الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه
إلى يوم الدين؛ أما بعد: فهذه أحكام أهل العلم الأكابر في سيد قطب وعقيدته ومؤلفاته:
1- العلامة الفقيه فضيلة
الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:
سئل رحمه الله تعالى
عن قول سيد قطب في كتابه "التصوير الفني في القرآن" ص200: (لنأخذ
موسى إنه مثال للزعيم المندفع العصبي المزاج.....)؟ فقال سماحة الشيخ معلقاً على
هذا الكلام: ((الاستهزاء بالأنبياء
ردَّة مستقلة!!)) في [درس
لسماحته في منزله بالرياض سنة 1413ﻫ، وانظر شريط أقوال العلماء في مؤلفات سيد قطب: تسجيلات منهاج
السنة السمعية بالرياض].
وسئل عن قول سيد قطب
في كتابه "كتب وشخصيات" ص242:(إنَّ معاوية وزميله عَمْراً لم يغلبا
علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب.
ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع.
وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا
يملك عليٌ أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل فلا عجب ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من
كل نجاح)؟ فقال الشيخ رحمه الله معلقاً على هذا الكلام:((كلامٌ قبيح, هذا كلامٌ
قبيح, سب لمعاوية, وسب لعمرو بن العاص، كل هذا كلام قبيح، وكلام منكر)). وقال
السائل: ألا ينهى عن هذه الكتب التي فيها هذا الكلام؟ فقال الشيخ رحمه الله
تعالى:(( ينبغي أن تمزق!!))، ثم قال الشيخ: ((هذا في جريدة؟)) قال السائل: في كتاب
أحسن الله إليك. فقال الشيخ:(( لمن؟ )) فقال السائل: لسيد قطب!! فقال الشيخ:((هذا
كلام قبيح!!)). (المرجع السابق).
وسئل عن تفسير سيد قطب
للاستواء بقوله (الظلال 6/ 3408 الطبعة 12):(أما الاستواء على العرش فنملك أن
نقول: إنَّه كناية عن الهيمنة على هذا الخلق)، فقال الشيخ رحمه الله تعالى:((هذا
كله كلام فاسد؛ هذا معناه الهيمنة!!، ما أثبت الاستواء المعروف؛ وهو العلو على
العرش، وهذا باطل يدل على أنَّه مسكين ضايع في التفسير!!!)) قال له أحد
الحاضرين في المجلس: البعض يوصي بقراءة هذا الكتاب دائماً؟ فقال الشيخ:(الذي يقوله
غلط، لا غلط، الذي يقوله: غلط، سوف نكتب عليه إن شاء الله) (المرجع السابق).
2- مجدد العصر العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني
رحمه الله تعالى:
يقول الشيخ الألباني ـ
رحمه الله ـ معلقاً على خاتمة كتاب الشيخ ربيع "العواصم مما في كتب سيد قطب
من القواصم": (( كل ما رددته
على سيد قطب حق وصواب، ومنه يتبين لكل قارئ مسلم على شيء من الثقافة الإسلامية أن
سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه!!، فجزاك الله خير الجزاء
أيّها الأخ الربيع على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام)).
وفي شريط "من هو
الكافر ومن هو المبتدع؟"
قال رحمه الله تعالى: ((إذن
ما ينبغي أن نتصور إن سيد قطب وقع في وحدة الوجود - مثلاً كما نحن نعتقد أنه
- قاصدها وعقد القلب عليها مثل ابن عربي -
هذا الذي أضل ملايين من المسلمين الصوفية إلى آخره -؛ ربما هذه سانحة فكرية صوفية
وهو سجين خطرت في باله، ما أحاط بالمسألة علماُ، وكتب تلك العبارة التي كنت أنا
أول من انتقدتها؛ فنحكم عليه بالكفر، لأننا ما ندري أنعقد الكفر في قلبه؟ ثم
هل أقيمت الحجة عليه؟ وخاصة وهو في سجنه أنى له ذلك، ولهذا لا نربط بين كون المسلم
وقع في الكفر وبين كونه كافر))اهـ.
ولما كشف الألباني
أنَّ سيد قطب يقول بوحدة الوجود، اتهمه عبدالله عزام بأنَّه بهذا يكفِّر سيداً،
فرده الألباني في حواره معه، وقال: ((فالذي يأخذ إنَّ سيد قطب كفَّره الألباني مثل
الذي يأخذ إنَّه – والله – الشيخ الألباني أثنى على سيد قطب في مكان معين!!،
هؤلاء أهل الأهواء!!!، يا أخي هؤلاء لا سبيل لنا أن نقف في طريقهم إلا أن ندعو
الله لهم فقط!!، "أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" )) [من شريط
بعنوان "مفاهيم يجب أن تصحح" ].
3- العلامة الأصولي فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:
فقد سئل فضيلته في
لقاءه بطلبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عن صاحب كتاب " في
ظلال القرآن "، ومنهجه في التفسير فأجاب:((أنه كثر الحديث حول هذا الرجل
وكتابه، وفي كتب التفاسير الأخرى "كتفسير ابن كثير" و" تفسير ابن
سعدي" و"تفسير القرطبي" - على مافية من التساهل في الحديث - الغنى والكفاية ألف مرة عن هذا الكتاب، وقد ذكر بعض الكُتَّاب
كالدويش والألباني الملاحظات على هذا الكتاب وهي مدونة وموجودة، ولم أطلع على هذا
الكتاب بكامله وإنما قرأت تفسيره لسورة الإخلاص وقد قال قولاً عظيماً فيها مخالفاً
لما عليه أهل السنة والجماعة حيث أن تفسيره لها يدل على أنه يقول بوحدة الوجود!!،
وكذلك تفسيره للاستواء بأنه الهيمنة والسيطرة، علماً بأنَّ هذا الكتاب ليس
كتاب تفسير؛ وقد ذكر ذلك صاحبه فقال " في ظلال القرآن " الخ)) [ مجلة
الدعوة عدد1591 في 9/ 1/ 1418هـ].
وسئل الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى: ما
رأيكم فيمن يقول: (لا بد للإسلام أن يحكم لأنه العقيدة الوحيدة
الإيجابية الإنشائية التي تصوغ من المسيحية والشيوعية معا مزيجاً كاملا يتضمن
أهدافهما ويزيد عليهما بالتناسق والاعتدال والتوازن)؟! [قاله سيد قطب في
كتابه "معركة الأسلام والرأسمالية " ص 61]؟ فقال الشيخ رحمه الله تعالى مجيباً: ((نقول له: إنَّ المسيحية دين مبدل مغير
من جهة أحبارهم ورهبانهم، والشيوعية دين باطل لا أصل له في الأديان السماوية،
والدين الإسلامي دين من الله عز وجل منزل من عنده لم يبدل ولله الحمد، قال الله
تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ومن قال: إن
الإسلام مزيج من هذا وهذا: فهو إما جاهل بالإسلام!!، وإما مغرور بما عليه الأمم
الكافرة من النصارى والشيوعيين!!) [كتاب العواصم للشيخ ربيع بن هادي حفظه
الله ص22].
وسئل: هل كان سيد قطب ممن يقول بوحدة
الوجود؟ فقال الشيخ: ((مطالعتي لكتب سيد قطب قليلة، ولا أعلم عن حال
الرجل، لكن قد كتب العلماء فيما يتعلق بمؤلفه في التفسير "ظلال القرآن"
كتبوا ملاحظات عليه؛ مثل ما كتبه الشيخ عبدالله الدويش رحمه الله، وكتب أخونا
الشيخ ربيع المدخلي ملاحظات عليه؛ على سيد قطب في التفسير وفي غيره، فمن أحب
فليراجعها)) [من شريط "اللقاء المفتوح الثاني بين الشيخين العثيمين
والمدخلي" بجدة، ثم وقع عليها الشيخ العثيمين بتاريخ 24/ 2/ 1421].
4- العلامة
فضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري رحمه الله تعالى:
سئل العلامة الشيخ إسماعيل بن محمد
الأنصاري في يوم الأحد 12/ 11/ 1414هـ عن
مقالة سيد قطب:(لا بد للإسلام أن يحكم لأنه العقيدة الوحيدة الإيجابية الإنشائية
التي تصوغ من المسيحية والشيوعية معا مزيجاً كاملا يتضمن أهدافهما ويزيد عليهما
بالتناسق والاعتدال والتوازن)؟! فقال مجيباً: ((بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام
على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد: فإنَّ كلمة ذلك المدعي المذكور؛ كلمة تدعو
إلى وحدة الأديان وإلى التقريب بينها!!، وقد رد أئمة العلماء على القائل بها
في كتبهم المعتبرة...)).
وسئل الشيخ حماد بن محمد الأنصاري في
ليلة الأحد الموافق 3 من شهر محرم عام 1415 هـ عن هذه المقالة فأجاب:(إن كان قائل
هذا الكلام حياً فيجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتداً!!، وإن كان قد مات
فيجب أن يبين أن هذا كلام باطل، ولا نكفره لأننا لم نقم عليه الحجة).
5- فضيلة الشيخ
صالح بن فوزان الفوزان عضو لجنة الإفتاء وهيئة كبار العلماء في بلاد نجد والحجاز:
سؤال: يقول صاحب هذه
القواعد - وهو عدنان عرور!! - : (ومع ذلك
لا يلام الإمام أحمد في تكفير تارك الصلاة، لماذا؟، لأنَّ المسلمين صاروا 90% منهم
على مذهب أحمد كفار!!، فلماذا يلام سيد قطب رحمه الله إذا صدر منه بعض العبارات
العامة؛ ونقول هذا يكفر المجتمعات!!، ولا يلام الإمام أحمد وقد حكم على هذه الشعوب
كلها بالكفر – أي لأنَّ أكثر الناس من التاركين للصلاة - ؟!!)
أجاب الشيخ صالح
الفوزان: ((الإمام أحمد عالم وحبر يعرف الأدلة وطرق
الاستدلال، وسيد قطب جاهل ما عنده علم ولا عنده معرفة ولا عنده أدلة على ما
يقول!!، أما التسوية بين الإمام أحمد وسيد قطب فهذا ظلم)) [من شريط "
أقوال العلماء في إبطال قواعد ومقالات عدنان عرعور" في 24/ 2/ 1421ﻫ].
وسئل عن قول سيد قطب
في تفسير سورة التوبة: ((]وَفي الرِّقابِ[: وذلك حين كان الرق نظاماً عالمياً تجري المعاملة فيه على
المثل في استرقاق الأسرى بين المسلمين وأعدائهم، ولم يكن للإسلام بدٌّ من
المعاملة بالمثل، حتى يتعارف العالم على نظام آخر غير الاسترقاق))
الظلال (3/ 1669)، وفي البقرة (1/ 230)، وفي سورة محمد (6/ 3285)، وفي المؤمنون (4/
2455)؟!.
فأجاب بقوله: ((هذا
كلام باطل – والعياذ بالله – رغم أنَّه يردده كثير من الكتاب المفكرين ولا نقول
العلماء، بل نقول المفكرين كما يسمونهم، ومع الأسف يقولون عنهم الدعاة أيضاً!!،
وهو موجود في تفسير سيد قطب في "ظلال القرآن" يقول هذا القول: إن الإسلام لا يقر الرق وإنما
أبقاه خوفاً من صولة الناس واستنكار الناس لأنَّهم ألفوا الرق، فهو أبقاه من باب
المجاملة يعني كأن الله يجامل الناس، وأشار إلى رفعه بالتدريج حتى ينتهي؛ هذا
كلام باطل وإلحاد – والعياذ بالله – هذا إلحاد واتهام للإسلام!!!، ولولا العذر
بالجهل؛ هؤلاء نعذرهم بالجهل لا نقول إنَّهم كفَّار لأنَّهم جهال أو مقلدون نقلوا
هذا القول من غير تفكير؛ فنعذرهم بالجهل، وإلا الكلام هذا خطير، لو قاله إنسان
متعمد: ارتد عن دين الإسلام؛ ولكن نقول: هؤلاء جُهَّال!!، لأنَّهم مجرد أدباء أو
كُتَّاب ما تعلَّموا!!، ووجدوا هذه المقالة ففرحوا بها، يـردُّون بها على
الكفَّار بزعمهم ...)) [من شريط بتاريخ: 4/ 8/ 1416، ثم راجعه الشيخ وصححه]. وسئل:
هل يقال إنَّ سيد قطب إن كان مجتهداً فهو مأجور على ذلك؟!
فأجاب فضيلته: ((ليس
هو من أهل الاجتهاد حتى يقال فيه ذلك، لكن يقال: إنَّه جاهل يعذر بجهله!!!)) [من
تعليق الشيخ صالح بخطه على حاشية كتاب "براءة علماء الأمة من تزكية أهل
البدعة والمذمة" ].
6- العلامة الشيخ صالح بن
محمد اللحيدان:
السائل: هل يوجد في مجلد "ظلال القرآن" لسيد قطب شك أو ريب
بالنسبة للعقيدة؟ وهل تنصح باقتنائه أم لا؟
أجاب الشيخ: ((بل هو مليء بما يخالف العقيدة، فالرجل رحمه الله، نسأل الله
أن يرحم جميع أموات المسلمين؛ ليس من أهل العلم!!، هو من أهل الدراسات المدنية
وأهل الأدب ...)) [من شريط "درس بعد صلاة الفجر في المسجد النبوي"
بتاريخ: 23/ 10/ 1418ﻫ ].
7- العلامة المحدث الشيخ
عبدالله بن محمد الدويش:
كتب الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله تعالى كتاباً بعنوان "المورد
العذب الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال" قال في مقدمته: ((فقد كثر السؤال
عن كتاب "ظلال القرآن" لمؤلفه سيد قطب، ولم أكن قد قرأته فعزمت على
قراءته فقرأته من أوله إلى آخره: فوجدت أخطاء في مواضع؛ خصوصاً ما يتعلق بعقيدة
أهل السنة والجماعة وعلم السلوك، فأحببت التنبيه على ذلك لئلا يغتر به من لا
يعرفه!!)).
وأخيراً:
قال شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله تعالى في أهل بدعة الاتحادية: ((ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أو
ذب عنهم أو أثنى عليهم، أو عظم كتبهم، أو عرف بمساعدتـهم، ومعاونتهم، أو كره
الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدري ما هو؟ أو قال: إنه صنف هذا
الكتاب، وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق!!، بل تجب
عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم فإن القيام على هؤلاء من أعظم
الواجبات، لأنـهم أفسدوا العقول و الأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك
والأمراء وهم يسعون في الأرض فسادا، ويصدون عن سبيل الله...)) [مجموع الفتاوى
2/ 132].
وقد علَّق بكر أبو
زيد عليه فقال: ((فرحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية وسقاه من سلسبيل الجنة
آمين، فإنَّ هذا الكلام في غاية الدقة والأهمية؛ وهو وإن كان في خصوص مظاهرة
(الاتحادية)؛ لكنه ينتظم جميع المبتدعة!!، فكل من ظاهر مبتدعاً، فعظَّمه أو عظَّم
كتبه، ونشرها بين المسلمين، ونفخ به وبـها، وأشاع ما فيها من بدع وضلال، ولم يكشفه
فيما لديه من زيغ واختلال في الاعتقاد، إنَّ من فعل ذلك: فهو مفرط في أمره، واجب
قطع شره لئلا يتعدى على المسلمين!!؛ وقد ابتلينا بـهذا الزمان بأقوام على هذا
المنوال يُعَظِّمون المبتدعة وينشرون مقالاتـهم، ولايحذرون من سقطاتـهم وما هم
عليه من الضلال!!!، فاحذروا: أبا الجهل المبتدع هذا !!!، نعوذ
بالله من الشقاء وأهله)[هجر المبتدع ص48-49].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أرجو عند كتابة تعليقك تذكر ما يأتي:
1. تذكر قول الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
2. تعليقك سيظهر بعد مراجعته من قبل الإشراف إن شاء الله تعالى.
3. يفضل كتابة التعليق باسم لائق، واستعمال اللغة العربية الفصحى قدر الإمكان.