الأربعاء، 13 فبراير 2013

من الكرخنة إلى القرصنة


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
يظهر أنَّ كيس الشقاوة الذي ملئ بالطعن في علماء الأمة والمشايخ وطلبة العلم السلفيين قد نفد عند أحد مشرفي منتديات الحلبي وحزبه؛ وهو المعروف بـــــ (عمر الكرخي)!، فخاض هو وأصحابه ممن على شاكلته في موضوع غريب ومضحك للغاية، وقد أطلعني عليه أحد إخواني  وعنوانه: [قصــــــــتي مع قرصـــــــان نــــت!!!(Hacker) ]، طرح فيه الكاتب مسألة استعمال القرصنة في ضرب مواقع نصرانية ويهودية، وقد قال في آخره: ((ثم جاء السؤال الذي أدهشني منه، وهو: هل يعد هذا جهاداً في سبيل الله؟؟!!، ثم ألحقه بسؤال آخر أدهشني أكثر وأكثر وهو: أنّ في هذا الموقع بعض البرامج التي يمكن الاستفادة منها؛ فهل يعدُّ أخذها من قِبَل الغـنائم ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!، فضحكتُ قهقهة من صنيعة وسؤاله العجيييب...، فلا أخفيكم كم سعدتُ وصعقتُ به في آن واحد، وتوقفتُ عن إجابته في هذه النازلة الجديدة العصرية حتى يقول فيها العلماء كلمتهم!!)) انتهى.
فعلَّق المشرف الكرخي على كلامه بقوله: ((بعض المسائل قد لا تحتاج إلى فتوى لوضوحها، ولكنها تحتاج إلى شجاعة من العلماء ليبيّنوا تفاصيلها كي لا يقع من يقع في سوء التطبيق ما بين الإفراط والتفريط. ولكن أين نجد أمثال هؤلاء؟ فهم -إلا من رحم الله - يخشون أن يتفوّهوا بما يخالف القوانين الدولية أو حتى المحلية!، فاللهم أرنا اليوم الذي تعيد فيه للأمة عزّتها)).
قلتُ:
فلينظر القارئ إلى هذا الطعن الصريح في علماء الأمة؟!
فقال له صاحب المقال: ((لكن أخشى أني فهمتُ عنك قدحاً للعلماء!!، فصحح لي فهمي؟!!)).
ثم شارك آخر فقال:
((بداية كنتُ أظنها مجرد طرفة!؛ لكن عندما قرأتُ كلام أخي الحبيب عمر الكرخي صار عندي بعض التساؤلات:
 هل هذا جهاد طلب أم جهاد دفع؟
إن كان جهاد دفع؛ فلماذا لا تستنفروا إخواننا في كل مكان لدفع الصائل؟؟!!، وتكونوا من طلبة العلم الشجعان المبينين الموضحين حسن التطبيق من غير إفراط ولا تفريط.
وإن كان جهاد طلب؛ فهل توفرت الشروط من (راية، ولي أمر، مصلحة ومفسدة، إعداد وعدة)؟
أم هذا جهاد من نوع جديد على شرطكم أيها الشيخان؟!
 من قال من أهل العلم الكبار المعاصرين بما تقولون؟
 أم هذه سرقة بغطاء جهادي مثلما يفعل التكفيريون في بلاد الكفر من جواز سرقة الكفار؛ وعندنا هنا في الأردن من جواز سرقة الكهرباء؟
 هل خلت الأمصار من عالم جريء لا يخاف في الله لومة لائم - وهم كثر الآن - حتى لا يتكلم في هذه المسائل إلى الآن؟)) انتهى.
ثم أعدَّ أحدهم سؤالاً يطلب الإجابة فيه فقال: ((هل قرصنة وضرب - المواقع الكافرة المعادية التي تتعمد ضرب ومحاربة الإسلام والمسلمين - وأخذ الملفات الإلكترونية بفك الحماية - أي الشيفرة - يعد من الجهاد في سبيل الله كما صرح بذلك بعض إخواننا على هذا المنتدى المبارك منذ أيام، وهذه الملفات والبرامج تعد من الغنائم؛ وما نصيحتكم في هذا الباب؟!)).
قلتُ:
فهل هؤلاء هم مشرفو وأعضاء الحلبي الذين يتفاخر بعددهم ويثني على مقالاتهم ويُراقب كتاباتهم؟!
ولماذا لا يجيب على سؤالهم؟!
هل السبب هي الخشية من أن يتفوه بما يخالف القوانين؟!
أم خفاء النازلة وغموضها؟!!
فإنْ عجزوا من استحصال فتوى ترخص لهم في ذلك، فعندهم أبو نرجس، أبو تركي، يمكن لهم أن يسألوه في مثل هذه النوازل!!!!!.
ومن مصائب القوم أيضاً:
ما نقله المشرف المعروف باسم (أبو الأشبال الجنيدي) مقالاً لغيره بعنوان (من مظاهر العداوات والشحناء التاريخيّة بسبب الخلافات العَقَديّة) ابتدأه بقوله: ((قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد ذكر الخلافات العقدية: "وهذا التفريق الذي حصل من الأمة علمائها ومشايخها، وأمرائها وكبرائها - هو الذي أوجب تسلط الأعداء عليها، وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا، وإذا اجتمعوا أصلحوا وملكوا؛ فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب)).
وذكر صوراً عدة، وأكثرها من خلاف الحنابلة مع الأشاعرة!!!، وهو خلاف عقدي في باب الصفات!، وتتضمن بعض هذه الصور اعتذاراً للأشاعرة، ونبزاً في الحنابلة، والكاتب يصوِّر الكل بأنهم علماء الأمة ومشايخها، وأنَّ التفرق بينهم والاختلاف من النوع المذموم!؛ الذي فرَّق الأمة وأضعف قوتها وسلَّط عليها عدوها!!!!.
وقد تنبَّه أحدهم لهذا فقال معلِّقاً:
((رحم الله الحنابلة على قدر ما قاموا به من الدفاع عن عقيدة السلف في الأسماء والصفات، وقطع الله دابر الأشاعرة المبتدعة حيثما حلوا)).
فأجابه أحدهم بالكر على بعض الحنابلة الذين غلطوا في باب الصفات، ثم قال: ((أردتُ نقل موضوع الشيخ سليمان الماجد منذ مدة؛ لكن تخوفتُ أن يساء فهمه في بعض المواطن فأعرضتُ عن ذلك))!!.
قلتُ:
فأين يتجه الحلبي بهؤلاء وهو يمدهم في طغيانهم وغيهم يعمهون؟!!!
وفي تخبط آخر لهؤلاء المساكين:
نقل أحدهم تصريح الحويني في مسألة المشاركة في العملية السياسية – بعد صمت سياسي لم يطل كثيراً – في مقال بعنوان [الشيخ الحويني يجيز المشاركة السياسية في الانتخابات المصرية] قال فيه مؤيداً: ((الشيخ أبو إسحاق الحويني حفظه الله أجاز المشاركة في الانتخابات سواء كان ترشحاً أو إدلاء بالصوت ولكنه يمنع - ليس تحريماً بالطبع - طلبة العلم من الترشح لمجلس الشعب؛ لأن الدعوة والتعليم أولي بهم من ذلك، حيث أن كوادرنا قليلة، فليس من المصلحة أن نشغلهم بطلبات الجماهير عن تعليم الناس العلم، أما باقي قطاعات الأخوة كالأطباء والمهندسين والتجاريين والحرفيين وغيرهم فلهم أن يشاركوا ويكونوا سداً منيعاً أمام العلمانيين والليبراليين؛ ولكن بشرط أن تكون مرجعيتهم لأهل العلم، ولا يصدروا عن رأي إلا بمشاورتهم ومراجعتهم، حتي تظل الأمور في نصابها، وأيضاً الشيخ حفظه الله إذا سُئل عن أي الأحزاب نرشح يقول: حزب النور، لأنه حزب ذو مرجعية سلفية ....، ومن الجدير بالذكر: أنَّ الدائرة التي يسكن فيها فضيلة الشيخ اكتسح فيها حزب النور في الفردي وكان الأول في القوائم)).
فعلَّق أنصار الحلبي على هذا الكاتب وشيخه الحويني بالردود العنيفة والهجوم الكاسح، حتى قال أحد المدافعين: ((اتقوا الله في الشيخ أبي إسحاق؛ هذا المنتدى لا يختلف عن منتديات التجريح والتجريح)).
لكن لما دخل عماد طارق أبو العباس وأيد كلمة الحويني بقوله: ((فإن كنت ترى -سددك الله- صواب فتوى الشيخ الحويني -كما أراها أنا أنها صواب- ؛ فما كان عليك إلا أن تدلي بدلوك؛ فتنتصر لقول الشيخ الحويني)).
ثم قال ملبِّساً كعادته: ((فكلامه عام يدخل فيه الشيخ الحويني وغيره من العلماء الذين أفتوا بمشروعية المشاركة في الانتخابات طبعا بضوابط، فما ذنب الشيخ الحويني إن كان موافقاً لكبار علماء الأمة؛ ممن يستسهل البعض مخالفتهم في النوازل، لكنه يجبن عن التصريح بمخالفتهم؛ فيتشبث بأمثال الشيخ الحويني للطعن بمن يقول بالمشروعية، وعلم أو جهل أن كثيراً من كبار العلماء المعاصرين قال بمثل قول الشيخ الحويني)).
وهنا اختلف مجرى الأمور والتعليقات!
فعلَّق أحدهم قائلاً: ((اخي اباالعباس بين لي احد من العلماء الذين ذكرت يفتي في الانتخابات كما افتى الشيخ الحويني؟؟ اي على الوجه الذي ذكر من جواز النشاط السياسي والترشح ولمن" لغير الدعاة الذين هم اقل علما والاقرب الى ان تتخطف قلوبهم الشبهات الاقرب الى تزين الدنيا في وجوههم فيقع ما لايحمد عقباه يومها نقول. اواه اواه.
ام ان فتوى علمائنا الاكابر كانت تقتصر على من اضطر الى الانتخاب اضطرارا.
او من اجل تحقق مصلحه عظيمة كبيرة قدرها علمائنا .........
اما الترشح والعمل السياسي والحراك فانتظر منك الجواب ؟؟؟؟)).
وقال آخر:
((هذه فتاوى العثيمين وابن باز واللجنة الدائمة والعدد يطول افتوا بجوز الانتخابات والمشاركة السياسية اذا كان هناك مصلحة و ذكر الاخ الكا تب سلمان ابو يحي سمعت الشيخ الحلبي حفظه الله يقول فى دورات اندونسيا : ان الشيخ الالبانى رحمه الله كان يجيز الدخول فى هذا الامر (اذا دعت الحاجة ) و كانوا يخالفونه فى حياته وقال: والآن نقول بقوله بعد مماته)).
وقال عماد طارق:
((للوقوف على فتاوى أهل العلم في هذا الموضوع , لوجدت أنهم يجيزون المشاركة في حالة الضرورة , وفي حال الحاجة , وفي حال رجحان المصلحة , وفي حال دفع المفسدة الراجحة ؛ ففتاواهم ليست مقيدة بحال الاضطرارا فقط , وإلا فالضرورات تبيح المحضورات , وهي متفاوتة بقدرها ؛ فالقول بمشروعية ارتكاب المحرم اضطرارا لا يختلف فيه عالمان!!!، ولا أظنه يخفاك أن فتوى أهل العلم بمشروعية الترشح في الانتخابات النيابية متضمن -ولا بد- للقول بمشروعية العمل السياسي)).
وقال آخر:
((بارك الله في الإخوة المشاركين وخاصة في الشيخ أبي العباس وإن كنت لا أرى المشاركة في الانتخابات لكن موقفه متناسق ومقنع أكثر من الإخوة المتبنين للرأي الآخر، وبالنظر والتمعن في كل المشاركات يترشح لي أن من خطَّأ الشيخ الحويني حفظه الله فيما دهب إليه وجب عليه اضطرارا تخطئة العلماء الكبار الذين سبقوه في هذا الرأي، ناهيك عن لمزه وتنقصه حفظه الله، وإلا فهذا مين وكيل بمكيالين والله المستعان، خاصة وإن كلام دقيق جداً!!)).
وأنهي هذه التعليقات بما قاله الكرخي – مجدداً - وهو من الرافضين لكلام الحويني:
((قال أينشتاين!: الغباء هو أن تفعل الخطأ أكثر من مرة متوقعاً نتيجة مختلفة)) .

قلتُ:
لماذا لا يتدخل الحلبي لينهي هذه التخبطات والصراعات بين أنصاره في مسألة المشاركة بالعملية السياسية؟!
أنصاره في حيرة واضطراب، وهو لا زال ينظر ويراقب.......ويترقب!
هل عنده قول في هذه المسألة؟!
أم لا إلزام ولا تشنيع ولا إنكار على المخالف فيها؟!
فلماذا إنكاره على عبدالرحمن عبدالخالق إمام الحزبيين السياسيين في هذا العصر؟!

فالحمد لله على نعمة السُّـنَّة ونسأله تعالى أن يثبتنا عليها وأن نموت عليها.
والله الموفق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرجو عند كتابة تعليقك تذكر ما يأتي:
1. تذكر قول الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
2. تعليقك سيظهر بعد مراجعته من قبل الإشراف إن شاء الله تعالى.
3. يفضل كتابة التعليق باسم لائق، واستعمال اللغة العربية الفصحى قدر الإمكان.