الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومَنْ سار على نهجه إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فقد أطلعني أحد إخواني الأفاضل المقربين
لي على مقال بعنوان [سيرة الشيخ عدنان العرعور حفظه
الله وبعدها تزكيه له] في أحد المواقع!، وما في هذا المقال من
تلبيس وخلط للحقائق، فأحببتُ التعليق على مقطعين فقط:
الأول: قول عدنان عرعور قال: ((خير السلفيين في عقيدتهم وعلمهم، وخير التبلغيين في دعوتهم
وتضحيتهم، وخير الإخوان في تنظيمهم
واهتمامهم بشؤون المسلمين العامة. ولو اجتمع خير هذه الثلاثة لكتب النصر للمسلمين
بإذن الله، أما أن نبقى هكذا فهذا ليس في صالح المسلمين!!.
وهذا
الأمر في الأتباع لا في أصل دعوتهم!, وإلا فإنَّ دعوة أهل السنة والجماعة هي
دعوة
الحق. لكن كما لا يخفى عليك أنَّ الدعوة شيء والأتباع شيء آخر, كذلك الإسلام شيء
وأتباعه
شيء آخر)).
قلتُ: وهذا برهان على
غثائية هذا الرجل!، الذي تصدَّر في الفضائيات والمواقع، ولبس لباس السلفية زوراً
وتلبيساً على عوام الناس.
يريد هذا الرجل في
سلسلة من المجالس واللقاءات الصوتية والمرئية بما يسميه ((الطريق إلى وحدة الأمة)) أن يجمع السلفيين والتبليغيين والإخوان
المسلمين في إطار [أهل السنة والجماعة]!!.
وهذا ما يحرص عليه
الطيباوي وأمثاله اليوم!!.
لا يدري هؤلاء أنَّ
وحدة الأمة في تمسكها بكتاب ربها وسنة نبيها وبفهم الصحابة ومَنْ تبعهم بإحسان إلى
يوم الدين!، وأنه لا يمكن أن تجتمع الأبدان على الحقيقة إلا باجتماع القلوب،
واجتماع القلوب لا يمكن أن يحصل إلا على عقيدة السلف الصالح.
فهل حزب الإخوان وهم الخليط
من عدة عقائدة باطلة؛ على عقيدة السلف الصالح؟!
أم هل حزب التبليغ الصوفي
على عقيدة السلف الصالح؟!
لكن عدنان والطيباوي
وأمثالهم وأذنابهم يريدون جمع الأبدان مع اختلاف القلوب؛ وهذا من سفاهة عقولهم،
والله تعالى يقول: ((بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا
وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ)).
المقطع
الثاني: قال عدنان عرعور: ((يمكن تقسيم تلاميذ الشيخ
الألباني رحمه الله إلى ثلاث طبقات:
الأولى: الذين عاصروه في أول
دعوته، وأخذوا عنه مشافهة وقراءة، والتزموا
بمنهجه،
وهؤلاء لا يزيد عددهم عن العشرة، ممن
يؤخذ منهم العلم، ومنهم الشيوخ: محمد عيد العباسي، ونسيب الرفاعي، ومحمود مهدي
استنبولي، ونافع الشامية, وعلي خشان، وخير الدين الوانلي، وأحمد سلام
وغيرهم..، وإنْ شئت أن أذكر العاشر لذكرته!.
وأكثر هذه الطبقة تأليفاً: هم الشيوخ
خير الدين، ومحمود مهدي، ثم الرفاعي، ثم محمد عيد العباسي ثم أحمد سلام ...،
الطبقة الثانية: هم الذين تأثروا أولاً
بكتبه، وعايشوه في كثير من الجلسات أو قليل، ولم
يدرسوا عليه، وعامة هؤلاء من الأردن، وفيهم قليل من غيرها. ومن
أشهر
هؤلاء الشيوخ: عزمي الجوابرة, والدكتور باسم الجوابرة, والدكتور عاصم القريوتي،
ومشهور
آل سلمان، وحسين العوايشة، وعلي الحلبي، وغيرهم كثير.
الطبقة الثالثة: هم الذين جلسوا معه
قليلاً، ودرسوا عليه قليلاً، وتأثروا بمنهجه، وبخاصة لما
كان بالجامعة الإسلامية، ومن هؤلاء الشيوخ: عبد الرحمن عبد الصمد، وهو رجل فاضل
عالم غير أنه مغمور، واغتيل على أيدي اليهود رحمه الله، والشيخ عبد الرحمن عبد
الخالق، وغيرهم .
ومن هذه الطبقة من لقيه مرة أو مرتين، أو رحل إليه، فتأثر به تأثراً بالغاً، ومن أشهر هؤلاء الشيوخ: الشيخ مقبل الوادعي، والشيخ أبو إسحاق الحويني وغيرهم .
ومن هذه الطبقة من لقيه مرة أو مرتين، أو رحل إليه، فتأثر به تأثراً بالغاً، ومن أشهر هؤلاء الشيوخ: الشيخ مقبل الوادعي، والشيخ أبو إسحاق الحويني وغيرهم .
ومن هاتين الطبقتين من يزعم أنه على
منهجه تفصيلاً، وليس الأمر كذلك، وقد كنتُ عرضتُ هذا التفصيل على شيخنا محمد عيد
فأقره.
وأما الكتب التي ألفتها الطبقة الأولى
فكثيرة:
من أهمها: بدعة التعصب المذهبي، رسالة في المسجد، رسالة في مس الحائض والجنب
للقرآن،
تحقيق منار السبيل للشيخ محمد عيد العباسي، دلائل الخيرات، المسجد في
الإسلام، المرأة المسلمة في ضوء الكتاب
والسنة، قصص البطولة، مولد المصطفى، معراج
المصطفى،
معجزات المصطفى، مدرسة الشيطان؛
للشيخ خير الدين، وله كتب أخرى تحت الطبع: كيف حج النبي، تحفة العروس، دين الغد،
عظمة الإسلام، التربية في الإسلام، أسرار
العشاق، تقاليد يجب أن تزول، السبيل إلى أسرة أفضل، غارة الاستعمار والتبشير،
أطفالنا ضحايانا، التضامن الاجتماعي الإسلامي، عبقرية الإسلام في التربية، أنا
مؤمن بالله لماذا؟، دولة الإسلام، حوار بين الفلاسفة حول تأمين الأخلاق للشيخ
محمود مهدي، نظرات في منهج الإخوان المسلمين، ما أنا عليه وأصحابي للشيخ أحمد
سلام)).
أقول:
ولي على كلامه هذا وقفات:
الأولى:
أنه وصف الطبقة الأولى بأنهم التزموا منهجه!!؛ وهذا باطل
لا يخفى على أحد، فأغلب هؤلاء تكلَّم عليهم الشيخ الألباني رحمه الله تعالى قبل
وفاته، ومنهم مَنْ هجره وحذَّر منه، وبيَّن مخالفاتهم في مجالسه وكتبه.
الثانية: أنَّ
الشيخ الألباني رحمه الله تعالى قال في نسيب الرفاعي الذي يصف نفسه بـ"مؤسس الدعوة
السلفية وخادمها"!!: ((ولهذا فادعاء
إنسان مهما علا وسما تأسيس هذه الدعوة الإلهية المباركة؛
إنما هو في الحقيقة خطأ جسيم وجرح بليغ؛ هذا إن لم يكن شركاً أكبر،
والعياذ بالله تعالى. فلا ندري كيف وقع هذا من رجل عاش دهراً طويلاً مع إخوانه في حلب وغيرها
من البلاد الشامية في الدعوة السلفية التي من أخص خصائصها وأهم
اهتماماتها محاربة الشركيات والوثنيات اللفظية فضلاً عن الشركيات الاعتقادية؟!. ثم اعتزلهم جميعاً فكان هذا الانحراف الخطير من آثار الخروج عن
الجماعة)) [التوسل أنواعه وأحكامه].
وقال فيه: ((سبقه إلى هذه
الدعوى الكاذبة بعض مَنْ يدَّعي
السلفية!، بل ويزعم أنه "مؤسس الدعوة السلفية!"، ثم قيد ذلك بعد أن بينا له
خطأه في بعض رسائلي بقوله:
"بحلب"!، ثم رفع هذا الزعم كله في بعض ما كتب بعد؛ ألا وهو الشيخ محمد نسيب الرفاعي))
[السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني حديث رقم (4351)].
وقال فيه: ((والحديث نص صريح في أنَّ
أهل البيت رضي الله عنهم يجوز فيهم ما يجوز في غيرهم من المعاصي إلا من عصم الله تعالى،
فهو كقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة في قصة الإفك: "يا عائشة ! فإنه قد بلغني
عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله و إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله و توبي
إليه .. " أخرجه مسلم؛ ففيهما رد قاطع على مَنْ ابتدع القول بعصمة زوجاته صلى
الله عليه وسلم محتجاً بمثل قوله تعالى فيهن: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت و يطهركم تطهيراً"، جاهلاً أو متجاهلاً أنَّ الإرادة في الآية ليست
الإرادة الكونية التي تستلزم وقوع المراد و إنما هي الإرادة الشرعية المتضمنة للمحبة
و الرضا؛ وإلا لكانت الآية حجة للشيعة في استدلالهم بها على عصمة أئمة أهل البيت وعلى
رأسهم علي رضي الله عنه، وهذا مما غفل عنه ذلك المبتدع مع أنه يدَّعي أنه سلفي!!))
[السلسلة الصحيحة حديث (1904)].
وقال: ((وفيه دليل على عدم عصمة
نسائه صلى الله عليه وسلم خلافاً؛ لبعض أهل الأهواء!))
[السلسلة الصحيحة حديث (1208)].
وقد ذكر الشيخ الألباني رحمه الله تعالى قصة محمد نسيب
الرفاعي كاملة ودعواه في عصمة أزواج الأنبياء وأهل بيته وذريته، فانظر [السلسلة
الصحيحة حديث (2507)].
الثالثة:
أما محمد عيد عباسي
فقد قال في خليفة المسلمين وكاتب الوحي الأمين معاوية رضي الله عنه: ((إنني أبغض معاوية في الله
فهو رأس
الفئة الباغية))!!.
وقال: ((إنَّ معاوية ليس من كتبة الوحي!؛ بل
فضَّل بطنه على كتابة الوحي))!!.
وقال: ((ليس المقصود بالصحابة أمثال معاوية!؛
بل المقصود أبو بكر وعمر))!!.
ولما ردَّه البعض وأنكر عليه هذه الأقوال، قال له:
((أنت ترد حديث
النبي بأنَّ معاوية
رأس الفئة
الباغية؛ لأنَّ معاوية وجيشه هم الذين قتلوا عماراً))!!، وانظر مقال [ضلال محمد
عيد عباسي عامله الله بما يستحق] في منتديات
البيضاء.
وأنا أنصح عدنان العرعور أن يترك مناظرة
الرافضة ويتوجَّه إلى مناظرة إخوانهم أمثال: سيد قطب؛ الذي طعن بعثمان ومعاوية
وعمرو بن العاص رضي الله عنهم، ومحمد عيد عباسي؛ هذا المعتوه الذي لا يدري ما يخرج
من رأسه!.
لكن أقول:
مَنْ يهن يسهل الهوان عليه ... ما لجرح بميِّت
إيلامُ
فعدنان العرعور يثني ويمجِّد سيد قطب!، ويعدُّه
أفضل مَنْ تكلَّم في المنهج كما صرَّح بذلك، وينتصر له ويطعن بمَنْ يبين ضلالاته
وانحرافاته، فكيف نرجو منه أن يبين رافضيته؟!.
قال إمام أهل السنة والجماعة أحمد رحمه الله تعالى في طبقات
الحنابلة: ((ومن السنة
الواضحة الثابتة البينة المعروفة: ذكر محاسن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجمعين، والكف عن ذكر ما شجر بينهم، فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أحداً منهم، أو تنقصه، أو طعن
عليهم، أو
عرّض بعيبهم، أو عاب أحداً منهم؛ فهو مبتدع، رافضي خبيث، مخالف، لا يقبل الله
منه صرفاً
ولا عدلاً)).
وقال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى في العقيدة الطحاوية: ((ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا
نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق
وطغيان)).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في العقيدة الواسطية: ((ومن أصول أهل السنة والجماعة: سلامة
قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم)).
الرابعة: أنَّ هذه الطبقات مبنية
على موافقة ما يهواه العرعور، والشيخ الألباني رحمه الله تعالى ليس شماعة يتعلَّق
بها كل منحرف وزائغ!، بل الشيخ من أئمة الدعوة السلفية، وتتلمذ على يديه كثير من
طلبة العلم، وجالسه الكثيرون، وانتفع به كل سلفي صغيراً كان أو كبيراً عالماً كان
أو طالباً للعلم.
وليس الألباني دعاية لجمعية أو
مطبعة أو جماعة أو مركز، بل الألباني عالم راسخ، جاهد في سبيل بيان منهج السلف
الصالح ودحض البدع والضلالات، فكلُّ مَنْ كان على سبيله القويم فهو من ثماره وطلابه
ولو لم يلتق به مرة، وكلُّ مَنْ خالف السبيل الذي كان عليه رحمه الله تعالى فليس
بينه وبين الألباني صلة موروثة؛ ولو صاح بأعلى صوته أنه من طلابه!!.
الخامسة: أنَّ عدنان العرعور لم
يذكر الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى من طلاب الشيخ الألباني رحمه الله تعالى الذين
درسوا على يديه في الجامعة الإسلامية، وهذا من أحقاده وعدم إنصافه!، مع أنه ذكر منهم
عبدالرحمن عبدالخالق!، والطيور على أشكالها تقع!.
السادسة: ما هو موقف
"منتديات كل السلفيين" من هذا التقسيم العرعوري!
لو قسَّم مثل هذا التقسيم أحد من
السلفيين لأقاموا الدنيا عليه!، ووصفوه بالكذب والتلبيس!، أما عدنان عرعور، فلا
نسمع لهم معه إلا همساً!.
وأخيراً أقول:
قد جاء في مقال [موقف إمامنا الألباني من رد
الشيخ المدخلي على الشيخ عدنان فيما نقله شيخنا الحلبي] لعماد طارق العراقي في
منتديات كل السلفيين!، والتي هي بإشراف علي الحلبي: ((وقفتُ على مقطع صوتي لشيخنا
الحلبي, نقل فيه حفظه الله موقف الشيخ
الألباني رحمه الله من مؤاخذات الشيخ ربيع المدخلي
على الشيخ عدنان عرعور حفظهما الله, جاء فيه: "عندما ذكرتُ
لشيخنا الألباني حفظه الله شيئاً من حجج الشيخ ربيع في الرد على عدنان ونقضه ونقده، قال: هذه
أمور حق يجب على عدنان أن يجيب عنها بوضوح، ولا يكتفي
بمجرد القول أو مجرد أن يقول: إجمال وتفصيل، وعموم وخصوص، إلى آخر هذه
الكلمات التي قد لا تصلح ولا تنفع في مثل هذا")).
وفي تسجيل صوتي في مقال بعنوان [المكالمة
التي أُجريت بين الشيخ عدنان حفظه الله والشيخ العثيمين رحمه الله] في منتديات كل السلفيين
أيضاً!، سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن عدنان عرعور: ((السائل:
يا شيخ ما قولك في الشّيخ عدنان عرعور؟ الشيخ ابن عثيمين: تكلَّم فيه الناس، وأنا يعني لا أعلمُ عنه...؛ لكن
تكلَّم فيه بعضُ النّاس. السائل: نعم؛ تكلَّم فيه الشيخ الفوزان، والشيخ الغُديّان،
....، ومحسن العبّاد وغيرُهم، هل يا شيخ تنصح به أم لا؟ الشيخ ابن عثيمين: هؤلاء
العُلماء الثلاثة عندنا ثقات، السائل مقاطعاً: وحتى الشيخ ربيع تكلم فيه، فواصل الشيخ ابن عثيمين
كلامه: أقول هؤلاء الثلاثة عندنا ثقات، السائل: هل لا نسمعُ له يا شيخ؟، الشيخ ابن عثيمين يسأل: نعم؟، فيعيد السائل سؤاله: هل لا
نسمعُ له؟، نصحونا بعدم السماع لأشرطته....، فقال الشيخ ابن عثيمين: لو نَصَحنِي
هؤلاء...، لأخذتُ بنصيحتِهم.
وفي تسجيل صوتي في المقال السابق؛ سُئل الشيخ عبد
المحسن العباد حفظه الله تعالى: هُناكَ بعضُ
القَواعد يا شيخ قَدْ تَلتبِس عَليْنَا فَنَوَدُّ طرحَها عَلى فضيلَتِكُم
لِتُبدُوا تعليقَكُم عليهَا، وهل هيَ مُوافقة لما عليهِ أهلُ السنةِ من أصُول
ثَابتَة وضَوابِط مُستَقرة مثل القَاعدَة التَالية: "نُصَحِّح ولا
نُجَرِّحْ"، والقاعدَة الأخرَى: "إذَا حَكَمتَ حُوكِمتَ وَ إذَا دَعوتَ
أُجِرتَ"؟
فقال الشيخ العبّاد: هَذهِ القَواعد التي ذَكرتَها
أو التي أَشرتَ إليهَا من صَاحبُها؟
فقال السائل: يا شيخ صَاحبُهَا يُدعَى عدنان
عَرعُور.
فقال الشيخ العباد حفظه الله
تعالى: ((أَنا نَصيحَتي لكُم أنَّكُم لا تَشتَغلُونَ بِكلامِه ولا
بِقواعدِه!، ولا تَلتفتُونَ إلى ما عندَهُ!، لأنَّ عندَه تخليط!!، وأنا سبقَ وأن
اِطَّلعتُ على شيءٍ من كلامِه، وَرَأيتُ فيهِ كلاماً مَا يَصلح ولا
يَنبَغي، ولهذا ينبَغي اجتناب يعني كلامه، وعدم الاهتمام والاشتغال
بهِ، والإنسَان يَشتغل بِكَلام العُلمَاء المحقِقين مثل
أشرطَة
الشيخ ابنُ باز، والشيخ العُثيمين، وأشرطَة الشيخ الفَوزَان، وأشرطَة الشَيخ
عَبد
العزيز آل الشيخ، وغيرهم منَ المشَايخ المعتمدين والمأمون جانبهم. وأما الأخ
عدنان
عرعور فأنا سبق وأن اطلعتُ على شيء من كلامه ورأيتُ أنَّ عنده تخليط ما يصلح أن يلتفت
إليه، ولا أن يشتغل بكلامه، هذا كلامي باختصار بدون حاجة إلى أن تذكرون
قواعده
وغير قواعده)).
فقال له السائل: نصيحة أخيرة؛ هل تُحضر
دروسه؟
فكان جواب الشيخ حفظه الله تعالى: ((والله ما ينبغي أن تحضروا
دروسه)).
قلتُ:
وقد كان الحلبي في أول
الأمر موافقاً لما عليه الشيخ ربيع حفظه الله تعالى من ردود على قواعد عدنان عرعور،
فقد سُئل عن عدنان عرعور في شريط مسجل عنوانه [رحلة بلاد الحرمين] بتاريخ 28 رمضان 1422 هجري الموافق 13/12/2001: ماذا ظهر لكم بارك الله فيكم
في القول في عدنان عرعور؟ فكان جواب الحلبي: ((ليس عندنا من جديد بعد ما ذكره وتكلَّم به كثيراً فضيلة أستاذنا
الشيخ ربيع، والأمر كما قيل:
إذا قالت حذام
فصدقوها... فإنَّ القول ما قالت حذام
فإذا كان عند الآخرين شيء من الرد والبيان
فليبينوا ذلك، والقضية تنتهي بالرجوع إلى الحق والانصياع إليه، أما مجرد التهويش
ومجرد الكلام هكذا بصورة أو بأخرى للرد على كلام شيخنا أبي محمد حفظه الله، فهذا
لا يصلح، فنحن مع الحق وأهل الحق بكل ما وافق الحق)).
ثم سُئل الحلبي في
الجلسة نفسها عن أخطاء المغراوي؛ فقال: ((نقول: هذه الأخطاء أخطاء واضحة تخالف
منهج السلف، ويجب عليه الشيخ المغراوي أن يتراجع عنها بكل صورة واضحة، وما يظن أنه
له فيه سلف أو قضية علمية يرجع الأمر إلى العلماء، والحمد لله موجودون، وأما
القضايا التي هو مخطئ فيها وبينها الشيخ ربيع وغيره من المشايخ لا يجوز السكوت
عنها، ولا تلمس الاعتذار فيها، بل يجب أن يرجع عنها بكل وضوح)).
قلتُ:
ثم صار الحلبي
بعدُ يناصر عدنان عرعور والمغراوي ويدافع عنهما ويلتمس لهما المعاذير، ويتكلَّم
فيمن يبين انحرافاتهم ويحذِّر الشباب من ضلالاتهم!.
والله المستعان.
أبو معاذ رائد آل طاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أرجو عند كتابة تعليقك تذكر ما يأتي:
1. تذكر قول الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
2. تعليقك سيظهر بعد مراجعته من قبل الإشراف إن شاء الله تعالى.
3. يفضل كتابة التعليق باسم لائق، واستعمال اللغة العربية الفصحى قدر الإمكان.