الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدِّين؛
أما بعد:
فقد
اطلعتُ مؤخراً على مقال بعنوان [الشّيخ صالح السّحيمي ينتقد
منهج التّبديع , ويُصرِّح بمخالفته للشّيخ ربيع!] في منتديات كل السلفيين لكاتبه [أبي الأشبال الجنيدي]،
فتعجبتُ من أمرين:
الأول: أنَّ الشيخ السحيمي حفظه الله تعالى لم يأذن بتسجيل الجلسة!،
فإذا بالقوم (!!) الذين عنده – والذين بنى الجنيدي أحكاماً على أخبارهم! - يسجلونها
وينشرونها في شبكة الانترنت بغير إذنه!.
فأين
الأمانة يا قوم؟!
وهل
هؤلاء محل ثقة في نقل الأخبار؟!
قال
الشيخ السحيمي قبل نهاية الجلسة: ((أرجو ما تسجِّل أي شيء، ما تسجلوا شيئاً))!!.
ومع
هذا؛ أخذ الجنيدي تفريغ هذه الجلسة ونشرها في منتدياتهم بعنوان يجذب الناظر ويُلبِّس
على القارئ!.
ثم
بعد عدة أيام (!!)، والموضوع طبعاً مثبَّت في منتدياتهم!، يخرج علينا الجنيدي تائباً
بمقال معنون بـ [تحذير الشيخ صالح السحيمي من نقل كلامه
وتسجيله سوى الدروس!]
يقول فيه: ((فقد وقفنا
على كلمة لفضيلة الشيخ صالح السحيمي حفظه الله، يحذر جداً من نقل كلامه وتسجيله
إلا ما كان في الدروس, وعمم ذلك حتى في الأسئلة الهاتفية, وهذا من حقه!، وعملاً
بتوجيهات
فضيلته؛ فإننا حذفنا كلمته التي عنون لها بـ "الشيخ صالح السحيمي ينقد
منهج
التبديع ويخالف الشيخ ربيع!")).
فأقول:
ألم
تقف يا أبا الأشبال الجنيدي على قول الشيخ السحيمي في آخر الجلسة ((أرجو ما تسجِّل
أي شيء، ما
تسجلوا شيئاً))، فما الفرق؟!!
لماذا
أخذت بتوجيهه الثاني مع إنه عام، وأعرضتَ عن توجيهه الأول مع إنه خاص في الجلسة التي
نشرتها؟!
أم
أنَّ سبب الحذف أمر آخر؟!
مثلاً/
كموقف الشيخ السحيمي من المأربي، وما وصفه به من أوصاف!!، وهذا الذي أزعجكم جداً في
كلمة الشيخ السحيمي!. والله أعلم.
الأمر
الثاني: أنَّ الجنيدي علَّق على كلام الشيخ السحيمي
حفظه الله تعالى بنوع من التلبيس والتحريف ليظهر للقارئ أنَّ الشيخ السحيمي يوافق منهجهم
وما عليه شيخهم، وأنه يخالف منهج الشيخ ربيع.
بل
صرَّح الجنيدي بأنَّ كلام الشيخ السحيمي يحتاج إلى تعليقات لتسديد مساره – أو قل: لتحريف
مراده! - فقال: ((بل إنَّ نشْرَنا له وتعليقنا عليه هو لتسْديد مساره)).
فأقول
للجنيدي:
كلام
الشيخ السحيمي واضح لا يحتاج إلى تعليقاتك!، ولا يحتاج إلى تسديد مسار!!.
وأنا
في الحقيقة مللتُ جداً من كتابات القوم!، وكنتُ عازماً على الإعراض عنها كلها، لكن
قدَّر الله تعالى أن اطَّلع على هذا المقال، فوجدتُ فيه من الكذب والتشغيب والتلبيس
والتحريف والطعن بالعلماء ما يحتاج إلى تنبيهات لئلا تمر هذه التلبيسات على بعض الشباب.
ولهذا
سأقف مع تعليقات الجنيدي دفعاً للتلبيس ونفياً للتحريف:
قال الجنيدي: ((1/ تكلَّم الشَّيخ السّحيمي - حفظه
الله - عن موقِفه من الشَّيخ أبي الحسن
وتبديعه له, ونحن لا نوافقه على هذا - اتِّباعاً لغيره من أهل العلم المعتبرين -,
والشَّيخ السحيمي قد بَيّن أنّه لا يُلزِم النَّاس برأيه فيه كما يأتي!)).
قلتُ:
أولاً: لم يُطلق الشيخ السحيمي حفظه الله تعالى عدم الإلزام
بتبديع أبي الحسن المأربي، بل فصَّل بين مَنْ اتضح له أمره ممن لم يتضح له أمره،
فمَنْ اتضح له أمره فليس بمعذور في عدم التبديع!، ومَنْ التبس عليه أمره وخفي عليه
حاله فلا يُلزم ولا يُبدَّع ولا يقاطع.
قال الشيخ السحيمي حفظه الله
تعالى في أول كلامه: ((وما زلتُ أنا أُردِّد كلامي هذا: الذي اتَّضح له أمرُه؛ هو غير
معذور!. الذي ما زال ملبَّساً
عليه بشأنه؛ هذا لا
نقاطعه من أجل موقفه من أبي الحسَن -وإنْ
كنا نعتقد إنه مبتدع-؛ لكن -مع هذا كلِّه: لا أمتحن النَّاس به، فيه مشايخ كبار ما هو متَّضح لهم أمر
أبي الحسن!، أروح أقاطع
مشايخي من أجل أبي الفتن هذا؟!
هل يجوز أن أقاطعهم؟!
فلان اتَّضح له أمرُه، وفلان
ما اتَّضح له أمره.
أخي ما اتَّضح له الأمر - وأنا أعرف أنه على منهج سلفي قوي
- الاختلاف على الشخص هذا لا يَنبغي أن يتحوَّل إلى صراع وتبديع
وتفسيقٍ وإخراجٍ من السَّلفيَّة؛
هذا الذي ندين الله به)).
قلتُ: فلماذا أطلق الجنيدي ما فصَّله
الشيخ السحيمي، وزعمه أنه لا يُلزم بتبديعه مطلقاً؟!
ثانياً: الشيخ السحيمي حفظه الله تعالى
بدَّع أبا الحسن المأربي!، ووصفه بأبي الفتن!!، وبيَّن أنه لا يستحي من الكذب!، وعنده
عدة كذبات!!، ويتملَّق أمام المشايخ ويتعامل معهم بأساليب ماكرة معروفة!.
فلماذا لا تعدُّون الشيخ السحيمي من
غلاة التجريح؟!
ولماذا لا ترفعون بوجهه رسالة [رفقاً
أهل السنة بأهل السنة]؟!
يعني؛ كما فعلتم بغيره من العلماء والمشايخ
الذين بدَّعوا المأربي!!.
أم هي انتقائية؟!
ثالثاً: قول الشيخ السحيمي: ((فيه مشايخ
كبار ما هو متَّضح لهم أمر أبي الحسن)).
قلتُ: ثم يأتي بعض الشباب المتسرع يشنِّع
علينا حينما قلنا أنَّ بعض المشايخ الكبار لم يطَّلعوا على كتابات وأحوال بعض مَنْ
يزكونهم، لأنَّ أمرهم خفي عليهم.
فها هو الشيخ السحيمي يصرِّح بأنَّ
هؤلاء المشايخ لم يتضح لهم أمر أبي الحسن؛ بسبب تلبيساته وكذباته!.
فهل الشيخ السحيمي يطعن بهؤلاء المشايخ؟!
رابعاً: كيف لا توافقون الشيخ السحيمي
في تبديع المأربي، وقد بيَّن جرحه، وبيَّن حال العلماء الذين لا يبدِّعونه؟!
والجرح المفسَّر مقدَّم على التعديل
المجمل!.
ومَنْ علِمَ حجة على مَنْ لم يعلم!.
أليس كذلك؟!
قال الجنيدي: ((2/ نَقل ـ حفظه الله ـ عن الشّيخ
محمّد بن هادي أنّه أطفأ فتنةً بيْن السّلفيّين في جدّة, وقال
لهم: "احنا اتّضح لنا أمرهم لكن أنتم ما تتقاتلون عليه؟!".
فلماذا يقاتل هو الآن عليه وعلى غيره؟!
هل هذا الموقف منه خاصّ بأهل
جدّة ـ والمملكة
ـ، أمّا بقيّة المناطق والدّول يجب أن يتقاتلوا عليه؟! نرجو
الجواب من الشّيخ
محمّد بن هادي!)).
قلتُ: هذا تشغيب ليس وراءه طائل، فالشيخ السحيمي أثنى على
الشيخ محمد بن هادي على إطفاء فتنة بين السلفيين لم يتضح لهم حال أبي الحسن
المأربي.
وهذا يبيِّن - بصراحة - أنَّ علماءنا ومشايخنا لا يُلزمون
السلفيين بتبديع مَنْ لم يتضح أمره، بل ويحرصون على إطفاء الفتنة وغلق باب
الاختلاف بين السلفيين.
لكن الخلاف في "مَنْ اتضح أمره"، فانتبه يا أبا
الأشبال!، ولا تلبِّس على القراء!.
ولا فرق بين مَنْ كان في المملكة أو كان في الشام أو في
غيرهما، فالسلفيون ليسوا قوميين ولا شعوبيين، فلا تلمز يا أبا الأشبال بذلك!، واتق
الله.
قال الجنيدي: ((3/ قرّرَ الشّيخ ـ حفظه الله
ـ أنّ الذّي لم يتّضح له أمْر
أبي الحسن لا نقاطعه! ـ مع تحفظنا على حكمه عليه
ـ وهذا خلاف صنيع مدرسة
الغلاة!، فإنّهم
يقاطعون منْ لمْ يقاطع منْ لم يقاطع منْ لم يقاطع ... أبا الحسن!!))
قلتُ: وهذا من التشغيب والتلبيس، بل والكذب الصراح!.
وقد نقلتَ يا أبا الأشبال موقف الشيخ محمد بن هادي قبل قليل –
وهو من مدرسة الغلاة عندكم! – أنه أنكر الاختلاف بين السلفيين الذين لم يتضح لهم
أمر أبي الحسن!
فكيف يلزمون الناس بتبديعه وحالهم كما ذكرتَ؟!!
بل قد سُئل الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى
السؤال
الآتي: هل الشيخ ربيع يـُلزِم بقوله فيُبدِّع ويشنِّع على مَنْ لم
يلتزم
بأقواله في الحكم على الرجال؟!
فقال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى: ((بسم الله والحمد لله وصلي اللهم
وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين: أنا عرفتُ الشيخ ربيع - حفظه الله وسدد أقوالنا
وأقواله وأعمالنا وأعماله - منذ أكثر من ثلاثين سنة, وما عرفتُ أنه يحكم حكماً إلا
ويستدل عليه من الكتاب والسنة والإجماع, فيما فيه إجماع, هذا في الأحكام عامة.
وفي الجرح والتعديل؛ يَجرح الرجل إذا ثبت عنده جرح, وهذا اعني ثبوت جرح
المجروح له عندنا ثلاثة مصادر:
المصدر الأول: التسجيل المأمون من جهة موثوقة عندنا
معروفة
بالصدق والأمانة.
الثاني: نقل الثقات العدول.
الثالث: كتب الرجل أو مقالاته, وقد سلك هذا المسلك
الشيخ ربيع
حفظه الله حينما كتب عن سوءة سيد ابن قطب المصري المفكر الضال المضل،
وبين ضلاله
بما سجله وسطره في كتبه.
ما علمتُ حتى الساعة أنَّ الشيخ ربيعاً حفظه
الله يقول
مَنْ لم يقل بقولي فهو مبتدع!!!, أبداً, وإنما هذه فرية افتراها عليه
المتحزبة
المتحذلقة!, أهل الهوى, لأنَّ الشيخ حفظه الله حطم رموزهم، وكشف أستارها،
وبيَّن
ضلالها.
وهكذا كل صاحب هوى يُلحِق بأهل السنة ويلُصِق بهم ما ليس
فيهم!!, بل هم بُرءاء منه براءة الذئب من دم يوسف صلى الله عليه وسلم. أملاه:
عبيد ابن عبدالله ابن سليمان الجابري)).
فهذا الشيخ عبيد الجابري يحكي منهج
الشيخ ربيع حفظهما الله تعالى أنه لا يُلزم الناس بأقواله، وإنما يلزمهم بالأخذ
بالأدلة، وهما عندكم – يا جنيدي – من رؤوس الغلاة.
فأين دعواك؟!
قال الجنيدي: ((4/ قرّر - حفظه الله - أنّه لا
يمتحن النّاس بتبديع أبي الحسن رغْم
حكمه عليه بالبدعة!،
وهذا نقضٌ لأصل من أصول مدرسة الغلاة؛ فهم يمتحنون النّاس بتبديع أبي
الحسن؛ بل ويبدِّعون منْ لم يبدِّعه!!، ويرون ذلك ديناً؛ بل ودليلاً على السلفية!!،
بل صار الامتحان عندهم
لكلِّ أحد وبكلِّ أحد!)).
قلتُ: وهذا أيضاً من التلبس والكذب!
فالشيخ صالح السحيمي حفظه الله تعالى إنما يوجِّه كلامه – كما
قال مراراً – إلى مَنْ لم يتضح له أمر أبي الحسن المأربي، وأما
مَنْ اتضح أمره فقد قال فيه الشيخ السحيمي: ((أخي الذي لم يتَّضح له أمر زيدٍ من النَّاس
لا ألزمه؛ اللهم إلا شخص أصبح
واضحاً للعيان، أصبح واضحاً أمره للعيان)).
والشيخ السحيمي يأمر
الشباب بترك أمر المأربي وعده ميتاً، وأنه لا جدوى في الكلام حوله الآن، وأنَّ
الكلام فيه يفرق السلفيين، ويُعظِّم من حجمه!.
وكذلك الشيخ السحيمي يتكلَّم حول البلاد التي ليس لها معرفة
بأبي الحسن المأربي، فمثل هذه البلاد لا ينبغي أن ينشغل الشباب السلفي فيها
بالمأربي، وليس كلام الشيخ السحيمي في عموم البلاد فانتبه!.
ثم أهل السنة لم يبدِّعوا كلَّ مَنْ لم يبدِّع المأربي!
فهذا الشيخ عبد المحسن العبَّاد وغيره من المشايخ لم يبدِّعوا
المأربي؛ لأنَّ حاله خفي عليهم كما صرَّح الشيخ السحيمي في أول كلامه، فهل سمعتم
أحداً من السلفيين يبدِّع هؤلاء المشايخ؟!
فلماذا الكذب يا أبا الأشبال؟!!
بل هل سمعتم أحداً من علمائنا يبدِّع الحلبي عندما كان يقف في
صف المأربي سنين عدة؟!
لم يبدِّعوه حتى ظهرت له أصول مخالفة لمنهج السلف هي نفسها
أصول المأربي!، وحتى صار ينكر التجريح بالعموم!، وحتى صار يناصر وينافح عن مجموعة
من المنحرفين؛ مع علمه بانحرافاتهم!!.
نعم السلفييون ينكرون
على مَنْ اتضح له أمر أبي الحسن ولم يبدِّعه إلى الآن!، فكيف بمَنْ يدافع عنه،
ويطعن في العلماء الذين بدَّعوه، بل ويسير خلف تأصيلاته الباطلة حذو القذة
بالقذة؟!.
وهذا ما صرَّح به الشيخ السحيمي في أول كلامه حين قال: ((وما زلتُ
أنا أُردِّد كلامي هذا: الذي اتَّضح له أمرُه؛ هو غير معذور!)).
فماذا يعني يا أبا الأشبال هذا الكلام؟!
أليس فيه إلزام؟!
قال الجنيدي: ((5/ قال
- حفظه الله -: "فلان اتَّضح له أمرُه، وفلان ما اتَّضح له أمره، أخي ما اتَّضح له الأمر - وأنا أعرف
أنه على منهج سلفي قوي
- الاختلاف على الشخص هذا لا يَنبغي أن
يتحوَّل إلى صراع وتبديع وتفسيقٍ وإخراجٍ من السَّلفيَّة، هذا الذي ندين الله به".
أ/ ففي هذا
المقطع المهمّ بَيَّنَ - حفظه الله - أنَّ
الاختلاف على شخص لا يجوز أنْ يتَحوَّل إلى صراع أو تبديع أو تفسيق أو إخراج من السّلفية!!؛ وهذا خلاف صنيع مدرسة الغلاة, فمَنْ
خالفهم في حكمهم على بعض الشَّخصيات صارعوه، وبدّعوه, وفسّقوه, وأخرجوه من السّلفية!!، بل ولاحقوه
وكلَّ معارفه وكلَّ مَنْ له صلة به يعني
(إبادة!).
ولا نَنْسى أنْ نُشير – هنا
- أنّ هذا التّعامل منهم لم يُطبّق على كثيرٍ مِنَ
المشايخ؛ كالمشايخ: العباد, الفوزان, المفتي, السحيمي, الجابري، الحجوري, الوصابي ... وغيرهم!. ممَّا
يصدق عليه وصف "الازدواجية في التَّعامل!".
ب/ أنَّ
هذا الكلام منه - حفظه الله - هو تطابق كلّي مع ما قرَّره شيخنا عليّ الحلبيّ - حفظه
الله - في قاعدته
التّي أنكرها الغلاة:
"لا نجعل اختلافنا في غيرنا سبباً للخلاف
بيننا"!.
بالله عليكم - يا منصفون - هل تجدون (أيّ) فرق
بين ما قرّره شيخنا, وبين ما قرّره الشّيخ السّحيمي؟!
أيْن جلاوزة التَّبديع المنفلت؟!!
أم أنَّه إذا صدر من شيخنا
فهو باطل محض, وإذا صدر من غيره فهو حقّ محض؟!
ودعْكم - معاشر الغلاة - مِِنْ أنَّ الحلبي
يقصد كذا, والسّحيمي يقصد كذا؛ فأنتم خطّأتم - بل بدّعتم
- القول لا التّطبيق, فلو قبلتموها ثم خالفتم في بعض تتطبيقاتها لهان الخطب، ولكنّ الأمر عندكم أنّ هذه
قاعدة أهل البدع!, فما حُكمكم الآن على الشّيخ السّحيمي؟!)).
قلتُ: هذا الكلام عليه أمور:
الأول: أنَّ الشيخ السحيمي حفظه الله تعالى يؤكِّد مراراً وتكراراً
الفرق بين مَنْ اتضح له الأمر وبين مَنْ لم يتضح له الأمر، وأنَّ أصل كلامه وفحواه
عدم النزاع والتبديع في حال الاختلاف على شخص لم يتضح أمره.
وهذا ليس محل خلاف، بل الجميع متفق على ذلك!.
الثاني: أنَّ الجنيدي أطلق كلام الشيخ السحيمي من جديد وجرَّده
من القيد الذي كرره مراراً، فقال: ((الاختلاف على شخص لا يجوز
أنْ يتَحوَّل إلى صراع أو تبديع أو تفسيق أو إخراج من السّلفية!!؛ وهذا خلاف صنيع مدرسة الغلاة))، فجعل الاختلاف على شخص هكذا
مطلقاً مجرد من قيد: ((أخي ما اتَّضح له الأمر - وأنا أعرف أنه على منهج سلفي قوي)) الذي ذكره الشيخ السحيمي!!.
الثالث: أنَّ الجنيدي أستاذ في التشغيب والتلبيس، حيث وصف
السلفيين بأنهم يلاحقون مخالفيهم وكلَّ معارفهم وكلَّ مَنْ
له صلة بهم!؛ ووصف ذلك بـ (الإبادة)!!.
وهذا كذب وتشغيب.
ولا يخفى على الجميع ما أردتم أن تصنعوه من الوشاية إلى حكومتكم
وتأليب المسؤولين في الأردن والسعودية حينما تكلَّم السلفيون في رد مضامين رسالة
عمان!!.
وأما وصف السلفيين
بأنَّ عندهم ازدواجية في التعامل!!.
فلا غرابة أنَّ الجنيدي يصفهم بالإزدواجية؛ لأنه لا يفرق كما
يفرِّق الشيخ السحيمي والسلفيون معه: بين مَنْ اتضح له أمر الرجل المنحرف وبين
مَنْ لم يتضح له أمره، فالجنيدي يطالب السلفيين بالتسوية في التعامل!!، بينما
الشيخ السحيمي – الذي يتمسَّح به هذا المموِّه – يطالبهم بالتفريق في التعامل!.
ويمكن لنا أن نصفه بالإزدواجية أيضاً فنقول:
اللجنة الدائمة وفيها المفتي والشيخ الفوزان حفظهم الله تعالى
قد حكموا على شيخكم الحلبي بموافقة مذهب الإرجاء، وحذَّروا منه ومن كتبه!
والشيخ العباد حفظه الله تعالى تكلَّم في عدنان عرور وقواعده،
وبيَّن أنَّ عنده تخبط، وحذَّر منه ومنع من حضور دروسه!
والشيخ السحيمي بدَّع المأربي ووصفه بالكذب وبأبي الفتن!
فلماذا يا جنيدي لا تصفون هؤلاء المشايخ بغلاة التجريح أو
جلاوزة التبديع المنفلت؟!
ولماذا لا تضمونهم إلى مدرسة الغلاة؟!
أم هو الكيل بمكيالين كما يقول شيخكم؟!
أو الإزدواجية كما تقول؟!
الرابع: دعوى التسوية بين كلام الشيخ صالح السحيمي حفظه الله
تعالى وبين قاعدة الحلبي ((لا نجعل اختلافنا في غيرنا
سبباً للخلاف
بيننا)) دعوى
باطلة!.
لأنَّ الشيخ السحيمي ينكر الإلزام والنزاع بين السلفيين في شخص
لم يتضح أمره!، بينما شيخكم الحلبي جعل ذلك في: ((مبتدع أو سني وقع في بدعة))
مطلقاً؛ فهو لم يراعِ القيد الذي ذكره الشيخ السحيمي!، وإنما أنكر الإلزام والخصام
في مبتدع ولو استدل مَنْ بدَّعه من العلماء الثقات بالأدلة الواضحة والبراهين
القاطعة!!، بل ولو كان المبتدع حسيناً الكرابيسي نفسه!!، كما ضربه مثالاً الحلبي
في كتابه [منهج السلف الصالح]، وقد بينتُ ذلك في كتابي [البراهين العتيدة].
بينما الشيخ السحيمي ضرب مثالاً للإلزام بالتبديع في (عمرو
خالد) فقال: ((أخي الذي لم يتَّضح له أمر زيدٍ من النَّاس لا ألزمه؛
اللهم إلا شخص أصبح واضحاً للعيان، أصبح واضحاً أمره للعيان؛ أنه داعية للبدعة وداعية للشِّرك، يعني ما فيه أمل!،
وأضرب لهذا مثال: عمرو خالد)).
فهل يقبل الجنيدي الآن الإلزام في تبديع عمرو خالد؟!
أم يُنكر الإلزام مطلقاً في أي مبتدع؛ كمذهب شيخه الحلبي؟!!
قال الجنيدي: ((قال - حفظه الله -:
"أنا أخالف شيخي الشيخ
ربيع في إلزام الناس بتبديعه...،
أنا لا أُلزِم أخي الذي لم يتَّضح
له أمرُه، ولا أجعله هو يعني حبل المفاصلة"، وقال أيضاً: "هذا مثلما تفضلت,
مما اختلف فيه مع الشيخ
ربيع، أخي الذي لم يتَّضح له أمر زيدٍ من النَّاس؛
لا ألزمه"، وقال أيضاً: "وأكرِّر كلامي:
شخص لم يتَّضح له الأمر - أمر زيد من الناس-
لا أُلزِمه بما توصلتُ إليه أنا، ولا أقاطعه من أجل ذلك" اهـ.
فليُتأمّل هذا جيّداً؛ فالشّيخ
السّحيمي يُصرِّح بمخالفته
للشّيخ ربيع في إلزامه للنّاس بتبديع أبي الحسن!، وأنّه لا يجعل تبديع أبي الحسن حبْل مفاصلة يفاصل
السّلفيين به!، ويكرِّر
أنّه يخالف الشيخ
ربيعاً في إلزامه بتبديع زيد من النّاس!، إذن فهو يهدم أصلاً من أصول
الغلاة, وهو الإلزام بالتّبديع!.
فأين غلاة التّبديع مِنْ هذا
الكلام الذي
يلتقي تماماً مع ما قرّره شيخنا من أنّه لا يجوز إلزام النّاس بأحكام فلان وعلان على فلان وفلتان؟!! وهل هناك فرق بين كلام الشّيخ
السّحيمي, وكلام شيخنا الذي شنّعوا به عليه,
وبدّعوه به؟!)).
قلتُ: في هذا الكلام أمور:
الأول: نقل الجنيدي عن الشيخ السحيمي قوله: ((أنا أخالف
شيخي الشيخ ربيع في إلزام الناس
بتبديعه...)).
أقول: وضع الجنيدي نقاطاً (...) ليُفهم القارئ أنَّ مخالفة
الشيخ السحيمي للشيخ ربيع عامة؟!
والأمر ليس كذلك!!
بل كلام الشيخ السحيمي في مخالفة الشيخ ربيع في الإلزام بتبديع
المأربي فحسب!.
فالشيخ السحيمي يرى أنَّ المأربي له أساليب ماكرة ويكذب على
العلماء ويتملَّق لهم ويزين باطله ويلبِّس عليهم، ولهذا توقَّف بعض العلماء في
تبديعه، فلا يرى أنَّ هؤلاء العلماء ملزمين بتبديع المأربي لأنه لم يتضح لهم أمره.
بينما يرى الشيخ ربيع أنَّ أمر المأربي قد اتضح بما سرده هو
وغيره من العلماء والمشايخ وطلبة العلم من أدلة وبراهين تدينه، فلهذا يُطالب
العلماء بإدانته.
وهذه حقيقة المخالفة التي أرادها الشيخ السحيمي.
فالشيخ ربيع والشيخ السحيمي متفقان على عدم الإلزام بقول
المجرِّح لمن لم يتضح له حال المجروح، وعلى الإلزام وعدم العذر لمن اتضح له أمره.
ومما يدل على أنَّ الشيخ السحيمي حفظه الله تعالى لا يصف الشيخ
ربيعاً حفظه الله تعالى بالإلزام بالتبديع مطلقاً كما لبَّس الجنيدي!؛ ما نقله
شيخنا أبو محمد الهاشمي البغدادي في مقاله [الإفهام في بطلان قاعدة من قيد قبول الحق بالاقتناع أو عدم الإلزام] سؤالاً للشيخ السحيمي بمقطع
صوتي عنه:
ونص السؤال: بحكم معرفتكم الطويلة بالشيخ ربيع حفظه الله
تعالى؛ هل تعرفون عنه أنه يلزم الناس على الأخذ بقوله وأحكامه، وأنه يضلل
ويبدع كل مَنْ لم يأخذ بقوله وأحكامه؟!
فكان جواب الشيخ السحيمي: ((هذا القول غير صحيح!، ولم نعرف عن
الشيخ وفقه الله أنه يلزم الناس بأقواله وآرائه!!، ولكنه يُفصِّل في المنهج السلفي، ويرد
على الحزبيين ردودا ً مباركة وموفَّقة، ما عليها من بأس)).
فما جواب الجنيدي الآن؟!!
الثاني: الشيخ ربيع لا يُلزم أحداً بتبديع المأربي أو غيره إلا
بعد أن يقيم له الأدلة الواضحة والبراهين القاطعة في ذلك؛ وهذا أمر معلوم عنه لا
يخفى إلا على جاهل أو مكابر، فمحل الإلزام الأخذ بالأدلة الواضحة والبراهين
القاطعة.
لكنَّ البعض لا يبالي بالأدلة والبراهين، وإنما يراعي مصالح
خاصة ومواقف شخصية، ويبقى يصاحب ذاك المبتدع من غير إنكار ولا بيان لانحرافاته، بل
ويناصره ويطعن في مَنْ يتكلَّم فيه.
فماذا يصنع معهم الشيخ ربيع؟!
هل يسكت عن مثل هؤلاء؟!
ليس له إلا ما قاله الإمام أحمد رحمه الله تعالى.
قال
الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى كما في [طبقات الحنابلة: 1/160]: قلتُ لأبي
عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهـل السنة مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟
قال: ((لا، أو تُعْلِمه أنَّ الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإنْ ترك كلامه فكلِّمه، وإلا
فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه)).
هل
هذا الإلحاق مذموم أم محمود؟!
نترك
الجواب للجنيدي!
وهذا
في حال المصاحبة فقط!؛ فكيف بالمناصرة والثناء والطعن بمخالفيه؟!
وليس
للشيخ ربيع إلا ما قاله الإمام أحمد رحمه الله تعالى لما سُئل عن حسين الكرابيسي فقال:
((أخزى الله الكرابيسي، لا يُجالس ولا يُكلَّم، ولا تكتب كتبه،
ولا تجالِس مَنْ يجالسه))،
وقال مرة: ((لا تكلِّمه، ولا تكلِّم مَنْ يكلِّمه)).
أمر الإمام أحمد بمقاطعة مَنْ يُجالس أو يُكلِّم الكرابيسي؛
أليس هذا إلزام يا جنيدي؟!
ولا تنسى يا جنيدي: أنَّ الكرابيسي من بحور العلم!، وكان عالماً مصنفاً متقناً جدلياً ذكياً فطناً فصيحاً لسناً، وله مصنفات
كثيرة في الفروع والأصول نحو من مائتي جزء، وهو من قدماء تلاميذ الإمام الشافعي، وزميل
الإمام أحمد في الطلب.
لكنه لما أحدث القول في مسألة اللفظ في القرآن؛ بدَّعه الإمام
أحمد وعاداه وهجره واشتدَّ قوله فيه، حتى جاء في رواية شاهين بن السميدع عن أحمد أنه
قال: الحسين الكرابيسي عندنا كافر!، ولما بلغ يحيى بن معين أنه يتكلَّم في أحمد قال:
ما أحوجه إلى أن يضرب وشتمه، وهجره أصحاب أحمد بن حنبل وبدَّعوه وطعنوا عليه وعلى كل
مَنْ قال بقوله في ذلك!.
أقول: هل هذا الموقف يُعد من التبديع المنفلت أو الغلو في
التجريح؟!
نترك الجواب أيضاً للجنيدي!
فإنْ قال الجنيدي: الكرابيسي رأس في البدعة فيُلزم به ويمتحن؟
قلنا له: ولكنَّ شيخك الحلبي ضربه مثلاً لاختلاف العلماء
في الحكم على الرجل مع عدم الإلزام والامتحان والتبديع!!.
الثالث: يقول
الجنيدي: ((فهو يهدم أصلاً من أصول الغلاة وهو: الإلزام بالتّبديع)).
أقول: واضح من كلامه وتكراره
أنَّ الجنيدي لا يُلزم بالتبديع مهما كانت وضوح الأدلة وقوة البراهين في بيان حال المبتدع؛
وهذا في الحقيقة مذهب شيخه الحلبي!!، بل هم لا يلزمون بالجرح ولو كان مفسَّراً معتبراً،
وإنما يعدون الحكم على الأعيان من قبيل المسائل الاجتهادية التي لا يسوغ الخلاف والإنكار
فيها مطلقاً، وإنما الإلزام عندهم يكون بشرط الإجماع أو الإقناع!!.
قلتُ: ويرد ذلك كله قول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في
التسعينية (1/ 183): ((الوجه الخامس عشر: أنَّ القول الذي قالوه إنْ لم يكن حقاً
يجب اعتقاده لم يجز الإلزام به, وإنْ كان حقاً يجب اعتقاده, فلا بد من بيان
دلالته، فإنَّ العقوبة لا تجوز قبل إقامة الحجة باتفاق المسلمين. فإن كان القول مما
أظهره الرسول وبينه فقد قامت الحجة ببيان رسوله, وإنْ لم يكن ذلك فلا بد من بيان
حجته وإظهارها التي يجب موافقتها ويحرم مخالفتها)).
قلتُ: فالقول الحق لا بد من بيان حجته وإظهارها، وهذه الحجة
يجب موافقتها ويحرم مخالفتها وإن أظهرها غير الرسول وبينها؛ وهذه هي حقيقة الإلزام
(وجوب الموافقة) و (حرمة المخالفة).
فكيف يُنكر الجنيدي وشيخه وأنصاره الإلزام مطلقاً؟!
الرابع: أما قول الجنيدي: ((وهل هناك
فرق بين كلام الشّيخ السّحيمي, وكلام شيخنا الذي شنّعوا به عليه,
وبدّعوه به؟!))
جوابه: نعم، الفرق ذكره الشيخ السحيمي مراراً وتكراراً؛ وهو
وضوح أمر المجروح، فمَنْ اتضح له أمر المجروح فليس بمعذور في السكوت عنه أو تعديله
أو في عدم قبول جرح العلماء له، هذا ما بيَّنه الشيخ السحيمي.
أما شيخكم الحلبي فلا يقبل بالإلزام مطلقاً إلا بشرط الإجماع
أو اقتناع المخالِف؛ لا وضوح الحق!.
والقناعة هي رضى النفس، فبينها وبين وضوح الحق فرق شاسع وكبير،
فقد يتضح الحق لأحد لكنه لا يقتنع به؛ أليس كذلك؟! وهذا
حال أهل الجدل والعناد والكبر والهوى.
قال الجنيدي: ((7/قرَّر الشّيخ السّحيمي
- حفظه الله - أنّ بعض السّلفيين عنده تساهل في مقابلة بعض النّاس أو الاتِّصال ببعض النّاس -يعني
المخالفين- فلا يجوز بغضهم أو إخراجهم من السّلفية، وهذا
خلاف صنيع غلاة التبديع الذين جعلوا مثل هذه المقابلة أو هذا الاتصال دليلاً على البدعة, والخروج من السلفية!، بل صاروا يُبدِّعون السّلفيّين
بالغدوة والعشوة,
فلان تعشّى عند فلان؛ ألحقه به, والله المستعان!)).
قلتُ: مراد الشيخ السحيمي حفظه الله تعالى؛ أنَّ بعض الإخوة
السلفيين لم يتبين له أمر فلان من المخالفين بوضوح، فيلتقي به أو يتصل به، وهذا نوع
من التساهل كما وصفه الشيخ السحيمي، لكن لا يلزم البغض والإخراج من السلفية.
وهذا حق.
وإنما السؤال: هل يُعذر مَنْ يتساهل مع مَنْ اتضح أمره من
المخالفين؟
يجيب الشيخ السحيمي بنفسه في أول كلامه بقوله: ((وما زلتُ
أنا أُردِّد كلامي هذا: الذي اتَّضح له أمرُه؛ هو غير معذور!. الذي ما زال ملبَّساً عليه بشأنه؛ هذا لا
نقاطعه)).
فالمسألة ليست على إطلاقها يا جنيدي!.
وأذِّكر الجنيدي الذي يُطلق كلامه في جواز مجالسة
أهل البدع ببعض الآثار لعله يتذكر أو يخشى:
قال الأوزاعي: ((مَنْ ستر علينا بدعته لم تَخْفَ
علينا أُلفته)) [الإبانة 2/479]
وقال محمد بن عبيد الغلابي: ((يتكاتم أهل الأهواء
كل شيء إلا التآلف والصحبة)) [الإبانة 2/479]
وقال الإمام أحمد: ((إذا سلّم الرجل على المبتدع
فهو يحبه)) [طبقات الحنابلة 1/196]
وقال الأعمش: ((كانوا لا يسألون عن الرجل بعد
ثلاث: ممشاه، ومدخله، وألفه من الناس)) [الإبانة 2/476]
وقدم موسى بن عقبة الصوري بغداد، فذُكِر للإمام
أحمد بن حنبل فقال: ((أنظروا على مَنْ ينزل وإلى مَنْ يأوي)) [الإبانة 2/479]
وقال يحيى بن أبي كثير: ((إذا لقيتَ صاحب بدعة
في طريق فخذ في طريق آخر)) [الإبانة
2/475]
وقال الفضيل بن عياض: ((آكل مع يهودي ونصراني
ولا آكل مع مبتدع!، وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد)) [الإبانة لابن
بطة 2/460]
ولما قدم سفيان الثوري البصرةَ، جعل ينظر إلى
أمر الربيع بن صبيح وقدره عند الناس، سأل أي شيء مذهبه؟! قالوا: ما مذهبه إلا السنة.
قال: مَنْ بطانته؟! قالوا: أهل القدر. قال: هو قدري. [الإبانة 2/453]
وقال الإمام البربهاري: ((وإذا رأيتَ الرجل جالساً
مع رجل من أهل الأهواء فحذِّره وعرِّفه، فإنْ جلس معه بعد ما علم فاتقه؛ فإنه صاحب
هوى)) [شرح السنة ص 121].
فسؤالنا للجنيدي: فهل هذا من صنيع غلاة التبديع؟!
أم هؤلاء أيضاً من جلاوزة التبديع المنفلت؟!
قال الجنيدي: ((8/ حكى
بعض الطّلبة أنّه كان في الشّارع مع زوجاته الأربع، وأولاده
الثّلاثين بدون مأوى؛ بل دون بلد يفد إليه, ومع ذلك لم يرحمه الشّيخ ربيع، ولم يساعده إلاّ بتبديعه
(عرعور والمغراوي والمأربي) ونَشْر ذلك؛ فهل هذا صنيع الأئمة؟!
وقد صرّح الشّيخ السّحيمي بمخالفته
في موقفه هذا في تعقيبه.
وتأمّلوا
كلام الشّيخ ربيع هداه الله: "إن لم تنصرني؛ لن أنصرك، إن لم تقف معي؛ لن أقف
معك"!!!.
وهل هذه
قاعدة المسلمين؟!!!
أمْ أنّها
قاعدة: إنْ لم
تكن معي فأنت ضدِّي!!!)).
أولاً: وليد نصر هذا الذي ذكر هذه
القصة (مجهول) عند الشيخ السحيمي كما جاء في سؤال السحيمي عنه أثناء الجلسة!.
وأنتم يا جنيدي تشككون في أخبار الثقات!،
ولا تبنون عليها الأحكام!!، فلا أدري كيف سوَّغت لنفسك قبول خبر مجهول!، وبنيتَ
عليه حكماً أنَّ الشيخ ربيعاً لم يرحمه، ولم يساعده، وأنه على قاعدة إذا لم تكن
معي فأنت ضدي!.
فاتق الله يا جنيدي!
ومَنْ عرف الشيخ ربيعاً حفظه الله
تعالى وحرصه على مساعدة الناس لا يصدِّق مثل هذه الأخبار، وبخاصة من مثل هذا
المجهول!.
ثانياً: أين التصريح من الشيخ
السحيمي بمخالفة الشيخ ربيع في هذا الموقف؟!!
عجيب أمرك يا جنيدي!
وإنما عقَّب الشيخ السحيمي بقوله:
((هذا مثلما تفضلتَ؛ مما اختلف فيه مع الشيخ ربيع، أخي الذي لم يتَّضح له أمر
زيد من النَّاس لا ألزمه؛ اللهم إلا شخص أصبح واضحاً للعيان، أصبح واضحاً
أمره للعيان؛ أنه داعية للبدعة وداعية للشِّرك، يعني ما فيه أمل...، وأضرب لهذا
مثال: عمرو خالد)).
وهذا القاص – وليد نصر – إنما قال
في آخر قصته: ((فالمقصد: أنَّ نصائح المشايخ الاهتمام بالعلم والتعليم، وعدم.. يعني ما دخلت
في هذا..، قلتُ هذه المسألة لها ناسها، وما هي من الفروض العينية؛ بل هي..)).
فقاطعه الشيخ السحيمي بقوله:
((هذا مثلما تفضلتَ...))، أي أنَّ نصائح المشايخ الاهتمام بالعلم والتعليم وترك
الانشغال بفلان وفلان.
ثم بيَّن له الشيخ السحيمي
التفصيل في مسألة الإلزام بالتبديع، وقد تقدَّم بيانها، ولكنَّ الجنيدي أعرض عن
ذلك مراراً!!.
قال الجنيدي: ((9/ قال
الشّيخ السّحيمي
- حفظه الله -: "البعض أحياناً يصفني بالتميع يصفني بالتنازلات"،
وهذا هو منهج غلاة التّبديع, يصفون كلّ من خالفهم
بالتّمييع والتّنازل!!، فتُهمة التّمييع طالت حتّى الشّيخ السّحيمي لمّا لم يقبل أحكامهم الأخيرة!)).
أقول: نعم، وتهمة التمييع
والتنازلات طالت الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى من قبل أتباع فالح الحربي الحدادية
الغلاة.
فماذا كان؟!
هل نفهم من ذلك عدم وجود تمييع
وتضييع وتنازلات من قبل البعض؟!
أم أنَّ كلَّ مَنْ وَصَفَ غيره
بالتمييع يكون من غلاة التبديع؟!!
إذن فما تقول يا جنيدي في الإخوان
المسلمين؟!
أليسو من المميعين؟
احذر يا جنيدي أن تقول: من
المميعين، فتقع في منهج غلاة التبديع!!، بل وتخالف شيخكم الطيباوي الذي أدخلهم في
أهل السنة!.
قال الجنيدي: ((10/ صرّح
حفظه الله
أنّه سَحب نفسَه منْ مسألة تبديع أبي الحسن فقال: "أنا من زمان سحبت نفسي مما يتعلَّق
به، خلاص، الكلام فيه غير مُجدي، الكلام في موضوع أبي الحسن
الآن غير مجدي، يزيد النار أواراً، ويزيد الفرقة فرقة، أنا هذا الذي أعتقده فيه"، وهذا مخالف لمدرسة الغلاة الذّين يعتبرون
الكلام فيه هو عين السّلفية!!،
فما موقفهم الآن مِنَ
الشّيخ السّحيمي؟!))
أقول: هذا من التلبيس!
الشيخ السحيمي أكَّد في كلامه أنه
يبدِّع المأربي ولا زال على ذلك فقال: ((ولكني
أنا أبدِّعه وما زلتُ أبدعه!؛ ليش؟ لأنني متَّضح لي أمرُه، واتَّضح لي كذبُه، يكذب عشرين مرة في اللحظة الواحدة!، ولا يستحي مِن
الكذب!، وإذا جاء المشايخ الكبار يتملَّق!؛
هذا عارفينه، الأساليب هذه عرفناها من زمان مِنه ومن أمثاله!، لكن يكفي أنه في اليوم
الثاني كذب علينا عدة مرات!؛ شفت كيف؟!)).
فلم يسحب الشيخ السحيمي نفسه من
مسألة تبديع أبي الحسن المأربي وبيان حاله إلى لحظة هذه الجلسة المعلَّق عليه.
وإنما أراد بأنه سحب
نفسه من الكلام فيه، لأنه فاصله، فلا جدوى في تكرار الكلام فيه، وهو عنده في حكم
الميت، وقد أُعطي أكثر من حجمه، وقد صرح الشيخ السحيمي بذلك فقال: ((لهذا
السبب: أنا أريد من الطَّرفين إماتة موضوع أبي الحسن تماماً، اعتبروه كأنه مات، إماتة موضوعه تماماً, شوف والله لو أميت موضوعه؛
لما وصل، نحن أعطيناه أكبر من حجمه!!،
هو أراد أن يحتل مكان الشيخ مقبل هو ومعه مجموعة حتى من اليمنيين!!)).
وأما
قول الجنيدي: ((وهذا مخالف لمدرسة الغلاة الذّين يعتبرون الكلام فيه هو عين
السّلفية!!)).
أقول: هذا من تشغيبات القوم؛ بل السلفيون يعتبرون
بيان حال المجروحين وانحرافاتهم من أصول المنهج
السلفي؛ قال تعالى: ((وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ))،
وقال صلى الله عليه وسلم: ((يحمل هذا العلم
من كل خلف عدوله: ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)).
قال
الجنيدي: ((11/ صرّح الشّيخ السّحيمي حفظه الله بأنّه يوافق الشَّيخ عبد المحسن
العباد في رسالته "رفقاً أهل السنّة بأهل السنّة" ؛ بل قال: "وأنا قد أوافقه
على كثير من تسرعهم"، فهو يعتبر المشايخ المُنتقَدِين في رسالة العلامة العباد
مُتسرِّعين أو عندهم كثير من التَّسرع!!. وهنا الشّيخ حفظه الله يخالف مدرسة
الغلاة في موقفهم من رسالة العلاّمة العباد, فهو ينصح
بها, وهم يحذّرون منها؛ بل بدّعوا من ينشرها أو يطبعها, ونسوا كاتبها أو خافوا منه!!)).
قلتُ: الجنيدي جعل بين الشيخ العباد
والشيخ السحيمي وغيرهم من المشايخ الذين وافقوا على نشر الرسالة وبين المشايخ الذين
عندهم ملاحظات عليها أو لم يقبلوا نشرها لما سيقع من استغلال لها، جعل الجنيدي بينهم
خلاف.
بينما نلاحظ من كلام الشيخ السحيمي
أنه لا يوجد خلاف بينهم؛ حيث قال: ((لما ظهر كتاب شيخنا الشيخ
عبد المحسن حفظه الله "رفقًا أهل السُّنة بأهل
السُّنة"؛ بعض الإخوة وجد في نفسه كون الشيخ خصّ بعض الأشخاص وكذا، ولما ظهر الكتاب الذي بعده - وهذا أشد - والشيخ أشار إلى بعض المشايخ.
اتصلتُ بالمشايخ كلهم الذين
صرح بأسمائِهم، فقلت: لي عندكم رجاء؛ هذا شيخنا
جميعاً، إن سكتم وتلطَّفتم مع الشيخ، وبيَّنتم له ما عندكم مِن توضيحٍ يُجلِّي ما كان إن كان شيئاً صار خافياً عليه فبِها!؛
لكن إيَّاكم ثم إيَّاكم أن تستغلوا
الأمر في الكتابات في الإنترنت ولا الكلام في الشيخ.
سبحان الله؛ لما طبَّقوا هذا
- ما عدا واحد منهم -؛ أصبحوا هم والشيخ كأنَّ
شيئاً لم يكن أبداً، إذا تقابلوا يتعانقون، ويتراسلون، بل إنَّ الشيخ حفظه اللهُ هو مرسل للشيخ ربيع كتاب يقول: سوِّي مقدمة
لهذا الكتاب!!.
يعني: إذا لم توسَّع الدائرة يمكن احتواؤها، مع أنَّ الشيخ جزاه
الله خيراً تكلم فيهم بصراحة، وأنا
قد أوافقه على كثير من تسرعهم؛ لكن مع ذلك: هم تلاميذه.
حتى قلتُ له: شيخي طبعاً لا
أتجرأ عليه, قلت له: يا شيخ: "رفقًا أهلَ السُّنة
بأهل السُّنة" هكذا كتابكم في العام الماضي، وهذا طبقوه هذا العام أنتم!؛ طبعاً
شيخي ما بيني وبينه كلفة. قال: جزاك الله خيراً.
فسبحان الله؛ الآن بالعكس:
يعني هو والمشايخ اللي هو تكلَّم فيهم كأنَّ شيئًا لم يكن، والسبب أنَّ المشايخ التزموا
بعدم إثارة شيء حول كتابة الشيخ،
وأقنعتهم إذا سألهم أحد من هؤلاء المتسرِّعين؛ قولوا له: هذا
شيخنا ونحن في تفاهُم معه، ولا يَعنيكم ما كتب)).
فيا جنيدي لماذا تسعى في التفريق بين
المشايخ والتحريش بينما يسعى الشيخ السحيمي في احتواء الخلاف؟!
ثم ماذا يعني قول الشيخ السحيمي:
((وبيَّنتم له ما عندكم مِن توضيحٍ يُجلِّي
ما كان؛ إنْ كان شيئاً صار خافياً عليه فبِها))؟!
أليس معناه جواز خفاء شيء على الشيخ
العباد من أحوال المتنازع عليهم؟!
وأنَّ الحجة في وضوح الأمر وجلائه؟!
قال الجنيدي: ((12/
قرّر حفظه الله أنّه: "أحياناً حتى المبتدع
يقتضي الأمر عدم هجره"؛ خلافاً لمدرسة الغلاة الذين
يطردون الهجر مع كلّ
منْ يخالفهم في أحكامهم من السّلفيين؛ فضلاً عن المبتدعة!!.
فهل سيُبدّعون الشّيخ
السّحيمي؛ لأنّه يراعي المصلحة حتّى في هجر أهل البدع؟!))
قلتُ: وهذا من التشغيب أيضاً!
وكلام الشيخ السحيمي حفظه الله تعالى مجمل، وهو على إجماله لا غبار
عليه.
نعم، أحياناً حتى المبتدع
يقتضي الأمر عدم هجره إذا كان في ذلك تأليف له وتلطف به لعله يرجع إلى السنة، ويؤكِّد هذا
ما قاله الشيخ السحيمي بعد: ((بعض النَّاس الذين ما زلنا
نعاشرهم ونحاول أن نلطِّف الأمر معهم)).
فمعاشرة المبتدع في فترة النصيحة والصبر والتلطف لا خلاف فيها،
وهذا الشيخ ربيع حفظه الله تعالى يصبر على أهل الانحراف فترة طويلة من الزمن،
يتطلف بهم ويجالسهم لينصحهم، فإنْ لم ينفع معهم وأصروا على باطلهم، تكلَّم فيهم
وقاطعهم.
لكن أين هذا من تعطيل
الهجر والتحذير والتجريح على الإطلاق في هذا العصر؟!
بل أين هذا من إنكار الهجر والتحذير والتجريح الصادر من قبل
العلماء بالأدلة والبراهين في حق أهل الأهواء والمنحرفين؟!
قال الجنيدي: ((13/ ذكر
الشّيخ حفظه الله أنّه نبَّه الشّيخ ربيعاً على بعض طلبته
وبعض مَنْ حوله, الذّين يُقوِّلُونه ما لم يقل, ويوصلون له الأمور على خلاف ما هي عليه!، وبَيَّن
أنّه يعرفهم!!، بل سمّى بعضاً منهم كـ (سلطان الجهني!) الذّي
مازال يصول ويجول في سحاب, وقد نهره الشّيخ وزجره ولم يرتدع!، وهو من أصحاب الوجهين يأتي فالحاً
بوجه, ويأتي ربيعاً بوجه, يطعن في هذا عند هذا, ويطعن في هذا
عند هذا, نسأل الله العفو والعافية، وهذه النّماذج هي التيّ تُحيط بالشّيخ ربيع وتُؤثّر
فيه, وتنقل له الأخبار الكاذبة, ومِنْ أقربها: تأثيرهم عليه حول كتاب "الإبانة" للشَّيخ محمّد
الإمام!!، صرّح الشّيخ السحيمي بأنّ في بيْت الشّيخ ربيع مندسُّين هم الذين يثيرون الفتن!!، فهل الشّيخ السّحيمي حفظه الله يطعن في
الشّيخ ربيع لمّا وصف سوء بطانة الشّيخ ربيع؟!، وهل جاوزنا نحنُ الحقيقة عندما بيّنا
حال بطانة الشّيخ ربيع مِنْ قبل؟!، فها هو
الشّيخ السّحيمي
يعرفهم, ويعرف حالهم؛ فلماذا جعلوا الكلام
فيهم طعناً في الشّيخ ربيع؟!!،
بعد أنْ بَيَّن الشّيخ
السّحيمي حال بطانة الشّيخ ربيع نقول:
هل يصحُ بعد هذا أنْ يقول
الشّيخ ربيع في نصيحته
الأخيرة: " وعليهم أن يعيدوا النظر في
بطانتهم بجد فإن الأمر خطير"
قاصداً
بذلك المشايخ الذّين خالفوه؛ وبالدّرجة الأولى الشّيخ
العباد؟!.
أيْن بطانتك مِنْ بطانة الشّيخ العباد؟
فالذي عليه حقيقة أنْ يُغيِّر بطانته ـ وليس
فقط يعيد النّظر ـ هو فضيلتكم.
ولا أدري لماذا لَمْ يقبل نصيحة الشّيخ السّحيمي في هذه البطانة
الفاسدة المُفسِدة؟!)).
أقول: لم ينصف الجنيدي الشيخ السحيمي
حفظه الله تعالى!، فلم يكمل كلامه!!، لأنَّ كلام الشيخ السحيمي فيه نقد لبعض بطانة
الطرفين؛ حيث قال بعد: ((كما قد يأتيكم أحد ويُصوِّر
لكم مِن إخوانكم على خلاف ما يكونون،
أو يُقوِّلونهم ما لم يقولوا))، وقال: ((قد يُنسب
إليكم أنتم ما لم تقولوا، وقد يُنسب لإخوانكم
الطرف الآخر ما لم يقولوا، وقد يكونوا خلوني أكون صريح: قد يوجد مُندَّس -عندكم
وعندهم- يُظهر السَّلفيَّة وهو كذَّاب))، وقال: ((أنا لا
أشك أن ثمَّة مندسِّين بينكم، وثمة مندسين عند الأخ
أحمد واللي معه، وثمة
مندسون في بيت الشيخ ربيع - في داخل
بيته - مِن العشرات اللي يجون يأكلون ويشربون ويلعبون)).
لكنَّ الجنيدي تغافل عن هذا كله!!،
وأظهر كلام الشيخ السحيمي في بعض بطانة الشيخ ربيع فحسب!.
ومسألة وجود بطانة سيئة عند العالم لا
يلزم منها الطعن به بسببها؛ بل احتمالية تلبيس البعض على أهل العلم ونقل الحقائق
المزيفة أمر وارد وواقع.
لكن هذا لا يبرر لأحد أن يصف العالم بأنه
ألعوبة بيد البطانة السيئة كما فعل كتَّاب منتديات كل السلفيين مع الشيخ ربيع!،
كما قال الجنيدي هنا: ((وهذه النّماذج هي التيّ تُحيط
بالشّيخ ربيع وتُؤثّر
فيه))!!.
نعم قد يلبِّس البعض على عالم،
ويصورون له غير الحق حتى يحصلون منه على ما يريدون من أحكام ومواقف، لكن هذا يحتاج
إلى أدلة وبراهين تدل على ذلك، وليست مجرد دعاوى!، وإلا صارت مسألة البطانة السيئة
تهمة لكل عالم لا تقبل أحكامه ونصائحه عند البعض!!.
وأخيراً:
أختم بما قال الشيخ السحيمي حفظه الله
تعالى في شأن الشيخ ربيع حفظه الله تعالى:
سؤال/ شيخنا حفظكم الله، ولله الحمد أنتم الوحيدون حسب
علمي الذين
تذكرون وفي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيخنا الشيخ ربيع أنه من
زمرة
العلماء الذين يرجع إليهم في النوازل، فما رأيكم فيمن يتكلم على الشيخ ربيع
خصوصاً،
وينال منه ويتهمه أنه ليس على منهج العلماء الكبار؟!
فكان جواب الشيخ السحيمي:
((الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ بخصوص هذا السؤال
المتعلق
بالحملة على مشايخ الدعوة السلفية، هذا أمر كما يقال: شنشنة تعرف من أخزم.
وعلى رأس مَنْ تعرَّض إلى تلك الحملات شيخنا الفاضل العالم
الجليل المحدث الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، الذي له جهود مباركة طيبة في التأصيل، وفي الرد
على أهل البدع، فجزاه الله خير ما يجزي به عباده الصالحين.
فمثل هذه الحملات ليست غريبة على أهل السنة،
وشيخنا لا
يحتاج إلى تزكية من أمثالنا من التلاميذ، وإشادتي به في إجابات المسجد
النبوي
وغيره واعتباره من ضمن علمائنا الأفاضل أمر أدين الله به، وأتقرب إلى الله به.
وأنا سأعد أيضاً من جديد بعض العلماء على سبيل المثال لا على
سبيل الحصر فمشايخنا الذين تعرفونهم:
شيخنا ابن عثيمين والشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ حماد
الأنصاري
وغيرهم من مشايخ الدعوة السلفية البارزين الذين لهم جهودهم المباركة في
نشر المنهج
السلفي والذب عنه، ومشايخنا المعاصرون الموجودون نسأل الله لهم التوفيق
والسداد
ويجزيهم خيراً، وعلى رأسهم سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل
الشيخ
والشيخ صالح بن محمد اللحيدان والشيخ صالح بن فوزان الفوزان والشيخ عبد
المحسن بن
محمد العباد البدر والشيخ ربيع بن هادي المدخلي والشيخ علي بن ناصر
الفقيهي
وغيرهم من المشايخ ومعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون
الإسلامية
والأوقاف والدعوة والإرشاد، وغيرهم ممن لهم جهود مباركة وطيبة في نشر
المنهج
الحق.
وأقول: أنَّ مَنْ يحاول النيل من الشيخ أغلبهم إما حزبي مريض
بمرض الحزبية المقيتة!، وإما حاقد مريض أيضاً مرضاً قلبياً!، وإما سيء الفهم!.
وكم من عائب قولاً صحيحاً .... وآفته من الفهم
السقيم
وأقول لهم: لا يضر البحر أمسى زاخراً... إنْ رمى فيه غلام
بحجر)).
أقول:
فما هو قول الجنيدي في ثناء الشيخ السحيمي على شيخه الشيخ ربيع
حفظهما الله تعالى هذا؟!
فليتق الله الجنيدي وأمثاله، ولا يحرفون كلام العلماء والمشايخ
ليوافق أهواءهم وتأصيلات شيخهم!.
والله الموفِّق.
وكتبه
أبو معاذ رائد آل طاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أرجو عند كتابة تعليقك تذكر ما يأتي:
1. تذكر قول الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
2. تعليقك سيظهر بعد مراجعته من قبل الإشراف إن شاء الله تعالى.
3. يفضل كتابة التعليق باسم لائق، واستعمال اللغة العربية الفصحى قدر الإمكان.