الأحد، 19 مارس 2017

كشف الغبار عما ذكره ابن عطايا من أجوبة باختصار

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدِّين؛ أما بعد:
فلا زلتُ أردُّ على مقالات ابن عطايا بعلم وبرهان وأذكر كلامه من مقالاته موثقة وأردُّ عليه فقرة فقرة بالتفصيل والبيان فلا يملك في مواجهة هذه المقالات إلا التكذيب المجرد والبهتان ولا يرد على كلِّ ما ذكرتُه إلا باختصار من طرف البنان!، وقد أطلعني أحد الإخوة على جوابه المعنون بـ [كشف كذبات رائد الجديدة في مقاله الجديد باختصار] فتعجبتُ من شدة كذبه وكثرة تكذيبه بلا توثيق ولا تبيان، ودونكم أيها المنصفون البيان:

1- قوله: ((فهل فتواي كانت حول الفتنة، أو فتاوى العلماء في ليبيا كانت حول الفتنة بين السلفيين؟!!))
أقول:
فلينظر القارئ إلى أول كلام ابن عطايا - باعترافه بنفسه! - في نازلة ليبيا في مقاله [النازلة الليبية توضيح لها وبيان حقيقتها باختصار] المنشور في منابره، وفيه إقراره أنَّ الحكومة ضعيفة وأنها منقسمة وأنَّ الجيش منقسم ويدعوهم فيه إلى الالتفاف حول حفتر!، والمقال على هذا الرابط:
وليحكم القارئ من الكاذب؟

2- قال ابن عطايا: ((وفتوى شيخنا الشيخ محمد بن ربيع المدخلي كانت قبل "الفتنة بين السلفيين لما انقسمت ليبيا إلى حكومتين"!! حسب تعبيرك الغبي!)).
أقول:
فليرجع القارئ المنصف مرة أخرى لكن إلى مقال بعنوان [الجامع لما ورد من كلام العلماء فى الاحداث الليبية] المنشور في شبكة البينة، ولينظر هل كلام الشيخ محمد بن ربيع قبل أن يخرج حفتر على الحكومة أم بعده؟
وفي هذا المقال يقول الشيخ محمد بن ربيع: ((يا مشايخ رعاكم الله: ليس في ليبيا حاكم بالمعنى الشرعي وﻻ السياسي، ليبيا اﻵن بلا حاكم له بيعة أو حاكم متغلب يبسط اﻷمن في الدولة، ليبيا اﻵن كغنم بلا راع أو طلاب فصل بلا أستاذ، هل يخفاكم هذا الوضع؟ بالله أسألكم ما اسم حاكم ليبيا؟ بلغت المليشيات 1300 كلها إخوانية وتكفيريون تابعون للقاعدة، ويقتلون الأبرياء ويخطفون حتى الوزراء ورئيس الوزراء، بل ويغتصبون وينهبون بقوة السلاح لأنهم يكفرون من ليس منهم، وﻻ يستطيع ضبط الأمور في ليبيا إﻻ الجيش وقائد قوي للجيش، والأمل بعد الله في الفريق خليفة حفتر لينقذ الله به الشعب الليبي كما فعل قائد الجيش المصري المشير عبد الفتاح السيسي، فعلينا الدعاء لقائد معركة الكرامة بالنصر)).
وقد ردَّ هذا الكلام شيخنا العلامة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله كما تقدَّم في المقال السابق.
وأنا أعرف ابن عطايا جيداً، فهو كذَّاب لعَّاب، فكلامي عن الحكومتين أي بعد أن خرج حفتر على حكومة المؤتمر الوطني، وانقسمت ليبيا إلى قسمين وحكومتين وجيشين، وانقسم السلفيون مع الطرفين المنقسمين، وتقاتلوا فيما بينهم، وحصلت الفتنة، فكلامي حول أول انشقاق حفتر عن الحكومة القائمة، وكلامه عن منتهى هذا الانشقاق، فهو يتلاعب بالألفاظ كما هي عادته.
ومما يدلَّ على أنَّ ابن عطايا يعتقد في قرارة نفسه أنه أول من تكلَّم في نازلة ليبيا، وأنَّ من تكلَّم بعده فإنما وافقه على فتواه على حد كذبه!، قوله في مقال له سابق: ((والواقع: أنَّ الشيخ العلامة صالح اللحيدان أفتى بنحو كلام أسامة العتيبي، وكذلك أفتى الشيخ الأستاذ الدكتور وصي الله عباس، وكذلك الشيخ الأستاذ الدكتور محمد بن ربيع بمثل فتوى أسامة العتيبي، وهؤلاء من كبار العلماء)).
فلو كان هؤلاء المشايخ أفتوا قبله كما يزعم - على نحو ما أفتى هو - كان هو الموافق لهم وليس العكس!.
والشيخ صالح اللحيدان حفظه الله نقلتُ عنه سابقاً نصيحته بعدم الخوض في الفتنة!.
وأما الشيخ وصي الله عباس حفظه الله فقد أيَّد المؤتمر الوطني وأنكر على حفتر خروجه؛ وانظر كلامه بصوته في مقطع منشور بعنوان [فتوي الشيخ وصـي الله عباس حفظه الله تعالى بخصوص الأحداث الجارية في ليبيا وحكم القتال مع حفتر].
وهذا يدلُّ على أن ابن عطايا يكذب كذباً له قرون في نقل فتاوى العلماء في نازلة ليبيا، بل وغيرها!.
وأما الشيخ محمد بن الشيخ ربيع حفظه الله فقد أحال في الفتوى في نازلة ليبيا إلى العلماء في آخر كلامه، كما في اللقاء الذي جمعه مع ابن عطايا وغيره، حيث سُئل كما في مقال [(جديد): الشيخ محمد بن ربيع في القضية الليبية أحيلكم على العلماء الكبار/ منتديات البيضاء]: يقول ما توجيهكم على ما يحصل هذه الايام في ليبيا؟
فأجاب الشيخ محمد بن ربيع: ((الحمد لله أما بعد: هذه الفتن - نسأل الله أن يعفينا ويعفيكم من الفتن - ما يحدث في ليبيا الآن هو فتنة، وإذا رجعنا إلى كلام مشائخنا وعلمائنا الشيخ صالح الفوزان صرح بأنَّ ما يحدث الآن هو سابقاً - يعني من أيام الانقلاب على القذافي - إنه فتن، وإنَّ على الطلاب السلفيين وطلاب العلم السلفيين ومن أطاع المشائخ السلفيين أن يجتنبوا الفتن ولا يخوضوا فيها، ونحن إن شاء الله مع مشائخنا في هذه الفتوى... إلى أن ختم كلامه بـ:
وأنا لا أريد يعني أن أتي بشيء من عندياتي، وأحيلكم إلى مشائخنا الكبار، فارجعوا إليهم بارك الله فيكم في هذه المسألة، فليس لي فيها فتوى، فلستُ أهلاً للفتوى)).
فهل بقي أحد مع ابن عطايا الفتَّان؟!
وهل سيعرف ابن عطايا قدر نفسه ويحيل الكلام في هذه النازلة إلى المشايخ الكبار ويعترف أنه ليس أهلاً للفتوى؟!

3- أما كلمة "مبطل" فقد أجبتُ فيها بجواب مفصَّل لم يجب عنه ابن عطايا، وطالبتُه بالصوتية عن كلمة "فتَّان" التي زعمها فلم يرفعها أو ينشرها حتى هذه اللحظة!.
والعجيب أنه يريدني أن أُصدِّقه في نقله عن الشيخ ربيع (وابن عطايا كذَّاب)، وأكذِّب الشيخ عبد الواحد المدخلي في نقله عن الشيخ ربيع الذي أكَّده مرتين (والشيخ عبد الواحد ثقة)، ما لكم كيف تحكمون؟!

4- وأما كلامي في قاعدة "عدم اعتماد تجريح المجروح" فلا يخرج عن كلام الشيخين الشيخ محمد بن هادي والشيخ عبد الله البخاري حفظه الله، وقد نقلتُ ذلك وبينتُه، ولم يجب عنه ابن عطايا!.
وأنا قد قلتُ لابن عطايا في المراسلة التي بيننا:
((وخلاصة قولي:
أنَّ عدم اعتماد تجريح المجروح: هو الأصل، لأنَّ كلام علماء الجرح والتعديل في الرجال من باب الأخبار، والخبر لا يُقبل إلا من عدل، وأما من جُرِحَ من أهل الشأن بضعف يسير من جهة ضبطه أو دينه مما لا يسقط قوله بالكلية عند أهل العلم: فهذا قد يُعتمد تجريحه لغيره من غير الجهة التي جُرِحَ منها لأنَّ الجهتين منفكة)).
فأجابني بكلام طويل، لكن حسبي أنه أيَّد الأصل بقوله: ((أما قضية الأصل فهذه لا أنازع فيها كما سبق في كلامي))!!.
ثم قال بعد هذا:
((الأصل: أنَّ قبول الجرح والتعديل له ضوابط وأصول تراعى حين النقد وعلى وفقها يحكم بقبول أو رد نقده، وصفة أئمة النقد أنهم عدول، وأنهم يتكلمون بعلم وورع، ولكن قد يوجد ممن يعتمد قوله في النقد ممن فيه جرح مجمل أو مفسر لم يؤثر ما جرح به في قبول نقده عند أهل العلم)).
إذن الأصل أنَّ قبول أحكام الجرح والتعديل لا يكون إلا عن عدول لا عن مجروحين، لكن قد يوجد ... إلى آخر كلامك.
فما الفرق بين كلامي وكلامه هذا؟!
وأين كلامي السابق أعلاه من نقله عني المطلق بلا توثيق في مقاله هذا: ((ولكن مما أزيده هنا: أني لما ناقشتُ رائداً في الواتساب لأبين له بطلان قاعدته إذا به يقعد قاعدة جديدة وهي: أنَّ المجروح بالعدالة لا يقبل جرحه في عدالة غيره ويقبل جرحه لضبط غيره، وأنَّ المجروح في ضبطه لا يقبل جرحه في ضبط غيره لكن يقبل جرحه في عدالة غيره!!، وهذا من بدع رائد وتخاليطه!)).
ولماذا لا ينقل نصَّ كلامي كما أفعل معه؟!
فكلامي أعلاه مفاده: أنَّ أهل الشأن إن قبلوا أحياناً - من باب الاستئناس لا الاعتماد - تجريح من جُرح جرحاً يسيراً في ضبطه مع خلو المجروح عن التعديل، فليس هذا مطلقاً، وإنما يُقبل من غير الجهة التي جُرِحَ منها.
وابن عطايا نفسه قال في المراسلة في الواتساب التي بيننا: ((أما لو حكم المرجئ - المعتمد قوله في الجرح - هو شخصياً بأنَّ فلاناً مرجئ: فسأشك لأنه قد يريد تقوية مذهبه، ولو حكم على شخص بأنه  خارجي: فقد أشك فيه لكونه عكس مذهبه)).
فما الفرق إذاً؟!

5- أما قول ابن عطايا: ((ذكر قضية تارك عمل الجوارح ولم يأت بشيء يذكر سوى كثرة الثرثرة، وقد بينت القضية في ردي السابق بما يكفي ويشفي)).
وقد ألزمتُه بعدة إلزامات هي من مقتضى كلامه لكنه لم يخرج منها، وسيأتيك يا ابن عطايا مزيد بيان في هذه المسألة فلا تستعجل.

6- وأما قول ابن عطايا: ((كرر رائد أكاذيبه أني أجعل الشيخ عبيداً كفالح الحربي، وأني أصف الشيخ عبدالله البخاري بأنه فرق السلفيين، وهذا كذب من رائد، عموما هو من كذب رائد، وسوء فهمه للكلام الفصيح، وتعمده التلبيس على الناس)).
ما معنى (من كذب رائد) ثم (وسوء فهمه للكلام الفصيح)؟!
هل قلتَ هذا أم لم تقل؟!
اذكر لنا كلامك الفصيح إن كنت صادقاً، لنعرف من الكاذب فينا؟!
وابن عطايا يعلم يقيناً أنه قال ذلك في مراسلاته القديمة التي كانت بيني وبينه، ولما وصلت واحدة من هذه المراسلات - عبر أحد الإخوة من غير علمي وإذني - إلى الشيخ عبد الله البخاري حفظه الله، عاتبني ابن عطايا في بيته وعاتب الأخ الذي كان معي الذي أوصلها للشيخ البخاري، وأخبرتُه أني لم أعلم بهذا واعترف الأخ بهذا أمامه، وانتهى الأمر.
وقد أرسل لي رسالة قريبة قال فيها: ((وكذلك لما كنتُ أراسلك رسائل خاصة أجدها عند عبد الله البخاري)).
فهل يُنكر ابن عطايا هذه الرسائل أم يثبتها؟!
وهل يُنكر ابن عطايا أيضاً أنه قال لي في مراسلاته الأخيرة:
* ((فلذلك لم يرفع الشيخ ربيع وغيره من مشايخ السنة بكلام الشيخ عبيد رأساً ورأوا ذلك من الفتن بين المشايخ وسعوا للإصلاح)).
* ((وجروحات الشيخ عبيد الأخيرة في بعض المشايخ السلفيين الثقات معظم من ينشره القطبيون والحلبيون والمآربة ومن على شاكلتهم، مع ما سببته جروحاته من تفريق بين السلفيين)).
* ((وكذلك قول الشيخ عبيد عني وعن بازمول شيوخ فجأة، وعرَّف ذلك بأنهم مرت عليهم فترة لا يعرفون!!، وهذا كلام باطل ولا معنى له، وهو إنكار للواقع الذي كان الشيخ عبيد يعرفه وسبق أن زكاني في علمي، وهذا يدل على شيء في النفس وليست القضية قضية جرح وتعديل)).
* ((وكلام الشيخ عبيد باطل ظاهر البطلان، ولا اعتبار له عند علماء السنة، حتى قال لي الشيخ ربيع: إن شاء الله يتراجع الشيخ عبيد)).
* ((وقد رددتُ على الشيخ عبيد حفظه الله رداً مفصلاً، وبينتُ الأكاذيب التي اعتمدها في الجرح وهو لا يعلم أنها أكاذيب، في كتابة سلمتها للشيخ ربيع خاصة، ولم أنشرها رعاية لنصيحة الشيخ ربيع حفظه الله)).
هل تنكر هذه أيضاً يا ابن عطايا؟!
أم تريد مني نشر صور المراسلات التي بيننا؟!
أم ستقول "صورة محادثة واتساب مزورة" كما قلتَ من قبل في المحادثة المنشورة من جوالك وفيها قولك "البخاري من وقود الفتنة" و "وهو ممن يؤلِّب على بعض المشايخ"؟!
وأخيراً:
لينظر القارئ الفطن إلى كلام ابن عطايا في مقاله - قبل هذا الذي بين أيدينا -:
((ومن عادة أهل الفتن استغلال ما يحصل في المجالس الخاصة من تسامح في بعض الألفاظ، وما يحصل أثناء النقاش والمناظرة العلمية مع إخوانه من تساهل في الإطلاقات لكونها مجالس نقاش، وليست للنشر للعامة، وقد يحصل فيها غضب أو اندفاع، لا سيما وهو يتحدث مع شخص المفترض أن يفهم ما يقال في المجلس، ويعرف سياقه.
وقد استغل الحدادية بعض الألفاظ التي تحصل في بعض مجالس العلماء لتشويه سمعتهم، ومن أكثر من تعرض لذلك شيخنا الشيخ ربيع حفظه الله.
وقد كان المحدِّثون يتسامحون في مجالس المذاكرة في الرواية، ولذلك قيل في التفريق بين ما ذكره البخاري في صحيحه بلفظ التحديث ولفظ التعليق عن شيوخه أنه مما أخذه في مجالس المذاكرة لا في مجالس التحديث والتي يستعد لها المحدث ويكون فيها أشد تحرزاً)).

انظروا بارك الله فيكم:
أولاً: هو يعلم في قرارة نفسه أنه تكلَّم في الشيخين (الشيخ عبيد الجابري والشيخ عبد الله البخاري) حفظهما الله في مجلسه الخاص معي لكنه يعتذر الآن بالغضب والاندفاع، مع كون المناقشة بيننا عبر محادثات الواتساب ولم تكن وجهاً لوجه!!.
ثانياً: هل من التسامح في المجالس الخاصة الطعن بالعلماء الكبار؟!
ثالثاً: ابن عطايا يقيس طعوناته في العلماء في المجالس الخاصة وسكوته حتى حين في المجالس العامة على طريقة الإمام البخاري في الرواية وتفريقه بين مجالس المذاكرة ومجالس التحديث.
فهل تقاس الطعونات على المرويات؟!
وهل يقاس التلاعب والتلون على الحيطة والتحرز في الرواية؟
نعوذ بالله من شرِّ ذي الوجهين.

كتبه
أبو معاذ رائد آل طاهر
20جمادى الآخرة لعام 1438 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرجو عند كتابة تعليقك تذكر ما يأتي:
1. تذكر قول الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
2. تعليقك سيظهر بعد مراجعته من قبل الإشراف إن شاء الله تعالى.
3. يفضل كتابة التعليق باسم لائق، واستعمال اللغة العربية الفصحى قدر الإمكان.