عن
عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ عَلَى
عِبَادِهِ، مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ، وَصَلَاتَهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ، فَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ
وَسُجُودَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ: كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ،
وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ
وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ)) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وغيرهم.
صفــة الصــلاة:
1-
سترة العورة: يجب على المصلي أن يستر
عورته بما لا يُحجِّمها (كالملابس الضيقة) ولا يشفّ عنها (كالملابس الخفيفة
الشفافة)؛ وعورة الرجل: مابين السُّرَّة والركبة، وأما المرأة: فكلُّها عورة إلا
الكفين والوجه.
2-
استقبال القبلة: وهو التوجَّه نحو جهة
بيت الله الحرام، وما بين المشرق والمغرب قبلة.
3-
اتخاذ السترة؛ وهي حاجز يكون ما بعد
موضع سجودك قريباً منه، لتمنع مرور المصلين بين يديك.
4-
القيام: قم معتدلاً، وفرِّج بين قدميك
على مستوى منكبيك؛ فلا تلصق قدميك ولا تباعد بينهما كثيراً، وإنْ كنت في صلاة
الجماعة فالصق قدمك وكعبك ومنكبك مع مَنْ هو بجنبك في الصفِّ إن استطعت، ولا
تخالِف الصفَّ متقدِّماً أو متأخِّراً، ولا تترك فرجة بينك وبين مَنْ هو بجنبك في
الصفِّ، ووجِّه قدميك نحو القبلة.
5-
إنْ كنت منفرداً أو في جماعة ولم تدركوا
صلاة الجماعة في المسجد فأذِّن ثم أقم؛ ولو كنتَ في المسجد.
6-
ثم كبِّر تكبيرة الإحرام؛ وهو أن تقول:
اللهُ أكبر، وترفع يديك حذو منكبيك أو حتى تحاذي بهما فروع أذنيك، وتكون يداك
مدودة الأصابع لا تفرج بينها ولا تضمها، وتجعل بواطن الكفين باتجاه القبلة، أو
ترفع يديك كما سبق ثم تُكبِّر لا فرق.
7-
ثم ضع يدك اليمنى على ظهر كفك اليسرى
والرسغ والساعد، وضعهما على صدرك.
8-
ثم طأطأ رأسك وارمِ ببصرك نحو موضعِ
سجودك، وتذكَّر أنَّك بين يدي الله، وهو سبحانه قد نصَبَ وجهه نحو وجهك فلا تلتفت
عنه يميناً أو شمالاً فينصرف عنك، ولا ترفع بصرك إلى الأعلى لئلا يخطف الله بصرك،
ولا تنشغل بما هو أمامك من زخارف أو كتب أو مصلين، وصلِّ صلاة مودِّع، كأنَّك ترى
الله سبحانه وتعالى، فإنْ كنت لا تراه فإنه يراك.
9-
ثم تقول دعاء الاستفتاح: سبحانك اللهم
وبحمدك، تبارك اسمُك، وتعالى جَدُّك، ولا إلهَ غيرُك.
10-
الاستعاذة والبسملة: أعوذَ باللهِ من
الشيطانِ الرجيمِ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
11-
ثم اقرأ سورة الفاتحة بترتيل آية آية،
ولا تتركها سواء كنت منفرداً أو في جماعة، وسواء كانت الصلاة جهرية أو سرية، واختم
بـ: امين، ووافق تأمين الإمام إنْ كنتَ في جماعة؛ وذلك بعد أن تسمع من الإمام
أوَّلَ حرفٍ من كلمة (امين)، فقل: امين، ومدَّ في آخرها لا في أولها، ثم تقرأ سورة
أخرى أو آيات من سورة من القرآن الكريم.
12-
ثم تكبِّر فتقول: الله أكبر وترفع يديك
كما سبق.
13-
ثم تركع حتى تطمئنَّ راكعاً ويستقيم
ظهرك، وتقبض بيديك على ركبتيك؛ وتقول: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاث مرات أو أكثر.
14-
ثم ترفع وتقول: سمع اللهُ لمن حمده،
وترفع يديك كما سبق.
15-
ثم تقف مستقيماً وتقول: ربنا ولك الحمد،
ولا تقل: ربنا ولك الحمد والشكر لأنها لم ترد. وتُسبل يديك إلى جنبيك.
وإن
شئت زدت: [ربنا ولك الحمد؛ حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى].
وإن
شئت زدت: [ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد،
أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا
ينفع ذا الجد منك الجد].
16-
ثم تكبِّر فتقول: الله أكبر، وترفع يديك
كما سبق، ثم تهوي إلى السجود نازلاً على يديك ثم ركبتيك.
17-
ثم تسجد حتى تطمئن ساجداً ويستقيم ظهرك،
وتمكِّن جبهتك وأنفك وركبتيك وأطراف أصابع القدمين من الأرض، وتباعد يديك
عن جسدك، وترفع ذراعيك عن الأرض، وتقبض أصابعهما، وتنصب قدميك وتلاصق بينهما
موجِّهاً أصابعهما نحو القبلة، وتقول: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثاً أو أكثر،
وتدعو بما تشاء.
18-
ثم ترفع رأسك من السجود وتقول: الله
أكبر.
19-
ثم تجلس مطمئناً على قدمك اليسرى وتنصب
اليمنى، ووتبسط كفيك على فخذيك؛ وتقول: ربِّ اغفر لي، ربِّ اغفر لي. أو تقول: [رب
اغفر لي، وارحمني، واجبرني، وارفعني، واهدني، وعافني، وارزقني].
20-
ثم تُكبِّر وتهوي إلى السجود كما سبق.
21-
ثم ترفع رأسك من السجود مكبِّراً، فتجلس
جلسة قصيرة على قدمك اليسرى وتنصب اليمنى، وتبسط كفيك على فخذيك. وبهذا تنتهي
الركعة الأولى من الصلاة.
22-
ثم تقوم إلى الركعة الثانية معتمداً على
يديك، وتفعل فيها كما فعلت في الأولى سوى دعاء الاستفتاح.
23-
لكن بعد السجدة الثانية؛ تجلس على قدمك
اليسرى وتنصب اليمنى، وتبسط كفك الأيسر على فخذك الأيسر، وتحلِّق بإبهام الأيمن مع
الوسطى وتقبض الآخرين وتوجِّه السبابة إلى القبلة وتشخص ببصرك نحوها، وتشير بها
تحركها وتذكر التحيات: [التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام على النبيِّ ورحمة
الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أنْ لا إله إلا الله
وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله].
ثم
تذكر الصلوات الإبراهيمية: [اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على
إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت
على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد].
ولك
أن تدعو بما تشاء؛ كأنْ تقول: اللهم إني أسألك الجنَّة وما يُقرب إليها من قول أو
عمل، وأعوذ بك من النار وما يُقرب إليها من قول أو عمل.
24-
ثم إنْ كانت الصلاة رباعية أو ثلاثية
فقم معتمداً على يديك للركعة الثالثة ثم الرابعة، واصنع فيهما كما صنعت في الأوليتين.
25-
لكن لا تقرأ فيهما إلا الفاتحة فقط.
26-
وإذا جلست في الجلسة الأخيرة فاجلس
متورِّكاً: وهو أن تقعد على الورك الأيسر، وتُخرج قدمك اليسرى من تحت فخذك وساقك
اليمنى، وتنصب قدمك اليمنى كما سبق، ثم تذكر التحيات والصلوات.
27-
ثم تستعيذ من الأربع في التشهد الأخير؛
وتقول: [اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا
والممات، ومن شرِّ فتنة المسيح الدجال]. وتدعو بما تشاء.
28-
وتقول في التشهد الأخير قبل السلام:
[اللهم اغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أسرفتُ وما أنت
أعلم به مني، أنت المقدِّمُ وأنت المؤخِّرُ، لا إله إلا أنت].
29-
ثم تسلِّم؛ فتلتفت بخدِّك الأيمن نحو
اليمين وتقول: السلام عليكم ورحمة الله، وأحياناً زد: وبركاته، ثم التفت بخدِّك
الأيسر نحو اليسار مباشرة - ولا تقف أو تدني رأسك نحو الأسفل في الوسط - ثم
قل: السلام عليكم ورحمة الله. فقط.
وبهذا تـنتهي صلاتــُـــك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أرجو عند كتابة تعليقك تذكر ما يأتي:
1. تذكر قول الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
2. تعليقك سيظهر بعد مراجعته من قبل الإشراف إن شاء الله تعالى.
3. يفضل كتابة التعليق باسم لائق، واستعمال اللغة العربية الفصحى قدر الإمكان.