الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
ومن سار على نهجه إلى يوم الدِّين؛ أما بعد:
فقد اطلعتُ على طعن شديد من المنحرف الضال أبي عبد الحق
الكردي - الذي ترك المنهج السلفي وارتمى في أحضان الحزبيين وأهل التمييع - في شيخنا
العلامة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله، وذلك في صفحته على الفيس بوك، حيث شنَّع
على كلمة قالها الشيخ عبيد حفظه الله في بعض اللعابين المذبذبين بين منهج أبي عبد
الحق وبين منهج العلماء الكبار.
فحاول أبو عبد الحق بمكره أن يستميل قلوب بعض من بقي معه
فكتب مقالة بعنوان [لمصلحتك أقول (3)]، وهذه ضمن سلسلة حلقات يؤصِّل فيها أبو عبد
الحق منهجه الجديد لمن بقي معه.
قال أبو عبد الحق في مقاله هذا:
((بسم الله الرحمن الرحيم
يا معشر الغلاة المقلدة لا تطيروا فرحاً بكلام الشيخ عبيد الجابري الذي وصف
المسلمين من أهل السُّنة الذين يصلونني ويصلونكم بالمنافقين!.
كان الواجب عليكم لو كنتم تعقلون وتعلمون وتتقون أن تحفروا حفرة عميقة لكلام
الشيخ عبيد هذا وتدفنوه فيها بدل نشره والفرح به والاعتزاز به؛ لأن هذا الكلام الجائر
فيه تكفير للمسلمين ووصفهم بالنفاق؛ لا لأنهم أبطنوا الكفر وأظهروا الاسلام، وانما
لأنهم أبطنوا حب عبد اللطيف ولم يظهروه عندكم خوفاً من أن تلحقوهم بي في التبديع، ولأنهم
كما لم يتركوكم لم يتركوا أيضاً عبد اللطيف الذي تعلموا منه التوحيد والسنة!!.
فأي دين هذا ؟1
وأية سلفية هذه؟!
وأي منهج هذا؟
العاقل الخائف على آخرته يفر من هذا الغلو ومن هذا التطرف والتشدد، ومن أن يصف
إخوانه من أهل السنة بالمنافقين!.
ثم إذا كان من يأتيني ويأتيكم ويصلني ويصلكم منافقاً، فما حالي أنا في ميزان
الشيخ عبيد الورع العدل؟!
ويظهر من كلامه أنه صنف الناس ثلاثة أصناف:
- صنف المؤمنين المتقين السلفيين أسود السنة، وهم الذين يقلدونه تقليداً أعمى
ونشروا كلامه فرحين به!.
- وصنف منافق وهم الذين يبقون بيني وبينكم ولا يقاطعون أحداً منا!!.
- وصنف ثالث وهو عبد اللطيف.
فما أدري هل هو كافر - والعياذ بالله
- في ميزانه أم مسلم؟!
لأنه إذ كان من بيني وبينكم يا معشر المؤمنين منافقاً، فهذا يدل على أنَّ الصنف
الثالث كافر معاذ الله!!.
وهذا نص كلام الشيخ عبيد الجابري: "من تركه (أي عبد اللطيف) فاقبلوه، وإن
كان ضعيفا سيقوى على الرد!!!!، نعم يخبر إخوانه أنه كان مخطئاً، حتى لو لم يكتب الرد
اقبلوهم!!!، إلا صاحب الوجهين فهذا منافق!!!،
أما من انتكس مع هذا المنحرف فاتركوه".
• فيا من تدعون أنكم مع الأكابر، أسألكم
هل الأكابر يرضون بمثل هذا الكلام الصادر من الشيخ عبيد؟!
• هل كان ابن باز هكذا؟
• وهل كان الألباني هكذا؟
• أو ابن عثيمين؟
• أو ...؟
• فمن شدة جهلكم تظنون أنَّ هذه الحدة
والشدة والجرأة على إصدار الأحكام القاسية والألقاب الجائرة دليل على قوة سلفية الشيخ
عبيد!.
قد وصف مسلما آخر بأنه شيطان وإبليس، إبليس اليمن!، هو إبليسهم!، إبليس أتباعه
منهم، شيطانهم!، الذي أضله الله وخذله ...الخ، كذاب ..، دجال ..، نصاب ..، ضال مضل
..، مبتدع ..، أحمق سفيه ..".
فأسأل الله تعالى أن يتدارك الشيخ عبيداً برحمته ويمن عليه بالتوبة قبل الموت؛
فقد آذى كثيراً من السلفيين في كل العالم، ولقَّب كثيراً منهم بألقاب شنيعة وأوصاف
قبيحة، وكفى به إثماً أن يصف المسلمين من أهل السنة بالمنافقين!، وكما وصف أهل بلدين
كبيرين مسلمين بأنهم حمير الا من رحم الله.
كما أنصح إخواننا الذين لم يقلِّدوا الشيخ عبيداً أن لا يخافوا من هذا الإرهاب،
فأنتم ما تصيرون منافقين بناء على حكم الشيخ عبيد عليكم، فكلامه ليس قرآناً ولا سنة،
بل اجتهاد خاطئ منه غفر الله له.
وأخيراً أقول للذين لم يقلِّدوه:
اثبتوا فأنتم على الحق ان شاء الله، وأنتم على منهج العلماء والله وبالله وتالله.
أما المتعصبة المقلِّدة فأقول لكم:
اتقوا الله وارجعوا أنتم الى وسطية السنة ورحمة السلفية وعدل العلماء السلفيين،
فهذا خير لكم من التمادي في الباطل، وأنصحكم أن تعودوا إلى رشدكم وتتقوا ربكم ولا تضيعوا
حسناتكم ولا تظلموا إخوانكم.
هدانا الله وإياكم إلى ما فيه خير الدنيا والآخرة، وصلى الله وسلم على محمد
وآله.
أخوكم المشفق عليكم
أبو عبد الحق عبد اللطيف بن أحمد
الجمعة 30 شعبان، 1438ه)).
أقول:
كلامه هذا يدل على شدة جهله وضلاله ومكره وتلبيسه.
ويكفي في الردِّ عليه ما قاله الإمام ابن بطة رحمه الله
في كتابه [الإبانة الكبرى 2/456-457]:
((حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْخَيَّاطُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ الصَّائِغُ
مَرْدَوَيْهِ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: "الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ, فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا
ائْتَلَفَ, وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ, وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ
صَاحِبُ سُنَّةٍ يُمَالِي صَاحِبَ بِدْعَةٍ إِلَّا مِنَ النِّفَاقِ".
صَدَقَ الْفُضَيْلُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ, فَإِنَّا
نَرَى ذَلِكَ عِيَانًا.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَصَبَانِيُّ
قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحُبُلِيُّ قَالَ: قِيلَ لِلْأَوْزَاعِيِّ:
إِنَّ رَجُلًا يَقُولُ: أَنَا أُجَالِسُ أَهْلَ السُّنَّةِ
وَأُجَالِسُ أَهْلَ الْبِدَعِ؟!, فَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: "هَذَا
رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يُسَاوِيَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ".
صَدَقَ الْأَوْزَاعِيُّ, أَقُولُ: إِنَّ هَذَا رَجُلٌ لَا
يَعْرِفُ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ, وَلَا الْكُفْرَ مِنَ الْإِيمَانِ, وَفِي مِثْلِ
هَذَا نَزَلَ الْقُرْآنُ, وَوَرَدَتِ السُّنَّةُ عَنِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: "وَإِذَا
لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا
إِنَّا مَعَكُمْ"، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الزِّئْبَقِيُّ
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى
بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ, وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ،
وَحَدَّثَنَا الصَّفَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُنَافِقِ
فِي أُمَّتِي كَمَثَلِ الشَّاةِ الْعَايِرَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ تَصِيرُ إِلَى هَذِهِ
مَرَّةً وَإِلَى هَذِهِ مَرَّةً, لَا تَدْرِي أَيُّهَا تَتْبَعُ».
كَثُرَ هَذَا الضَّرْبُ مِنَ النَّاسِ فِي زَمَانِنَا
هَذَا, لَا كَثَّرَهُمُ اللَّهُ, وَسَلَّمَنَا وَإِيَّاكُمْ مِنْ شَرِّ الْمُنَافِقِينَ, وَكَيْدِ الْبَاغِينَ, وَلَا جَعَلَنَا وَإِيَّاكُمْ مِنَ
اللَّاعِبِينَ بِالدِّينِ, وَلَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَهْوَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَارْتَدُّوا
نَاكِصِينَ وَصَارُوا حَائِرِينَ)).
والله الموفِّق
كتبه
أبو معاذ رائد آل طاهر
الأول من رمضان 1438ه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أرجو عند كتابة تعليقك تذكر ما يأتي:
1. تذكر قول الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
2. تعليقك سيظهر بعد مراجعته من قبل الإشراف إن شاء الله تعالى.
3. يفضل كتابة التعليق باسم لائق، واستعمال اللغة العربية الفصحى قدر الإمكان.