيس بمقياس
الكم لا بمقياس النوع فضلاً عن مقياس الحجة والبرهان!؛ هذا ليهوِّل واقع ما يسميهم
بفرقة التبديع والإقصاء وليوسِّع الخلاف أكثر!.
وأما أنَّ خصومك قد حصروا دفاعهم عن أهل العلم
في شخص الشيخ ربيع حفظه الله تعالى كما تزعم؛ فهذا كذب صريح على مئات السلفيين أو
أكثر ممن يدافعون عن أعلام السلفية ومشايخها في بقاع الأرض من الأموات والأحياء؛
في مجالسهم العامة والخاصة وفي جملة من مقالاتهم، ولم يخصوا في دفاعهم الشيخ ربيعاً
فقط!.
ولا أدري يا هذا كيف ستأتي يوم القيامة بهذه
الكذبة على هذا الكم الهائل من السلفيين؟!
نعم الشيخ ربيع حفظه الله تعالى له خصوصية في
هذا العصر؛ لأنه وقف في وجه المخالفين للدعوة السلفية، وسخَّر قلمه بالردود عليهم
وكشف حقائقهم، وتكفَّل عن غيره من أهل العلم فريضة الرد على المخالف، ولهذا تعرض
ويتعرض لحرب ضروس من قبل أعداء الدعوة ومَنْ تأثر بهم، فكان الواجب أن ندافع عنه
وأن نقف بجانبه نصرة لهذه الدعوة المباركة، كما وقفنا مع الشيخ الألباني رحمه الله
تعالى من قبل ضد المقلِّدة المتعصبين، وكما وقفنا مع شيخك ضد التكفيريين، وكما
وقفنا مع غيرهم من العلماء والمشايخ الذين نصروا الدعوة السلفية، فدفاعنا عنهم كان
من جهة نصرتهم لهذه الدعوة المباركة، ولو تخلَّوا عنها ووقفوا بصفِّ المخالفين لها
أو تأثروا بهم وصاروا يُجادلون عنهم لما وجدوا منَّا ذلك الدفاع الذي مضى؛ لأنَّ
أصل دفاعنا عنهم كان حين كانوا ينصرون الدعوة السلفية فلو تخلّوا عن ذلك لتخلينا
عن دفاعنا عنهم، فلسنا ممن يتعصَّب لشيخه في حقه وباطله كما هو حال (بعض الناس).
وهكذا لو أثنى أحدٌ من أهل
العلم ممن ينتسب للسلفية اليوم على أحد المجروحين -الذين يطعنون بأهل العلم أو يتهمونهم
بالغلو!- وجعلهم من مشايخ الدعوة السلفية، فهذا يدل
على جهله!، ويدل على ابتداعه!!، ويدل على أنه على وشك الخروج من السلفية!!!،
التي لم ننتصر يوماً من الأيام له إلا بسببها، فافهم هذا يا هذا ولا تخلط ولا تلبس. والله
الموفِّق.
أبو معاذ رائد آل طاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أرجو عند كتابة تعليقك تذكر ما يأتي:
1. تذكر قول الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
2. تعليقك سيظهر بعد مراجعته من قبل الإشراف إن شاء الله تعالى.
3. يفضل كتابة التعليق باسم لائق، واستعمال اللغة العربية الفصحى قدر الإمكان.